أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - محمد علي محيي الدين - المجتمع وراء البغاء














المزيد.....

المجتمع وراء البغاء


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2824 - 2009 / 11 / 9 - 08:25
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


البغاء من الظواهر المستهجنة في جميع المجتمعات ولا تحضي البغي باحترام الناس أو تعاطفهم ليس لمزاولتها الدعارة وإنما لنفاق المجتمع ومحاولته التستر على جريمته في رواج البغاء،وللبغاء أسبابه العديدة في مقدمتها العوز المادي أو المحيط الأسري أو الحاجة لإرضاء الغريزة أو الظلم الاجتماعي وهذه العوامل لا تكون الداعرة فيها هي السبب وإنما هي نتيجة لجريمة وقعت عليها من جهة أخرى لا تتحمل هي مسئوليتها بقدر ما يتحمله المجتمع أو العرف أو الأخلاق أو الظلم الاجتماعي الذي أوصلها لهذا الطريق لذلك تتحمل المرأة جزء من هذا التصرف فيما يتحمل المجتمع الجزء الأكبر وبذلك علينا محاسبة المجتمعات فبل محاسبة الداعرات وعلينا تبين مواقع الخلل في المجتمع لإمكانية معالجة هذا الداء الذي نحاربه نظريا ونشجعه عمليا من خلال تهيئة الظروف لنموه وانتشاره بما نقدم له من محفزات.
في الجانب المادي تتحمل الدولة مسئولية تأمين الضمان الاجتماعي لكل فرد فيها وتقع عليها مسئولية رعاية المحتاجين فعلا فالأرامل جراء العمليات الإرهابية أو العسكرية أو الطبيعية هناك في القانون ما يشير الى ضرورة تأمين الحد الأدنى من العيش الكريم لهن ومنحهن الراتب الذي يقيهن الحاجة ويؤمن لهن ولأطفالهن العيش الكريم ،ولكن الدولة العراقية عاجزة لحد الآن عن وضع إحصاء للمشمولين بهذا القانون وبالتالي لم تتمكن من توفير المقدمات الأساسية لتطبيقه لذلك تضطر المرأة لسلوك مثل هذه الطرق بعد أن تخلت عنها الدولة ولم تؤمن لها ما يقيها العوز والاضطرار لسلوك هذا المركب الوعر،وتتحمل المؤسسات المختلفة إنسانية ودينية واجتماعية جزءا من الغرم لأنها لم تحاول أيجاد الحل أو تقديم المساعدة رغم قدرتها على توفيرها بما تمتلك من أموال وما تهيأ لها من قدرات،بل شاركت تلك المؤسسات عندما أوحت لها بصحة هذا السلوك من خلال المتعة الشرعية التي تكون الطريق الأول للسير في دروب الرذيلة بعد أن يتم أغرائها عن هذا الطريق وهناك آلاف النساء يتكسبن عن هذا الطريق من خلال مكاتب لها حصتها في الإيرادات المادية لهذه الأعمال التي هي زنى مؤطر بإطار ديني لا ينفي خروجه عن المألوف الاجتماعي السائد.
في الجانب السلوكي نلاحظ أن هناك أسر ومجمعات تتفشى فيها هذه الظاهرة وتنتشر لتتوارث جيل عن جيل بسبب طبيعة التربية الأسرية التي لا تبنى على أسس من الكمال الخلقي مما لا يعصم أبنائها من السير في هذا الطريق وهذه المجتمعات الموبوءة بهذا الداء تتناسل وتتوالد لتنتشر في حالت انتقالها من مكان الى آخر لسبب من الأسباب وربما تكون هذه الأسر وراء السقوط الأخلاقي لأخريات من خلال أغرائهن أو تمهيد الطريق لهن لتبني هذا السلوك وبالتالي يكون للمحيط والأسرة أثرهما في انتشار وتوزع هذا النوع من البغاء،والملاحظ أن المجتمع الغجري الذي تنموا فيه هذه الظاهرة وتأخذ طابعها الاجتماعي المقبول كان له الأثر الكبير في امتدادها وتوسعها من خلال حمايته للهاربات من أسرهن لارتكابهن عملا طائشا فيجدن الملاذ الآمن في هذه الأوساط ويصبحن بمرور الزمن من محترفات مهنة بيع الجسد وفي حال الانتقال الى مدينة أو حي آخر ينفتح لهن المجال لتوسيع هذه الظاهرة وانتشارها وهو ما لاحظناه بعد سقوط النظام ألبعثي عندما قامت القوى الجديدة بتشتيت التجمعات السكانية للغجر وتضييق الخناق عليهم في ممارسة مهنتهم المشروعة اجتماعيا لديهم والمحمية من الحكومات السابقة مما جعل الكثير منهن يلجأن لسكن المدينة مما فاقم المشكلة أكثر فأخذت بالتمدد والتوسع لتشمل عوائل أخرى سارت في طريق بيع الجسد من خلال أغراآت الغجريات وتأثيرهن على هاتيك النسوة بجرهن شيئا فشيئا للمضي في ها الطريق لكسب المال وإرضاء الشهوة وتأمين ما تحتاجه من مستلزمات الحياة.
والأمر الذين علينا وضعه في المقدمة أن البعض من النساء لديهن الشهوة الجنسية العارمة التي لا تجعلهن يكتفين برجل واحد أو ممارسة واحدة فيحاولن إشباع نهمهن من خلال ممارسة البغاء وهذا العامل له انتشاره الواسع وكثرته هي الغالبة في المجتمع العراقي حيث يسعى الكثير من النساء للحصول على اللذة وإرضاء الذات رغم عدم حاجتهن لمال،وبعضهن اضطررن لسلوك هذا الطريق بسبب الزواج غير العادل فقد تجبر المرأة على الزواج ممن يكبرها سنا أو لا يمتلك وسامة تتناسب وطموحها،أو لا يستطيع توفير ما تصبوا إليه من حاجة جنسية فتضطر للبحث عن بديل عن طريق العلاقة الخارجية وربما يتطور الأمر للبحث عن أكثر بعد أن تتذوق حلاوة اللذة المحرمة التي هي الأجمل والأكثر أثارة من لذة العلاقة الزوجية بما يصاحبها من ملل ورتابة وجمود ،وخصوصا إذا كانت المرأة نزاعة للتغيير أو وجدت في زوجها سلوكا آخر بطموحه لبناء علاقات مع أخريات فتضطر بحكم مقابلة المثل بالمثل للدخول في متاهة الممارسة الجنسية خارج أطار الزواج.
والأمر الذي علينا عدم الاستهانة به أن ظاهرة البغاء وجدت مع وجود البشرية وربما كانت من الممارسات الاجتماعية المألوفة لبعض الشعوب،ولا تدخل في أطار المحرمات ألدينية أو الموروث الاجتماعي ،وهي ليست نتاج مجتمع بعينه وتتساوى فيها جميع المجتمعات وأن تباينت من مجتمع عنه في آخر بحسب درجته من الانفتاح والتطور ونظرته لمثل هذا السلوك وأن محاولات تحجيمها أو إنهائها أمر خارج عن نطاق القوانين والأعراف لأنه نتيجة طبيعية لميل الإنسان الفطري للركض وراء الممنوع والانغمار فيه ولكن بالإمكان تقنينها من خلال وضع ضوابط لممارستها وتحديد أماكنها خشية انتشارها في المجتمعات وذلك بتكوين تجمعات سكانية لممارستها ضمن قوانين محددة يراعى فيها الجانب الصحي والاجتماعي لأن محاولات القضاء عليها بأساليب الجبر والإكراه والمنع سيزيد من انتشارها ونموها لتأخذ مداها الواسع في المجتمعات





#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا صايره ولا دايرة
- الشامية وأنفلونزا الخنازير
- عتوي السلطان
- بأسم الشعب..مجلس قيادة الثورة
- حرمة الستيان
- حاميها حراميها
- صور من المعركة
- العرف العشائري فوق القانون
- العراق الدامي
- طركاعة وطاحت بخلاطي
- فساد الاختيار وراء فساد مفوضية الانتخابات
- البعث كذبة كبرى
- فكوله الجنطة وهز ذيلة
- مكافحة الفساد بين الواقع والطموح
- حتى الفن تلبسوه عمامه
- تلك أذن قسمة ضيزى
- عوافي للشبع ماء صافي
- من يصدق جمع التبرعات
- ألف مبروك انتصرنا
- الى أين تمضي النقابات والجمعيات في العراق


المزيد.....




- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - محمد علي محيي الدين - المجتمع وراء البغاء