أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال احمد سعيد - من سينتخب العراق .. ؟















المزيد.....

من سينتخب العراق .. ؟


طلال احمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2820 - 2009 / 11 / 5 - 21:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القوانين الطبيعيه التي تحكم العالم هي انه كلما تقع ازمات اقتصادية واجتماعيه او امنيه او كوارث فأن اول ماينتج عن ذلك هو تغيير في الحكومات والاجهزة المسؤولة عن تلك الاوضاع ، فقبل ايام استقال وزير المواصلات المصري على اثر حادثة تصادم بين قطارين ادى الى مصرع (12) شخصا ، ولو اراد الوزير المصري ان يتمسك بموقفه لوجد عشرات المبررات والاسباب التي ادت الى وقوع التصادم والتي قدتكون خارجة عن ارادته او سيطرته الا ان الرجل احترم نفسه وقدم الاستقالة .
احداث الاربعاء والاحد الداميين هزت العراق من شماله الى جنوبه كما كان لها دويا في كثير من بلاد العالم وحتى في اروقة مجلس الامن الدولي ، اما في العراق بلد المصائب فلم نسمع سوى اتهامات وتراشقات بين المسؤولين كل واحد يلقي باللوم والمسؤولية على الاخر ثم صدرت مطالبات باقصاء هذا الوزير او ذاك المسؤول وهذه المطالبات قد لاتكون ذات جدوى ان لم تتم من خلال معالجة الوضع السياسي العام برمته . لقد بات من المؤكد ان العمليات التي نفذت كانت عبارة عن امتحان عسير للحكومة وللسلطات المسؤولة عن الامن ، فقد جرى العمل والتنفيذ وفق تخطيط محكم وثبت انها ليست عمليات طارئة او عابرة بل هي مؤشر على ان العراق مازال يمر بظروف امنيه خطيرة وان الحكم في البلاد مازال هشا والعملية السياسية التي اعلن عنها بعد سقوط النظام السابق فشلت في تحقيق اهدافها وهذا المؤشر يستدعي اعادة النظر في اساليب الحكم التي سارت عليها البلاد ويلقي الضوء على مدى مسؤولية من امسك بالسلطة وقاد العملية السياسية وجر البلاد الى المزيد من الفواجع والمحن .
الولايات المتحدة التي نجحت في اسقاط نظام صدام حسين بقوة ارادت ان تنطلق من نقطة الصفر لبناء دولة ديمقراطية حديثة على انقاض دولة دكتاتورية حكمت البلاد (35) عاما . لقد تجاهلت الدولة المحتلة الكثير من المشاكل القائمة على ارض الواقع وعملت وسط فوضى عارمة شملت البلاد من اقصاها الى اقصاها واستنادا الى رغبة الولايات المتحدة فقد وضعت جملة من التوقيتات للسير قدما في العملية الديمقراطية واعدت التوقيتات دون النظر الى واقع الامر على الارض العراقية ، فقد كانت هناك حاجة ملحة لمعالجة اثار الحروب والحصار الاقتصادي الذي خلف المآسي ودمر البنيه التحتيه للبلاد وهشم الاقتصاد وشوه كل مظاهر الحياة الكريمة للشعب .
في الوقت الذي كانت الخطوات من اجل (بناء الديمقراطية ) تتسارع كانت مشاكل الشعب بالمقابل تتفاقم فسرعان ما افترشت ارض العراق الميليشيات المسلحة الارهابيه والمشكلة على اسس طائفية ومن خلال ذلك تعطل بناء الدولة واندرست هويتها واصبح الفساد المالي هو المحرك الاصلي وهو القانون الاساسي الذي يحكم البلاد .
لقد صار واضحا من خلال مسيرات السنوات السابقة ان العراق كان بحاجة الى فترة انتقالية معقولة لالتقاط الانفاس ولمعالجة الكوارث التي مرت بالبلاد ، غير ان العمل جرى خلاف ذلك عندما نفذت التوقيتات التي لم تكن منسجمة على الاطلاق مع الوضع العراقي القائم انذاك . بعد ان مرت ثلاثة شهورعلى التغيير بالضبط تم تشكيل مجلس الحكم الذي لم يكن حاكما انما الحاكم الفعلي هو السيد بول بريمر وكان ذلك المجلس يمثل البداية المؤلمة للمشروع الديمقراطي الاميركي حيث انشى على مباديء المحاصصة الطائفية والقومية , في شهر شباط 2004 شرع قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقاليه الذي بدأ العمل به في شهر حزيران من نفس السنه ، والمفترض بذلك القانون ان يمدد لفترة اطول نظرا للحاجة الى تهيه اجواء مناسبه لأجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة بطريقة ديمقراطية صحيحة وغيرها .
استمرت الخطى المتسارعه لنقل البلاد الى الحالة التي رسمتها الولايات المتحدة بعيدة عن واقع البلاد فنظمت انتخابات للجمعيه الوطنيه نهاية عام 2004 تلك الجمعيه التي لم تستمر سوى سنه واحدة وفي تلك الفترة شرع دستور دائمي وجرى الاستفتاء عليه في شهر تشرين الاول 2005 دون ان يطلع احد من ابناء الشعب على بنوده او مضامينه ودون ان يطرح للنقاش او الدراسة واقر بصورة مستعجلة ليكون السبب في الكثير من المشاكل التي تعاني منها البلاد الان لكثرة احكامه الناقصة والمتناقضة .
استنادا لاحكام الدستور الجديد جرى انتخاب مجلس النواب في31 -12-2005 ودفع المواطنين دفعا الى صناديق الاقتراع حسب اجندات دينيه وطائفية وقوميه والغريب في الامر انه لا احد من الناخبين عرف اصلا اي من اسماء النواب المرشحين وجرت الانتخابات بالتصويت على الارقام حسب تسلسل القوائم المغلقة وبموجب الانتماءات الدينيه والطائفية ( وهذه كانت ارقى ممارسة للعملية الديمقراطية) وبذلك حصل الشعب العراقي على نواب ( لايمثلون الا انفسهم ) وقد نجحوا بشكل لم يسبق له نظير في الاستحواذ على الرواتب والمخصصات والمزايا والسلف والاراضي بقرارات اصدروها هم انفسهم ، وقد نشر اخيرا قانون يمنحهم وعوائلهم جوازات سفر دبلماسيه لمدة (12) عاما ضمن امتياز جديد لم يتمتع به اي نائب في اي برلمان من بقاع العالم .
انتخابات عام 2005 شكلت على اثرها وزارة منتخبه اطلق عليها حكومة الوحدة الوطنيه ثم اختير لها اسما اكثر جاذبية هو الديمقراطية التوافقيه وهذه الديمقراطية لم يعرف العراقيون عنها شيئا وقد تبين انها صورة كاملة للمحاصصة الطائفة والقومية وعملية لاقتسام الكعكة بين الاحزاب الماسكة للحكم وهي الجماعات الدينيه والاكراد .
الحكومة الجديدة التي تشكلت عام 2006 تضم (33) وزارة وحوالي 10 هيئات غير مرتبطة بوزارة لكل منها طاقم ضخم من المسؤولين والمدراء والموظفين والحمايات اضافة الى المنح والمصاريف التشغيلية والايفادات وغيرها . هذا العدد من الوزارات يؤكد بأن التشكيلة لم تكن قد اعدت طبقا لاحتياجات البلاد انما كانت عبارة عن عملية ترضية سياسية لاطراف عديدة لذا فأن كل وزارة اصبحت ملكا للحزب الداعم لوزيرها ويجري تعيين المنتسبين بناءا على توجيهات ذلك الحزب اما التنسيق بين الوزراء ورئاسة المجلس فيكاد ان يكون معدوما وهناك امثلة كثيرة نذكر منها مشكلة تعيين رئيس الجامعه المستنصرية ومشكلة اقالة مدير العمليات في وزارة الداخلية وغيرها .
العراق اصبح بحق تحكمه فكرة الدولة ( الغنيمه ) كما اطلق عليها احد الكتاب العراقيين فالكل يسعى لانتزاع حصة له او لاعضاء حزبة او كتلته عبر تعينات او تخصيصات او ايفادات وليس بعيدا عن الاذهان المخصصات التي اقرت للرئاسات الثلاث تحت عنوان المنافع الاجتماعيه والبالغه اكثر من (110) مائة وعشرة مليارات دينار سنويا .
الانتخابات القادمة يجب ان تكون نقطة البداية لعراق جديد تفرز نوابا يمثلون الشعب العراقي تمثيلا صحيحا ويحرصون على المال العام فأن تكرار التجربة الاليمة وعودة نفس القوى والوجوه الحاليه الى دفة السلطة لاربع سنوات اخرى هو كارثة جديدة سترهن مستقبل العراق لفترة طويلة وتضعه في مصاف الدول الاكثر تخلفا في العالم . المطلوب مجلس نيابي جديد يعدل الدستور ويضع الاسس الصحيحة والكفيلة للانتقال الفعلي الى مجتمع ديمقراطي عصري مستقل تمثله حكومة مدنيه علمانيه تحرص على تلبيه حاجات المواطنين وتوفر لهم الامن والاستقرار والحياة السعيدة .





#طلال_احمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى اين تمضي يا عراق ... ؟
- القائمة المغلقة والقائمة المفتوحة
- ماراثون الائتلافات الانتخابية
- في سبيل اقامة جبهه ديمقراطية موحدة
- ولادة حركة ... جماعه الاهالي اليوم
- دولة العراق الدينيه
- في الشأن العراقي ومستلزمات الحل
- العراق والمستقبل المجهول
- جولة تراخيص النفط الاولى
- الاغلبيه السياسية في العراق
- من يعيد الحياة للائتلاف العراقي الموحد؟
- انتاج النفط في العراق بين الواقع والطموح
- العراق الديمقراطي 7
- العراق الديمقراطي 6
- العراق الديمقراطي 5
- العراق الديمقراطي 4
- العراق الديمقراطي 3
- الانسحاب الامريكي والحالة العراقية
- العراق الديمقراطي 2
- انتخابات مجالس المحافظات خطوة الى الامام


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال احمد سعيد - من سينتخب العراق .. ؟