أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ايليا ارومي كوكو - الهادي حامد :يكتشف بعد ثلاثين عاماً نزع أحدي كليتيه ...!!















المزيد.....

الهادي حامد :يكتشف بعد ثلاثين عاماً نزع أحدي كليتيه ...!!


ايليا ارومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 2815 - 2009 / 10 / 30 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بينما كان أخي و صديقي الزميل الهادي حامد يروي لي و يحكي عن قصة مأساته .. وجدت نفسي في حركة لا شعورية أداري قطرات أدمعي بيد و بالاخري اتحسس و ابحث عن كليتأي .. فقد عاش الهادي و اسرته و اهله و معارفه في الفترة الماضية اياماً عصيبةً جداً .. و بحكم الزمالة في العمل والعلاقة اللصيقة التي جمعني به .. فقد توطدت هذه العلاقة اكثر عندما عشت مع الاخ الهادي حامد والعم الحاج حامد ، ما يقارب الثلاثة اعوام في حجرة واحده في مدينة سودري بولاية شمال كردفان .. و الذي اعرفه عن الهادي هو نشاطه الدؤوب المستمر و اخلاصه و دقته و تفانية المنقطع النظير في اداء عمله و القيام بكل واجباته .. لم يكن في يوم من الايام متسيباً متكاسلاً او متعللاً متهرب عن اداء العمل .. فبالرغم من قساوة و صعوبة ظروف و طبيعة عمل المساحة الشاق ، كان الهادي دائماً واحد من أنشط افراد خليتنا .. سودري للذين لا يعرفونها تقبع في قلب الصحراء الحار جاف نهاراً البارد جداً ليلاًً للصحاري ظروفها الخاصة لا سيما الخاصة بالماء .. و دوام عمل المساحة المزدحم احياناً يمتد بنا و يبتلع جل نهارنا بدون فطور او كوبا ماء بارد . من الجهد و الانهاك العمل الرهق تبتل ملابسنا بالعرق فسخونة الطقس ترفع من درجات تبخر المياه من اجسامنا.. و انت لا تستطيع ان ترتدي قميصك الابيض او اللبني الانيق لاكثر من دوام واحد في سودري ( سخانه و عرق + غبار ) .. وكنا نشكو من غزارة العرق المتصبب من كواهلنا و كان الهادي يضيف الي شكوانا الشكوي من رواسب الاملاح في ملابسه فبعد نشاف العرق تبقي مرسومة كخرائطة في القمصان .. و كان الهادي يشكو من الماء و يمتنع عن شرب المياه الغازية .. و من يجد ماءاً في سودري و يسأل عن مدي صلاحية شربه فهو كمن يطلب لبن الطير..و اتذكر اهتمام الهادي الشديد الملفت جداً بمتابعة اخبار قريب له يعاني من الفشل الكلوي فنقلت له كلية اخيه الشقيق .. فما هي أصل قصة الهادي حامد و اكتشافة مؤخراً و بعد ثلاث عقود من الزمان بأنه يعيش بكلية واحدة ...
في قرية الخرطة البديرية اولاد علي ، القريبة من مدينة الابيض عاش الشيخ حامد الشهير بالانصاري مع اسرتة قبيل هجرة الريف الي المدينة ..و كان الريف و القري وقتها تنعم بالخير و البساطة و طيبة أهلها و تواصلهم الاجتماعي في الصراء و الضراء .. في تلك الايام الخوالي عندما الصبي الصغير الهادي الضحية او بطل قصتنا تلميذ بالصف الرابع الابتدائي .. انتابته في يوم من الايام موجة ألم مفاجيئ و وجع مبرح في بطنه .. كان الصبي يعاني من صعوبة عند التبول ، و كان بوله بلون ابيض يشبه الصديد .. و لما كان الصبي قريب جداً من قلب امه و عطف ابيه تم اسعافه علي عجل الي ممستشفي الابيض .. وفي الابيض بعد الكشف و الفحص الطبي الاولي تم تحويله احدي مستشفيات الخرطوم الشهيرة وقتذاك ... وقتها كان للقطر شنه و رنه وكان السفر بالقطار مشتهي العاشقين حيث يزرف المودعين دمعات الفراق الحزينة في ساعة الوداع .. و كان القطار ايضاً وسيلة السفر الاولي للمسافرين القاصدين العلاج و الاستشفاء في الخرطوم .. لم يتواني الانصاري المشفق علي ابنه اذ خف و لملم اطرافه و عجل بالسفر الي الخرطوم بصحبة ابنه المريض يرافقهما زوجته و أخيه عم الصبي المريض..
حدث ذلك في العام 1979م و عندما وصلوا بالصبي الي مدينة الخرطوم ادخل المريض الي المستشفي ليتم اجراء الكشف و الفحوصات اللازمة .. فأتضح بأنه يعاني من حصوة في الحالب تسببت تورمه مما استدعي تحديد اجراء عملية جرحية سريعة لأخراجها .. و هذا ما تم للهادي حامد اجريت له عملية حصوة في الحالب و بعد العملية سلمت الحصوة لآسرة الصبي .. و كان احد اقارب يعمل محضر عمليات بتلك المستشفي وقد وقف معهم كثيراً و ساعدهم ، كما كن حاضراً ضمن الطاقم الذي شارك الطبيب في اجراء العملية ..و يقول عم الهادي بأنه لم ينتظر معهم في الخرطوم كثيراً بعد ان وقف علي نجاح العمليه و أطمئن علي صحته .. فقد فقل راجعاً بسرعة الي الابيض لأطمئنان الاهل بالقرية .. و بعد المقابلة التي تلت بنحو اثني عشر يوماً أكد الطبيب الشفاء و العلاج مقدماً النصح و الارشاد ، وبعدها رجع الجميع الي الابيض و من ثم عادوا الي قريتهم الخرطة ..
كما اسلفنا فقد عاش الهادي حياتة بصورة طبيعية جداً لا يكدرها او يعكر صفوها سوي الامراض العادية التي تصيب الجميع .و بحمد الله توفي الشيخ الانصاري تاركاً خلفه اسرة كبيرة ممتده .. اذ تزوج اولاده و بناته و خلفوا و تزوج الهادي و أنجب بنات و بنين ، ليتزوج بناته و ينجبن .. فالهادي اليوم جد له احفاد بسم الله ما شاء الله ، هذه هي أحدي حسنات زواج الريف المبكر ان تري بني بنيك .. ويقول الهادي بأنه لم ينقطع عن صوم رمضان عاما بعد الاخر لآي سبب من الاسباب طيلة الثلاثين سنة الماضية .. كما انه لم يحس بأي نوع من التعب او الارهاق التي تصيب مرضي الكلي ما عدا التي ذكرتها انفاً ، وهذه لم تشر او توحي له او لأي شخص قريب منه بأي صلة قريبة او بعيدة بمضاعافات مرضي الكلي .. في الفترة الاخيرة كان الهادي ضمن تيم المساحة في مأمورية عمل بقرية المزدلفه ريفي أم روابة .. و قد اشتكي جل افراد الفرقة من ماء الشرب في مزدلفة حيث سببت مياه مزدلفة لبعضهم اضطرابات و اسهالات و عسر في الهضم .. و للمرة الاولي اشتكي الهادي من سخونة غير عادية في البول مع تغير لونه ، و فور عودته الي الابيض ذهب الي الطبيب شاكياً .. طلب منه عمل صور اشعة و امواج صوتية .. اخذ النتيجة و عاد بها الي الطبيبة و عندما تمعنت الطبية في النتيجة و الصور باغتة بسؤال لم يكن في حسبانه .
الطبيبة للهادي: هل اجريت لك عملية استئصال للكلية من قبل ؟
الهادي : مندهشاً شنو لا ... !!
لم تزد الطبيبة من كلامها مكتفية بكتابة العلاج و اسداء النصح الطبي و الارشاد . اما سؤالها فقد ظل معشعشاً في ذهن الهادي عالقاً في عقله الباطن .. فقابل الهادي طبيب اخر عسي ان يشفي غليله الا ان طبيبه هذا ايضاً لم يفيده بشي الهادي يطمئنه ..
ابراهيم هو الاخ الاكبر للهادي كان من جانبه متابعاً لأخية بأنزعاج و توتر و قلق شديدين و كان علي اتصال دائم و مستمر بأخية متفقداً حالته الصحية .
كان ابراهيم علي علم بعملية الحصوة التي اجريت لأخيه ، و نسبة لوجود نفر من الاشخاص في الاسرة سبق ان عانوا من الفشلي الكلوي و تمت لهم نقل كلي ازدادت شكوك ابراهيم من ناحيه أخيه ..
و في اتصال هاتفي بادر ابراهيم اخيه قائلاً : ما هي نتائج الكشف و الفحوصات الاخيرة يا الهادي ..
الهادي الفحوصات نضيفه و ما في أي حاجة بس الدكتوره كتبت لي سترات لكن سألتني سؤال غريب ..
قالت لي انت قبل كده شالوا منك كلية .
قلت ليها لا ما حصل .. و للفور ذهب ابراهيم الي قريبهم محضر العمليات الذي كان حاضراً للعمليه و سأله ..
لقد سبق ان اجريت لآخي الهادي عملية حصوة في الحالب في المستشفي الذي كنت تعمل فيه . فما الذي حدث بالضبط في العملية و قد كنت حاضراً مشاركاً ..
استدرك القريب للتو و تذكر بانه كان فعلاً موجوداً و حاضراً للعملية و هي عملية حصوة عادية لكن زملاءه فيما بعد قالوا له قربيك دا كليتو .. لم ينبش القريب ببنت شفه عن ما سمعه من زملائه ، بقي سرهم في بير لم يقل لآقربائة بل تناسي الامر ما فية تماماً .. بعض الزملاء لا يزالون موجودين و الطبيب الذي أجرئ العملية أحيل الي التقاعد و هو حي يرزق يعيش في مكان ما في ولاية الجزيرة ..
طلب ابراهيم من اخيه الهادي بالمجيء اليه في الخرطوم لمزيد من الكشف و الفحوصات للتأكد من حقيقة أمره .. و قد فضل الهادي عمل هذه الفحوصات في الابيض و جاءات النتائج كلها تؤكد بأن احد كليتية قد نزعت او استئصلت و هو يعيش بكليه واحده منذ العام 1979م و هو لا يعلم بذلك ..الدكتورة أكدت للهادي بأن كليته الباقية تعمل بكفاءة و اقتدار تسد مان الكليتين و لا داعي للقلق فقط عليه ان يعمل حسابو .. و ان يلتزم بالنصائح الطبية حفاظاً علي الكليته الواحده ..
يعيش الهادي في مدينة الابيض حي كريمه شمال و يعمل بمصلحة المساحة ولاية شمال كردفان . بالتأكيد فالامر مزعج مقلق فعندما تفشي الخبر بين الناس ابتدأ الاقارب يواسونه و يحمدون له السلامة .. أضطر ان يخف مسرعاً الي والداته في الخرطة ليطمئنها ، فقد قيل لها أبنك يعاني من فشل كلوي و هي تعلم و تعرف تداعيات الفشل الكلوي .. قال الهادي بأن مستسلم للأمر الواقع و قد ابتدأ بعد ايام من القلق و الارق بدأ يتعامل مع الامر بدون قلق او خوف لكنه عاجز عن النسيان تماماً .. فهو يحاول جاهد أللهاء نفسه بشتي السبل حتي ينسي .. فالذي لم يعرف لم يجلس في يوم من الايام في مجلس الكوتشينه بات يتعلمها و يسعي الي مجالسها .. يحدثني الهادي بأن الامر عند هو امر الله و و هو قضاء و قدر بعد ان عاش كل هذا العمر الطويل و لاشي يمكن عمله في هذه الظروف .. !!
لكنني من جانبي أتسألي في نفسي بقلق زايد فما الذي حدث بالبضط للهادي في العام 1979م في احدي مستشفيات الخرطوم العريقة يومذاك ؟؟
هل اجريت له عملية حصوة عادية سلمت لذويه و انتهي الامر ؟؟
يا تري هل اكتشف الطبيب المداوي المعالج و طاقمه الطبي اثناء عملية حصوة الحالب تلف ما في كلية الصبي لزم استئصالها مع الحصوة .. فما الذي حال دون اخطار الاسرة و مصارحتهم بنزع الكلية المريضة ان صح هذا الافتراض اصلاً ؟؟
ام ندع الخيال يذهب بنا بعيداً الي الازمنة الغابرة التي كنا و لا زلنا نصفها بالزمن السمح تلك الايام الجميلة الموسومة في خواطرنا بالطيبة و النزاهة و الصدق و الاخلاص ... كيف اخذت او نزعت او استئصلت كلية الصبي الهادي ، دون ان يتم اخطار ذويه و اعلامهم بذلك حتي يتمكنوا من التعامل معه بحسب تداعيات ظروفه الصحية الجديدة و هوالذي سيعيش بكليته واحدة .؟ و علي من تقع المسئولية بعد ثلاث عقود ولت ؟؟
استفهامات كثيرة تدور في خلدي و انا احاول جاهداً عدم التعجل و استبعاد الشطط في الذهاب بالتفكير بعيداً .. و لكن يبقي المهم هو ضرورة كشف الغموض الذي صاحب استئصال كلية الهادي حامد ..
لابد لجهة ما ان تتحمل المسئولية و تكشف الحقيقة ، خاصة و ان جل الذين عاصروا العملية او اشتركوا فيها لا يزالون احياء يرزقون ..!!
أتمني لك أخي العزيز الهادي حامد طول موفور الصحة و العافية ..





#ايليا_ارومي_كوكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( حلايب ) نقطة الضعف في العلاقات السودانية المصرية .. ( 3 )
- ( حلايب ) نقطة الضعف في العلاقات السودانية المصرية .. ( 1 )
- دولتي السودان تلوحان في الافق ..!!
- الزعيم جون قرنق في الخالدين : ( ذكري تدوم و أمال تخيب و تترا ...
- اين تذهب عائدات البترول السوداني ... ؟
- أين تذهب عائدات البترول السوداني ... ؟
- في يوم الام


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ايليا ارومي كوكو - الهادي حامد :يكتشف بعد ثلاثين عاماً نزع أحدي كليتيه ...!!