أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - طارق حربي - ملاحظات على برامج القناة الفضائية العراقية (3)















المزيد.....

ملاحظات على برامج القناة الفضائية العراقية (3)


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2817 - 2009 / 11 / 1 - 22:02
المحور: الصحافة والاعلام
    


كلمات
-278-
قلَّب الاسلام السياسي الحاكم بأمر الله في العراق الجديد كل الدفاتر القديمة، أشاع ثقافة الموت وتعلقت أجنداته بدول الجوار وأهداب الماضي، حتى لتشعر وأنت تتصفح وجوه فضائياته المقيتة، وماأكثرها في العراق الجديد الذي لم يكن له حصة فيها سوى اسمه!، بل هي من حصص تلك الأحزاب، وكذلك العشائر والشخصيات النافذة في المشهد السياسي ومن يمد يد التمويل، بأن هذا البلد عاد إلى مرحلة ماقبل تشكيل الدولة العراقية سنة 1921، فالمجتمع مايزال بفضل الأحزاب ونهبها المتواصل لثروات العراق الجديد، يدور في دوامة الشعر الشعبي صباح مساء، حتى أصبح لكل فضائية شاعر شعبي ينطق باسمها، وهذه هي النتيجة منذ سبع سنوات : انتصارات متلاحقة على جبهات الشعر الشعبي هزائم على جبهات الخدمات والاعمار!.
شاشة مملوءة بأخبار الفواتح والتعزية واللطم والردح الطائفي، ورفع شعار "الاسلام هو الحل" بنسخته العراقية لتعزيز السلطة بيد الاحزاب والنفوذ والثروات، وما من حيز واضح للمواطنة العراقية والقاء الضوء على المستقبل ومايرغب به العراقيون، فضائية من المفروض بها وهي تمول من المال العام (مال العراقيين)، أن تكون فوق شبهات الطائفية والقومية والأديان والفئوية والمناطقية، وتساعد الشعب العراقي على تلمس طريقه وسط الغام الارهاب والفساد والتخلف، لا العيش في الماضي السحيق والانقطاع إليه ومحاكاته، في مشروع شيطاني لتجهيل الشعب العراقي وتخريفه المتواصل.
ركاكة وضعف لايصمد أمام الهجمة الاعلامية الشرسة للفضائيات العربية وغيرها من الأبواق الناعقة ضد العراق الجديد، إنعدام المهنية بسبب عدم وجود معهد للتدريب الاذاعي والتلفزيوني، يخرج كوادر كفوءة تدير الحوارات السياسية والفكرية والاستراتيجية وغيرها، مقدمو برامج وأخبار قليلو الالمام بتأريخ بلدهم وأحداثه العاصفة يتناسب عكسيا مع كمية (الجلّ / ملمع الشعر) على رؤوسهم!!، سياسة إعلامية تبث روح الفرقة والطائفية بين أبناء الشعب الواحد، عبر التأكيد على مفردتي الشيعة والسنة، وكأن العراق ليس فيه إلا هذين المكونين، تعيين عصابات التشيع السياسي دون الاعلاميين المهنيين المخلصين، خمس آذانات في اليوم تتناغم مع الطبول و"الدمامات" في المناسبات الطائفية المسيرة في شوارع العراق وتكون صدى لها.
ياللمهزلة..!!
مابقيت حسينية منسية طواها غبار النسيان، إلا وهرعت العراقية إلى تصويرها والحديث عن تاريخ تشييدها، الحوار مع إمامها ورادودها!!، لاعرضا علميا لمشاكل المرأة والطفل والشباب والرياضة والفن والعلوم والتخطيط لبناء مستقبل البلد، مامن معمم إلا وقابلته الفضائية وأبرزت مكتبته الدينية، رافعة شعار (بين كل عشر حسينيات أو عشرين كنيسة واحدة!!) لذر الرماد في العيون وإيهام الشعب العراقي، بانها تسعى إلى تعديل الميزان المائل بين الأديان والطوائف، وإذا هي دوامة لاطائل من ورائها.
إمتدادا للحملة الايمانية التي أطلقها المقبور في آخر أيام حكمه الفاشي، وربما مغازلة الحزب الاسلامي العراقي، وكل من ينضوي تحت لواء الدروشة السياسية، في أفق غياب كامل لأي خطط استراتيجية لإنقاذ البلد، من براثن التدهور وملفات الفساد وتغيير استراتيجيات الارهاب، من ضرب الجموع العراقية في الشوارع والساحات العامة، إلى ضرب الوزارات ومبنى محافظة بغداد للأغراض المعروفة، على خلفية هذا كله وصل المدد أخيرا في برنامج (طقوس وأمكنة) الذي بث قبل أيام وصور بضعة دراويش يطوحون بالرؤوس يمنة يسرة (الله حي الله حي)، في تكية منزوية أكلها غبار النسيان لاتقدم معلومة ولاتسلية ولاثقافة، سلم (المكرفون) ليد أكثر من درويش ربما كان من مريدي المجرم الهارب عزة الدوري وتريد العراقية إحياء ذكره (من يدري..!!؟)، وفيما طفق يعبر عن مواجده العرفانية والصوفية أظهر زميله (الدرباشة)، وجعلها إلى خده ليخرقه بها!!، لحسن الحظ قطع (المشهد العاطفي!) أمام ذهول الملايين من العراقيين في مشارق الأرض ومغاربها، ولو كان هنالك رقيب مخلص بين يديه مقص وطني عراقي، لجزَّ به الفضائية العراقية من جذورها وقيعانها الطائفية، حيثما أنبتها فيها الاسلام السياسي وخلص الشعب العراقي من آثامها، وأعاد الملايين المقطوعة من ثرواته، إلى ملايين الأفواه الجائعة والعاطلين عن العمل والمتسكعين والفقراء والمشردين والمتسولين، حيث تتلظى الكثير من فئات الشعب العراقي في مهاوي الفقر والعازة وبعضهم يعتاش على مناطق الطمر الصحي !!
وفي إطار الجهل والتخبط بأصول العمل الاعلامي المهني ودوره الهام، أتحفنا مذيع غرير في نشرة أخبار الساعة الثامنة (مساء أمس) بديباجة طويلة عريضة افتتح بها الأخبار، مثلما تفتتح قناة البغدادية - تعبيرا عن موقفها حيال العمليات الارهابية على سبيل المثال - أخبارها بالكلام الانشائي الفارغ، الذي يضطر مذيعي النشرة إلى أخذ صفنة طويلة لينساهم المشاهدون وسط لعلعة ولغو بلا طائل من مذيع مختفي، وختم مذيع العراقية خطبته الجنجلوتية بان العراقيين أبناء علي الوردي (عالم الاجتماع العراقي الراحل الذي جرف قبره قبل فترة القيادي في المجلس الأعلى جلال الصغير) وشاعر العرب الأكبر الجواهري!!، في محاولة لإيهام الشعب العراقي بان كل مايصدر عن القناة، ماهو إلا من وحي عمالقة الفكر والشعر العراقيين والسير على هديهم.
إن هذه الخطابية والشعاراتية تغرد خارج نسق اللغة الاعلامية الرصينة، وتجعل المشاهد يسخر من اللغو والفذلكة اللغوية في إطار الخراب الاعلامي لما بعد التغيير، إذ مادخل هذين المفكر والشاعر الراحلين ولماذا أقحم اسماهما بمشاكل القائمة المفتوحة والمغلقة وعقدة كركوك وتأجيل موعد الانتخابات البرلمانية!؟
لو كان المرحوم الوردي حيا لما تأخر عن كتابة نقد واستهجان لماتقدمه العراقية من برامج طائفية، ولما تأخر الراحل الجواهري أيضا عن قول كلمته العراقية القاطعة، مثلما وصف (إذاعة صوت الشعب العراقي سنة العاملة في جدة بالسعودية سنة 1992) بأن "هذه الاذاعة تحرض أمريكا على الشعب العراقي"..!!
إذا كان آخر الدواء هو الكي كما يقول المثل فإني أعيد أقتراحي السابق على الحكومة العراقية توفيرا للمال العام والوقت والجهد : إغلاق الفضائية الطائفية أو استبدال كادرها الذي لم يتغير مع المدير السابق حبيب الصدر، بكادر من الاعلاميين المهنيين يتم التعاقد معهم من سوريا ولبنان والمهجر، وتطعيمه بالاعلاميين المخلصين من أبناء العراق وماأكثر العاطلين عن العمل فيهم، من جهة ثانية فالمعروف عن النظام الحاكم في السعودية أنه قروسطي يذبح بالسيف لكنه ولمصلحة بقائه في السلطة يقوم بإرشاء المنظمات الدولية (الصليب الأحمر ومنظمة العفو الدولية وغيرها)، وفي نفس الوقت يمول عددا من القنوات الفضائيات التي يديرها السوريون واللبنانيون والمصريون وحتى العراقيين، يلمعون صورته القبيحة في الفضاء العربي والعالمي، الحكومة العراقية لاتشبه النظام في السعودية مهما كان رأينا بها، وفي إطار التحولات الدستورية والديمقراطية يعيش الشعب العراقي حرية تحسده عليها الشعوب العربية، ولدى الحكومة اليوم ثروات هائلة وعليها واجب تصحيح مسارات الماكنة الاعلامية الرسمية وجعلها مستقلة ناطقة باسم العراقيين والعراق وليس الدين والطائفة والقومية والفئوية والأجندات الخارجية.
1/11/2009
http://summereon.net
[email protected]
ملاحظات على برامج القناة الفضائية العراقية (1)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=70143
ملاحظات على برامج القناة الفضائية العراقية (2)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=77110
تيتي تيتي الفضائية العراقية مثل مارحتي إجيتي !!
http://www.ahewar.org/debat/print.art.asp?t=0&aid=131258&ac=2



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استعصاء إقرار قانون الانتخابات..!!
- مذبحة الصالحية : مطلوب محاسبة الوزراء الأمنيين..!!
- القائمة المغلقة ومرجعية السيستاني..!
- مابال أهالي الناصرية الكرام وهدم قبور أئمة البقيع عليهم السل ...
- التهديدات الغربية لإيران : جعجعة بلا طحين..!!
- إئتلافات..تحالفات..تجاذبات..!!
- هوشيار زيباري رئيس جمهورية العراق القادم..!
- فيتو رئاسي ضد المصلحة الوطنية العليا!
- المبلغات والمبلغون بعثيون وإن لم ينتموا!!
- الشعر في أزمة دائمة ! و.. (قصائد مختارة)
- إئتلاف الزوية!!
- بؤس الأحزاب..بئس التمويل (الأجنبي)!
- مقال أحمد ومسلخ براثا الطائفي!
- لماذا حذر الإئتلاف من التدخل السعودي في الانتخابات البرلماني ...
- إفتتاح مقر تيار المشهداني في الناصرية ..فوك الحمل تعلاوه!!
- هل صحيح أن الحكومة لاتعارض التدخل الأجنبي إلا في موسم الانتخ ...
- ماذا بعد زيارة بايدن إلى العراق!؟
- قدر الناصرية عجيب!*
- الناصرية بين تدوير الأموال والتحضير للانتخابات المقبلة!
- معرضان في الناصرية : الأول للكتاب والثاني للأسلحة الايرانية!


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - طارق حربي - ملاحظات على برامج القناة الفضائية العراقية (3)