أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - القوة الرابعة















المزيد.....

القوة الرابعة


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2818 - 2009 / 11 / 2 - 11:08
المحور: القضية الكردية
    



خلال زيارته الأولى من نوعها لمسؤول رسمي رفيع المستوى التي وصفتها القيادة الكردية – بالتاريخية – الى أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق في الثلاثين من شهر أكتوبر المنصرم أدلى السيد أحمد داود أوغلو وزير خارجية تركيا بتصريح بالغ الأهمية بعد مباحثاته مع الزعيم مسعود بارزاني رئيس الاقليم وجاء فيه "إن تركيا تريد بناء شرق أوسط جديد يضم الأتراك والعرب والكورد والفرس والشيعة والسنة... ولأجل تغيير الواقع الراهن في المنطقة نحن بحاجة الى دعم الكورد وهذه الزيارة تاريخية وقد حان الوقت لنخطو خطوات أكثر ..." .
حقائق التاريخ والجغرافيا في هذه البقعة من الشرق الأوسط تبين بوضوح لايرقى اليه الشك عن وجود الكتلة البشرية الكردية الرابعة التي تناهز في الوقت الراهن الأربعين مليونا الى جانب الكتل الأخرى : العربية والايرانية والتركية وهي مجتمعة وفي مراحل وحقب متتالية ساهمت في بناء الحضارة ولعبت وبتفاوت وتناوب أدوارا مؤثرة في مصير المنطقة وحياة أقوامها ولكن الوقائع هذه كغيرها كثيرة تعرضت للطمس والاخفاء الى درجة أن غالبية صفحات تأريخ المنطقة المعتمدة في المناهج التعليمية والمتداولة بين الناس والتي دونها – المنتصرون – الطغاة والنخب الشوفينية السائدة أحوج ماتكون الى اعادة كتابتها من جديد لاظهار ماأخفي واطلاق ماحظر رسميا بفعل الآيديولوجيا القومية العنصرية بما في ذلك الحقيقة الكردية كعنصر أصيل متجذر في الأعماق التي غابت عن أذهان الأنظمة والحكومات التركية والايرانية والعراقية والسورية المتعاقبة التي تقتسم الكرد وموطنهم ولنقل منذ مراحل الاستقلال وتشكيل الدولة الوطنية .
ليس من شك أن اعلان الديبلوماسي التركي بل اعترافه المعلن بالمكون القومي الكردي في المنطقة الى جانب الآخرين والذي يعتبر خرقا للمحظور واستثناء للمألوف كان استكمالا منطقيا بل تحصيل حاصل للاعتراف بالحقيقة الكردية في بلاده أولا والتسليم بوجود " القضية الكردية في تركيا " والاعلان في وسائل الاعلام عن انجاز برنامج لمعالجتها عبر الحوار السلمي في حين ولدى اجراء مقارنة سريعة نلحظ امتناع نظامي طهران ودمشق حتى الآن عن رؤية الحقيقة بل والامعان اما في انكار أو تجاهل الوجود الكردي وحقوقه وتنفيذ خطط تغيير التركيب الديموغرافي في مناطقه التاريخية ومحاولة امحاء ثقافته ومعالم هويته .
لقد سمعنا وتابعنا الكثير عن مشاريع للشرق الأوسط " الجديد " و" الكبير " في كنف " النظام العالمي الجديد " مابعد حقبة الحرب الباردة وبالتماثل مع " عملية التغيير الديموقراطي المنشودة " في بلداننا وخلت تلك المشاريع عن - عمد أو سهو – من الاشارة الى الكرد وجودا ودورا واستحقاقات في حين نجد بغاية الوضوح موقعا تراتبيا لهم الى جانب الترك والعرب والفرس في رؤية الوزير التركي بل وحاجة لدعمهم في ترتيب أوضاع المنطقة من دون الافصاح عن مضامين وعناوين ذلك الترتيب واذا كنا نشارك المتفائلين – ولو بحذر – والمستنجدين بالسيد داود أوغلو – كحلال للمشاكل - لاستعمال عصاه السحري في فك اشتباكات المنطقة وما أكثرها والقائلين أن تركيا " تخوض اليوم حقبة بالغة الحيوية والثراء في تاريخها المعاصر، لا يمكن تسميتها بأقل من ميلاد جديد، أو على الأقل إعادة اكتشاف للذات، ثقافياً واستراتيجياً، داخلياً وخارجياً " الا أننا ومن أجل البحث مع السيد داود أوغلو عن تلك الحقائق التاريخية وبينها الحقيقة الكردية الشرق أوسطية لابد من صراحة مماثلة بل أكثر وضوحا حول جملة من المبادىء والتساؤلات والوظائف الكفيلة برسم الحدود الواضحة بين مسلكي الاستراتيجية والتكتيك والثابت والآني وبالأخير مدى المصداقية والجدية في تصريح السيد وزير خارجية تركيا ومنها :
أولا : مقياس الجدية من عدمها يكمن أولا وأخيرا في مدى نجاح الحكومة التركية في الايفاء بالتزاماتها المعلنة تجاه أكثر من خمسة عشر مليون كردي يشكلون قومية ثانية اعترف بوجودهم للمرة الأولى الرئيس التركي العلماني الراحل – توركوت أوزال – من دون التمكن من الاعتراف لهم بأية حقوق قومية وديموقراطية أو التسليم بشراكتهم للترك في السلطة والقرار وقيل أنه ذهب ضحية موقفه الوطني من جانب مراكز القرار – الخفية ! - ومن الخطوات الأساسية أمام الحكومة الآن نشر برنامجها وخارطة طريقها لحل القضية الكردية أمام الرأي العام في البلاد من أجل مشاركة الجميع تركا وكردا وقوميات أخرى في تقرير مصير الجمهورية ومستقبلها والمشاركة العادلة في اطار الاتحاد الاختياري الحر بين مكونات تركيا في ظل دولة متعددة الأقوام والثقافات ودستور يضمن حاضر ومستقبل الجميع بالعدل والمساواة يسبق ذلك تحقيق السلم القومي التركي – الكردي ووضع حد للعنف والعنف المضاد وازالة القوانين الاستثنائية والعرفية المطبقة في اقليم كردستان تركيا الذي يعتبره النظام الحاكم منطقة عسكرية أمنية وتحقيق المصالحة الوطنية والبدء بتنفيذ المشاريع الانمائية في ذلك الاقليم الذي يتعرض شعبه منذ عقود الى التهجير والتشرد والافقار ووصل الملايين منه الى استانبول والمدن التركية الأخرى هربا من الاضطهاد والقمع .
ثانيا : الاشارة الى المكون الكردي في الشرق الأوسط بمثابة اعتراف نظري بوجود ماهو قائم ووصف لحالة ماثلة وهي لاتكفي اذا لم تقرن بتفسير موضوعي لمضمونها السياسي والثقافي والديموقراطي مثل حق ذلك المكون كغيره من المكونات المشار اليها في تقرير المصير ونوع النظام الشرق أوسطي ذاك الذي سيجمع بين المكونات الرئيسية الأربع فدرالي أو كونفدرالي بحسب طرح أطراف من الحركة السياسية الكردية في بعض المراحل كحل للمشكلة كما اقترب الرئيس – أوزال – من هذه الرؤية قبل رحيله في احدى تصريحاته التي نشرت مقالا حولها كتعقيب ومتابعة بعنوان : " فلتكن فدرالية تركية عربية فارسية كردية " اشارة الى البحث عن الحل الاقليمي الرباعي الأضلاع أو امبراطوري تركي بمسحة عثمانوية كما تدعو اليه أوساط تركية قومية يمينية بينها المؤسسة العسكرية أو منطقة تجارية لاتمس أسسها وحدودها ودساتيرها ويبقى فيها كل شيء على حاله بما فيه حالة – المواطنين – الأكراد فقط يطلق فيها العنان للرأسمالية التركية الحاكمة أو القريبة من السلطة والقرار الفالتة من عقالها والباحثة عن الأسواق لذلك على السيد داود أوغلو توضيح أي شرق أوسط جديد يريد : كيان ديموقراطي تتعايش وتتشارك فيه المكونات والأقوام بالعدل والمساواة على قاعدة حق تقرير المصير والاتحاد الاختياري حسب صيغة يتم التوافق عليها أم التأسيس لأمر واقع قائم دون حراك أم امبراطورية متجددة بقطبية أحادية أو ثنائية أو ثلاثية أم منطقة نفوذ تجارية وسوق حرة تخضع للأقوى عسكريا واقتصاديا .
ثالثا : فكرة الشرق الأوسط الجديد بطبعتها – الداود أوغلية – التي أطلقت للمرة الأولى في عاصمة اقليم كردستان العراق تستحق الوقوف عليها بامعان خاصة وأن هذا المثلث الجغرافي يخبىء كنزا من المشاريع والمبادرات التاريخية تعبيرا عن أهميته الاستراتيجية طوال التاريخ فمن مؤتمر طهران بين الحلفاء بعد الحرب الثانية ظهرت بوادر الحرب الباردة وتقسيم مناطق النفوذ بين منتصري الحرب العالمية الثانية ومن كردستان العراق جرى نعي حقبة الحرب الباردة عندما قرر الغرب انشاء المنطقة الآمنة وفرض حظر الطيران العراقي على الاقليم ومن الكويت أعلن الرئيس بوش الأب عن قيام النظام العالمي الجديد ومن المنطقة أطلق المسؤولون الأمريكان مشروع الشرق الأوسط الجديد والكبير ولا ننس هنا كتاب الرئيس الاسرائيلي – شمعون بيرس – الموسوم بالشرق الأوسط الجديد والسؤال هنا بماذا يختلف المشروع الحالي عن سابقاته ؟ هل سيتفادى أسباب الفشل ويتعظ من نواقصها أم أنه تكرار بمضمونه وأسسه وآلياته وعناوينه وبهذا الصدد أزعم أن المدخل الصحيح لهذا المشروع اذا أريد له التقدم والنجاح يبدأ بتفسير المضمون والبرنامج التفصيلي والمبادىء وتعريف المكون الكردي في المنطقة من هم وماذا يريدون هل هو شعب أم أقليات أم مواطنون وماهو دورهم الحضاري التاريخي القديم والراهن ومن ثم اطلاق عملية حوار صريح ومفتوح عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة في البلدان الاربعة والخارج بين نخب وممثلي المكونات الأربعة للتوصل الى نتائج وحقائق وتصورات ستساعد في اعادة بناء شرق أوسط جديد تعيد الاعتبار للقوة الكردية الرابعة الى جانب القوى الأخرى الكبيرة والصغيرة على طريق التعايش السلمي والمشاركة وتقرير المصير والاتحاد الاختياري حسب صيغة توافقية مقبولة .




#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في التحولات التركية - الكردية
- اتجاهات التقارب السوري التركي
- حكاية اللاجئين في سوريا
- محاكم الجنايات الدولية هي الحل
- مابين تحولات - أوباما - وثوابت - بوش -
- أيها العراقييون : شعوب الجوار عمقكم
- نظام سوريا ومهنة - المرابي - الاقليمي
- مدرسة آرام ديكران
- مشروع - الحركة الوطنية الكردية في سوريا -
- حقبة - الفدرالية الثانية - في كردستان ) 2 (
- حقبة - الفدرالية الثانية - في كردستان
- انهم يضرسون - حصرم - حلب
- ملامح - مشروطية - دستورية في كردستان
- المنظومة الأمنية السورية تعيد بناء هياكلها
- الصين أمام تحديات المسألة القومية
- هل من منظمة سرية وراء مقتل المجندين الكرد ؟
- الاستبداد الشرقي في مشهده الجديد
- ولكن ماذا عن حركات شعوب ايران
- وانتصر عليهم أدونيس في حلبجة
- الظاهر والمخفي في الأزمة الايرانية


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - القوة الرابعة