أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - ايام العراق نهارات محمرة وليال مسودة !















المزيد.....

ايام العراق نهارات محمرة وليال مسودة !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2816 - 2009 / 10 / 31 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهارات محمرة من كثرة الدماء المسفوكة بها غدرا واجراما ، وليال مسودة لكثرة انقطاع تيارات الحياة والكهرباء ونتيجة لسيادة السواد الدخاني الدامس والذي يغطي ساعاتها الطويلة ، كل هذا ويقولون ايام الاربعاء الدامي والاحد الدامي ، أي يوم من ايام عراقنا الجديد لم يكن داميا ؟
يعترف احد المساهمين بتجييش الجيوش ـ لتحرير العراق ـ انهم لم يكونوا على مستوى من الواقعية السياسية والسكانية عندما تصوروا ان سقوط النظام السابق واعدام رموزه وحل وملاحقة منتسبي حزبه واجهزته الامنية والمخابراتية وحل الجيش وتفجير مؤسسات الدولة السابقة من الداخل واحلال محلها الملاكات القادمة من ايران ولندن وواشنطون وسوريا وشمال العراق بالاعتماد على مخابرات الامريكان واطلاعات الايرانية ، ستكون كلها خطوات كافية نسبيا لاستقرار السلطة في ايديهم ، على اعتبار ان امريكا وجيوشها وثقلها سيكونان معنيان ولدرجة كبيرة في فرض وبسط الامن وبشتى الوسائل داخليا ، وايضا لاخافة الجيران وشل سيعهم للتدخل ، وذهب ابعد من ذلك عندما قال ان العملية كلها سوف لا تكلف كثيرا من ناحية الخسائر البشرية والمادية ، يكفي ان يقتل 100000 من العسكريين واغلبهم من قوات الحرس الجمهوري الذي يجب تصفيته ، وبعض المدنيين الذين يقاومون تقدم القوات المحررة ، وبعدها سيهرب الجميع الى بيوتهم وسيستقر الامر ، وبعدها سيكون من السهل اعادة بناء ما تهدم وتصليح ما تثلم وبحسب ما نراه نحن ، بالاضافة الى ان الامريكان سيساهمون بخلق فرص كبيرة للعمل من خلال مشروع اعادة اعمار العراق ، والبدأ بثورة الاستثمارات الكبرى في مجالات النفط والغاز وخاصة بعد تشريع قانون خصخصته ، بل وخصخصة القطاع العام باغلب مرافقه ، وفتح اسواق العراق المكبوتة ومسح الديون وتجاوب الاشقاء في الكويت وبكفالة الامريكان لخروج العراق من البند السابع . . كنا نتصور ان الثمار ناضجة ولا تنتظر غير القطف ، وخاصة بعد حصار مطبق دام اكثر من عشرة سنوات وبعد ضنك وعوز وعزلة ، الناس ستطير فرحا ستسافر وستزداد رواتبها وسوف يعفى الشباب من الخدمة العسكرية التي مقتوها وسوف وسوف ، لكن كل هذا كان سرابا صدقناه لاننا كنا عطاشى للسلطة وباي ثمن كان !
بهذه العقلية الناقصة كان اغلب الاقوياء في صفوف المعارضة العراقية يفكرون وهم يهمون لوضع كل بيضهم بسلة القانون الامريكي لتحرير العراق عام 1998 !
منذ 2003 وحتى الان الضحايا بين العراقيين من عسكريين ومدنيين اكثر من مليون انسان عراقي ، الهاربين والمهجرين والمهاجرين حوالي 4 ملايين ، الارامل والايتام بالملايين ، والمعوقين حوالي نصف مليون ، اما المتسرطنين باشعاعات الاسلحة القذرة من المواليد الجدد فهم بالالاف ، وما زالت الاشعاعات فعالة وفي كل شيء جامد وتحرك بمحيطها ، الطامة الكبرى ان خيرة كفاءات الدولة العراقية ـ اطباء مهندسين علماء خبراء صيادلة وطيارين ومفكرين واساتذة جامعة اما تركوا البلاد او قتلوا على يد مخابرات ايران واسرائيل والميليشيات ولم يبقى منهم الا القليل ، وتم تعويض الغائبين باصحاب الشهادات المزورة من الاميين والملالي !
هدموا دولة عمرها يناهز القرن ، ليقوموا سلطة مسخ ، سلطة لم يحط ركابها بعد ، فهي عائمة على سوائل الطائفية والعنصرية ومحاصاصاتها التي تسمى تطاولا بالديمقراطية التوافقية !
الم تكن ايام ابو غريب دامية ؟
الم تكن ايام الفلوجة دامية ودامية ؟
الم تكن ايام ساحة النسور والبياع والاعظمية والدورة وباب المراد وشارع حيفا دامية ؟
الم تكن ايام مطار بغداد دامية ؟
الم تكن ايام البصرة دامية ؟
الم تكن ايام كربلاء دامية ؟
الم تكن ايام النجف دامية ؟
الم يكن يوم جسر الائمة داميا ؟
الم تكن ايام سجون الجادرية والكاظمية وبوكا وكردستان دامية ؟
الم تكن ايام تلعفر دامية ؟
الم تكن ايام سامراء دامية ؟
الم يكن يوم راوة داميا؟
الم تكن ايام المحمودية دامية ؟
الم يكن يوم حديثة داميا ؟
الم تكن ايام ديالى دامية ؟
الم تكن ايام مدينة الثورة دامية ودامية ودامية ؟
الم تكن ايام الرمادي دامية ودامية ؟
الم يكن يوم حي الزنجيرلي في الموصل داميا ؟
الم تكن ايام بابل دامية ؟
الم تكن ايام كركوك دامية ودامية ؟
الم والم والم والم والم !
آلام تتعاشق مع آلام !
ولما ؟
كفى
كفى فلم يبقى شيئا يخاف عليه هذا الشعب الذي تحمل ما لا يطاق !
آلام وآلام !
لم يعد الجسد العراقي يتسعها فراحت تفيض ، تريد روحا مستسلمة ؟

من هم المتهمون بكل الدماء المهدورة منذ 9 نيسان 2003 وحتى الان ؟
يكذب او ينافق او يجامل او يتعصب او يتحايل او يغطي على الحقيقة من يدعي ان هناك طرف لوحده يتحمل مسؤوليات هدر كل الدماء الغالية المسفوكة منذ احتلال العراق وحتى الان !
الاتهام المبتذل للبعث والقاعدة بانهم وحدهم من يتحمل مسؤولية الدماء الجارية ، سخيف بل واسخف من السخف ولم يعد ينطلي على احد ، حتى على اعضاء بارزين من برلمانهم ، وحتى على بعض من وزرائهم بل وباعتراف امريكي ميداني بان الكثير من اعمال التفجير تعود الى الفرق الخاصة التابعة لفيلق القدس وهناك ادلة دامغة لا ترغب الاحزاب الطائفية باعلانها والتعامل الوطني معها لانها متجانسة مع مساعيها في الحكم الطائفي !

بعد كل الذي جرى ، وبعد سبع سنوات من التقتيل والتشريد والاعتقال بالبعث والقاعدة وبعد اجتثاثهم كما يرددون ، هل ما زالوا هؤلاء قادرين فعلا على الوصول الى قلب السلطة القائمة رغم وجود 130 الف امريكي وبتفوق تكنلوجي وتقني عالي الجودة ، وحوالي مليون عسكري وشرطي وامن وطني عراقي وميليشياتي موالي ـ بيشمركي وبدري وصدري ومخبر سري ـ ؟
لو كان الامر فعلا كذلك فمعنى ذلك ان البعث والقاعدة ، من طينة سقيت الفولاذ وهم بهذه الحالة لن يغلبون ابدا ، وعلى الامريكان التفاهم معهم لايجاد حلول وسط ستكون طبعا على حساب الاحزاب الطائفية والعنصرية ، وبهذه الحالة ستكون القاعدة خارج الحسبة لان البعث نفسه وخاصة فرع يونس الاحمد يستنكر اعمالها وهو يعتبر نفسه فصيل من فصائل المقاومة العراقية المسلحة والتي لا هم لها غير تحرير العراق واقامة نظام تعددي مستقل فيه ، ولان القاعدة ليست لها قاعدة اجتماعية في العراق سيتكفل امرها وذيولها ابطال المقاومة انفسهم !
انها تعمية وتغطية على الفاعل الحقيقي !
اذا كان عزت الدوري والذي يشك بانه مازال على قيد الحياة لانه مريض ولا يقوى على الحركة ، وامريكا ومخابراتها قادرة على متابعته لو كان فعلا يتحرك ويقود ، واذا كان بعثه ملاحق واغلبهم اما بالسجون او في الخارج اومقيد الحركة ، فكيف وهذا حاله ان يكون هو المسؤول الفعلي عما يجري ؟
اما اذا كان رفيقه يونس الاحمد والذي يقود الجناح الاخر من البعث هو المسؤول فهل يعقل انه وهو في الخارج ولمدة سبع سنوات متواصلة ، يستطيع تجنيد قادة ومتنفذين في مراكز قواطع العمليات الامنية الحكومية ؟
كل هذه الاتهامات فارغة ومضللة ، والاصرار عليها يحتاج لادلة دامغة ومعلنة وغير مفبركة ؟
اما القاعدة فالزرقاوي قتل ومعه المئات والصحوات تكفلت بالالاف من الباقين ، ومن بقي منهم كمجموعات البغدادي والبصراوي والبلعاوي وانصار الاسلام فهم جماعات منقسمة بعضها شرقي التمويل والمدد ـ ايراني ـ والاخرغربي التمويل والمدد ـ الخليجي ـ ومع كل ذلك فهي جماعات فاقدة للحاضنة الاهلية ، وبالتالي فهي ضعيفة ، لكنها قادرة على تجنيد المغسولة ادمغتهم وقادرة على تحزيمهم بما ينسفها وما حولها ، ولكن حدود هؤلاء تبقى محدودة التسلل والتكرار وليس بحجم شاحنات محملة ، وصواريخ ارض ارض !
من المسؤول اذن ؟
1 ـ قوات الاحتلال الامريكي ، فهم مازالوا المسؤولين الحقيقيين عن القواطع الامنية المشتركة والمفصلية وايضا الضبط الامني وخاصة في المناطق الحساسة ، ومن مصلحتهم ان يدفعوا بالاوضاع الى حيث يريدون ، وهم قادرون على فعل ذلك واكثر منه !
2 ـ مجاميع المرتزقة التابعة لشركات الامن الخاصة ، وعدد عناصرها وخبراتها وعدتها تؤهلها للقيام بالاعمال القذرة وبالنيابة عن كل قادر على الدفع ـ اعدادها تناهز ال 100 الف عنصر وابرز متعاقديها جماعة بلاك ووتر ـ !
3 ـ الفرق الخاصة التابعة لفيلق القدس الايراني !
4 ـ الاجهزة المخابراتية للاحزاب الطائفية والعنصرية وميليشياتها !
5 ـ مجاميع تنظيمات القاعدة بفرعيها الشرقي والغربي !

اما المذابح التي تعرض لها الامريكان ، والطائرات التي اسقطت لهم ، والمعدات التي احرقت لهم والاعاقات التي اصابت جنودهم فكلها بالاساس اعمال مقاومة مشروعة وباسلة ـ اكثر من 5 الاف قتيل من الجنود الامريكان واكثر من 30 الف جندي معوق ـ ولولاها لما توجعت امريكا ولما فاز اوباما ولما استوقف مشروع الشرق الاوسط الكبير وبهذه السريعة !
اعمال قامت بها فصائل عراقية مناضلة ومجاهدة في جنوب ووسط وشمال العراق يقودها وطنيون احرار وعسكريون مهنيون يفضلون الموت على اهانة العسكرية العراقية وبالتالي اهانة شعب العراق وكرامته وسيادته ، واسلاميون معتدلون يعتبرون نصرة الوطن بوجه الغزاة هو فرض عين وطني وديني غير قابل للتاجيل والترحيل !
شتان بين من يتأمر مع الغزاة لاحتلال الوطن ويقتل بالابرياء غدرا ، وسترة لعوراته حتى يمهد الطريق لحكمه الخانع البائع ، ثم يسقط افعاله الدونية تلك على من يناصب المحتلين ومرشديهم العداء ، وبين من يناضل لتحرير العباد والبلاد من شرورهم وشرور اسيادهم !






#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرام الاشاعة في الشعر ونسبه - انها دمشق نموذجا- !
- انتحارالعملية السياسية في العراق مسألة وقت لا اكثر !
- حكم اوباما وبوش في سجال شتان بين نيل النوبل والنعال !
- اذا كان لابد من الانتخاب فعلينا ان لاننتخب الخنازير !
- احتراما لنفسها على سلطة عباس حل نفسها بنفسها !
- هناك مخ مش فردة جزمة !
- من قال ان مظفر النواب لا يستحق جائزة نوبل للاداب ؟
- جلال الطالباني ودم قراطية الحكم !
- التحالف الكردستاني يريدها مغلقة بوجه اي تغيير !
- هيا بنا ننتخب !
- مظفر النواب ينصف دمشق !
- رؤساء لكن مضحكون !
- السيستاني يريدها مفتوحة بس مش اوي يعني !
- عندما يخرج اليسار من مساره !
- فاجعة العراق اعظم واشمل من فاجعة الحسين واهله فبمن نعزي ؟
- انتخب وعيش حياتك !
- الشخصية الانتخابية العراقية نماذج ملموسة !
- فلوجة الرصافي تفاخر بقصائده وكانها تقال اليوم !
- ها أنا حر ووطني اسير كذبوا وصدق منتظر !
- وصية عبد العزيز الحكيم حجة عليه !


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - ايام العراق نهارات محمرة وليال مسودة !