أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - سلمان محمد شناوة - العلاج بالخلايا الجذعية















المزيد.....

العلاج بالخلايا الجذعية


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 2815 - 2009 / 10 / 30 - 15:25
المحور: الطب , والعلوم
    


حين نترك كل النظريات وننزل إلى ارض الواقع , حيث مملكة الأوجاع والألم , حيث نجد الآباء وأولياء المرضى يتطبعون إلى كل الوجوه القادة تبحث عن بارقة أمل , تبحث عن أمل بعيد جدا في أخر النفق وان كان يبعد الكثير من السنوات المتعبة ... كثير من الآباء وكثير من أولياء المرضى تحولوا إلى أشبه بالأطباء من كثر ما سمعوا وجربوا وقاموا بالأبحاث بأنفسهم في سبيل إنقاذ مل يمكن إنقاذه من حبيب أو ابن أو أب طريح الفراش لا يجد له علاجاً ...ثم يأتي الحديث عن العلاج بالخلايا الجذعية , وتأتي النتائج المبهرة عن هذا المرض كيف يحول أقصى الأمراض إلى خبر لفعل ماضي ...وحديث ذكريات حين يجتمع المحبين والأهل حول المريض وقد تماثل للشفاء والابتسامات والضحكات تجلجل بالمكان ... ويتحول الحلم إلى حقيقة ويتحول التعب إلى راحة والألم إلى سعادة ....

شالوت تبلغ من العمر 40 عاما وتحمل شهادة في إدارة الإعمال...موظفة مجدة ... تعيش في ولاية مسيسبي في مدينة جاكسون الامريكية ....
تقول : لاحظت شيئا غريباً على ابنتي جوردن البالغة العامين حيث تصف حالتها ....
(( بدأت حالتها تتداعى وتسقط في حوض الاستحمام , لم تكن قادرة على النهوض والوقوف مجددا , ثم بعد ذلك فقدت حتى القدرة على الزحف أو حتى على الحديث ومنادة والدتها ....

كان التشخيص الأولي مبعث تشأوم حيث قال الأطباء (( ربما لن تتمكن جوردن من العيش حتى الشتاء المقبل )) ...
تقول شارلوت: “لقد أخبرنا الأطباء أنه نظرا لعدم قدرة جسم الطفلة على تمثيل الغذاء، فإنه يتغذى على نفسه، أي أنه يستهلك العضلات ومن ثم العصب البصري وفي النهاية الدماغ لينتهي الأمر بالموت”.

كان وقع تلك الكلمات كالصاعقة على الأم التي تقول: “لقد أصبت بانهيار واحتجت إلى وقت طويل قبل أن أتمكن من فهم ما كان يجري . حيث التزمت الفراش إلى جانبها لمدة ستة أسابيع مكتئبة ومرتبكة.
تقول شالوت : ثم أدركت انه لم يكن لدي أي خيار سوى الإقرار بحقيقة إن ابنتي مريضة حقا , وان مرضها سيبقى طويلا , مع امكانبة أنها سوف تؤخذ مني في أي لحظة إن لم افعل شيئاً .....
وهكذا اضطررت أن أصبح خبيرة تغذية بين ليلة وضحاها. فقد قال لي الأطباء إن أفضل طريقة لمواجهة مرض جوردان هي إخضاعها لبرنامج غذائي صارم. وبعد ذلك امتلأت خزانة المطبخ بعلب المكملات الغذائية، فوق الخلاط الكهربائي الذي يستخدم لتحضير وجبة للطفلة تكفي لأسبوع كامل في كل مرة.
وعلى جانب السرير، كانت هناك قائمة بأرقام هواتف الأطباء الذين اعتادوا على تلقي المكالمات في وقت متأخر من الليل وحتى خلال الساعات الأولى من الصباح .....
وتقول : “في البداية، كنت أتصل بالأطباء بشكل متكرر، كنت أرغب في معرفة كل شيء. كنت أتصل بهم في منتصف الليل أحيانا عندما ترتفع حرارة الطفلة ولو قليلا”.

وفي شهر مارس/آذار الماضي، اصطحبت الأم طفلتها إلى المكسيك للقاء الخبير راميريز وفريق الباحثين في مدينة تيجوانا بهدف إخضاع طفلتها لعلاج يعد أكثر المسائل الطبية إثارة للجدل وهو العلاج بالخلايا الجذعية، الذي لم توافق عليه وكالة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج الأمراض البيولوجية العصبية.
ورغم أن الأطباء هناك أكدوا للأم أنه لا توجد أي ضمانات في مثل حالة طفلتها جوردان، إلا أنها أجابت أن المسألة تستحق المغامرة، حيث قالت: “كنت أعلم أن الأمر لن يلحق بها أذى أكثر مما تعاني منه، بل على الأقل سيكون هناك أمل ولو صغير في الحصول على مساعدة. فإما أن أتراجع وأقف مكتوفة اليدين، أو أن أحاول القيام بأي شيء على أمل أن تتحسن حالة جوردان”.
وكان خبير علوم البيولوجيا النظرية، أنطوني بيان، الذي يدير معهد ستينبلوك للأبحاث في كاليفورنيا، والذي يجمع البيانات حول إمكانات العلاج بالخلايا الجذعية، قد أحالها إلى الأطباء المكسيكيين الذين حقنوا جرعة مكونة من 5،1 خلية جذعية مأخوذة من حبل سري لشخص متبرع، في النسيج الدهني بالقرب من سرة جوردان.

والمعروف أن الخلايا الجذعية المأخوذة من دم الحبل السري تختلف عن الخلايا الجذعية الجنينية التي أثارت جدلا علميا واسع النطاق.

فالخلايا الجذعية المأخوذة من دم الحبل السري هي “خلايا بالغة”، مبرمجة بيولوجيا لتطور إلى نوع معين من الخلايا، في حين أن الخلايا الجذعية الجنينية تمتلك القدرة على التحول إلى أي نوع من أنسجة الجسم.

وبعد مضي ثلاثة أشهر على العلاج ......
قالت إن علامات التحسن بدأت تظهر لدى طفلتها. فقد استعادت شيئا من بصرها، حيث أصبحت عيناها قادرتين على رصد يد تتحرك ببطء أمام وجهها، وهي نقلة كان الأطباء يعتبرون تحقيقها مستحيلا ......

وقالت : “لقد فقدت قدرتها على البلع، حيث لم يعد جسمها قادرا على إنتاج اللعاب، أما الآن فلعابها يسيل وتبلع بعضا من طعامها الخاص. أعتقد أنها حققت بعض التقدم فعلا، قد توقف تطور المرض على الأقل”.
كانت تدرك أن بعض الأطباء يجفلون من فكرة استخدام العلاج بالخلايا الجذعية غير المجرب على الأطفال، بيد أن التحسن الواضح الذي حققته جوردان يعزز عزم الأم على العودة إلى المكسيك.

وأضافت قائلة: “لقد أخبرني الأطباء أنهم يبذلون كل ما في وسعهم لإبقاء الطفلة على قيد الحياة حتى الشتاء، وكان ذلك قبل نحو عامين. أنا لا أحاول أن أنكر الحقيقة، أنا أعرف أنها تعاني من مرض خطير، ولكن العلاج بعث في نفسي الأمل. ولا أعرف ما إذا كان هذا العلاج سينفع طفلتي كونه مازال حديثا، إلا أن الجيل القادم من الأطفال المرضى سيجني ثمار إنجاز طبي محتمل”.

وكان بعض العلماء والأطباء يصرحون ويعلنون إن العلاج الذي يكلف 10 آلاف دولار، عبارة عن مؤامرة مضللة يقودها عدد من الأطباء الفاسدين مستغلين ضعف الآباء اليائسين، غير أن هناك أقوالا جديدة على صعيد مجال الخلايا الجذعية الذي مازال في طور التجارب.

ولكن هناك أشخاص لا يتفق مع هذا الرأي، ولديه ما يبرر موقفه، فقالوا: لدينا ثلاثة أطفال كانوا يعانون من العمى لأسباب تتعلق بالقشرة الدماغية، ولكنهم بدأوا يتعقبون حركة الأشياء خلال شهرين أو ثلاثة أشهر من العلاج. ويتساءل: “ترى أيهما “الأسوأ” أن ندخل الخلايا التي يمكن أن تنتج العناصر المفقودة في الجسم، أم نمتنع عن القيام بأي شيء ونقف مكتوفي الأيدي تاركين المرض يفعل فعله؟”.

الواقع أن العلاجات الطويلة الأمد والقصيرة الأمد باستخدام الخلايا الجذعية، لم تخضع للاختبار من قبل، وخصوصا على الأطفال.
فمثلا يقول رينيه اناند، الأستاذ المساعد في علوم الأعصاب بجامعة لويزيانا الحكومية، إن هذ العلم جديد لدرجة أن حصوله على دعم أكاديمي أمر صعب للغاية في الوقت الراهن.
وأضاف: “لست متأكدا من أن استخدام الخلايا الجذعية قد بلغ مرحلة يستطيع أن يحصل فيها على دعم وتأييد وأنا لا أقول إنه لن ينفع على المدى الطويل، ولكن الوقت مبكر الآن للبت في هذه المسألة”.

حالة هذه الأم مثال لكثير من الحالات التي تواجه هذه الإمراض , فهذه الإمراض تتصف بأنها جديدة نوعا ما وتتصف كذلك بان علاجها جديدا أيضا , فالطبيعي إن يألف الناس العلاجات المتوفرة والمجربة والمعرفة من قبل الأطباء والمرضى , فحين يصف أي طبيب لأي مريض علاجا , فديه الثقة بهذا العلاج للكم الكبير من الحالات التي تم وصف العلاج لها وللكم الكبير من نسبة النجاح الذي حققه هذا العلاج أو غيره , مشكلة كل علاج جديد إن هناك فترة بين اكتشاف العلاج وبين إن ينشر هذا العلاج أو ذلك كنتيجة محققة ومؤكدة في القضاء على المرض ,هذه الفترة قد تمتد إلى عشرة أو عشرين سنة يكون العلاج في طور التجربة والملاحظة , ويكون في أقبية المختبرات , يتم تجربتها على الفئران أولا وعلى الحيوانات القريبة الشبه بالإنسان من ناحية جينية أو تشريحية , ولا يتم تجربتها على الإنسان إلا بعد التأكد من عدم وجود أي مضاعفات جانبية لاستخدام الأدوية , لكن من ناحية أخري الحالة الإنسانية تفرز كثير من الحالات التي لا تحتمل التأخير , أو لا تحتمل حثي التفكير حين نرى كمية الألم الذي يعاني منها هذا المريض أو ذاك , لذلك هناك إعداد من المغامرين الذين يريدون تطبيق أي علاج يفتح لهم باب الأمل , الأمل بالحياة الأمل بالشفاء الأمل حتى بضوء صغير بأخر النفق لمرضى طال بهم الرقاد على فراش المرض , هؤلاء المغامرين ربما يكون التضحية بحياتهم وربما نسبة نجاتهم موجودة بنسب متساوية بين الحياة والموت , يشعرون انه لا يوجد هناك أي خسارة يمكن يخسرها أو لا يكون هناك ضرر أكثر من الضرر الذي أصابه , لذلك نجده يجازف ويغامر بتجربة العلاج الجديد ..
شالوت احدي هؤلاء المغامرون ...وهناك الكثير غيرها ..هؤلاء يقصرون مدة إجراء التجارب على العلاج الجديد وهؤلاء يفتحون باب جديد من الأمل للإنسان , مثلما هو العلاج بالخلايا الجذعية يفتح باب أمل للإنسانية .

العلاج بالخلايا الجذعية يحتاج إلى وقفة حقيقة منا ومن القائمين على الصحة العامة ومن رجال الدين ومن رجال المجتمع حتى يتم أقرار استخدام هذا العلاج الحيوي للإنسان ... هناك حالات كثيرة .....



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلايا الجذعية
- علاج الزهايمر
- الزهايمر
- القائمة الخديعة
- أشكالية ولاية الفقيه
- ايران والتحول المدني
- إيران والتحول المدني
- دارون
- الانتخابات ... والتغير
- اوباما ....حلم وتحقق
- غزة ...حين البوح
- نشأت الفيدرالية
- نظرة على الانتخابات
- العراق والفيدرالية
- قصص من بغداد البعيدة
- رئاسة جمهورية لبنان
- الشعب مصدر السلطات
- حول الدستور العراقي
- اليوم اكتملت انوثة حبيبتي
- الأردن المستفادة دوماً


المزيد.....




- هذا الرجل تسلق أعلى الصخور في غرينلاند لمعرفة آثار التغير ال ...
- مريض السكر.. احذر قلة النوم تعرضك لارتفاع نسبته فى الدم
- الملايين منها على مرمى البصر..شاهد كيف تجرف المياه مخلوقات ب ...
- فوائد الفجل..ما أصل النكهة الحارة فيه وعلاقتها بمحاربة السرط ...
- ما هي الطريقة الأفضل لشرب الماء خلال رمضان؟
- دراسة:البشر ينشرون الفيروسات بين الحيوانات أكثر مما يأخذونها ...
- عود طفلك على هذه الأشياء لبناء شخصية قوية واثقة.. من وحى مسل ...
- هل تتفوق شركات التكنولوجيا المالية على البنوك؟
- -أرشيف- من الأدمغة البشرية القديمة قد يسلط الضوء على الأمراض ...
- الإمارات تستقبل الدفعة الـ 14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطا ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - سلمان محمد شناوة - العلاج بالخلايا الجذعية