أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسمين يحيى - العدل والله ...













المزيد.....

العدل والله ...


ياسمين يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 2821 - 2009 / 11 / 6 - 18:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يحتج بعض المسلمين بعدم عدل الآههم بين المرأة والرجل وبين البشر أنفسهم بأن الحياة أصلا غير عادلة فهناك الدكتور والخادم والوزير والفراش والمتعلم والجاهل والغني والفقير والمعافى والمريض والجميل والقبيح وهكذا وجدوا تبريرا منطقيا لعدم العدل والمساواة في شريعة الآههم وحجتهم هي أن مادامت الحياة أصلا غير عادلة مهما كان موجدها فلماذا تستغربوا عدم عدل إله الإسلام ولا تستغربوا عدم عدل ومساواة الإله الأصلي الذي تعتقدون به بدون أن تتأكدوا من وجوده أو عدم عدل ومساواة الطبيعة أذا كنتم لا تؤمنون أصلا بفكرة الإله ؟

وانا سأجيبهم بأختصار على هذه الحجج الواهية والهزيلة جدا .

بالنسبة لعدم العدل والمساواة بين المرأة والرجل اقول : كلامكم هذا غير صحيح لأنه يوجد في الحياة نساء ثريات ورجال فقراء ويوجد ايضا نساء وزيرات ورجال خدم وتوجد دكتورات ورجال عاملين نظافة ونساء ذكيات ورجال أغبياء ( طبعا هذه مستحيل يعترف فيها المسلمين رغم أثبات العلم والواقع لها ) وايضا هناك من هي معافاة صحيا جسدا ونفسا ورجال مرضى جسديا ونفسيا وهكذا في كل شيء والعكس صحيح . فالطبيعة والإله الآخر أن وجد لم يفرقا أبدا بين الجنسين في كل شيء طبيعي بل هم عادلين جدا معهم ، أما إله الإسلام فقد فرق بينهم أنسانيا وحقوقيا والمفروض أن يكونا متساويين في كل شيء مثلما هما متساويين طبيعيا في قسمة الطبيعة والحياة . يقولون أن المرأة ضعيفة جسديا لذالك الرجل هو الذي يعمل وينفق عليها وبالتالي يكون حقها نصف حقه في الميراث . والسؤال المنطقي هو: هل الرجل الكهل الضعيف جسديا والذي يكون أضعف من جسد المرأة مئات المرات يكون حقه في الميراث ربع حق الرجل ايضا ونصف حق المرأة لأن جسده أضعف من الرجل ومن المرأة كذالك فهو ليس طفلا كي ننتظره حتى يكبر ونعطيه حقه ونكون قد حلينا المسألة . أتمنى أن اعرف ماهو حق الرجل العجوز الضعيف جسديا في الميراث بالنسبة الى أخاه الشاب القوي الجسد اذا توفى أحد اخوتهم مثلا ؟ الا يكونان متساويان في الأرث على الرغم من اختلافهم بالقوة الجسدية وايضا قلة السنوات المتبقية للأخ الكهل في الحياة ؟ و الا يعلم الآهم بأن الدنيا ستتغير وتتطور وأن المرأة ستعمل في مهنة أرقى وافضل وتدر عليها بالمال الكثير اكثر من مهنة زوجها أو أخاها وأن كثير من النساء حاليا ينفقن على ابائهن أو اخوانهن وابنائهم رغم عدم تكليفهن بهذا الانفاق من حضرته ولكن الواقع والضرورة تحتم وتفرض عليهن هذا الواجب الانساني ، فهل الله لايعلم بالمستقبل ولهذا السبب نرى المرأة التي تنفق على أخاها تأخذ نصف ما يأخذ هو وهي التي تعيله ، فحتى لوكانت حالات منفردة رغم كثرتها في هذا العصر وانا أرى يوميا هكذا حالادت وبكثرة في محيطي الذي هو من اكثر المجتمعات كبتا وتحقيرا للمرأة ، فهل الله تغافل عن تلك الحالات أم لم يعلم بها ؟ ولكنه في العصر الذي انزل كتابه كانت توجد هكذا نساء كخديجة بن خويلد التي كانت تنفق على نبيه فلماذا تجاهلها ياترى ؟ لأنه ذكر لايفكر الا بمصالحه الطامعة حتى لو كانت ظلما وعدوانا .

أما بالنسبة لحجج تبرير العبودية فلا يوجد أبسط واسهل من الرد عليها وتفنيدها .
فالبشر بكل مستوياتهم وطبقاتهم والوانهم وأشكالهم واجناسهم ومهنهم هم بشر لا أحد افضل من الآخر انسانيا، قد يكون الوزير أفضل من الفراش والدكتور أفضل من عامل النظافة والمتعلم أفضل من الجاهل والأمير أفضل الخادم والغني أفضل من الفقير ولكن هذه الأفضلية ليست في الأنسانية بل في المستوى المعيشي والحياتي والتعليمي لا أكثر فهم بالنهاية جميعا بشر يكمل بعضهم بعض فالوزير يخدم ويأخذ أجره وكذالك الفراش وكذالك الجميع . فأذا مثلا أرتكب الغني أو الدكتور وعامل النظافة جناية ما فهم يحاسبون أمام القانون على جنايتهم بغض النظر عن مستواهم المهني أو المعيشي ولا يقولون لعامل النظافة أنت لك نصف عقاب الدكتور لأنك أقل مستوى منه وفي الدول المتقدمة يعاقب رئيس الدولة والمواطن العادي بنفس العقاب على نفس التهمة وهذه من عدالة الحياة . وايضا لم نسمع أبدا أن الخادم يستئذن مخدومه أذا أراد الزواج فأذا رفض مخدومه فأن زواجه يكون باطل . ولم نسمع أو نرى أن خادمة تستباح جسديا وانسانيا من قبل مخدومها ولا يحاسبه القانون على فعلته هذه مثل الأماء اللاتي لا مشكلة في أستباحة أجسادهن بلا رحمة ، فهذه الأفعال ترفضها الطبيعة الأنسانية وجعلنا لها في الحياة عقوبة لفاعلها فكيف يبيحها الإله ؟ ويبرر له عباده بأنه مادام هناك خدم ومخدومين فمن غير المستغرب أن يقسم الله البشر الى أسياد وعبيد ، فشتان بين الأثنين فالعبد مملوك لأنسان آخر مثله والخادم عامل يعمل بأجر يستطيع في أي لحظة أن يترك عمله بنفسه ويستبدله بآخر ويستطيع أن يذهب في نهاية عمله الى منزله بلا أي قيد من مديره أما العبد فلا أجر ولا حرية الا بأرادة مالكه . وايضا ليس غريبا أو بعيدا أن يتحول الخادم الى رجل أعمال والفقير الى غني فالحياة لا تستمر على حال ولكن الأستعباد يفرض على العبد أن يبقى عبدا مدى الحياة أن لم يعتقه مالكه .

إذن الحياة والطبيعة والإله الغامض لم يفرقوا بين البشر في الحياة انسانيا ولا في العقاب ولا في الحرية ، الكل يأتي الى هذه الدنيا بلا مناصب ولا املاك ولا اعمال وهم من يجعلوا من أنفسهم الدكتور والمهندس والمعلم والعامل البسيط والخادم والسائق كلا حسب امكانياته وما تسمح به له ظروفه وهكذا يكون البشر مكملين لبعض يخدم أحدهم الآخر ولو كنا مجتمعات متقدمة لما أحترمنا الوزير أكثر من الفراش لأن الأثنين يعملون ويأخذون أجرهم . قد يقول البعض أن الامكانيات والظروف التي سمحت للدكتور أن يصبح دكتورا والخادم يصبح خادما هي من فعل الطبيعة أو الإله المخفي وبهذا فهو عدم عدل بين البشر فلماذا ترفضونه من إله الاسلام ؟ الجواب : هذا صحيح ، بالتأكيد أن هذه الفروق بالقدرات والظروف التي قد تدفع للأفضل أو للأقل أفضلية هي من فعل الطبيعة ولكن هي ليست تفرقة أنسانية القصد منها أن هناك أنسان أفضل من أنسان وأنما من أجل أن يوجد تكامل وتبادل منفعة بين الناس وليست للتمييز بينهم في الحقوق والكرامة الأنسانية والعقاب .


ولنفترض أنها تمييز أنساني بين البشر وهو طبعا مستحيل لأني وضحته الاسباب أعلاه ولكن فلنفترض أنه تمييز بين البشر في الأنسانية والحقوق والكرامة من فعل الطبيعة والإله المخفي ولكن هم لم يطلبوا منا عبادتهم ولم يأمرونا بأمور ترفضها عقولنا وانسانيتنا وهم لم يوصفوا أنفسهم بالعدل والرحمة ولم يبشروننا بالجنة ولم يهددوننا بالنار اذا لم نعمل بمنطقهم الظالم وهم ليسوا أكثر من شيء أوجدنا فقط لا غير فإذن لا يحق لنا أن نلومهم أو نعاتبهم لأنهم ليسوا الا جماد لا يسمع ولا يتكلم ولا يربطنا بهم أي رابط للتفاهم وليس كإله المسلمين الذي يعي ويعقل ويوصف نفسه بالرحمة والعدل والسلام وهو يشرع هكذا أحكام ظالمة فهذا بالتأكيد سنستغربه ونستهجنه ونلومه ونرفضه ونحقق معه أيضا . أنتهى ./
اعذروني اعزائي القراء اذا كانت مقالتي غير مترابطة وقصيرة فقد كتبتها على عجالة بسبب ضيق الوقت وكنت اتوقف عنها وأعود أليها وهي ردا على تعليق أحد القراء على مقال الدكتور كامل النجار التي بعنوان ( عود على بدء - الرجوع الى الفيزياء ) حيث قام هذا القارئ بتوجيه هذه الحجج الغير منطقية لي وبسبب غلق باب التعليق لم أستطع الرد عليه فقررت أن أرد عليه بهذه المقالة لأن حججه كانت جدا سطحية وغير أنسانية وكأنه يقول يجوز استعباد الخدم وهذا مادعاني لكتابة هذه المقالة بسرعة شديدة .



#ياسمين_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى الفتاة المسلمة ... وردي عليها
- انتقادات متنوعة 4
- خربشات
- ردود على الاشواك والورود
- هل المحاماة فطرة ؟
- تحليل نفسي لأشباه العلمانيين !!!
- أنا ممثلة العلمانية الحقيقية !!
- انتقادات متنوعة -3-
- للاسلاميين فقط !!
- لماذا تعترض المسلمة على شرع الله ؟
- من هي السلعة ؟ المسلمة أم الكافرة ؟ ...
- تحليل نفسي للمسلمين ...
- قصة شعرية ...
- شعر ...
- انتقادات متنوعة 2 ...
- إلى كل أمرأة مسلمة ..
- انتقادات متنوعة ...
- هل للظلم والاساءة مبرر ؟
- السلطانة وفاء سلطان
- الكاتب عبدالله بن بخيت والمتصل الشوارعي


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسمين يحيى - العدل والله ...