أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي محيي الدين - الشامية وأنفلونزا الخنازير














المزيد.....

الشامية وأنفلونزا الخنازير


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2821 - 2009 / 11 / 6 - 17:03
المحور: كتابات ساخرة
    


تداولت وسائل الأعلام المختلفة في العراق أن أنفلونزا الخنازير قد غزت مدينة الشامية الواقعة وسط العراق وأن الجهات المعنية قامت بإغلاق المدارس خشية انتشار المرض بين طلبة القضاء،ولا ندري من أين جاءت الأنفلونزا الغازية لهذه المدينة الباسلة التي وقفت بوجه الغربان السود في 8 شباط 1963 ولقنت الحرس القومي درسا ظلت الأجيال تتناقله جيلا بعد جيل باعتبارها النواة الأولى للكفاح المسلح الشيوعي الذي تهيأت له الظروف المناسبة لينطلق من تلك المدينة وأريافها الأهلة بالشيوعيين،وكانت الكوادر الشيوعية المتمرسة قد انتقلت لأرياف القضاء المذكور بعد أن تمكنت من جمع الأسلحة لبناء النواتات الأولى للحركة المسلحة وقد التحق بها أكثرية الكادر القريب منها أو الذي أستطاع الوصول إليها وفي مقدمتهم الفقيد زكي خيري وباقر إبراهيم الموسوي وعدنان عباس الكرد والفقيد صالح الرازقي والشهيد الشيوعي الخالد محمد أحمد الخضري والشهيد البطل كاظم الجاسم أبو قيود والفقيد معن جواد و(طويل العمر) حسين أبو خبط الذي لا زال يستلهم من ذكريات الماضي وألق الحاضر وتشوف المستقبل،وغيرهم ممن كانوا أعلاما شيوعية ترفرف في ربى الفرات الأوسط وبين أنهاره وأهواره العصية على البعث الأهوج.
ولا أدري كيف ترضخ المدينة لهذه الأنفلونزا فعهدي بذئابها الطلس وفي مقدمتهم الذئب العراقي ذياب آل غلام تطارد الخنازير وتمنعها من اجتياز أسوارها أو الوصول الى معاقلها وأهوارها فمن أين أتتها الخنازير الغازية وعاثت فيها وجلبت لها هذا البلاء الوبيل،فقد علمنا أن الشامية تركت زراعة العنبر الذي تضرب به الأمثال وزرعت في أراضيها حشيشة الكيف أو الترياك فهل جاءت هذه الأنفلونزا عقابا لهم على تركهم زراعة العنبر ،ولماذا لم يتمكن ترياكها من تخدير هذه الخنازير الغازية ليتجنب ما تحمله من أمراض.
ولا أدري ما هو موقف ذياب الشامي على ما أحاق بمدينته من جراء هذه الهجمة الشرسة فقد التزم جانب الصمت في الوقت الذي عهدته مدافعا عن حماها محاربا دونها ،لا تأخذه في ذلك لومت لائم فهل كبرت الذئاب لتبربع بها الواوية أم أنه لا يتابع أخبارها ولا يدري ما حل بها من تقلبات الزمان ،ولعل الدكتور الظاهر سيكون له موقفه النبيل في دفاعه عن هذه المدينة التي طالما نعم بعنبرها وتنشق عبيره الفواح وأن يوجه اللوم والتثريب لأبنها العاق الذي تناساها وتركها لمصيرها تصارع الخنازيز بعد أن كانت لا تعبأ بالأسود.
ولا أدري هل نبقى نردد في أسمارنا جوهر يزناد الشامية أم أن زنادها لا يقدح وذهبت قوته وتلاشت هيبته وانحسرت سطوته وأصبح كغيره لا دخان ولا نار،وأين أولئك الذين ملئوا الدنيا وشغلوا الناس من أبنائها في مواجهتهم الصاخبة لاعتى الهجمات وصمودهم الرائع في أشد الأزمات هل تغيرت الدنيا أم تغير الناس وهل هذه من نتائج الزمن أم نتائج الإفلاس ،أسئلة مثيرة تحتاج الى إجابات من أبنائها الذين رضخوا للخنازير ،وتركوا صيد الدبابير ولعل الأيام القادمة تظهر لنا ما سيكون الرد من هذه المدينة التي عركت الخطوب وقاومت الأرزاء ولم تخشى المرجفون.





#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عتوي السلطان
- بأسم الشعب..مجلس قيادة الثورة
- حرمة الستيان
- حاميها حراميها
- صور من المعركة
- العرف العشائري فوق القانون
- العراق الدامي
- طركاعة وطاحت بخلاطي
- فساد الاختيار وراء فساد مفوضية الانتخابات
- البعث كذبة كبرى
- فكوله الجنطة وهز ذيلة
- مكافحة الفساد بين الواقع والطموح
- حتى الفن تلبسوه عمامه
- تلك أذن قسمة ضيزى
- عوافي للشبع ماء صافي
- من يصدق جمع التبرعات
- ألف مبروك انتصرنا
- الى أين تمضي النقابات والجمعيات في العراق
- تزوير الشهادات ظاهرة جديدة في العراق
- مطالب الحزب الشيوعي هل تجد طريقها للقبول


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي محيي الدين - الشامية وأنفلونزا الخنازير