أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - إلى متى يظل المسجد الحرام وفريضة الحج رهينة لدى السعوديين ؟ والى متى تستمر هذه المخالفة لشرع الله جل وعلا؟















المزيد.....

إلى متى يظل المسجد الحرام وفريضة الحج رهينة لدى السعوديين ؟ والى متى تستمر هذه المخالفة لشرع الله جل وعلا؟


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 2821 - 2009 / 11 / 6 - 23:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أولا :
فى كل موسم حج تحدث وفيات بالمئات نظرا لتكدس ملايين الحجاج فى أسبوع واحد لقضاء فريضة الحج ، و قد كتبنا فى تأكيد قوله جل وعلا (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ) ( البقرة 197) مقالا قلت فى بدايته :(يمكنك أن تحج خلال أربعة أشهر ، من أول ذى الحجة الى نهاية ربيع الأول.)
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1480
وقبله منشور فى موقعنا نفس القضية تحت عنوان : ( How Muslims distorted Al Hajj )
http://www.ahl-alquran.com/English/show_article.php?main_id=653
ومع أن هذا التيسيرالالهى القرآنى فى فريضة الحج أصبح ضرورة ملحة الآن إلا إنه من المستحيل على الدولة السعودية تطبيقه وجعل موسم الحج مفتوحا من بداية ذى الحجة الى نهاية ربيع الأول ، لأن الوهابية يقوم شرعها على التزمت و التعقيد عكس دين الاسلام القائم على التيسير والتسهيل و التخفيف ورفع الحرج ، ولأن الوهابية السلفية تقدس ما وجدنا عليه آباءنا وما تعارف عليه السلف ، وطالما إختار السلف لظروف سياسية تجميع كل الحجاج فى موسم واحد هو افتتاح موسم الحج لحراستهم من غارات القبائل النجدية وغيرها فلا بد ان يظل الوضع كما هو عليه . وبالتالى فإذا كانت القبائل النجدية ـ التى كانت تقطع الطريق على قوافل الحج لتسلبهم وتقتلهم ـ هى المسئولة فى الماضى عن تركيز الحجاج فى قوافل محمية بجيوش وأمير للحج ،فإن الوهابية النجدية الآن هى المسئولة عن نهب ملايين الحجاج سنويا بفرض تلك الرسوم الباهظة عليهم بزعم حراستهم وتذليل الصعاب ، بينما يحشرونهم بالملايين فى اسبوع واحد ، يموت فيه المئات إختناقا وتحت الأقدام . وكل ذلك بالمخالفة لدين الاسلام .
ثانيا :
ليست هذه هى المخالفة الوحيدة التى تقع فيها الوهابية السعودية فى فريضة الحج .
لقد كتبنا فى التسعينيات فى أن الحج فريضة مفتوحة لكل الناس ، وأن البيت الحرام ـ شأن الأشهر الحرم ـ لكل الناس ، فكما للناس رب واحد جل وعلا ، فإن له جل وعلا بيتا واحدا هو المسجد الحرام فى هذه الكرة الأرضية ، وله جل وعلا زمن حرام هو الأشهر الحرم ، ويجب على الناس أن يحجوا الى رب الناس فى بيته الحرام فى أشهره الحرم ، وعند البيت الحرام يجب أن تصفو النفس من كل الشرور ومن كل الأهواء ومن كل النوايا السيئة وتترفع عن الغرائز حتى لو كانت رفثا مع الزوجة ، وأن تتسامى عن الجدل ، وأن يتمتع بالأمن كل من فى الحرم وكل من يقصد الحرم مسافرا ( المائدة 2 ) ، يستوى فى ذلك الانسان مع الطير و الحيوان ، وهذا هو معنى الاحرام الذى حرفته أديان المسلمين الأرضية وحولته من التقوى الى لباس فاضح يكشف سوأة الرجال تشجيعا على الانحلال .!!
وكالعادة لم يلتفت لنا وقتها ـ أحد .
ولذا نعيد ونؤكد هنا :
1 ـ ليس البيت الحرام والحج اليه مقصورا على من يسمون بالمسلمين فقط . البيت الحرام هو أول بيت وضعه الله جل وعلا للناس جميعا ، ومن دخله كان آمنا ، والحج لهذا البيت فريضة على المستطيع من الناس جميعا : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّه غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) ( آل عمران 96 ، 97 )
2 ـ البيت الحرام ـ بيت الله جل وعلا هو المكان الذى يأتى و يثوب اليه كل الناس ،ويجب أن يتمتع فيه الناس بالأمن ، وهذا هو موجز الأوامر التى جاءت لابراهيم واسماعيل عليهما السلام (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً ) ( البقرة 125 ).
3 ـ كل البشر سواء وسواسية فى هذا المسجدالحرام ، يستوى فى ذلك المقيم فى مكة العاكف فى البيت الملازم له طيلة حياته بذلك الذى يقطع البوادى سفرا له . ولو جعل أحدهم لنفسه أو قومه أو دولته سلطة عليا يستطيل بها على المسجد الحرام وضيوف الرحمن بحيث يمنع الناس من دخوله أو يتحكم فيه بغير حق فهو ممن يصدّ عن المسجد الحرام الذى جعله الله جل وعلا للناس سواء ، يقول تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) ( الحج 25 )
ونلاحظ فى الاية الكريم استعمال صيغة المضارع ( ويصدون ) إشارة الى امكانية أن يأتى بعد نزول القرآن الكريم من يكرر جريمة قريش فى التحكم فى بيت الله الحرام وتحويل الحج الى تجارة. وهذا ما نشهده الان فى تحكم الدولة السعودية فى موسم الحج وفى بيت الله الحرام مخالفة لدين الاسلام .
ونلاحظ أيضا أن الله جل وعلا يعاقب هنا على مجرد النيةالسيئة ـ أو إرادة السوء ـ فقال جل وعلا ( بتعبير المضارع أيضا ) : (وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ).
4 ـ بعدها يقول جل وعلا عن صفة من يأتى للبيت الحرام :(وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) ( الحج 26 ـ ) فالبيت الحرام هو لكل الناس ، من يرغب فى الطواف والصلاة ، ويأتى اليه من كل فج عميق من كل أنحاء الكرة الأرضية .
5 ـ ولأنه بيت الأمن والأمان و السلام لكل الناس وحتى الطير و الحيوانات بحيث يحرم الصيد فيه فلا مكان فيه للمعتدين الذين يعكرون أمن الناس و يعتدون عليهم ويهددون حياتهم .
إن للاسلام معنيين : معنى عقيدى فى التعامل مع الله جل وعلا هو الاستسلام والانقياد و الخضوع لله جل وعلا وحده لا شريك له (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) ( الأنعام 162). وهذا الجانب العقيدى خاص بعلاقة كل فرد من البشر بالله جل وعلا ، ويرجع لحريته فى الايمان و الكفر ، وليس لأحد أن يتدخل فى هذه العلاقة بين الانسان وربه ، وكل انسان مسئول عن اختياره أمام الواحد القهار يوم القيامة . أما المعنى السلوكى فالاسلام هو السلام ، وكل إنسان مسالم فهو مسلم ظاهريا بغض النظظر عن عقيدته و دينه الرسمى و مذهبه . وللناس هنا الحق فى الحكم على أى إنسان طبقا لسلوكه ، هل هو مسالم أم معتد مجرم ، وهناك من القوانين الالهية و الوضعية التى تحافظ على حقوق الانسان من تعد يقع عليه من أخيه الانسان .
ولذلك فللكفر و الشرك أيضا معنيان ، فى التعامل مع الله تعالى هو تغطية الفطرة السليمة بالاعتقاد فى شريك مع الله جل وعلا واتخاذ أولياء و شركاء مع الله ، وتلك العلاقة مع الله تعالى فى العقيدة و العبادة مرجعها الى الله تعالى ليحكم فيها بين الناس لأن كل واحد من الناس يرى نفسه على الحق ويرى مخالفيه على الباطل . الذى يهمنا هو الكفر السلوكى بمعنى الاعتداءو الظلم الذى يقع من إنسان على أخيه الانسان . هذا الكفر السلوكى بالاعتداء والظلم و القتل للبشر حق الحكم عليه ومحاسبة الواقع فيه حفظا لحقوق الانسان وحق المجتمع .
صلة هذا بموضوع الحج فى الآتى :
إن كل إنسان مسالم من حقه الحج بغض النظر عن دينه الرسمى ، ويمتنع على كل وافد للحج أن يحمل سلاحا ، ولا بد من توفير الأمن لضيوف الرحمن ، ومن هنا نفهم السياق الذى نزل فيه قوله جل وعلا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) ( التوبة 28 ) ،فالحديث هنا عن مجرمين معتدين إعتادوا الهجوم على الحجاج ـ وأدمنوا نقض العهود فكان لا بد من مواجهة حازمة لهم بدأت باعلان البراءة منهم وإعطائهم مهلة للتوبة قدرها أربعة أشهر حرم ، وبهذا بدأت سورة التوبة ( التوبة :1ـ ) ، ومنها قوله جل وعلا عن أولئك الكفار بالسلوك والاعتداء : (لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ ) فإن كفوا عن الاعتداء أصبحوا إخوة للمؤمنين :( فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) وان عادوا للاعتداءونقض العهد فقد وجب قتالهم دفاعيا (وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ) ( التوبة 10 : 12 ) .وبالتالى لا بد من منعهم من الحج طالما يواصلون إعتداءاتهم على الحجاج وضيوف الرحمن ،بل لا بد من منعهم من الاقتراب من المسجد الحرام الذى جعله الله جل وعلا مثابة للناس وأمنا ، من هنا نفهم قوله جل وعلا فى هذا السياق : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) ( التوبة 28 ) . الحديث هنا عن المشرك الكافر بالاعتداء و القتل وسفك دماء الأبرياء .
ثالثا : نظام السعودية الوهابى يخالف الاسلام فى كل ما سبق .
1 ـ أجدادهم فى نجد إعتادوا قطع الطريق على الحجاج طوال التاريخ الأموى و العباسى والمملوكى ، فى حملات ( علمانية ) أى لا تستند الى تسويغ دينى . وحين كانت تستند الى تسويغ دينى تكون الكارثة أعظم إذ يتحول القتل وسفك الدماء و انتهاك الأعراض و سلب المال جهادا ، وهذا ما فعله أسلاف السعوديين تحت شعار القرامطة ، والقرامطة هم الذين لم يكتفوا بقطع الطريق على الحجاج بل هاجموا مكة وقتلوا من فيها و ألقوا بجثث الضحايا فى بئر زمزم ، واقتلعوا الحجر الأسود ، وكل ذلك منشور و مشهور فى التاريخ .
ثم بعد قرون تجددت النحلة القرمطية تحت إسم جديد هو الوهابية بزعامة الأسرة السعودية التى كررت جرائم القرامطة من حيث القتل و السلب و النهب و انتهاك الأعراض باسم الجهاد ، حدث هذا فى الدولة السعودية الأولى ( 1745 : 1818 ) والتى استولت على الحجاز والمسجد الحرام عام 1805 وقامت بنهب المدينة المنورة ومنع قوافل الحج من المجى فى عام 1806 ، مما دفع بالدولة العثمانية لاصدار أمر للوالى محمد على باشا فى مصر باستخلاص الحجاز والأماكن المقدسة عام 1807 ، ونهض محمد على للتنفيذ عام 1811 ، وانتهت الحرب بتدمير الدرعية عاصمة السعوديين وقتها فى سبتمبر 1818 .
ثم أقام عبد العزيز آل سعود الدولة السعودية الثالثة الراهنة فيما بين عامى 1902 : 1932 . وفى سبيل إقامة دولته ارتكب مذابح هائلة فى الجزيرة العربية و العراق و الشام ، وكان جل الضحايا من المدنيين سكان القرى فى العراق والشام ، وتفانى الإخوان ( جنود عبد العزيز ) فى الاغارات على القرى العراقية و الشامية وقتل كل من يعثرون عليه ، فقتلوا ما يقرب من مليون إنسان على أقل تقدير.
ولم ينج الحجاز من مذابحهم . فى طريقهم لغزو الحجاز ارتكبوا مذبحة تربة فى يونية عام 1919 حيث كانت دماء الضحايا من سكان تربة تجرى كالنهر بين أشجار النخيل حسبما يروى الشريف عون الذى فرّ من المعركة وكان وقتها صبيا فى الخامسة عشر من عمره . وتلتها مذبحة الطائف فى سبتمبر عام 1924 ، بقتل معظم أهل الطائف المدنيين من الرجال و النساء و الأطفال ، وأدت وحشية السعوديين الى تسليم أهل مكة و المدينة و جدة بعد اقل من شهر واحد .!! ولنتذكر أن الاعتداء على البيت الحرام عام 1979 ارتكبه وهابى عريق هو جهيمان العتيبى وصحبه ، وهو أحد تلامذة الشيخ بن باز .
أى إن كل ما فعلته قريش الكافرة والذى شجبه القرآن الكريم ليس بشىء مقارنة بما فعله السعوديون ..
2 ـ وبسيطرة السعوديين الوهابيين جرى تعذيب الناس وترويعهم ومطاردتهم عن طريق المطوعة ، ولا يزال هذا ساريا فقد أصبح نمط الحياة اليومية ، لا فارق بين سكان الحرم وضيوفه وبين بقية السكان فى المملكة . أما أفراد الأسرة السعودية فلا يجرؤ أعتى رجال الهيئة ( المطوعة ) من الاقتراب منه مهما بلغ انحلاله وفسوقه وعصيانه .
3 ـ بالنسبة للحج والحجاج ، فلا بد للنظام السعودى أن يتثبت من إسلام من يرغب فى الحج ، خصوصا إذا لم يكن عربيا ، وهو بذلك يعطى نفسه سلطة الاهية حين يبيح لنفسه التفتيش على عقائد الناس . إن مناط الإشراف على الحج ليس التفتيش على العقائد والدين ولكن التفتيش الأمنى الظاهرى كمايحدث فى أى مطار فى العالم ، لا شىء أكثر من ذلك .
4 ـ الأسوا فيما تفعله الدولةالسعودية فى السعى الى فرض دينهاالوهابى على الناس بما تقوم به من دعاية ، ثم فى نفس الوقت تستغل سلطتها على الحج والبيت الحرام وغيره فى اضطهاد الحجاج الشيعة و الصوفية و الأحمدية وغيرهم من غير الوهابيين . وتستغل الحج وسيلة للدعاية الهابطة و الفجة لبيت آل سعود تتحدث بالمنّ والأذى عما يقدمونه رياء للاسلام و المسلمين من مكرمات وتبرعات ، وهى أولا لا تساوى شيئا مقارنة بما تقدمه المؤسسات الغربية والكنسية لفقراء المسلمين ، وهى ثانيا لاتقارن بما يجب عليها أن تتبرع به من عوائد النفط تحت مسمى زكاة المال ، وهى ثالثا لا تقارن بما تحصل عليه سنويا من رسوم وضرائب على الحجاج ، وأخيرا لا تقارن بما ألحقوه بالاسلام من خسائر و سمعة سيئة فى العالم كله .
5 ـ بهذا ينطبق على آل سعود قوله جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) ( الحج 25 ). ينطبق عليهم بأعمالهم ، ولا شأن لنا بعقائدهم .
6 ـ إن تاريخ آل سعود وسلوكياتهم الحالية ووهابيتهم تتناقض مع الاسلام ، فكيف يكونون أمناء على بيت الله الحرام وفريضة الحج ؟ والى متى يسكت أحرار المسلمين على هذا الوضع المخالف للاسلام ؟ وهل البيت الحرام حكر على الوهابيين السعوديين وحدهم ؟ وهل لديهم من دليل من القرآن ـ أو من حتى دينهم الأرضى الوهابى يعطيهم شرعية تحكمهم فى بيت الله الحرام ؟ أم أن استيلاءهم عليه بالقوة عام 1924 يعطيهم حقا شرعيا فى ادارته و التحكم فيه وإدارة فريضة الحج وفق شريعتهم المخالفة للاسلام ؟ ألايكفى المذبحة الهائلة التى اقترفوها فى الطائف فى طريقهم للاستيلاءعلى مكة وقتها لارهاب أهل مكة وارغامهم على الاستسلام ؟ وهل يصح الاعتداء ليكون وسيلة شرعية اسلامية للتحكم فى بيت الله الحرام و التحكم فى ضيوف الرحمن . أم أن هذا الاعتداء لا بد من شجبه اسلاميا و المطالبة بالغاء كل ما ترتب عليه من تحكم أولئك الناس فى بيت رب الناس؟
أخيرا :
1 ـ إن تحرير المسجد الحرام من إحتلال آل سعود هو جهاد لاعلاء دين الله جل وعلا الحق . ولنبدأ هذا الجهاد السلمى بتوعية المسلمين خلال مؤتمرات وندوات تحكى المسكوت عنه من التاريخ ومن حقائق الاسلام .
2 ـ أدعو أحرار المسلمين فى كل مكان من شيعة وسنة و صوفية وعلمانيين وحقوقيين الى عقد مؤتمر يناقش حتمية وكيفية وضع المسجد الحرام تحت إدارة دولية محايدة تضمن أن يكون مفتوحا لكل قادم اليه للحج أو للعمرة أو الزيارة من كل البشر بلا تمييز او تخصيص، وتضمن أمن الحجاج ، وتيسر لهم تأدية المناسك طيلة أربعة أشهر للحج .
3 ـ اللهم بلغت ..اللهم فاشهد ..





#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وظيفة القضاء بين الاسلام و المسلمين ( المقال الحادى عشر )شري ...
- مصر فى القرآن الكريم : الفصل الثانى : أولا :المجتمع المصري ا ...
- وظيفة القضاء‏ ‏بين الاسلام والمسلمين : ( المقال العاشر ):رفض ...
- ( مصر فى القرآن الكريم ) :الفصل الأول : خامسا :سياسة فرعون ا ...
- (مصر فى القرآن الكريم ) الفصل الأول : رابعا : قوم فرعون
- الصوفية والولائم في مصر فى القرن العاشر الهجري
- ثالثا: لمحات قرآنية عن الدولة المصرية في عصر موسى عليه السلا ...
- مسجد الضرار .. ومسجد الضراط ..!!
- • الفصل الأول * الحياة السياسية في مصر القديمة من خلال آيات ...
- كتاب ( مصر فى القرآن الكريم ) الفصل الأول : أولا : معنى كلمة ...
- تأملات فى قصة يوسف فى القرآن العظيم ( 8 ) ماذا يبقى لنا من ق ...
- مفوضية الولايات المتحدة الامريكية للحرية الدينية فى العالم ت ...
- منهج الطبري فى تاريخه ( تاريخ الرسل و الملوك )
- ( مصر فى القرآن الكريم ) : قبل أن تقرأ هذا الكتاب : مقدمة
- وظيفة القضاء‏ ‏بين الاسلام والمسلمين ( المقال التاسع )انهيار ...
- وظيفة القضاء‏ ‏بين الاسلام و المسلمين ( المقال الثامن )، جار ...
- وظيفة القضاء‏ ‏بين الاسلام و المسلمين ( المقال السابع )منصب ...
- وظيفة القضاء‏ ‏بين الاسلام و المسلمين (6 ) منصب القضاء ونزوا ...
- وظيفة القضاء‏ ‏بين الاسلام و المسلمين ( المقال الخامس )القضا ...
- وظيفة القضاء‏ ‏بين الاسلام و المسلمين ( المقال الرابع ) ضمير ...


المزيد.....




- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - إلى متى يظل المسجد الحرام وفريضة الحج رهينة لدى السعوديين ؟ والى متى تستمر هذه المخالفة لشرع الله جل وعلا؟