أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم الثوري - الديمقراطي الأخير














المزيد.....

الديمقراطي الأخير


كريم الثوري

الحوار المتمدن-العدد: 2814 - 2009 / 10 / 29 - 10:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما دفعت بي الحياة صوب قمة الجبل أجدني قبالة هاوية تفضي بي إلى الهلاك الحقيقي كنتُ مثل سيزيف اتبع خطواتي المتعثرة، عائدا من حيث أتيت احمل ذلك الحجر الثقيل بعد ان عوُقبت من قبل اله الاسطورة الإغريقية لأحمله ثانية إلى قمة الجبل.
اخطف بقاياي إليه، ومَنْ لي غيره يحمل أوجاعي ووساوسي، وتأجيل اتخاذ القرار الأصعب في حياتي، حاملا أوراقي وأقلامي صوب سدني عاصمة الفوضى، تمتصني حد النخاع عوامل الصخب والسرعة والعبث وأهتدي في نهاية المطاف إلى صومعته الكهنوتية بعد ان ينال مني التعب مأخذه فأنحني، كأي تلميذ تائب في بدايات العرفان، أمام قطب صوفي وصل إلى ما وصل إليه بالدربةِ والجهد.
لقد كانت مقدماته سليمة لدرجة التقشف مذ عرفته صدفة عام 91 في خيمته وكان عضوا في اتحاد الديمقراطيين العراقيين في شمال العراق وكنت في طريق العبور إلى سوريا بعد ان جزعت راحلتي من تجاوز الحدود على طريقة محمود درويش – كلما آخيت عاصمة رمتني بالحقيبة فالتجأت إلى رصيف الحلم والأحزان- ذلك هو الديمقراطي خالد عبد الحسين...
يومَ فرّ بجلدهِ حاملا وصية الوطن/أذهب أقصى ما تستطيع ستجدني بانتظارك/ لتحتفظ بي ملاذا آمنا وعشقا للحرية لا دنس فيه، فحطَ رحاله في جوقة من جوقات ( الأنصار ) لكنه ومنذ البداية لم يستسغ طريقة التقليد بالانضمام للحزب الشيوعي العراقي فتوحد مع الموسوعي الرائع - أبو أيوب- في تأسيس اتحاد الديمقراطيين العراقيين كان ذلك عام 1983 وكانوا ضيفيه على اتحاد الشعب الكردستاني فيما يسمى النضال ضد الدكتاتورية إلى ما هو ابعد من حدود الحلم ليتحسس بالوجود الحقيقي في أنسنة الإنسان دون مكبلات أو قيود حزبية طائفية أو عرقية.
كان بانتظاري، فهو أيضا بحاجة لمتمرد، ربما ليحدث التناسق والتناغم بين استنطاق لوحاته التشكيلية الصامتة المُعلقة على جدران الشقة المتواضعة كيفما اتفق أو مرمية على الأرض لا يسعها المكان وكلها عبارة عن نساء عاريات ذات أنوف إغريقية وخيول جامحة وإشكال شحاذين وعتالين وأبناء طرقات متسكعين وسط الازبال وركام الطُرقات...
كعادته التي لم يتجاوزها مذ عرفته ، فهو موزع بين القراءة اليومية والرسم والتأليف بعيداً عن النشر، ويعمل يومين في الأسبوع وحين السؤال قال هذا يكفي لاستمراري في الحياة . تزوج منذ 15 عشر عاما في سوريا من فتاة ارتبط مع اخوتها السوريين بحلم الديمقراطية ومنذ ذلك الحين تعيش في سوريا وهو في منفاه الاسترالي، لم يُفكر بجمع الشمل لسبب يجهله، كان مخلصا لها فهو لم يصاحب واحدة أو يقترن بزوجة وقد تكفلها ماديا من جهة السكن والنفقة وهي راضية مرضية بوطنها.
في زيارتي له منذ شهر تكلمنا عن الديمقراطية الناشئة في العراق فابتسم كعادته ، لفّ له سيكارة وخرج إلى الباحة الخارجية فلحقت به لنواصل الحديث ثم نظر إلى السماء وكان بيني وبينه الحوار التالي:
*هل تعتقد إن هناك ديمقراطية في العراق وهل يستطيع العراق أن يتقبل الديمقراطية الوليدة توا؟
أجبته : ولِمّ لا ، مادام حكم الفرد الواحد قد انكسر في ذهنية العقل الجمعي ثم إنها تجربة لماذا النكوص؟
قال لي: اسمعني جيدا دعنا من عوام الناس وسأضرب لك مثلا في أوساط المثقفين باعتبارهم الأنضج في حمل الأمانة ، قلت هات ما عندك، دخلنا وجلسنا ثم نظر إلى إحدى لوحاته العاريات قائلا اسمع هذه الحكاية وأهضمها جيدا:
في عام 91 رجعنا من كردستان العراق إلى سوريا لِنتَمم ما بدأناه في مشروع الديمقراطية حيث استأجرنا بيتاً وأصدرنا صحيفة وكان لنا نشاطاً تثقيفياً اجتمع فيه الطيف العراقي بغض النظر عن دينه وعرقه حتى تجمع الناس حولنا حينها توجَس البعض ممن يحسبون أنفسهم أولياء أمور علينا !! اتصلوا بالحكومة السورية ولأنهم أصحاب نفوذ قديم راحوا يحاربوننا لأننا كسبنا الكثير، وهكذا أجهضت تجربتنا ولكننا لم نيأس واستمر وجودنا رغم مراقبة السلطات السورية لنا وفي احد الأيام وهنا مربط الفرس حينما كُنا نُحرّر الجريدة جاءني الكاتب والشاعر المعروف ( ؟ )وقد كان محررا في الصحيفة وسألني السؤال الذي استهجنته؟
منذ متى وأنت تعرف ( أبو أيوب )؟-
أجبته: منذ ما يزيد على عقد ونصف من الزمن ...
أضاف وهل تعرف شيئا عنه؟
قلت: إنه نظيف ولم يركع يوما كالجبل الشامخ وموسوعة معرفية، ما باع نفسه يوما رغم المُغريات الكثيرة وقبل أن تولد الكثير من الأحزاب الكسيحة وقد حاولت بعض البلدان العربية شرائه لكنه رفض رفضا قاطعا.
قال مازلت لم تفهم قصدي هل تعرف من أي محافظة هو أو دينه ‘ مذهبه ‘ يقولون عنه صابئي؟
أشعل عندها خالد سيكارة أخرى وذهب إلى - الفرندة - فتبعته ،صمت فترة ثم أكمل حديثه قائلا:
والله ما طرأ على بالي مثل هذا السؤال، ثم ماذا يفيدني ونحن نسعى لما هو ابعد من المذهب والعرق، نحو عراق ديمقراطي تعددي تكون المواطنة فيه فوق أي اعتبار آخر، ألا يكفي أن يكون الفرد عراقيا ليفكر كيف يكون العراق حُرا مستقلا، يكون الولاء فيه للتعددية دون مقدمات..؟؟
عندها صمت الكاتب – الداهية -وذهب إلى سبيل حاله ومنذ ذلك اليوم يقول عبد الحسين خالد سألت نفسي إذا كان المثقف الكاتب يفكر بهذه الطريقة فكيف ياترى مصير الإنسان العادي...؟

كريم الثوري







#كريم_الثوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت الذي تفرون منه
- انا منافق اذن انا موجود3
- رسالة نصية الى صديق العمر علي السعدي : دعك من السياسة واكتب ...
- ادم وعقدة التكوين
- خلود المطلبي في دور الراهبة
- بائع الاوهام
- انا منافق اذن انا موجود2
- انا منافق اذن انا موجود
- ماله هو من دون سائر الخلق
- السواد يالوني المفضل
- 3 دجاجات ...وديك ؟
- اول الكلام آخره
- رحلة الملتاع في عراق الجياع
- متى تكسر أنياب التماسيح
- الطرة والكتبة
- صديقي سيد
- الصحافة العراقية ... ضغط الواقع وإستيلاء النقابة 3
- الصحافة العراقية... ضغط الواقع وإستيلاء النقابة القسم الثاني
- مراتب البايات
- الطريق الى مدينة المحرمين الثورة الصامدة 2 يافقراء العراق وم ...


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم الثوري - الديمقراطي الأخير