أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ساطع راجي - لغز العبوات اللاصقة














المزيد.....

لغز العبوات اللاصقة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2817 - 2009 / 11 / 1 - 18:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بشكل يومي تنفجر العبوات اللاصقة التي تستهدف المركبات الشخصية غالبا ومركبات النقل العام أحيانا، وتتسع دائرة عمل العبوات اللاصقة لتشمل معظم محافظات البلاد ومدنها، كما إنها تستهدف عامة الناس نادرا في حين تتوجه أغلب الاحيان نحو أهداف نوعية منتقاة يشكل المسؤولون الاداريون وكبار الموظفين وضباط الشرطة الجزء الاكبر من تلك الاهداف.
العبوات اللاصقة في العراق تشكل لغزا متعدد الاوجه، فهذه العبوات تتوفر في العراق بكثرة ولا تكاد تخلو نشرة أخبار من نبأ عن انفجار احدى هذه العبوات وهذه الكثرة في الوجود والكثافة في العمل لم تستثر حتى الآن الجهات الامنية لتوفير اجابة رسمية عن مصدر هذا النوع من العبوات ومسار دخولها للبلاد بعيدا عن الاجابات الضبابية وحالات الهمز واللمز والاشارات العابرة.
الوجه الاخر للغز العبوات اللاصقة هو استهدافها لمركبات قيادات أمنية تتحرك وتستقر غالبا في مناطق محاطة بإجراءات وقائية شديدة وهو ما يثير شبهة إختراق هذه الاجراءات وكذلك اختراق حلقات الحماية الشخصية للمسؤولين فمن بيت المسؤول الامني الى موقع عمله والطريق الرابط بينهما هناك حلقة مفقودة تخرج منها العبوات اللاصقة لتستقر في اسفل مركبة المسؤول وهي ان نجا منها المسؤول هو وحمايته فإنها تمثل علامة استفهام كبيرة على عملهم جميعا فكيف يمكن أن يوفر قائد امني مهما كان مستواه الامن للمواطنين وهو يعجز عن توفير الحماية لنفسه في منطقة حركة محدودة ومراقبة جيدا.
والعبوة اللاصقة عبارة عن قنبلة صغيرة لاتزيد عن حجم قبضة اليد وتكون مرفقة بمغناطيس أو شريط لاصق. ويتم تثبيتها سريعا أسفل صداد السيارة أو في شق موجود بأحد الحوائط المتصدعة. ولأنه يمكن تفجيرها عن بعد فهي لا تضر الشخص الذي زرعها. والعبوات اللاصقة تم إبتكارها خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كانت تزرع على جوانب السفن كما كانت تُستخدم خلال صراع آيرلندا الشمالية. وطبقًا للجيش الأميركي، تم استخدامها في العراق نهاية عام 2004، أو بداية 2005.
العبوات الناسفة تمثل حرب استنزاف للدولة العراقية عبر استهداف كوادرها وهي حرب لا تلقى الكثير من الاهتمام حيث يبدو إن الاحداث التي تحظى بالعناية هي تلك التي تثير مشاعر الهلع عبر عشرات الجثث المتفحمة وكل ما هو أقل من ذلك فلا يستحق الاهتمام حتى وان استهدف كوادر المؤسسة الامنية نفسها وكوادر بقية مؤسسات الدولة بشكل يومي، وحتى لو أثار هذا الاستهداف اليومي الضغائن والاحقاد والشكوك في المؤسسة الواحدة ودفع الى تأويلات طائفية وحزبية تفسر عمليات الاستهداف ومكامن الخروقات.
مآس يومية تزرعها العبوات اللاصقة في طول البلاد وعرضها من موت الى إعاقات دائمة الى عجز في الاداء بسبب استهداف الكوادر المتقدمة الى تخريب في الاماكن العامة وهدر للمال العام والشخصي، وكل هذا وسط صمت رسمي مطبق ولعل هذا الصمت هو أكبر الالغاز التي تتناثر كلما انفجرت عبوة لاصقة تم زرعها في سيارة مسؤول.
العراق يعيش حربا يومية صامتة هي حرب العبوات اللاصقة، وهي واحدة من حروب كثيرة تدور رحاها دون اثارة الانتباه بسبب ضغط الجدالات السياسية وأصوات الانفجارات الكبيرة التي تظل مدوية حتى بعد مرور أيام من وقوعها، دون أن تنتبه مؤسسات الدولة وقادتها الى ان التفجيرات الدموية الكبيرة ليست هي وحدها القادرة على إيذاء العراق ونظامه السياسي الجديد.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدية خاطئة
- الاجندات الخارجية
- ماذا بعد الاستجوابات؟
- السلطة من أجل السلطة
- ويسألون عن المهجرين!!
- موازنة 2010
- الدولة وخطابها المفكك
- أحكام بالفشل
- مرحلة المكاشفة
- إستنفار دبلوماسي
- الموصل..أزمة نموذجية
- ما بعد الاربعاء الدامي
- رغم إنها متوقعة وبائسة
- مشهد سوداوي
- جيش المعتقلين المرعب
- العنف العبثي..رسائل أوباما
- أطراف خارجية..أطراف داخلية
- نداءات بلا صدى
- عداء لافت
- الانتخابات..الضرب تحت الحزام


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ساطع راجي - لغز العبوات اللاصقة