أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سيمون خوري - رداً عل مقال شاكر النابلسي / الإنقلابات والثورات والأحزاب الطائفية دمرت الأوطان















المزيد.....

رداً عل مقال شاكر النابلسي / الإنقلابات والثورات والأحزاب الطائفية دمرت الأوطان


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2821 - 2009 / 11 / 6 - 20:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كتب السيد شاكر النابلسي المحترم ، في العدد الحامل رقم 2819 مقالاً جميلاً بعنوان ( الإنسداد التاريخي وفشل التنوير في العالم العربي ) .المقال في الحقيقة يستعرض جهود الباحث السيد هاشم صالح المتميزه والجليلة , لاسيما في ترجمة كتب الكاتب السيد محمد أركون . المادة إستعرضت فترة الحكم الأموي وصولاً الى الإحتلال التركي للمنطقة العربية . الى هنا نتفق مع رأي الكاتب وترجمة السيد هاشم صالح ، وكذا مع مقالات السيد محمد أركون .
لكن الصديق شاكر النابلسي ، أرفق المقال بإستنتاجين ، لا علاقة لهما بجوهر الموضوع . وهو إعتباره أن هناك فهماً غير سليماً للدين الإسلامي ..فهو دين كوني يشمل البشرية كلها ، كما وطالب بإبراز الجانب العقلي في الإسلام . ، وأن هناك فهماً خاطئاً للديانة الإسلامية . معتبراً ذلك ضمنياً أنها أحد أسباب فشل التنوير في العالم العربي ..؟ .
ومن تواضع معرفتي بالشأن الديني ، فإن كافة ( الديانات الإبراهيمية ) تعتبر ذاتها ديانات شمولية كونية . بيد أن الإسلام وصف نفسه أنه آخر الديانات ، وأن الدين عند الله هو الأسلام . وهي نقطة مفصلية في فهم آلية وجذور الفكر الأقصائي . ثم ومن لم يحكم بما أنزل الله فهو من الكافرين . والكفار بطبيعة الحال مطلوب قتالهم حسب العديد من النصوص في الأدبيات الإسلامية .
للحقيقة ، فقد أجهدت نفسي باحثاً عما يمكن إعتباره نقطة توافق ما بين الدين والعقل الحاضر، ولا يتناقض معه . أو البحث في الفارق ما بين فهم النص والتطبيق ..؟ بيد أن الإستنتاج الرئيسي التي توصلت اليه من خلال معرفتي المتواضعة بالعالم العربي أن دورنا في العالم المعاصر يتمثل في تصدير المشاكل للعالم الأكثر تقدماً . والشواهد أكثر من أن تحصى . وهي ليست جديدة ، إنما جديدها في إسباغ لغة القداسة على هكذا خطابات أصولية تتناقض مع العصر الحالي . كما تناقضت مع عصور خلت . رغم أن كافة الأديان ( السماوية ) أفرزت حركات دينية متشددة ذات طابع أصولي ومتطرف . بيد أن المنطقة العربية لم تشهد حركات متشددة على سبيل المثال للمسيحيين العرب ، بل شكل المسحيون العرب أكثر الأقليات دفاعاً عن حق شعوب المنطقة بالإستقلال والتحرر ، والتاريخ شاهد حي على ذلك . فعندما غزت الفرنجة بلدان المنطقة ، قاتلت القبائل المسيحية العربية الى جانب قوات صلاح الدين الكوردي جيوش الفرنجة الصليبية . وفي العصر الحديث ، العديد من كتاب ومفكري عصر النهضة كانوا من الأقليات . هذا ليس دفاعاً عن الديانة ، كديانة بل إنصافاً لتاريخ مجموعة من البشر تحولت الى أقلية مع مجموعات سكانية أكثر تاريخية في الإنتماء الى هذه البقعة الجغرافية . مثل الكلدان والآشوريين والأمازيغ . وحتى عقائد تعتبرنفسها ( سماوية ) مثل الصابئة ، من مجموعات سكانية بشرية وافدة . ولا أعتقد أنه يخفي على الكاتب الصديق ما يخفية الخطاب القومي المتشدد من لغة إقصائية وإستعلائية على الأخرين . وهو ذات الخطاب الذي تزوج الأصولية الدينية راهناً .
مع الديانة الجديدة التي إنتشرت بسرعة غير عادية ليس بسبب الخطاب السياسي فقط ، بل بسبب إضافي هام هو عنصر القوة المرتبط مع مفهوم الغنائم القبلي . وأعتقد أنك تعلم أنه عندما تم ( فتح ) القدس تسلم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب مفاتيح بيت المقدس ؟، ولم يتسلم مفاتيح الأقصى لأنه لم يكن قائماً آنذاك كمسجد . بل صلى في مكان آخر ، وهوما يطلق علية اليوم مسجد عمر بن الخطاب . ربما أدرك عمر ابن الخطاب مبكراً أن صلاته في بيت المقدس ستؤدي الى إستيلاء المسلمين على كنيسة بيت المقدس ، وهنا وجب شكرة والترحم عليه في الحفاظ على رموز طائفة مخالفة له .
المهم هذه قضايا هامشية ، لكن الموضوع الأهم هو أن الخطاب الديني كان دائماً رديفاً للسلطة السياسية وداعماً لها . والإنسداد التاريخي وفشل عملية التنوير لم تكن بسبب قصور فهم الظاهرة الإسلامية . بل بسبب غياب الديمقراطية . منذ فجر ما عرف بالإستقلال السياسي للعالم العربي . إنتقل العالم العربي من الإحتلال الإستعماري الى الإحتلال الوطني المحلي عبر الإنقلابات العسكرية , ( والثورات ) الفاشلة . والشعارات الكبيرة حول التحرر والوحدة والإشتراكية ..؟ وحالت هذه الإنقلابات وما سمي بثورات دون التطور الطبيعي لإوضاع المنطقة . الذي ترافق أيضاً في تطور نوعي للخطاب السياسي للحركة الإسلامية نحو إعلان الفكر الجهادي الإقصائي . ومقارنة بسيطة بين أفكار الشيخ حسن البنا الذي إعتبر الملك فاروق خليفة للمسلمين ، وبين أفكار سيد قطب الليبرالي الذي تحول الى متشدد بفضل سياسية عبد الناصر ، توضح الى درجة كبيرة طبيعة التحولات في الحركة الفكرية للإصولية المتشددة في الخطاب السياسي لهذه الحركات الذي ساهم بدورة في وأد إمكانية بلورة تحول ديمقراطي في المنطقة العربية . من خلال تشديد قبضة الإستبداد السياسي للنظام العسكري والأمني العربي . وتاريخ العالم العربي منذ ما بعد ( الإستقلال ) ليس سوى تاريخ إنقلابات وحكومات عسكرية تحكم بقوة القمع ولوي عنق الدستور الوضعي ؟ معتمدة على النص والفتوى الشرعية في شرعية الحكم المفقودة . وهي أنظمة قائمة على فردية السلطة ، وأبدية السلطة ، وغياب الشفافية السياسية .
أعتقد أن الإنسداد التاريخي لمشروع التنوير ليس بسبب غياب الفهم للنص الديني ؟، بل بسبب أن المنطقة لم تتطور بالشكل الديمقراطي الذي يتيح لها إنتاج تجربة ديمقراطية . فكيف يمكن إفهام وتعليم المواطن معنى الديمقراطية ، حين يسمع صباح ومساء أن نظامه القمعي هو نظام ديمقراطي ، كيف يمكن صناعة مشروع تنويري عندما تحرم حركة التنوير من ممارسة دورها ، في حين أن حركة التجهيل تمارس دورها من خلال العديد من أئمة الجهل في منابر رسمية مصانة ومحمية بالنص الشرعي ..؟
ثم ما هو هذا المشروع التنويري الذي تقصده ، عنما يتم التعامل مع الأقليات أو أتباع العقائد الأخرى بدرجة مواطن من الدرجة الثانية ..؟ والبعض ، مثل العديد من الأكراد بدون بطاقة أحوال شخصية في وطنه ..؟ في بعض البلدان العربية ..؟
ما هو مشروع التنوير عندما يتم التخاطب بأخي المسلم بدل أخي المواطن ..؟
الغرب دفع ثمن حصوله على الديمقراطية ، وتعرضت القارة الى أبشع دمار عرفة التاريخ خلال الحرب العالمية الثانية . ونهض مجدداً لبناء مستقبل شعوبه . نحن في عالمنا العربي لم ندفع ثمن إستحقاقنا للديمقراطية ، سوى العديد من المثقفين وبعض القوى الديمقراطية التي سحقت ، او أجهضت وهي حامل لبذرة الوعي .
مشروع التنوير أخي العزيز ليس فهم الدين ، أياً كان ، بل العلمانية والديمقراطية التي تحمي المواطن والأقليات . وتؤسس لمشروع وطن حقيقي لأبناءه وليس مزرعة لصالح عائلة هذا أو ذاك من الحكام الضوئيين .
مشكلتنا ، وأزمة المنطقة هي الإنقلابات العسكرية التاريخية ، و ( الثورات ) الفاشلة ، والأحزاب الطائفية هذه القوى هي التي دمرت الاوطان وحالت دون تطوره





#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر في الرأي المخالف / من قريط الى شامل ومن طلعت الى تا ...
- على المحامي هيثم المالح تغيير إسمه الى هيثم الحلو
- الحضارة الإغريقية/ مجلس للآلهه وفصل الدين عن الدولة .
- اليونان / من رئيس للوزراء الى مواطن عادي
- في الحضارة السومرية .. حتى الألهه كانت تعلن الإضراب عن العمل ...
- الحوار التفاعلي الديمقراطي في الحوار المتمدن
- هل كان موسى ( نبياً ) حقاً ؟ وهل إنتحلت شخصية أخرى شخصية ( م ...
- نظرية الصدمة في الفكرة الدينية الإنقلابية
- أخناتون قائد أول إنقلاب في التاريخ على الديمقراطية
- من مادوف حزب الله الى السعد والريان
- 170 فنان تشكيلي من 36 بلداً يعلنون تضامنهم مع الشعب العراقي ...
- ماراثون الإنتخابات البرلمانية المبكرة في اليونان
- العالم العربي -إيران - تركيا/ أزمة البحث عن الهوية والمستقبل ...
- العالم العربي - إيران - تركيا / أزمة البحث عن الهوية والمستق ...
- العالم العربي - إيران - تركيا / أزمة البحث عن الهوية والمستق ...
- العالم العربي - إيران - تركيا / أزمة البحث عن الهوية والمستق ...
- العالم العربي - إيران - تركيا / أزمة البحث عن الهوية والمستق ...
- وداعاً للسلاح ..وأهلاً ياجنيف..؟
- الى العلمانيين والمؤمنيين والديمقراطيين والليبراليين/ لنتضام ...
- لم يولد الإنسان لكي يبقى طفلاً ..؟


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سيمون خوري - رداً عل مقال شاكر النابلسي / الإنقلابات والثورات والأحزاب الطائفية دمرت الأوطان