أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامى الميرغنى - هرطقة يسارية















المزيد.....

هرطقة يسارية


إلهامى الميرغنى

الحوار المتمدن-العدد: 2815 - 2009 / 10 / 30 - 12:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أنا لست أحسب بين فرسان الزمان
إن عُد فرسان الزمان
لكن قلبي كان دوماً
قلب فارس
كره المنافق والجبان
مقدار ما عشق الحقيقة
نجيب سرور
السياسية في مصر مواسم مثل الخضروات والفاكهة ، فكما يوجد لدينا موسم البطيخ وموسم المانجو وموسم البرتقال . يوجد أيضا موسم مجلس الشعب وموسم انتخابات الرئاسة وموسم مناصرة غزة وموسم مناصرة الأقصى.وكما أن الحوادث في مصر متتالية مثل كل بلدان العالم نجد قضايا تطفو علي السطح فيهتم بها الإعلام والسياسيين وتظل تلوكها الألسن لأيام أو أسابيع ثم تذبل وتخفت وتختفي.والآن لدينا موسم النقاب وحرب الشيخ طنطاوي والشيخ صفوت من ناحية وموسم قطار العياط من ناحية أخري.
بعد أن فشلت الأحزاب عن تقديم الجديد وعجزت علي أن تكون أحزاب جماهيرية حقيقية ظهر لدينا فيروس الحركات والائتلافات. ربما يراها البعض ظاهرة ايجابية، وكما يعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن مصر تزيد مولود كل 27 ثانية ، نجد المعارضة تلد ائتلاف كل 27 يوم ، الغريب أن هذه الائتلافات تضم نفس الشخصيات المحترمة ونفس الرموز المشرفة ولكن سرعان ما تذبل هذه التجمعات وتخفت ثم تختفي .
ظهر لدينا في الشهور الأخيرة عدة أشكال ائتلافية جديدة مثل جبهة لا لبيع مصر ، حركة البديل الشعبية، ائتلاف المصريين من أجل التغيير ( كفاية المعدلة) ، وأخيرا الحركة المصرية ضد التوريث "ميحكمش". وهي تذكرني بمواسم البطيخ والبرتقال رغم احترامي وتقديري لعديد من رموز هذه الحركات وصدق نواياهم وإخلاصهم لأفكارهم.
علي الجانب الآخر من المشهد السياسي المصري نجد احتجاجات اجتماعية متصاعدة من فلاحي الإصلاح الزراعي إلي سكان العشش والعشوائيات إلي قري العطش ومن عمال القطاع الخاص لموظفي الحكومة ومن عمال القطاع العام إلي الأطباء وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات.كل يوم احتجاج جديد وإضراب واعتصام وتجمهر وامتناع عن القبض ووقفة احتجاجية بشكل لا يخلوا منه يوم. تري في أي مجري تصب هذه الاحتجاجات الاجتماعية في اتجاه الأخوان المسلمين أم ائتلاف التغيير أم لا للتوريث ؟! أم أنها تتم بمعزل عن كل ذلك.
أين شباب 6 ابريل والمدونين الشبان من هذه التحركات وهذه الائتلافات. شباب 6 إبريل يعدون لعقد مؤتمر علي هامش مؤتمر الحزب الوطني لطرح الرؤية الشعبية لمستقبل مصر بواسطة مجموعة من الخبراء المتخصصين في مختلف المجالات بينما ترسل الأحزاب الديكورية ممثليها لافتتاح مؤتمر الحزب الوطني لنعرف من هم مخلفات العهد الماضي ومن هم مستقبل مصر الواعد؟! وأردد مع مظفر النواب:
لا تلم الكافر
في هذا الزمن الكافر
فالجوع أبو الكفار
مولاي
أنا في صف الجوع الكافر
مادام الصف الآخر
يسجد من ثقل الأوزار
تري أين مستقبل التغيير الحقيقي الجذري في مصر، مع الائتلافات السياسية القاهرية أم مع الاحتجاجات الاجتماعية العفوية؟! لقد كتبت في 6 ابريل أن ما حدث كان شهادة وفاة لكل الأحزاب المصرية وان عمرها الافتراضي انتهي وأصبحت غير صالحة للاستعمال ومكانها متحف القلعة أو لقاءات السيد صفوت الشريف معهم وتوزيع الحصص الانتخابية!!!
ظلت أفكار الكفر والهرطقة تطاردني أن احدد مكاني مما يحدث ، وظلت كلمات شاعري المفضل محمد سيف تطاردني:
" يا دي العمي المرسوم علي جباه السلف
هل من أدين بقيت ، ما صابهاش التلف!
دول كانوا إن قالوا
يلوطوا في الحكمة ،والأفكار
ماتوا ومات وقتهم
ما حصدوا غير العار
لا شقت الأسوار حكايتهم
ولا السما بكيتهم
ولا مجدتهم في السكك أشعار
ماتوا مابقوا كلمة مسموعة
ولاراية مرفوعة
ماتوا وكانوا كتار
منذ أكثر من 35 سنة أخشي أن يصل بي الحال في نهاية حياتي إلي مصير من نعاهم لنا محمد سيف في مطلع السبعينات.وبما اننا نخسر كل يوم رفيق أو صديق ، وبما أن ليالي العمر الباقية معدودة علي رأي فاتن حمامة فقد كررت الجهر بالكفر السياسي بما يحدث.
أقر واعترف واعلن وأنا في كامل قواي العقلية أنني غير مكترث بمعركة التوريث لأن احمد زى الحج أحمد وعيشة زى أم الخير المهم هو اقتلاع هذا النظام الاقتصادي الاجتماعي الرأسمالي الفاسد التابع من جذوره ولا تفرق معي من سيكون الرئيس القادم حتى لو كان أحمد شوبير أو عصام الحضري لأنهم سينفذون نفس السياسات ويستمرون في نفس الانحيازات وأنا لي سياسات أخري وانحيازات مختلفة. ولأن الناس في بلادي لا يهمهم جمال واللي خلفوه ومهمومين بأكل العيش ومحدش هيروح يصوت لأن النتيجة معروفة والناس فاهمة كل حاجة.
وكمان أنا مش مع غزة ولا الأقصى لأن دي قضية لن أفيد فيها طالما بقيت كامب دافيد وطالما بقيت للعدو الصهيوني سفارة في قلب القاهرة وعلم يدنس سماء مصر ومصالح اقتصادية مشتركة بين رؤوس النظام والكيان الصهيوني.
ما يشغلني ويؤرق نومي هو كيف يتم نظم كل الاحتجاجات في مجري واحد يضم موظفي الضرائب العقارية ومنتفعي الإصلاح الزراعي ، ويضم شباب 6 أبريل واتحاد أصحاب المعاشات والمدونين ولجنة الدفاع عن المعاشات، ويضم حركات المعلمين و9 مارس وأطباء بلا حقوق مع اللجنة التنسيقية العمالية وشباب تضامن ، ويضم احتجاجات قري العطش ومرضي التأمين الصحي وسائقي التوك توك وسكان الدويقة وإداري التربية والتعليم.
لا تشغلني معركة التوريث ونصرة الاقصي لأن الحلم في وطن حر سيكنس كل ذلك ويوم تسقط كامب دافيد تتغير موازين القوي بما يدعم فلسطين بشكل حقيقي.لقد قررت مقاطعة كل المواسم وجعل العام كله موسم واحد شعاره التغيير الشامل اقتصاديا واجتماعيا وسياسياً، وحكم الفقراء من عمال وفلاحين وموظفين وحرفيين .
كل ذلك بحاجة لحزب سياسي من نوع جديد ، حزب ينظم كل هذه الحركات والاحتجاجات ويصنع منها المستقبل .هل يمكن أن يتحقق ذلك لكي لا تنطبق علينا قصيدة محمد سيف السابقة. إنني لازلت أعيش الحلم.
يا بلادي
والإصباح عيون وأيادي
إذا ما عدي ع الوادي
حايزيح قصاده كل ليل ميت
تتفتح الأبواب
تدب الرعشة في عروقها لنور الشمس
حانغني ،كما لوكنا بنغني لأول مرة
ونحب كما لوكنا ما حبينا بالمرة
يتقابلوا لأصحاب بعد غيبة طويلة
نفس الايدين المعروقين
نفس العيدان النحيلة
اللي حاترسم من جديد
سكة حياة.. للوطن

إلهامي الميرغني
29/10/2009



#إلهامى_الميرغنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي العمالي والوعي اليساري إضراب طنطا للكتان كنموذج
- ماذا حدث لمصر والمصريين ؟!
- مكافحة الفقر بين جهود الحكومة والمجتمع المدني والإسلاميين
- علاقات العمل
- تمثيل المرأة ونظام الحصة
- التغيرات في بنية الطبقة العاملة المصرية
- الفردية والاستثناءات وثقافتنا
- الرأسمالية المصرية تجدد نفسها بإعدام الفقراء
- لماذا نخاف من الأوبئة ؟
- حرب الخنازير
- الطريق لتحرير النقابات المهنية
- اليسار .. الأزمة و الفراغ السياسي
- السكة الحديد مرفق حيوي وكفاح عمالي متواصل
- المعلمون بين الاقتصاد و التعليم
- الحرية النقابية ومشروع قانون النقابات العمالية
- الشيوعيون المصريون .. ويناير و مسيرة العطاء المتواصل
- هل يتأثر المواطن المصري العادي بالأزمة العالمية؟!
- التمييز الايجابي والمرأة وقضية الديمقراطية في مصر
- الحرية النقابية والتعددية هي الحل
- رؤية لما حدث في 6 أبريل


المزيد.....




- إسبانيا: رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يفكر في الاستقالة بعد تحق ...
- السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟
- كأس الاتحاد الأفريقي: كاف يقرر هزم اتحاد الجزائر 3-صفر بعد - ...
- كتائب القسام تعلن إيقاع قوتين إسرائيليتين في كمينيْن بالمغرا ...
- خبير عسكري: عودة العمليات في النصيرات تهدف لتأمين ممر نتساري ...
- شاهد.. قناص قسامي يصيب ضابطا إسرائيليا ويفر رفاقه هاربين
- أبرز تطورات اليوم الـ201 من الحرب الإسرائيلية على غزة
- أساتذة قانون تونسيون يطالبون بإطلاق سراح موقوفين
- الإفراج عن 18 موقوفا إثر وقفة تضامنية بالقاهرة مع غزة والسود ...
- الى الأمام العدد 206


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامى الميرغنى - هرطقة يسارية