أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صائب خليل - منطق النمل: غضب عراقي في البرلمان الهولندي














المزيد.....

منطق النمل: غضب عراقي في البرلمان الهولندي


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 856 - 2004 / 6 / 6 - 09:56
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لم نتعود الحضارة بما يكفي لضبط غضبنا دائما, لكن بيني وبينكم, ليس ذلك سيء في كل الاحوال.

امس, كنت في اجتماع في بناية البرلمان الهولندي نظمه الحزب الاشتراكي الهولندي لمناقشة وضع العراق. هدف الاجتماع وضع الاسس لسياسة الحزب في المناقشة القادمة في البرلمان الهولندي حول قرار تمديد فترة بقاء القوات الهولندية في السماوة, او عدم تمديدها.

كنت ضمن من وجهت اليهم الدعوة لالقاء كلمة قصيرة عن الوضع في العراق, باعتباري قد زرته مؤخرا. كان هناك اربعة محاضرين اخرين هم كل من: فيصل نصر, رئيس البلاتفورم العراقي واحد اعضاء وفد الحزب الذي زار العراق مؤخرا وتيني كوكس وهانز فان هيننكن وهما من قيادي الحزب وكل من عضوي البرلمان الهولندي هاري فان بومل وكريستا فان فيلزن وكذلك حضر اللقاء انيا مولنبلت, ممثلة الحزب الاشتراكي في مجلس الشيوخ الهولندي ومؤلفة "الارض المغتصبة", وهو كتاب قيم عن فلسطين, حيث توجه الكاتبة معظم نشاطها, كذلك شارك كل من الباحثين كارل كوستر الذي قدم تحليلا للسياسة الامريكية في العراق, وروبرت سوترك, خبير في الشأن العراقي وخصوصا منطقة كردستان, وقدم بحثا سريعا عن شكل الدولة الممكنة مستقبلا للعراق.

قدمت شرحا قصيرا للوضع النفسي متسارع التدهور في العراق والسياسة غير المفهومة لقوات الاحتلال وكذلك مجلس الحكم, وتساؤلات العراقيين الاساسية حسب ما لمسته من خلال زيارتي للعراق في نيسان الماضي. وقدم فيصل نصر تحليلا لصلاحيات الحكومة الحالية ومصداقيتها.

ثم جاء دور روبرت سوترك الذي قدم تحليله عن شكل الدولة المحتملة في العراق ودور الاطراف الاساسية في العراق من شيعة وسنة واكراد ومصالحها وكيفية تاثير شكل الدولة على كل منها. كان التحليل جميلا منطقيا متسلسلا كمعادلة رياضية. كان تساؤله ان كان من الوارد فصل العراق الى ثلاث دول مختلفة, واستشهد باشارات تأريخية الى حالات مماثلة. كان كل شئ في كلامه منطقيا جميلا الا نقطة واحدة. كان علي ان انتظر حتى تحين ساعة المناقشة قبل ان اعترض, واقول لكم الحق ان اعتراضي تحول خلال هذا الانتظار الى غضب لكنه اعطاني الوقت لافكر كيف اقدمه.

عندما حان الوقت قلت: "كان تحليل روبرت (الجو كان وديا خاليا من الالقاب كالعادة) منطقيا متسلسلا بشكل جميل, لكنه مثال جميل ايضا كيف يمكن ان يؤدي المنطق الى استنتاجات خاطئة تماما."
بعد ان هدأت الهمهمة التي اثارها التناقض بين جزئي جملتي الاولى, اكملت: "تحليل روبرت تحليل سليم ومفيد, بشرط ان نعتبر ان شعب العراق يتكون من قطعان من النمل: قطيع نمل اسود واخر احمر واخر ابيض."
"النمل, كغيره من الحشرات, يقوده انتماؤه القطيعي فقط, او هذا ما نعرفه عنه على الاقل"

"والعراقيون الذين اعرفهم يا اخوان لديهم ادمغة يستعملونها لتحديد اختياراتهم بانفسهم. لا اقول هذا لاني عراقي ولحبي للعراقيين وتحيزي اليهم, لكننا معروفين كشعب يحب القراءة والتعلم. فقد كان يقال ان الكتاب العربي يؤلف في مصر ويطبع في لبنان ويقرأ في العراق. لماذا يكلف الانسان نفسه عناء القراءة ان كانت وراثته تتكفل بتحديد كل اختياراته يا روبرت؟"

"ان كان علي ان اصدق رواية روبرت, فانا "السني" يفترض في ان اعارض النظام الديمقراطي, لانه سيعطي السيطرة الى الشيعة لانهم الاغلبية, الذين يتوقع ان يؤيدوا الديمقراطية لنفس السبب فقط! انا اذن, باعتباري "سني" يجب ان اكون حسب هذا التحليل مؤيدا لصدام, وتتوافق مصالحي معه, سقوطه كان هزيمة وخسارة فادحة لي! ياللكارثة! اذن قدر علي ان احب صدام وادافع عنه لاني ولدت سنيا! هذا كلام... حسنا..لا ادري ما اقول عنه"

" قبل بضعة اشهر قامت مؤسسة غربية باجراء احصاء تبين من خلاله ان حوالي 66% من العراقيين يفضلون حكومة علمانية تجنبا للطائفية, فاين يمكنني ان ارى هذه ال 66% في تحليلك هذا؟ "

"كأن العراقي لا يفكر الا بطائفته, وكأن كل طائفة ليس لها من هم الا السيطرة على بقية الطوائف, وكأنه لا توجد هموم مشتركة تشمل كل الطوائف ولا مصالح مشتركة. كأن كل ربح لطائفة لابد ان يكون على حساب اخرى, وان كل نظام سياسي سيقسم هذه الارباح لصالح طائفة دون الباقين. لايوجد نظام يربح منه الجميع ويعيشون راضين سعداء. كأن العلاقة بين تلك الطوائف علاقة عداء وتحكم وان السؤال من سيضطهد الاخر هذه المرة."

" ليس هذا العراق الذي اعرفه يا روبرت. صحيح انه الكثير فيه قد تغير, لكن ما بقي منه اكثر! وما زالت الغالبية في العراق تعتز برأسها اكثر مما تعتز بنسبها.
يجب ان نتذكر دائما ان العراقيين, مثل بقية البشر, ليسوا قطعانا من النمل يتحكم فيهم قدر الوراثة, بل كائنات عاقلة تعتز برأسها وبما في داخله."



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القراءة الطائفية
- بحثا عن - التكنوقراط
- كلام الملوك
- الثأر...الثأر...لدماء كربلاء والكاظمية!
- 188: احترام لمرونة الشريعة


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صائب خليل - منطق النمل: غضب عراقي في البرلمان الهولندي