أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شيركو عبد الله - الوطن أولا ....الوطن أبدا














المزيد.....

الوطن أولا ....الوطن أبدا


شيركو عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 2823 - 2009 / 11 / 8 - 10:06
المحور: الادب والفن
    



تكبر في الروح فسحة الأمل ،حين يغرد طائر ُ ، بكل الحب الذي تضمه أضلاعه ،لوطن ٍما عرف َغير الدمع ، سبيلا لتجاوز المحن التي تمر عليه ، وطن يجلس على الرصيف ويبكي ، يبكي أبنائه وحزنه ، يبكي تأريخه الذي يمزقه الدخلاء ، يبكي تناثر اشلاء أبنائه التي لا تتعرف الى بعضها ، وطن يجلس على الرصيف واضعا رأسه بين يديه ،لايدري أي لعنة حلت به ، منذ ألف عام وهو يحلم بنسيم الهدوء يعطر ثناياه ، منذ الف عام وهو يمني النفس برائحة الاستقرار ، منذ الف عام وهو يرغب أن يحلق عاليا في سمائه ، قبل ان تخطف البنادق أحلام حماماته ، كي لا ( تسقط دافئة فوق أذرع من جلسوا في الرصيف يبيعون أذرعهم )، وطن يحتمل الحب أكثر من الحرب .
تكبر في الروح فسحة الأمل ، فتعود بك الذكرى الى مدينة ، تغرق في سبات البؤس الجنوبي ، تحتضن نهر الغراف بشوق فتاة عانس ، وتطهر أثامها كل صباح بزقزقة عصافيرها ، وهل لها أثام ؟؟ تنام على دعاء فقرائها بالستر والعافية ،مثلما تطرب لغناء أبنائها الحزين ، وهو يصل الى مسامع فتياتها الغارقات في لوعة الشوق للحبيب ، مدينة عائمة على لوحة المنفى ، هي منفية من حاضرها وماضيها ، مثلما منفية من طعم السعادة ،لهذا ظل هاجس أبنائها الوطن ، وطن يتنفس من بين أصابعهم حريته ،وطن يسرح مع نغمات موسيقاهم الى جنة أخرى .
والفنان الموسيقي سامي نسيم ، واحد من أصحاب هذه الأصابع ،التي تنفس فيها الوطن حريته ،يحمل وطنه أينما يذهب ، لآن الفنان بلا وطن ،يعني عودا بلا أوتار.
في كلمته التي قدمها في القاهرة ،وهو يُكرم من دار الأوبرا المصرية ، أبكى الجميع على وطنه العراق ، لأن العراق يعيش بين أضلاعه ، لهذا بالنسبة اليه الوطن أولا ... الوطن أبدا ،لأنه أبن تلك المدينة الجنوبية ، الغافية بدلال المحبين على ضفتي نهر الغراف .

كلمة أولى لمؤتمر الموسيقى العربية الثامن عشر2009

سامي نسيم
العراق
أتقدم بالشكر والتقدير لمؤتمرومهرجان الموسيقى العربية ودار الأوبرا المصرية لتكريمي بالأرتقاء الى منصة يكثر العثار فيها والأعتذار منها فراكبها كراكب الصعبة. منصة تشرفت بقامات موسيقية كبيرة من أساتذة أجلاء وفرسان في مجال التنظير والنقد الموسيقي العربي . قدمت اليكم من وطن تركت فيه عيون المها..دامية بين الرصافة والجسر بعد ان غطى الرماد مفرقها والفجيعة رسمت قروحها في الأمكنة. وحفرت حراب الأعادي أخاديد الألم جرحا غائرا بروحها..فلم يعد لبغداد هوى تجلبه الريح من حيث أدري ولا أدري ولاألف ليلة وليلة لشهرزاد ولاسندباد يطوي البحارعلى بساط الخيال الخصب.ولا صوتا غزاليا وقبانيا يبدد هدئة ليلها المحزون..قدمت ورائحة الدم الطهورالمسفوح ظلما تعطر ثيابي الحزينة. ويعتلي أكتافي الوهنى تراب الحروب والدمارذلك أني محارب عتيق أدمنت الخراب ولم تسرحني الدهوربعد.أحمل معي سمفونية أنين الثكالى وأهات الجرحى وموشحات ندب الراحلين مبكرا. وسوناتات الرعب و الألم.خلفت ورائي مهرجانات للموت وكرنفالات للدمار في أوبرا العراق الحزينة منذ الف عام وعام خلت لم نحصد من أرض سوادنا سوى الحسرات والنكبات بوطن يبحث عن وطن..وطن تشرد ت طيوره الصداحة من فنانيه ومبدعيه في الشتات بعد أن ضاقت بهم سبل العيش والأبداع على أرضه بسبب تسلط وشراسة اللآله البشري القبيح.تغربوا بمنافي بديلة يحلمون بأن يتسع لهم صدر العمر للعودة أو يمنحهم فسحة قبر مستريح من ترابه .وطن يستطيع أن يصدر آلاف المواهب و المبدعين ويبني بخيره الوفيرألف دارأوبرا ولكنه يبخل على بغداده الجريحة بواحده..وكذلك يستطيع أن يبني ألف دار للسينما ولاتوجد واحدة منها فيه بل أضحت أحداثه الجسام سينما مخرجها القدر المشؤم..وطن الشعر والمقامات و النفط والموت والجوع والتخمة.أعتذر مرات لأني عكرت صفو جلستكم بهمومنا وحزننا. ولكن حق الأخوة بيننا مصان و بين الأحبة العتب مرفوع وقاهرة المعز قاهرة العرب وصوت تأريخهم كصدر نيلها العظيم صدرا رحبا حانيا يتسع لنا جميعا



#شيركو_عبد_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاح داوده *
- وجع على حافة المنتهى
- غرفة ينابيع العراق والحزن الشيوعي الصادق
- فن مسرحي
- هل خانوا الشيوعيون وطنهم


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شيركو عبد الله - الوطن أولا ....الوطن أبدا