أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الرحمن كاظم زيارة - وباء صعدة : جبل النار وبضعة مليارات














المزيد.....

وباء صعدة : جبل النار وبضعة مليارات


عبد الرحمن كاظم زيارة

الحوار المتمدن-العدد: 2823 - 2009 / 11 / 8 - 13:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التدخل الايراني في الشؤون الداخلية لليمن ليس افتراضا ، ولا هو بعض الاوهام ، بل حقيقة لها أدلة دامغة . وهو جزء من عمليات تصدير الثورة وفق قواعد أعيد تشكليها مؤخرا في خطة طويلة الامد هدفها الاول ابتلاع الخليج العربي . بالطبع نحن لانغالي في تصور القوة الايرانية ، وفي الوقت نفسه لانحقرها بل نتصورها كما هي حيث تلعب (النوايا) فيها المحرك الاساس للاداء السياسي الايراني وليس القوة بمعانيها العسكرية والاقتصادية فقط. لقد حصدت ايران جراء تنسيقها مع القوات البريطانية بعد انسحابها في مطلع السبعينات من الخليج العربي ثلاثة جزر عربية ، وكادت ان تلحق مملكة البحرين بها. وتتطلع اليوم الى حصاد آخر مماثل بعد انسحاب القوات الامريكية من العراق .
وما من شك ان تفتيت المجتمعات العربية خاصة في الشرق ، هو هدف دولي تلعب فيه ايران دورا محوريا ، والى ذلك يمكن تفسير العلاقات المتعددة الابعاد بين ايران والولايات المتحدة ، وهي علاقة من نمط ( شر لابد منه) .
خرجت احداث صعدة من دورها الجنيني الاول ، واعني به الاساس الطائفي والمذهبي الذي تفصح عنه شعارات الحوثيين ومطالبتهم بالحكم طبقا للحق الالهي بحسب تصور قادتهم . فأصبحت صعدة حاضنة لوباء داخل الجسد الواحد فالقاتل والمقتول أخوة ، وليس من بينهم إيراني واحد . فلم يعد إذن الاساس الطائفي والمذهبي ما يحرك جمهرة الحوثيين ، فلقد اصبح لكل منهم سبب آخر لمواصلة الحرب الاهلية وهذا ما تخلفه دائما هذه الحروب : ثارات ، والهروب المستمر من وجه العدالة ،والرغبة الشديدة للاطاحة بنظام الحكم ، والقبول بأي تغيير وعلى أي وجه كان ، وبمساعدة أي طرف دولي ، فهوبالنسبة لهم ( تحرير ) كما حصل في العراق .
نحن نفهم ما يجري في اليمن في اطار اقليمي متواشج الاطراف والاسباب ، ففي الشمال حيث العراق يشهد تناحرات طائفية ليس لشعب العراق دورا فيها الا ان يكون هو على الدوام الضحية . وفي لبنان حيث اضحت الاحزاب الطائفية دولا تتمتع باستقلال عن دولة لبنان ، بل ان دولة لبنان هي حصيلة نظام المحاصصة الذي يشمل البشر والحجر . وفي بلدان الخليج العربي حيث يفتك بمجتمعاتها سلاح ( التجنيس) للايرانيين ، وهو سلاح مكن ايران نفسها من ان تطالب أكثر من مرة بالحاق البحرين بها . ولقد ظل اليمن والى وقت قريب بعيدا عن المناولات المذهبية والطائفية التي تتدفق من ايران صوب الضفة الغربية للخليج العربي ، بسبب فقره الاقتصادي ، فالاوضاع الاقتصادية فيه ليست مغرية لطالبي الهجرة . وبسبب تجانسه القومي والاجتماعي وحتى الديني ، برغم وجود مذاهب متعددة فيه كأي بلد آخر ، بقي اليمن عصيا على مشاريع التفتيت ومحاولات خلق البؤر الطائفية ردحا طويلا من الزمن . إلا ان الاحداث الاقليمية واحتلال العراق قد فتحت امكانات خلق مثل هذه البؤر.
ان اثارة الفتنة الطائفية فيه مع وجود مشكلة الفقر ، من شأنه ان يفتت هذا البلد ، وأن تفتيته لاسامح الله سيكون مرتبطا ارتباطا وثيقا مع التفتت الحاصل في البنية السياسية لكل من العراق ولبنان . أضف الى ذلك وجود البؤر الطائفية المسيسة في اغلب بلدان الخليج العربي والتي يخفف من وطأتها في المجتمع السياسي اقتصاد الرفاه والرهاوة الاقتصادية والى حد ما نظام الكفيل .
ان ايران تنفذ في البلدان التي لها اطماع فيها عبر وسائل الاتصال المتاحة لها ، وتشكل العلاقات الدبلوماسية احد تلك الوسائل ، فسفاراتها هي مراكز لكسب الموالين لها ، ومراكز لبث الفرقة داخل المجتمعات التي تتواجد فيها . وديدنها تصنيع فئات اجتماعية تعمل لصالحها ، ومستعدة لتقبل فكرة الموت من اجلها . ولاتقدم على هذا السبيل سوى النزر اليسير من المؤونة والسلاح ، فالمهم بالنسبة لها ان تجعل هذه الفئات مضطرة على الدوام للدفاع عن نفسها ، وان تتوهم عدوا افتراضيا هو على الدوام ( الحكومة) ، مهما كانت هذه الحكومة ، المهم انها عربية وحسب .
لذلك كله : ان تخفيض التعامل الرسمي مع ايران سيجفف منابع تصنيع الفئات المنعزلة مذهبيا وسياسيا داخل المجتمعات ، بل ان قطع العلاقات الدبلوماسية هو الحل الذي نراه فاعلا في مثل هذه الاحوال . فلقد ادرك المسلمون العرب الاوائل حقيقة جيوبوليتيكية تفرض ذاتها عليهم في التعامل مع ايران فلقد تمنى الخليفة عمر بن الخطاب ( جبلا من نار ) بين العرب المسلمين والفرس ، ( لايخلصون الينا ولانخلص اليهم ) .
ان احداث صعدة قد ابعدت اليمن سنوات كثيرة عن موعد التحاقه بعضوية مجلس التعاون الخليجي العربي ، وهو هدف تسعد به ايران ،لأن ذلك من شأنه ان يزيد تداعيات وباء صعدة ليفتك باليمن ،وحتى اذا اخذ مداه فسيفيض الى جوار اليمن حتما . وقد بدأت بالفعل تظهر هنا وهناك اعراض وباء صعدة ، لتحفزاوبئة أخرى ظلت زمنا راقدة . لذلك من الضروري ان تتبنى دول مجلس التعاون خطة لاستعادة الزمن الذي فقده اليمن في سعيه للالتحاق بعضوية المجلس جراء احداث صعدة ، بمعالجة عاجلة لمشاكل الفقر التي تلعب دورا كبيرا في الاحداث دون شك ، متزامنا مع تنظيم العمالة الاجنبية وترجيح العمالة اليمنية والعربية عبر خطط هادئة تحقق جدواها الاقتصادية والسياسية والامنية .
والحق ان مشاكل اليمن هي جزء من مشاكل دول الخليج العربي قاطبة ، لأنها مشاكل ذات ابعاد اقليمية .



#عبد_الرحمن_كاظم_زيارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد المنطق التقليدي ..(6) النقض
- في نقد المنطق التقليدي ..(5) القضايا المنحرفة .
- في نقد المنطق التقليدي ..(4) القضية الشرطية وتقسيماتها
- في نقد المنطق التقليدي ..(3) النسبة
- في نقد المنطق التقليدي ..(2) السلب والعدول وغياب النفي
- في نقد المنطق التقليدي ..(1) كم القضايا
- نبط العراق مركز الارض ومثابة التحولات الكبرى
- اليمن ذلك البلد السعيد بين سندان الحوثيين ومطرقة الانفصاليين
- ملاحظات في البداهة والبديهية
- الكائنات المنقوصة هي الاصل وما ينقصها فرع منها
- نبذ نظرية المؤامرة ونبذ الارهاب وخواء العقل
- السبيل الى تنفيذ دعوة القذافي الى انشاء مجلس أمن حركة عدم ال ...
- السبيل الى أنسنة ادارة الولايات الامبريالية الامريكية
- نحو جبهة عربية لفصائل المقاومة و التحرير في الوطن العربي
- بطاقة تعريف الشكل الحيوي للشيخ محي الدين العربي
- نسبية المعايير وتوحيدية المنطق الحيوي
- سلطة المنطق التوحيدي وقانون التدافع
- يكتاتورية الشكل الحيوي تضطهد البنيوية الحقة
- الغاء جامعة الدول العربية مطلب جماهيري وحدوي
- (( جبر بوول )) ومجالات التوظيف في المنطق والفلسفة


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الرحمن كاظم زيارة - وباء صعدة : جبل النار وبضعة مليارات