أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - -المواطن G -دراما عراقية مؤدلجة تنعى الواقع الجديد لصالح جهات سياسية















المزيد.....

-المواطن G -دراما عراقية مؤدلجة تنعى الواقع الجديد لصالح جهات سياسية


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 2818 - 2009 / 11 / 2 - 10:59
المحور: الادب والفن
    


كتبها فلاح شاكر وعرضتها قناة الشرقية
"المواطن G "دراما عراقية مؤدلجة تنعى الواقع الجديد لصالح جهات سياسية
بابل - محيي المسعودي
تُشير اولى حلقات المسلسل العراقي " المواطن G " والتي تعرض حاليا على قناة الشرقية الى خروج المسلسل من رحم الدراما المؤدلجة الموجهة , التي تذكرنا بدراما عصر النظام الشمولي السابق في العراق ضد خصومه . كما يشيرالمسلسل الى ابوّة قناة الشرقية له , بامتياز, لا كداعم او ممول فقط , بل كرؤية وموقف وغاية تنسجم مع الآيدلوجية السياسية التي تتبناها هذه القناة منذ انطلاقها والى اليوم, والمتجسدة في محاربة كل ما هو جديد في العراق, من خلال التركيز على السلبيات والمظاهر والاحداث الوحشية التي يقوم بها الارهاب والمفسدون ضد الشعب العراقي وتنسبها او تحملها للنظام السياسي العراقي الجديد وتعمل احيانا على اختلاقها ان لم تجدها . وياتي المسلسل استكمالا لاعمال درامية سبق ان عرضتها هذه القناة وهي كثيرة جدا .... كنت اتمنى ان لا اكتب عن هذا المسلسل حتى لا اروج له ولكن الحدث في بداية هذا المسلسل " الذي لم اشاهده في رمضان" وقعت في مكان وزمان كنت انا اعيشهما بعمق واتحسس وارى والمس وقائعهما , وقد صدمني قلب الحقائق في مسلسل " المواطن G " الذي اخرجه الراحل عدنان ابراهيم وكتبه السينارست فلاح شاكر الذي تابعت معظم اعماله الاخيرة " كالمواطن G " و"الباشا" "والفوجة .. قنابل جماعية" ومسرحية "العرس الوحشي " التي نالت جوائز "مسرح العرب السياسي" في بعض العواصم العربية . اُولى الحقائق التي قلبها فلاح شاكر في مسلسله "المواطن G " هي عدم سماح سلطة الحدود العراقية للمسافرين العراقيين من الخروج بسبب تغيير نوع جواز السفر وهذا امر مضحك فالحدود العراقية مفتوحة من زاخو الى الفاو . ولكن ان حصل واعادت الحدود العراقية مسافرين فذلك بنسبة لا تكاد تذكر . والمعروف ان جواز السفر نوع S هو من اقدم جوازات السفر وما قبله من انواع سقطت بعد مُهل زمنية او حتى سقطت بالتقادم الزمني ونفاد صلاحيتها وهذا الامر معلوم لدى العراقيين وخاصة ممن هم مثلي مدمني سفر. اما الجوازS والذي من المرجح ان المسلسل يعنيه فهو نافذ المفعول الى اليوم ولكن الدول العربية ترفض قبوله كوثيقة, حجة منها لرفض دخول العراقيين اراضيها وترفضه الدول الاوروبية لنفس السبب وكذلك لان هذا الجواز كثُر التزوير به ويُعد سلوك هذه الدول مخالف لقواعد التعامل الدولية ولكن ضعف العراق جعل هذه الدول تملي عليه ما تريد حتي في وثائقيه السيادية كجواز السفر . هذا ليس مهما ولا هو من صلب حديثنا حول مسلسل الموطن G ولكن, جاء ذكره للايضاح فقط من جهة موضع المسلسل. اذن المسلسل يُحمّل السلطة العراقية الجديدة عودة المسافرين العراقيين من الحدود الى بغداد . هذه البداية لهذا المسلسل قلبت الوقائع على عقب وبشكل مكشوف حد السذاجة ولا اعتقد ان أي ممن سافروا خارج العراق يرى هذه البداية موفقة بل سيضحك منها ويقول على كاتب المسلسل"هذا وين رايح", لانها تجافي الصدق والموضوعية , العراقيون الذين سافروا في تلك الفترة "كلهم دون استثناء" تذوقوا مرارة اعادتهم الى العراق من قبل سلطات الحدود في الدول العربية وليس سلطات الحدود العراقية كما يزعم فلاح شاكر في مسلسله , بل الحدود العراقية كانت تعاني من الانفلات وهي في الغالب تمنح أي كان تاشيرة الخروج واحيانا بلا تاشيرة , ولكن , آلاف العراقيين وقفوا على الحدود العربية يتجرعون الذل والاذلال وامتهان الكرامة والحجز والكلام النابي والاعادة الى الحدود العراقية حتى ان بعضهم من رجالات الحكومة العراقية وقد تناولت هذه الحال المأسوية للمسافرين العراقيين معظم وسائل الاعلام وبعض الشخصيات السياسية ومنظمات الامم المتحدة . واذا سألت اليوم أي عراقي عن السفر يضحك ويقول لك " بالمشمش يخلوك تدخل " ويقصد حدود الدول العربية .
الشارع العراقي بالكامل اصبح يعاني من عقدة رفض الدول العربية دخوله اراضيها. وما عاناه المسافرون العراقيون على الحدود العربية خلق نوعا من الجفاء تجاه هذه الدول واضعف انتماء العربي للعراقي وترك حسرة ومرارة في قلوب آلاف العراقيين الذين اُذلّوا على الحدود العربية ومنعوا من الدخول وكان حري بفلاح شاكر ان يجعل من هذه المعاناة منطلقا لمسلسله وعندها يحق له ادانة الحكومة العراقية "دراميا" لانها لم تكن قوية بما يكفي كي تدافع عن كرامة العراقيين المهدورة على الحدود .
بعد هذه الصورة المبسيطة التي قدمتها عن عذابات العراقيين على الحدود العربية , ياتي الكاتب فلاح شاكر والقناة الشرقية ويقول ان عذاب العراقيين على الحدود بسبب السلطات العراقية – التي, اقول عنها : لو كانت على هذا القدر من القوة والدقة لما خرج ودخل مئات الارهابين من والى العراق –
وانا اشاهد المسلسل كان شاب يجلس الى جنبي وهو ممن حلموا بالسفر ولم يتحقق حلمه ابدا قال لي (رحت "21"مرة الى الحدود ورجعونه , ماقبلو ايدخلونه) ويقصد الحدود العربية . اذا لماذا قلب فلاح شاكر هذه الحقيقة !!؟؟ ولماذا اختار شخصيات بشعة ومريضة, ندرما تكون بين المسافرين العراقيين ؟؟ - رجل يقتل امرأة برفقته واخر يقسو بوحشية على زوجته وابنتها وسائق خائف مرتبك وامرأة تتاجر بالدعارة والممنوع ولص انتهازي وآخر سكير وهكذا البقية - احقا هذا هو الشعب العراقي كما يراه فلاح شاكر ؟ صحيح ان عينات من العراقيين في الدول العربية جعلتهم الظروف هكذا ولكن هؤلاء قلة قليلة جدا. ثم لماذا لم ير فلاح شاكر المقابر الجماعية وقطع الالسن في العراق قبل هذه الفترة وقطع الرؤوس من قبل الارهاب في الايام التي يتحدث عنها المسلسل . ربما لان الجوائز الابداعية العراقية والعربية كانت تحول دون تلك الرؤية .. ربما !!!؟
ابدا .. لا تمت شخصيات المسلسل للواقع العراقي العريض بصلة . نعم توجد هكذا شخصيات شاذة وقليلة في المجتمع العراقي وفي مجتمعات العالم كافة ولكن ان يختزل الكاتب الشخصية العراقية بهؤلاء . انه لامر غير مبرر دراميا ولا مقنع للمشاهد , ولو كان المسلسل بعيدا عن الآيدلوجية السياسية وآبائها لكان الامر قابلا للترحيل فنيا الى الاكشن "مثلا" او الاثارة او الغرائب ولكن المسلسل هادف وياتي ضمن المنهج الواقعي والفن الموجه وفي زمن حرج يمر به العراق . يبدو ان فلاح شاكر استبدل قيمة النص الفنية والادبية والاخلاقية ومصداقية الكاتب باشياء اخرى لا اعرفها حصرا ولكنها لا تخرج من خانة المال او المديح او الجوائز المادية والمعنوية , او ربما ان الرجل يشاكس الواقع من اجل الاثارة والبقاء او هو وفاء لانتماء ايديلوجي سياسي او نظام انتهت مدة صلاحيته , وآخر الاحتمالات ربما ان الرجل مصاب ؟ مثله مثل شخوصه !!؟ لا اقصد هنا التهكم او القذف ولكني ابحث عن جواب لحال مبدع عراقي قدم العراق قبل سنتين في مسرحيته " العرس الوحشي " بصورة امراة مغتصَبة من قبل الامريكان فقط واهمل اغتصاب صدام لهذه المرأة اكثر من ثلاثة قرون وانجابه آلاف المخلوقات المشوهة منها والتي تشبه وليدها من الاغتصاب الامريكيي البشع . الغريب ان فلاح شاكر انهى تلك مسرحيته بموت الشعب العراقي الذي اختزله بشنق المرأة المغتصبة لنفسها . فلا غرابة ان يكتب هذا المسلسل ويختار له هذه الشخصيات المريضة وهذه الاحداث البشعة والمخجلة والغريبة . يبدوا ان السينارست فلاح شاكر لا زال يعيش زمن " ها خوتي عليهم " التي حشد بها صدام حسين ملايين العراقيين وارسلهم لمحارق الحروب وهذا يظهر جليا في مسرحيته التحريضية " الفلوجة .. قنابل جماعية . كما ان مخرج العمل عدنان ابراهم هو الاخر لا يبعد كثيرا عن ارضية فلاح في هذا الاتجاه فقد عاش وعمل في السعودية التي باموالها احرق صدام مئات الالاف من شباب العراق في حرب الخليج الاولى . وبرجالها واموالها وفتاواها يذبح الارهاب الشعب العراقي يوميا . مع كل هذه الادلجة في الدراما العراقية وهذا التوجه السلبي الا ان هكذا مسلسلات تمثل خطوات عملية نحو صياغة دراما عراقية راقية في قابل الايام, رغم انف صانعي الدراما المؤدلجة الهادفة الى تدمير بنية الشعب العراقي .



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -فجر العالم- خطوة سينمائية جريئة لاستنطاق واقع عراقي اخرس طا ...
- الرياضة العراقية بين دكتاتورية الامس وفوضوية اليوم
- سوريا بين -الهلال الشيعي- -والمعتدلين العرب-
- بريشت رائد المسرح الالماني المعاصر
- آلهة اليمن السعيد غاضبة على الحوثيين
- صالح المطلك : البعثيون مظلومون في العراق
- لماذا العراق الدولة الاكثر اعداء !!؟؟
- العراق ... هل ثمة وطن باق !؟
- -مركز الرافدين للتدريب والمعلومات- . مدرسة لمحو اُمية الحاسو ...
- الديمقراطية في العراق .. صناعة مكلفة لبضاعة تالفة
- العراق لا يساوي شبرا مما أملك ... !
- دور ثقافة الاطفال في العراق عناوين تُثري وواقع مُزري
- الاعمال الاخيرة للفنان كامل حسين تؤسس لذائقة فنية عراقية جدي ...
- اي عراق كان واي عراق اليوم واي عراق غدا !!!! ؟؟؟؟
- - بروفة في جهنم - مسرح عراقي نجح باستثمار الحريات واخفق في ا ...
- الموصل تكشف النوايا الخفية ضد وحدة العراق
- الاستثمارات الاجنبية .. تستثمر العراقيين ولا يستثمروها
- العلاقة الازلية بين الفن التشكيلي والذات الإنسانية وبيئتها
- قراءة في مثلث انتخابات مجالس المحافظات العراقية
- ردة عن الوطنية وتألق نجم العشائرية في انتخابات مجالس المحافظ ...


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - -المواطن G -دراما عراقية مؤدلجة تنعى الواقع الجديد لصالح جهات سياسية