أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - تاج السر عثمان - في الذكري ال 92 لثورة اكتوبر الاشتراكية: بعض المفارقات في الماركسية والتجربة الاشتراكية















المزيد.....

في الذكري ال 92 لثورة اكتوبر الاشتراكية: بعض المفارقات في الماركسية والتجربة الاشتراكية


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2821 - 2009 / 11 / 6 - 11:05
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



بعد فشل التجارب الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق اوربا، ربط البعض بين الماركسية وفشل تلك النماذج، وخلصوا لاستنتاجات فحواها ان فشل تلك النماذج هو فشل للماركسية، فهل هذا صحيح؟.
في اعتقادي أن هناك مفارقات في الماركسية والتجارب الاشتراكية، ويمكن اعطاء امثلة لها من التجربة الاشتراكية السوفيتية منها:
1- ذوبان الحزب والنقابات في الدولة، بينما الاصل هو استقلال الحزب والنقابات عن الدولة، فالمفترض في التجربة الاشتراكية أن تشترك النقابات في تسيير الحياة الاقتصادية، واشتراك الجماهير الكادحة في هذا العمل ، وهذا يقفل الطريق امام تمكين البيروقراطية في جهاز الدولة، وهذه النقطة فطن اليها المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الروسي المنعقد في مارس 1919م، والذي قرر تكوين ادارة ثلاثية من نقابات العمال والحزب والمدير (التقني)،وكان للنقابات في البداية وحدها حق تحديد الاجور، ثم جاءت المرحلة الستالينية التي اصبح فيها حق تحديد الاجور من اختصاص المديرين التقنيين. وبهذا الشكل سيطرت الدولة علي الانتاج، بعد ان تم استبعاد نقابات العمال والحزب وتكريس ادارة الرجل الواحد للمنشأة الصناعية(توني كليف: رأسمالية الدولة في روسيا، 1988م).
اضافة الي أن ذوبان الحزب في الدولة وعدم استقلاله عنها، مهد الطريق لغياب الديمقراطية ولتصفية الحزب، وتم التخلص من خيرة الشيوعيين بالاعدامات والنفي والسجن، مما ادي الي حدوث تحولات في التكوين الاجتماعي للحزب، واصبحت الوصولية هي العامل الاساسي في دخول الحزب، وخلق طبقة بيروقراطية حاكمة، وهذا ماكان لينين يحذر منه، أي خطورة بقرطة الحزب. وكانت أزمة الحزب تكمن في انفراده بالساحة السياسية وغياب الديمقراطية في ظاهرة الحزب الواحد، الغاء الفصل بين السلطات(التنفيذية- التشريعية- القضائية) واحتكارها جميعا في يد قادرة هي قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي. كان غياب الديمقراطية ودمج السلطات كلها في يد الحزب الواحد هي مقتل الحزب الشيوعي، وكل الحزاب التي اقتبست هذا النموذج وقطعت الصلة بالحزب اللينيني الصحيح، وبالتالي، لم يكن غريبا أن ينهار النموذج السوفيتي أو النظام الشمولي، بعد اكثر من سبعين عاما علي قيامه.
2- في المرحلة الاشتراكية، كما كان يشير ماركس، يظل قانون القيمة الخاص بحركة السلع يفعل فعله، وبالتالي سوف يستمر التفاوت بين الناس حسب تفاوت قدراتهم الذهنية ومواهبهم، وبالتالي سوف يستمر الحق البورجوازي، ويسود شعار من كل حسب قدرته ولكل حسب عمله، وبالتالي من المهم أن تكفل الدولة للعمال الحق في الدفاع عن انفسهم، ضد الدولة الاشتراكية التي تعبر عن هذا التفاوت، وبالتالي، كما كان يقول لينين أن لاتقمع الدولة حق العمال في الاضراب، وبالفعل كفلت الدولة الاشتراكية في روسيا، كما قرر المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي الروسي، حق الاضراب. وتشير الاحصاءات الي انه في سنة 1922م، شن 192 الف عامل الاضراب في منشآت تابعة للدولة السوفيتية، وفي عام 1924 كانوا 43الف، وفي النصف الثاني من عام 1938م كانوا 8900( العفيف الاخضر: انهيار رأسمالية الدولة الستالينية، مجلة قضايا فكرية، العدد 9- 10). ثم بعد ذلك صادر ستالين حق الاضراب وصارت عقوبته الاعدام، وبعد الغاء عقوبة الاعدام، اصبحت العقوبة الاشغال الشاقة لمدة عشرين سنة(المرجع السابق)، اضافةالي اصدار قوانين عمل متعسفة مثل: ادخال نظام العمل بالقطعة الذي يكثف استغلال العمال ويفتت وحدتهم، كما تم منع حق العمال في تغيير اماكن عملهم، كما صدر قانون يبيح طرد العامل الذي يتغيب يوما بدون عذر مقبول واخراجه من سكنه اذا كان تابعا لعمله، كما صدر قانون في 26/يونيو/1940م يوجب عقاب العامل الذي يتأخر عن عمله يوما واحدا بدون عذر بالاشغال الشاقة لمدة تصل الي 6 شهور وبتخفيض اجره بنسبة قد تصل الي 25%( المرجع السابق)، اضافة الي تشغيل النساء في الانتاج الثقيل وغير الصحي وتحت الأرض وفي ساعات الليل، والعمل القسري غير المدفوع في روسيا الستالينية.
وهذا ادي الي تراجع الدور السياسي والمستقل للطبقة العاملة، واصبح الحكم بالنيابة عنها، وبهذا الطريق انفتح الباب أمام التمكين للبيروقراطية التي طالما كان لينين يحذر من مخاطرها والتي تؤدي للسلطة غير المقيدة والفساد، وكان ذلك من اسباب فشل التجربة الاشتراكية.
3- النزع القسري لملكية الفلاحين:
في عام 1928 طبق ستالين سياسة التجميع القسري لملكيات الفلاحين ، أي تم ضم الملكيات العقارية الصغيرة والمتوسطة الي قطاع الدولة، وكان ذلك خطأ اقتصاديا وحه للزراعة الروسية ضربة قاصمة، اثر علي تطور الزراعة الروسية لفترة طويلة.
ومعلوم ان انجلز كان يتعامل بحساسية عالية تجاه الموقف الذي ينبغي اتخاذه ازاء الفلاحين بعد الثورة الاشتراكية، وكان يري ضرورة قناعتهم ومشاركتهم في عملية الاصلاح الزراعي والزراعة التعاونية الكبيرة، حتي لو احتاج ذلك لوقت طويل يقول انجلز: ( من الواضح لنا أنه عندما تصبح سلطة الدولة في يدنا لن يخطر ببالنا أن ننزع ملكية الفلاحين الصغار بالعنف(بتعويض أو بغير تعويض سيان)، ان مهمتنا تجاه الفلاحين الصغار تقوم قبل كل شئ في توجيه انتاجهم صغير الحجم وملكياتهم الخاصة في السبيل التعاوني، لابواسطة العنف، بل عن طريق المثل وتقديم مساعدة المجتمع لهذا الغرض، ومن المؤكد أنه سيكون لدينا من ذلك مايكفي من الوسائل لكي نبين للفلاح الصغير المنافع المرتبطة بمثل هذا التحول، اننا نقف بحزم الي جانب الفلاح الصغير، سنبذل جهدنا في نطاق الممكن لكي نجعل قسمته اكثر احتمالا، ولكي نسهل عليه الانتقال الي التعاونية اذا ما اقدم علي هذه الخطوة، واذا كان لايستطيع أن يتخذ مثل هذا القرار بعد ، فسوف نعطيه وقتا وفيرا للتفكير في الأمر وهو في ارضه الصغيرة).
وبالتالي، فان انجلز كان واقعيا، وكان يدرك حجم تعقيد ارتباط الفلاح بالارض والزراعة الصغيرة ودورها في الانتاج وارتباط الفلاح بملكيته الزراعية، وحرية التجارة، وتفانيه في رفع الانتاجية.
ان السياسة الستالينية في نزع ملكية الفلاحين بالقسر، كانت لها نتائج وخيمة علي الزراعة في روسيا، فضلا عن انه ليس لها علاقة بالماركسية.
والواقع أن حقيقة استمرار علاقات لاراسمالية في الزراعة(الزراعة العائلية والفردية) حتي في حقبة رأس المال المتعدد الجنسيات الحالية، يؤكد أن الموضوع معقد ولايجوز التبسيط فيه، وأن قوة العمل العائلية لها دور في تنمية الثروة العامة للبلاد وفي توفير الغذاء، ولايمكن ان تزول بين يوم وليلة.
وهكذا كان مؤسسي الماركسية يدركون ان موضوع المزارعين وعلاقتهم مع بقية الطبقات في الثورة الاشتراكية عملية معقدة، وصعبة ولايجوز التبسيط فيها باتخاذ الاجراءات الادارية والقسرية، كمثل الحال الذي تم في روسيا الستالينية، اثناء فترة التحول القسري للمزارع الجماعية، مما ادي الي انهيار الزراعة في الاتحاد السوفيتي.
4- الماركسية وحرية الضمير والمعتقد:
في جدل انجلز مع الاشتراكي الالماني دوهرينغ في كتابه( انتي دوهرينغ)، وفي الفصل الأخير من الكتاب بعنوان( الدولة والعائلة والتربية)، يعالج انجلز مسألة الدين بشي من الواقعية والعمق والشمول، باعتبارها مسألة حساسة ولايجوز التبسيط فيها ، ولأنها ظاهرة معقدة، وبالتالي يجب معالجتها بوعي شديد. انتقد انجلز تصور دوهرينغ حول الغاء الدين باجراءات ادارية في المرحلة الاشتراكية. واكد انجلز علي حرية الضمير والمعتقد وترك كل شئ للتطور الطبيعي، بدون اتخاذ اجراءات ادارية، لأن القضايا التي تتعلق بمعتقدات الناس لايمكن الغاءها بقانون.
اذن منهج الماركسية وبعيدا عن اخذ النصوص خارج سياقها التاريخي هو نظرة عميقة وشاملة للدين باعتباره ظاهرة معقدة ولايجوز التبسيط فيها، ورفض الاجراءات الادارية واستخدام القانون في محاربة المسائل التي تتعلق بالثقافة وبحرية الضمير والنعتقد، والتمسك بقواعد الحرية الفكرية وحرية المعتقد، وترك كل شئ للتطور الطبيعي، وأن حرية الضمير والمعتقد تتوفر شروطها الحقيقية عندما يتم تحرير الانسان من سيطرة الحاجة وتوفير كل احتياجاته الأساسية.
وجاء ستالين ليطبق الافكار الخاطئة لدوهرينغ والتي انتقدها انجلز ، بجعل الالحاد سياسة رسمية للدولة، في حين أن الدولة للجميع، ولكل حرية معتقده الديني والسياسي والفلسفي والفكري، وكان ذلك من اخطاء التجربة الستالينية في الاتحاد السوفيتي.
5- الجمود النظري:
تم تحويل الماركسية في الفترة الستالينية من طابعها العلمي النقدي الثوري الي نظام يمنع كل بحث حر ونقد، واصبحت تقدم للطلاب في المدارس بطريقة دوغمائية، وبالتالي تم تعطيل المنهج الماركسي نفسه في تحليل التطورات التي تمت في البلاد، من خلال التناول النقدي لها واتخاذ مواقف سليمة تصحح مسار التجربة بعد كل فترة من خلال العقل الجماعي.
اضافة لتكريس عبادة الفرد باعتبارها من المكونات المهمة للظاهرة الستالينية والتي لها جذور في التاريخ الروسي.
تلك امثلة لبعض المفارقات في الماركسية والتجارب الاشتراكية.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي هامش مؤتمر جوبا: الحزب الشيوعي والمناطق المهمشة
- علي هامش مؤتمر جوبا: حول الماركسية وقضايا المناطق المهمشة في ...
- حول سياسة الادارة الامريكية الجديدة تجاه السودان
- أضواء علي مؤتمر جوبا(4)
- اضواء علي مؤتمر جوبا(3)
- أضواء علي مؤتمر جوبا(2)
- أضواء علي مؤتمر جوبا، سبتمبر 2009م
- خطل دعاوي تكفير الحزب الشيوعي(2)
- خطل دعاوي تكفير الحزب الشيوعي(1)
- الدين والتنمية: اشارة للتجربة السودانية *
- في الذكري ال77 لرحيل خليل فرح
- تجديد الماركسية مع تجدد الواقع
- نقد تجربة الاسلام السياسي في السودان(2)
- تعقيب علي احمد الحاج:حول مقاله:الشيوعيون السودانيون: كرنفالي ...
- نقد تجربة الاسلام السياسي في السودان الفترة(1967- 2007م).
- الحزب الشيوعي السوداني وتجربة استغلال الدين في السياسة
- من اجل درء الفتنة الدينية في السودان:الرابطة الشرعية للعلماء ...
- في الذكري ال63 لتأسيسه: كيف ادار الحزب الشيوعي الصراع السياس ...
- بمناسبة 63 عاما علي تأسيسه: كيف أدار الحزب الشيوعي الصراع ال ...
- في الذكري ال(63) لتأسيسه:كيف ادار الحزب الشيوعي الصراع السيا ...


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - تاج السر عثمان - في الذكري ال 92 لثورة اكتوبر الاشتراكية: بعض المفارقات في الماركسية والتجربة الاشتراكية