أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - من وقف الإستيطان الى تجميده فكبح جماحه ف...















المزيد.....

من وقف الإستيطان الى تجميده فكبح جماحه ف...


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2818 - 2009 / 11 / 2 - 15:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


......ألف مرة بل مليون مرة قلنا "إللي بيجرب المجرب عقله مخرب" وكذلك قلنا" الثور ما بنحلب"،ولكن البعض فلسطينيا وعربياً يحلو لهم القول،بأن هذه الأقوال لا تنم عن واقعية ولا تخدم المصالح العربية ولا الفلسطينية،بل هذا نوع من العدمية والتنكر للمبادرات والمشاريع والاستحقاقات الدولية،وغير ذلك من لازمة مشروخة طويلة،أصبح سماعها مؤذي للعين والأذن،ويتقزز من سماعها الصغير قبل الكبير،فبعد مجيء "أوباما" للحكم على أنقاض حكم المحافظين الجدد،هلل وطبل وزمر له الكثيرين من قادة وصناع القرار والرأي في العالم العربي،بل انبرى الكثيرين منهم للدفاع عن سياساته وأرائه وأفكاره،وأن "أوباما" سيشكل مجيئه بداية عهد أمريكي جديد على صعيد العلاقات العربية - الأمريكية،وأن عهد بقاء إسرائيل فوق القانون الدولي قد ولى،وستتحقق طموحات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والدولة المستقلة،وكل ذلك لمجرد أن "أوباما" استخدم لغة وعبارات جديدة لعب وركز فيها على وتر الدين والعواطف والمشاعر،من أجل تسويق بضاعة قديمة كاسدة لم تفلح السياسات الأمريكية السابقة في تسويقها ،وطرح مبادرة أو رؤيا لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، لا تقوم على إنهاء الاحتلال مقابل التطبيع،بل الوقف الشامل للإستيطان مقابل التطبيع مع العالم العربي،وهذه الرؤيا أو المبادرة رغم إجحافها وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني،وجد فيها الكثير من العرب الرسميين والسلطة الفلسطينية ضالتهم وتلقفوها وتعاطوا معها واستجابوا لها ،وشكلوا طواقم ليس لها هدف وشغل إلا الحديث عن مبادرة"أوباما"،والتي ستقلب الأمور رأساً على عقب،أما إسرائيل والتي تشكل هذه المبادرة ربحاً صافياً لها،فهي كعادتها، فكما رفضت وركلت وداست المبادرة العربية للسلام وأجبرت واضعيها على تعديلها والهبوط بسقفها من قمة لأخرى ودون أن تعيرها أي اهتمام،فقد رفضت وركلت مبادرة ورؤية "أوباما"،ووضعت العديد من الاشتراطات للموافقة عليها والتعاطي معها،وفي مقدمة ذلك اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة والتخلي عن حق العودة،وشرعية الاستيطان في القدس والكتل الاستيطانية الكبرى،وبحيث هذه الاشتراطات،تجعل من المستحيل تنفيذ لا وعد "أوباما" ولا غيره.
وبدأت الإدارة الأمريكية جولات مكوكية ومارثونية من المحادثات والزيارات للمنطقة،بحيث في كل جزء منها يتم التراجع عن جوهر ما ورد في هذه المبادرة أو الرؤية،لصالح الموقف والرؤيا الإسرائيلية،فالمندوب الأمريكي للرباعية"جورج ميتشل" قال بأنه يتفهم عدم قدرة إسرائيل على وقف الاستيطان،وهو يرى أن توافق إسرائيل على تجميد الاستيطان لفترة اختبار لا تتجاوزستة شهور وبما لا يشمل القدس ولا الكتل الاستيطانية الكبرى ولا النمو الطبيعي للمستوطنات.
وفي الجولات المارثونية اللاحقة ،قال "ميتشل" بأن تجميد الاستيطان ليس شرطاً لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين،حتى جاءت الزيارة الأخيرة لوزيرة الخارجية الأمريكية"كلينتون" للمنطقة،لكي تعلن وتعبر عن تبني كلي للمواقف الإسرائيلية،وتقول أن الشرط الفلسطيني بوقف الاستيطان من أجل استئناف المفاوضات،هو حديث العهد ولم يطرح سابقاً وهو شرط مسبق لا يخدم العملية السلمية والمفاوضات،وأنها تثمن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي"نتنياهو"بالعمل على "كبح جماح" الاستيطان وتعتبر ذلك خطوة غير مسبوقة.
إذاً كشفت السيدة "كلينتون" عن حقيقة الموقف الأمريكي وتطابقه مع الرؤيا الإسرائيلية،ولم تترك لا لطرف فلسطيني أو عربي رسمي ورقة توت،لكي يبقى متستراً بها أو اللهاث وراء أكاذيب وأوهام الإدارة الأمريكية،وما يسمى بالتغيرات الدراماتيكية في السياسة الأمريكية،وكما قلت في أكثر من مقالة بأن أطروحات"أوباما" أكثر خطورة من أطروحات المحافظين الجدد،فهي تنظر وتروج لرؤية وتصورات"نتنياهو" للتسوية مع الفلسطينيين،والتي تقوم على أساس تشريع وتأبيد الاحتلال،مقابل تحسين شروط وظروف الفلسطينيين تحت الاحتلال وبتمويل عربي ودولي.
وفي ظل هذا الوضوح،فلم يعد من الممكن أو الجائز أو المقبول،أن يستمر البعض في الساحة الفلسطينية،بالقول لنا بأن الحياة مفاوضات،فكما قبرت ودفنت إسرائيل مبادرة السلام العربية ومن قبلها خارطة الطريق،فها هي تقبر رؤية ومبادرة"أوباما" في مهدها،وبموافقة أمريكية واضحة وصريحة،وهذا معناه أن دعاة نهج التفاوض من أجل التفاوض والمفاوضات العبثية المدمرة،عليهم أن يعلنوا بشكل واضح وصريح أن المفاوضات كخيار ونهج وثقافة قد سقطت الى غير رجعة،وأن عليهم مغادرة هذا الخيار كرؤيا وهدف وخيار،لصالح رؤيا وخيارات أخرى،وعليهم أيضاً أن يدركوا ويقتنعوا تماماً،ومن تجارب كل الشعوب وعبر مر العصور،بأن المقاومة بمختلف أشكالها كانت قاطرة الشعوب نحو الحرية والإستقلال،وهي لم تفني الشعوب في يوم من الأيام،فلا الجزائر التي دفعت مليون شهيد فني وأبيد شعبها،ولا الإتحاد السوفياتي من قبلها ولا الثورة الفيتنامية من بعدها،ولا المقاومة اللبنانية والعراقية حاضراً ولا حتى جماعة طالبان في أفغانستان وجبال طورا بورا،ولا أظن الشعب الفلسطيني،الذي دفع وما زال يدفع ثمن حريته واستقلاله وصموده عشرات الآلاف من الشهداء،أقل تضحوية وثورية من تلك الشعوب،بل لديه من التجارب والخبرات في الكفاح والنضال الشيء الكثير.
وهذا بالملموس يعني أن السلطة الفلسطينية،عليها أن لا تقدم على خطايا أخرى، فهذه الخطايا من شأنها أن تنحرها سياسياً،وهي كادت تقترب من هذا الانتحار،عندما وافقت وإستجابت لوعود وأوهام أمريكية وأوروبية غربية بتأجيل التصويت على تقرير"غولدستون"،والذي لأول مرة منذ ستين عاماً يجرم ويدين ويتهم قادة وجنود إسرائيل بارتكاب جرائم حرب،مقابل لغو ووعود فارغة باستئناف ما يسمى بالمسيرة السلمية،ناهيك عن أن تشبثها وتمسكها بالمفاوضات كخيار وحيد من أجل إسترداد حقوق شعبنا الفلسطيني،قاد الى تآكل كبير في رصيدها وجماهيريتها،وأضحت مجال تندر واتهام من شعبنا،بأنها خادمة لأهداف وأجندات غير فلسطينية،ومن هنا فإن أي عودة الى طاولة المفاوضات دون التمسك بشرط الوقف الكلي للاستيطان،معناه أن السلطة تحفر قبرها بيدها،بل وفي ضوء إنكشاف الموقف الأمريكي،فإنه بات من الضروري والملح إجراء مراجعة شاملة لكل النهج السابق،والعمل بشكل جدي في تنشيط وتفعيل خيارات أخرى،بحيث يكون في المقدمة منها خيار المقاومة بأشكاله المختلفة،والعمل بأقصى سرعة من أجل إنهاء عوامل الفرقة والإنقسام الفلسطيني الداخلي،وبما يضمن تحلق وإلتفاف كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني،خلف إستراتيجية موحدة،تقوم على أساس أن الأساس هو المقاومة والتفاوض يستند اليها،والعودة للتفاوض،عدا التمسك بعدم العودة اليه ،إلا بالوقف الكلي والشامل للاستيطان،فالعملية السياسية والتفاوضية،يجب أن تستند الى مرجعية سياسية ودوليه محددتين،وبحيث يكون لها صفة ألألزام والتنفيذ،والمرجعية هنا قرارات الشرعية الدولية.
إن المراجعة الشاملة للنهج السابق،ومغادرة التعلق بالأوهام والأكاذيب الأمريكية،وامتلاك الإرادة وإنهاء حالة الإنقسام وتصليب الوضع الداخلي الفلسطيني،كل ذلك من شأنه أن يشكل عوامل قوة للموقف الفلسطيني،في مواجهة الصلف والعنجهية الأمريكية والإسرائيلية،والتي تكشف يوماً بعد يوم عن حقيقة نواياها ووجهها القبيح وعداءها لكل ما هو فلسطيني وعربي.




#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وين أجيب هوية ...؟؟؟
- صمود تتمرد على القمع والحواجز ...
- سعدات وأسرى العزل ....
- إنطباعات من الجولان/ خلال زيارة الوزير لأسرى الحرية..
- بريطانيا وفرنسا-ذاب الثلج وبان المرج - ..
- جولة مع الوزير قراقع ....
- جاء ميتشل ذهب ميتشل ...
- القدس هجمات اسرائيلية متلاحقة وعجز فلسطينيوعربي واسلامي شمول ...
- سعدات والبرغوثي ...مرة أخرى ..
- لا تنسوا أسرى الداخل والقدس ...
- مخاطر لعبة مقايضة ضرب ايران بدويلة فلسطينية ..
- قراءة في كلمة نتنياهو أمام الجمعية العامة ..
- رغم تقريري - بوستروم- و--غولدستون- لا تزال اسرائيل فوق القان ...
- تكتيك يا جاهل ...
- أي انحطاط هذا يا أشباه الممثلين ...؟؟
- نشرة عيد الفطر السعيد ...
- مطلوب تمويل ..
- التطبيع مقابل التجميد المؤقت للإستيطان ...
- مع بداية العام الدراسي الجديد / التعليم في القدس العربية ينه ...
- أوروبا الغربية نفاق وازدزاجية معايير غير مسبوقتين ..


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - من وقف الإستيطان الى تجميده فكبح جماحه ف...