أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - روني علي - القضية الكردية في سوريا .. مستجدات وآفاق














المزيد.....

القضية الكردية في سوريا .. مستجدات وآفاق


روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 855 - 2004 / 6 / 5 - 04:31
المحور: القضية الكردية
    


لا شك أن التغييرات التي تعصف بالعالم، والتطورات التي تؤسس لفهم وذهنية جديدة لمجمل القضايا والمشاكل العالقة على الصعيد الدولي، تطرح – وبقوة – ضرورة مواجهة مجتمعاتنا - بأنظمتها وشعوبها - للحقائق التي تواجهها، والعراقيل التي تحد من تطورها، خاصةً وأن تيار التغيير والتطور، يستهدف – بالدرجة الأولى - البنى الأساسية في المنظومات السياسية والاقتصادية والفكرية المتداولة، وتحث على إنسانية الإنسان، المتحرر من قيود الغبن والتبعية، وتحقيق نوع من العدالة الاجتماعية، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، بمعزل عن القسر والإكراه. والتي بدورها ستؤثر – دون شك – على موازين القوى، وما ستطرحها مستقبلاً من نتائج وتداعيات .
من هذا الفهم لقراءة الوقائع، تتسارع اليوم وتيرة التعامل الدولي مع القضايا التي تشكل عنصر اللا استقرار ونقاط تهديد للأمن والسلم الدوليين، ويحاول كل مركز التأسيس لنوى سياسية واقتصادية – تكتلات – أكثر فاعلية، من شأنها تفعيل وتقوية الدور المستقبلي الموكل إليها، وبالتالي الحفاظ على مصالحها وأمنها القومي والوطني والدولي.
كل ذلك - دون شك – سينسف – شئنا أم أبينا – جملة من المفاهيم والآليات، التي نعتبرها حتى اللحظة – سواء بإرادتنا أو تحت الضغط - محاذير ومقدسات لا يجوز المساس بها، والتي هي من إفرازات التخلف الذي يسيطر على منهجية التفكير، وجملة من التراكمات والرواسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والروحية التي تحكم وتتحكم في شكل وإدارة العديد من أنظمة الدول المتخلفة لقضاياها القومية والوطنية، ومن بينها غالبية أنظمة دول آسيا وأفريقيا. تلك الأنظمة التي لا تمتلك الركائز المعرفية لمواكبة صيرورة التغيير ومفاهيم المرحلة، وليست لديها القدرة على الاستجابة لاستحقاقات قضاياها الوطنية، والتفاعل مع مكونها المجتمعي، وبالتالي الانفتاح على مفردات التغيير وروح العصر وسماته. سوى قدرتها على إدارة أزماتها الداخلية بالاستناد إلى وسائل القمع والإرهاب، ودعمها للمنابع الأصولية والتيارات المتشددة التي لا تعرف من الآليات في التعامل سوى القتل والدمار، وكذلك احتضانها لقوى الإرهاب، المحارب أخلاقياً وسياسياً، سواء على صعيد الفرد أو الشعوب التواقة إلى السلام والوئام. وذلك بغية درء ما تتطلبها الحرية من ركائز ومستلزمات، وإمكانية الاستمرار على وضعها في وجه ما يجري وما هي مطالبة به .
وبما أننا كحالة وطنية في سوريا، شأننا شأن غيرنا، نتأثر بمجمل ما يجري، ونحتل مرتبة لا بأس بها في التوازنات الدائرة بشأن التغيير، إضافةً إلى العديد من المسائل والقضايا الوطنية العالقة - سواء من حيث الحريات الديمقراطية أو التعددية السياسية والقومية – التي تفرض نفسها على بساط البحث والنقاش، وتبحث لنفسها عن حلول ومخارج. نستطيع القول، بأن المنطق يستدعي تكاتف الجهود وإفساح المجال أمام الطاقات، من أجل تلافي أسباب مجمل التراكمات في الوضع الداخلي، بدءً بالحريات الديمقراطية وانتهاءً بالفرد – المواطن –التواق إلى العيش في بلد قوامه العدل والحرية، وضوابطه القانون ومؤسسات المجتمع . لأن منطق القوة لم يعد يجد نفعاً أمام بلورة مفاهيم العدل والحريات، وأن التستر على الحقائق وطمس معالمها، لا يواكبان الشفافية التي أصبحت السمة البارزة للعصر.
من هنا يمكننا الربط بين ما حدث في آذار من احتقانات، وبين الذهنية الاقصائية التي تعالج الأمور وفق آليات هدمها المنطق، وأدوات ليست قادرة حتى أن تلافي نتائج ممارساتها، وهذا ما بدا جلياً على أرض الواقع، في معرض تعامل السلطة مع تداعيات أحداث آذار. حيث ممارسة القمع والاعتقال وإرهاب المواطن والقتل تحت التعذيب، لم تستطع أن تأخذ بزمام الأمور، وبالتالي وقف صرخة الكردي ومطالبته بهويته القومية / الوطنية، وإن أفرزت تلك الممارسات عن بعض النتائج، التي هي بحد ذاتها تعبير عن الوضع السائد في البلد، ومنها كان هروب عشرات العوائل الكردية باتجاه الأراضي العراقية، بحثاً عن الأمن والملاذ في إقليم كردستان، وزيادة حدة النعرات بين أبناء الوطن الواحد، والمساس بشعور المواطن في التعايش المشترك بين الأطياف الوطنية المختلفة. دون الأخذ في الحسبان بأن مثل تلك الممارسات من شأنها أن تقوي مراكز بعض الفئات التي تراهن على توازنات السلطة، وتزيد من إحساس الكردي بالغبن والاضطهاد .
ويمكننا القول بأن تصريحات السيد رئيس الجمهورية جاءت - كتحصيل حاصل - لتضمد الجراحات قليلاً، وتعيد النظر في الوضع المحتقن، وهي لا شك لاقت الارتياح من الجانب الكردي. ولكن يبدو واضحاً لكل متتبع للوضع الوطني، أنه لا بد من الفعل والممارسة بغية إخراج البلد من أزمته، أي ترجمة التصريحات إلى واقع ملموس، بحيث يكون كل شيء ضمن إطار قوانين ودساتير تكون نتاج ثقافة الشارع. بمعنى مشاركة الطيف الوطني في مجمل الحلول الوطنية، وهنا يأتي دور النظام والقوى الوطنية في بلورة آلياته، لا أن يكون الطرح شيئاً والممارسة شيئاً آخر، كما هي حالة المد والجزر في قضية المجردين من الجنسية، وكأن الحالة الكردية تتجسد في تلك القضية ولا شيء سواه .



#روني_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في حديث رسمي
- ماذا يدور في مطبــخ المعارضة السورية ..؟.
- نقطة نظام هي عبرة لمن يعتبر
- ضربة جــزاء ..
- عكازة ( المثقف العربي ) .. كردياً
- مشهد من أمام محكمة أمن الدولية العليا …
- حين يجتهد القائد ، يتوصل .. ولكن .؟!.
- هولير .. الحدث .. والمطلوب
- كرمى لعينيك هولير ... فنحن على طريق الوحدة والاتحاد
- الرهانات الخاسرة ...


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - روني علي - القضية الكردية في سوريا .. مستجدات وآفاق