أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - حملة من أجل إطلاق سراح الملكين المحجوزين بأرض بابل














المزيد.....

حملة من أجل إطلاق سراح الملكين المحجوزين بأرض بابل


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2816 - 2009 / 10 / 31 - 00:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو قدر لأحد منا أن يخبر سويدي بخبر مفاده ، بأننا لا زلنا نحتجز إثنين من ملائكة الله تعالى بمدينة بابل في العراق ، ولفترة سوف لن تنتهي إلا بقيام الساعه .. وسبب حجز هذين الملكين جاء بأمر من الله عزوجل عندما اختارهما _ رغم كونهما من أتقى الملائكه – ليتحولا الى إنسان ، ولأن نفس الانسان أمارة بالسوء ، فقد إرتكب هذان الملكان جريمة الزنى .. وبذلك حق عليهم القول ، وكان ماكان من أمر حبسهما حبسا مشددا وشبه مؤبد ... لو قدر لإحد منا أن يحكي هذه الحكاية لذلك السويدي كبادرة حسن نية في عرض جانب ( مشرق ) من موروثنا الديني ، فما عساه أن يفعل غير أن يتراجع للوراء ، ويتلقف أقرب حجر على الارض ليقذف به على هاماتنا الخاوية ويولي هاربا الى حيث من يحميه من مجانين البشر ؟؟! .
لم أكن أنا قطعا مخترع هذه الرواية ، بل جاءت على لسان متحامل وغاضب ممن يتعرضون بالنقد لنصوص وأعراف الدين ، وضرب بها مثلا ضمن تعليق له على مقال للسيد رعد الحافظ حاول من خلاله مناقشة تأثر الاطفال بالتعاليم الدينية وما تعكسه من مخاوف ذهنية تحدث خرابا في نفوسهم وعقولهم بمرور الوقت .
وبنفس الاتجاه ، إستمعت للدكتور إبراهيم الخولي وهو أحد أساتذة الأزهر المعروفين وهو يقول في معرض محاورته لرجل دين آخر، بأن كل شيء قابل للحوار والبحث والنقد عدا العقيدة والشرع ، فهما فوق ما يورده الحوار، وخارج حدود البحث ، ولا يجوز فيهما النقد !! .. ومعنى ذلك كله تختصره مقولة ( لا إجتهاد في النص ) لتختم الامور بالشمع الأحمر ، ولا تدع مجالا للتصرف خارج حدودالمسموح .
لقد التقت هنا حكاية ( الملكان المحجوزان ) ببابل في العراق مع ما أورده الدكتور الخولي ، وأوجه التشابه في القضيتين هو أنهما قد تأسستا على حرمة التعرض للنص ، قرار إلاهي كان أم نص مقدس ، ولابد من تخطي أي معنى في هذين المجالين مهما إبتعد عن المعقول ، ومهما رفضته قوانين الطبيعة ونواميس تكوين الاشياء . فكما أنك لا يسمح لك بالتساؤل مثلا ، ما الحكمة في أن يقرر الباري عزوجل تحويل ملكين من ملائكته الصالحين جدا الى هيئة إنسان وبإرادته الخاصه ، ويغويهما بفعل جريمة الزنى ، ومن ثم يقرر معاقبتهما بهذه العقوبة الشنيعه ، فانك أيضا لا يجوز لك التعرض لنص مقدس ، أو شرع موضوع ، بالتحليل والدراسة ومن ثم اقتراح بدائل حتى ولو كانت في فحواها العام تخدم العقيدة ذاتها ، وتجعل من أمر تطبيق أحكامها أكثر يسرا وأوفر حضا في الانتشار .
فكل شيء يبدو أصما لا حياة فيه ، وجميع المباديء المنزلة تحميها أعراف لا تبدي أي تساهل في مجال عملية التلاقح والدراسة والنقد ، إلا ضمن ذات الحيز من القدسية المتصلبه ، والويل الويل لمن ينبس ببنت شفه ، ويجرؤ على الاقتراب من عقيدة تحمل إطار التنزيل السماوي ،غير القابل لأي جدل مهما كان نوعه وطبيعته .
فالدكتور الخولي رفض من خلال حواره المعروض على قناة الجزيرة القطرية بتاريخ 28 / 10 / 2009 أي إتجاه يقود لما يسمى بحوار ألأديان ، وهجم بضراوة على القائمين عليه بإعتبارهم مرتدين ولا يمثلون دينهم على حقيقته ، إنهم برأيه خاوية عقولهم عندما يكسرون طوق الحضر على مجادلة الكفار ، وهم في النهاية كفار بالنتيجة ، عندما يحاولون تقريب وجهات نظر متقاطعه ، وقد ضرب مثلا بأن المسلم يعتقد بوحدانية الله ، في حين يكون الله ثالث ثلاثة في العقيدة المسيحية .. فكيف إذن يلتقي الاقباط مع المسلمين حتى في الحوار ؟؟ .. والغريب بعينه هو أن الدكتور نفسه راح يوخز وبعنف في شخصيته بالذات حينما قال ( حتى أنا لا أمثل رجل الدين ، كوني إن قمت بهذا الدور، فسوف أسيء للدين بدل أن أخدمه وأحميه !!!! . ) .
إنني حقا لا أدرك سبيلا للنفاذ الى داخل هذه المحمية الرهيبه ، والتي يحاط بها سياج من الممنوع ، صلد المعدن ، لا تخترقه أقوى صواريخ الفكر ، ولا يدع لأي عقل أن يلج من خلاله ، ليرى ماذا يجري هناك من معقول ولا معقول .
إنها ثنائية غير منسجمة ومتقطعة الاوصال ، تلك التي تقول بعدم جواز محاورة النصوص المقدسة من جانب ، ومن ثم الخضوع لما يتعارض مع مصالح البشر وسلامة مسالكهم الحياتية وبتفاصيلها الدقيقه من جانب آخر .. فكيف لإمرء سليم السيرة والسلوك والعقل أن يخضع لنواميس لا يفهم مضامينها ، حتى المبطن منها ، بحجة عدم جواز الاقتراب مما هو من غير إختصاص البشر ؟؟ .. أليس الظلم بعينه أن تضع السماء قسرا تعاليمها للضعفاء من العباد ، وتسوقهم عبر مسالك لا يدركون كنهها ولا يعرفون لنهايتها من قرار ، ومن ثم تخضعهم للحساب العسير بعد بلوغهم لتلك النهايات ، ليصدر القرار بكونهم مذنبين أو غير مذنبين ؟ ..
إن الصورة الطبيعية لأي معتقد مهما كانت قدسيته ، هو أن يجري تقبله لمحاورة تأتيه من مريديه أو من غيرهم على حد سواء ، ولا يحق لجهة أيا كانت أن تحتكر التربع على عرش النيابة عن الله في أرضه ، وأبواب النقد والتشريح وإتباع سبل الحوار ستبقى مشرعة ومتاحة للجميع ، ما دامت هناك منافذ تسمح بذلك وخارج حدود السيطرة ، ولابد من التوقف عن الركون للعيش في محمية دينية متصلبة الشرايين ، ستموت حتما إن لم تخرج الى فضاءات تمنحها نفسا نقيا يفتح فيها شرايينها المغلقة ، ويدفع بها للتعايش مع الحياة ..
ولابد لنا في النهاية ، أن نصدر قرارا قضائيا جديدا يستأنف الحكم الصادر بحق الملكين التقيين ، ليطلق سراحما من مدينة بابل فورا وبلا أية شروط ، كونهما لم يقترفا ذنبا ولم يرتكبا جرما بعينه ، وما حدث لهما من إنحراف في السلوك ، لم يكن لهما قرار فيه .





#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألقطيعة بين قمة الثقافة العربية وقاعدتها .. أزمة تبحث لها عن ...
- ترى .. من يحمي بناتي من أجلاف البشر ودعاة أعراف الموت ؟؟
- ما ألمانع من خلق جبهة تتوحد فيها قوى التحرر القومي والوطني ا ...
- هذيان اللحظة الأخيره
- صرخة ألم في فضاء عذابات المرأة العراقية .. بائعات الملح يبصق ...
- عشق ما بعد الستين
- إعتذار
- نداء عاجل لكافة الوطنيين والتقدميين في العراق
- فلتسقط السياسه .. وليتوقف تدمير عراق النهرين والشط
- تحدي
- إشراقات خارج حدود وطن الأزمه
- ألعقلية العربية وتصدير الأزمات
- ألعقلية العربية لا شأن لها بثقافة التغيير والديمقراطيه
- عشق غير مألوف
- متى ياعراق ؟؟
- سجال متأخر .. حول ضرورة وحدة قوى اليسار في العراق
- ألعوائل ألعراقية بدأت تسكن القبور ... أيها المحللون لواقع ال ...
- قوى اليسار في العراق .. بين أفعى الشيخ ( دبس ) .. وموفد المر ...
- حزن القاتل
- ليكن لكل واحد من ربه .. وليسقط السادة والشيوخ والكهنه


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - حملة من أجل إطلاق سراح الملكين المحجوزين بأرض بابل