أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - راسم عبيدات - من وين أجيب هوية ...؟؟؟















المزيد.....

من وين أجيب هوية ...؟؟؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2815 - 2009 / 10 / 30 - 15:24
المحور: الصحافة والاعلام
    


الاحتلال الإسرائيلي يتعامل مع كل أبناء شعبنا على أنهم قنابل مؤقتة،وهذا الاستهداف لا يفرق بين صغير وكبير،بين طفلة بعمر الورود أو شيخ طاعن في السن،وليس هذا فقط،بل هذا الاحتلال بشع ومتوحش ومتجرد من كل معاني الإنسانية ويساهم في قتل تلك الإنسانية،ولعل من يسمع حكاية الطفلة "جمانة" بنت الأسير علاء أبو جزر من مدينة رفح،يدرك هول وحجم المأساة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني،ويدرك لماذا أطفالنا يكبرون قبل أوانهم ولا يعيشون طفولتهم،وكذلك فمأساة ومعاناة الطفلة جمانة هي تجسيد لمأساة ومعاناة الكثيرين من أطفال شعبنا وبالذات أطفال الأسرى منهم،فالطفلة جمانة في الصف الثالث الابتدائي من سكان رفح والتي كانت بعمر الورود وقت اعتقال والدها حيث لم تتجاوز الست سنوات،ولم يقف القدر عند اعتقال والدها علاء أبو جزر،بل طال القدر الحضن الدافىء الذي سيعوضها عن غياب والدها فتوفيت أمها جراء حزنها على زوجها الأسير وعانت جمانة معاناة حولت قلبها الطفولي الى قلب بأواخر الستينات.فهي تحرم من زيارة والدها الأسير لكونها لا تحمل هوية،ولكم أن تتخيلوا كم هذا الاحتلال حاقد ومشبع بالعنصرية والمعاداة لكل معاني الإنسانية،فأي خطر ستشكله طفلة بعمر الورود على أمن دولة الاحتلال من خلال زيارتها لوالدها،وخصوصاً إذا ما علمنا أن كل الزيارات للأسرى تتم من خلف الزجاج ومن خلال الحديث بالهاتف المراقب والذي يعد على الأسير وزائريه من الأهل الأنفاس ويمنعهم من التعبير بشكل حر عن مشاعرهم وعواطفهم،ويحرم الأطفال ليس من احتضان آبائهم بل مجرد لمسهم.
ومثل هذه المأساة تتكرر ليس مع أطفال الأسرى،بل مع أبائهم وأمهاتهم،فأمهات وآباء تجاوزت أعمارهم السبعين عاماً،يحرمون من زيارة أبنائهم،تحت هاجس وذريعة الأمن،وتصورا أن أسير فلسطيني منذ ستة عشر عام محروم من زيارة الأهل تحت هذا البند والعنوان،وليس هذا فقط،بل أباء وأمهات حرموا ويحرمون من زيارة أبنائهم في السجن،لأن الاحتلال يدعي أن عليهم إثبات أبوتهم وأمومتهم لأبنائهم الأسرى،رغم كل الأوراق الثبوتية التي تثبت صلة القرابة بأبنائهم الأسرى.
ومن معاناة الطفلة جمانة ومعانيات أطفال كل أسرى شعبنا،نريد أن نسأل كل كل ما يسمى بدعاة حقوق الإنسان والمتشدقين بالدفاع عن حقوق الطفل،أليس حرمان أطفال بعمر الورود من طفولتهم،ومن احتضان أبائهم وأمهاتهم،جرائم ترتقي الى مستوى جرائم الحرب،أم أن الانتقائية وازدواجية المعايير تطال حتى الأطفال أنفسهم يا أبناء الغرب"المحترمين"،ونحن وأطفالنا مجرد نجس شرقي.؟
إن مأساة ومعاناة الطفلة جمانة،يجب أن تكون درساً وحافزاً للطرف الفلسطيني المفاوض والسلطة الفلسطينية وكل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني،وكذلك الفصائل الآسرة للجندي الإسرائيلي "شاليط"،بأن ملف الأسرى يجب أن يغلق،قبل أي توقيع للاتفاقيات مع الاحتلال،فهذا الملف جرح نازف في الجسد الفلسطيني،وعلى درجة عالية من الأهمية،فهناك الكثير من الأسرى،دخلوا سجون الاحتلال،وتركوا خلفهم أطفالهم والذين كبروا وتزوجوا وخلفوا أطفال،أي أصبح أبائهم في سجون الاحتلال أجداداً،ناهيك عن العديد من الأسرى الذين رحل أبائهم وأمهاتهم عن هذه الدنيا دون أن يتمكنوا من إلقاء نظرة الوداع عليهم أو احتضانهم،وهل المطلوب الانتظار حتى يتحول أسرانا في سجون الاحتلال وزنازينه ( قبور الأحياء) من شهداء مع وقف التنفيذ الى شهداء فعليين؟ فشهداء الحركة الأسيرة جاوزا 196 أسيراً،وهناك العشرات من الحالات المرضية من الأسرى والذين يعانون من أمراض عديدة وخطيرة،و مضى على وجودهم في الأسر ردحاً من الزمن،إذا لم يجري إطلاق سراحهم من بوابة صفقة التبادل فقط،فإنهم سيتحولون الى شهداء فعليين،وهؤلاء يجب أن يكونوا على رأس سلم أولويات الفصائل الآسرة ل"شاليط"،فالثورة التي تترك أبناءها في الأسر ثلاثين عاماً ونيف،لا تستحق الاحترام وهي ملزمة بانتهاج كل السبل والوسائل من أجل تأمين إطلاق سراحهم،ونريد في هذا الجانب فصائل وسلطة لديها وعد صادق،كالوعد الذي وعده به سماحة الشيخ حسن نصر الله زعيم حزب الله أهالي الأسرى اللبنانيين،بأن الحزب لن يتخلى عن أي أسير لبناني في سجون الاحتلال،وصدق وعد الشيخ حسن وتحرر كل الأسرى اللبنانيين،بمن فيهم عميد الأسرى العرب سابقاً سمير القنطار،والذي لولا وجود حزب كحزب الله اللبناني،فعلى الأغلب كان سيبقى في سجون الاحتلال الإسرائيلي،وليتحول من شهيد مع وقف التنفيذ الى شهيد فعلي.
وأسرانا البواسل في سجون الاحتلال،والذين تجاوز رقم الذين قضوا في سجون الاحتلال منهم عشرين عاماً فما فوق (108 )،بحاجة إلى وعد صادق كوعد الشيخ حسن نصر الله،وهذا مسؤولية السلطة والفصائل معاً،وهذا أيضاً يتطلب من حماس والفصائل الآسرة ل"شاليط"،أن تصر وتتمسك بشروطها لصفقة التبادل،فهناك العشرات بل المئات من هؤلاء الأسرى بوابتهم للحرية فقط،من خلال صفقة التبادل،وشروط الاحتلال ومعاييره وتقسيماته وتصنيفاته للأسرى،يجب أن تكسر،وخصوصاً لجهة أسرى القدس والداخل الفلسطيني- مناطق الثمانية وأربعين- ،فهذه المعايير التي كسرت في أكثر من عملية تبادل كان أكبرها عملية النورس التي نفذتها الجبهة الشعبية القيادة العامة في آيار 1985،ممكن تكرارها والبناء عليها في الصفقة الحالية،أما القول بأن صفقات آحادية الجانب أو بوادر حسن نية،يمكن لها أن تكسر مثل هذه الشروط والتقسيمات والتصنيفات الإسرائيلية،فهذا ضرب من الخيال ونوع من أنواع"الفنتازيا" ،فالأسير الذي قضى عشرين أو ثلاثين عام،ويحرم من مجرد الخروج مكبل اليدين والقدمين لساعة أو أقل من أجل إلقاء نظرة وداع على والده أو والدته المتوفي/ه، لا يمكن وفي ظل عقلية إسرائيلية مشبعة بالحقد والكراهية والعنصرية والتطرف،أن يطلق سراحه في صفقات إفراج أحادية،فالأسير سامي يونس من الداخل الفلسطيني،والذي مضى على وجوده في سجون الاحتلال أكثر من ربع قرن،وأقترب عمره من الثمانين عام،لم توافق إسرائيل على إطلاق سراحه،فكيف بأسرى آخرين من أمثال يحى السنوار وعباس السيد وعبد الله البرغوثي وابراهيم حامد واحمد سعدات ومروان البرغوثي وعاهد أبو غلمه ومجدي الريماوي وباسل الأسمر وحمدي قرعان ومروان البرغوثي واحمد المغربي وغيرهم المئات من أسرى شعبنا الفلسطيني،ممن تعتبرهم وتصفهم إسرائيل ب "الملطخة أيديهم بالدماء"،أو أسرى القدس والداخل؟.
ومن هنا نقول من الضروري أن نعيد البسمة والفرحة للطفلة جمانة ابنة الأسير علاء أبو جزر ولمئات أطفال أسرى شعبنا والذين،حرموا من عطف وحنان أبائهم لعشرات السنين،وكلمات الطفلة جمانة،يجب أن تجعلنا كشعب وفصائل وسلطة مطالبين،بأن نضاعف جهودنا وعلى كل المستويات وأن نستخدم كل الوسائل والسبل،من أجل تأمين إطلاق سراح أسرانا من سجون الاحتلال الإسرائيلي،وهذه الطفلة التي تتساءل بألم وحرقة؟ لماذا يعيش كل الأطفال مع أبائهم إلا أنا؟،ألا يكفي أنني حرمت من والدتي؟ العيد يمر ودمعي على خدي والغيرة تظهر من خلال كلمة مكتوبة لتقول جمانة من خلالها: أشتاق لأجري وأرتمي في حضن والدي مثل أبناء عمي عندما يذهبون الى آبائهم فيحملونهم على أكتافهم ويحتضنونهم وأنا أنظر إليهم بألم وحسرة.
كلمات الطفلة جمانة فيها من العبر والمعاني العميقة،ما يوجه أكثر من رسالة ،ليس فقط لهذا العالم الظالم الذي يناصر الجلاد على الضحية،بل لسلطتنا وفصائلنا وأحزابنا،بأن أسرانا يستحقون منا العمل ومن ثم العمل،من أجل تأمين إطلاق سراحهم.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صمود تتمرد على القمع والحواجز ...
- سعدات وأسرى العزل ....
- إنطباعات من الجولان/ خلال زيارة الوزير لأسرى الحرية..
- بريطانيا وفرنسا-ذاب الثلج وبان المرج - ..
- جولة مع الوزير قراقع ....
- جاء ميتشل ذهب ميتشل ...
- القدس هجمات اسرائيلية متلاحقة وعجز فلسطينيوعربي واسلامي شمول ...
- سعدات والبرغوثي ...مرة أخرى ..
- لا تنسوا أسرى الداخل والقدس ...
- مخاطر لعبة مقايضة ضرب ايران بدويلة فلسطينية ..
- قراءة في كلمة نتنياهو أمام الجمعية العامة ..
- رغم تقريري - بوستروم- و--غولدستون- لا تزال اسرائيل فوق القان ...
- تكتيك يا جاهل ...
- أي انحطاط هذا يا أشباه الممثلين ...؟؟
- نشرة عيد الفطر السعيد ...
- مطلوب تمويل ..
- التطبيع مقابل التجميد المؤقت للإستيطان ...
- مع بداية العام الدراسي الجديد / التعليم في القدس العربية ينه ...
- أوروبا الغربية نفاق وازدزاجية معايير غير مسبوقتين ..
- زعماؤكم في الجاهلية زعماؤكم في الإسلام ..


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - راسم عبيدات - من وين أجيب هوية ...؟؟؟