أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - جهاد علاونه - لغة الواوا














المزيد.....

لغة الواوا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2813 - 2009 / 10 / 28 - 21:10
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


كان الأطفال يحبوننا للغتنا الجميله فقط لا غير ولا يحبوننا لأننا نملك مفاتيح الجنة والنار ولكن فقط إذا كانت ألسنتنا مثل العسل .
والأطفال يعشقون البراءة في كل شيء حتى اللغه التي لا تعتمدُ على مكونات بلاغيه من التراث .

وأول ما يتعلمه الطفل من اللغه هو ضم الشفتين وفتحهما لذلك أول المنطوقات أو أول ما ينطقه الطفل من الكلمات هي (مم) و (بب) و(مو) ومنها تطورت كلمة (إمبوه)وكذلك كلمة مم و بب منهما تطورت كلمة (ماما) و (بابا) في مرحله عمريه متقدمة من نمو الطفل .

ومن الملاحظ أن كلمة ماما وبابا ما زالتا مشتركات مشاعيه في كافة الحضارات والثقافات العالميه.

ولهذا كانت النساء تعتقد أن طفلها بهذه الأحرف ينده لها من هنا نشأة كلمة (ماما ) وكلمة (بابا) فمن الملاحظ أنها أولى الألفاظ التي ينطقها الأطفال .
وأيضاً المرادفات في الأحرف ومنها نشأت كلمة (واوا) لأنها من أولى الألفاظ التي يلفظها الطفل والإنسان حين يشعر بالألم فيقول (أوه) و (واو) وأصبحت بعد ذلك للتعجب من شيء ما في لغتنا الحديثة اليوم فنقول (واو) والتعجب هنا من دافع بعث الألم فينا .

لغة الأطفال لغه عالميه مثلها مثل الموسيقا , فالأطفال يتفاهمون مع بعضهم البعض دون أن تكون لديهم علوم نحوية صرفه , والأطفال يحبون لغة بعضهم البعض دون اللجوء إلى محسنات بديعيه قائمة على الطباق والسجع والتوريه .

ولغة الواوا لغه حيه يحترمها الكبار والصغار وهي لغة يفهمها الكبار والصغار . ولو كانت أمي زي نانسي عجرم , كان يوم ما ولدنتي غنتلي أغنية (يارب يكبر جهاد) بدل أن (تُأذن في أذنيه) , بس أمي مش زي نانسي عجرم أمي غنتلي على كبر بس بدأت أشعر بشبابي غنتلي أمي أغنية (الدسك) الذي في عامودها الفقري ومن ثم أغنية القرحة في الإثنى عشر وهذول أغنيات ماما (أمي) المفضلات لديها وكانت كل سنه تطلعلي في لحن جديد وفي أغنيه جديده وكنت أستفيد مفردات لغويه جديده في كل مره , وكانت أعظم أغنيه لأمي هي أغنية زواجي والتي زوجتني فيها على طريقتها الكلاسيكيه .

ومن بين كل أغنيه من أغنيات أمي المفضلات هنالك كلمات حلوه مثل : الواوا , دح, إمبو, بح, بع, بَءْ, ياي, أوووو, مح,

وأولاء الكلمات يجب أن يدخلن في المفردات اللغوية الجديدة .

بس اللغه اللي أمي كانت إتعلمنا إياها ونحن صغار ما زلنا حتى اليوم نفهم معانيها

ويمكن إنها أمي بتتمنى أن أكون مثل محمد عبد الوهاب أغنيلها وألحنلها أغنية (ست الحبايب ) والتي غنتها الفنانة الراحله فايزه أحمد .

وكلمة ست كلمه أيضاً لها معانيها التي تختلف عن معنى كلمة الأم والسيدة ,ولو قيل أنها من الآلهة (ست) المصريه,
وأحياناً كنت أتمنى أن تكون أمي مثل الفنانه شاديا والتي غنت لابنها أغنية (سيد الحبايب يا ضنايا إنت ).

والحبايب صيغة جمع حديثة ليست على وزن أفعل تفضيل ولا على وزن أفعال ولا هي جمع مذكر سالم أو تكسير بل هي على وزن (فعايل) وقد وردت في اللغه العربيته حين تكون مصدر ميمي مثل مدارس مخازن منازل , أما حبايب فلم ترد في اللغه ,والمهم هو أن نتعلم اللغه الحديثة لغة الواوا والشاطر شاطر والسح الدح إنبوه الواد طالع لابوه, والمح والتي تعني حبة الحلو أو الشوكلاته, والبح والتي تعني (خلص- انتهى) والدح أي الجديد وهي كما يقال سريانيه.


أنا ما بتمنى إنها أمي إتكون مثل نانسي عجرم على شان نانسي عجرم فنانه مشهوره أو عشانها جميله ,لا, برضه أمي جميله بل في صباها كانت لا نانسي ولا هيفا مثلها , ومن حيث الشهره فأمي عمرها ما بحثت عن الشهرة إطلاقاً أنا .... أنا فقط بحاول أضع فرضيه على شان أنا أكون طفل مدلل لغوياً تغني له أمه المفردات الجديده التي غنتها هيفا .

وأذكر حين استمعتُ أول مره لأغنية الواوا كنتُ أجلس خلف الحاسوب فجاء صديق وقال : اسمعت يابو علي أغنية الواوا , فقلت : شو؟! وتسائلتُ مستغرباً ومستعجباً فقام صديقي على الفور وأسمعني إياها , وبصراحه لم أفهمها من أول مره فأعادها وأعجبتُ بالمفردات اللغويه وظنني صديقي أن (أتمصخر عليه ) فقال الله يسامحك يابوعلي بتتمصخر عليّ على شان بسمع الواوا فقلت بالعكس أنا لأول مره بشعر فيها إنك بتفهم وعندك مخ .

وعلى العموم وحتى لا أظلم السيده العظيمة (ماما) أقول أن أمي غنت لي كثيراً من أغنياتها وروت لي كثيراً من الحكايات الشعبية وكم مره تصورت نفسي حسن الشاطر وكم مرة تصورتُ نفسي الزير سالم ,كانت كل قصه تحكيها أمي لي أكون فيها أنا البطل وأنا المستمع وأنا الناقد وأنا الجمهور وأمي الكاتب والمخرج والمنتج والدوبلاج والمكساج.

وكانت لغة أمي مثل لغة الواوا معبره وبسيطه ولا تحملُ أي مفرده من مفردات اللغه الفصيحه.


ولو كانت أمي مثل (هيفا وهبي) كان الآن خصومي بحكوا عني إنه أنا ابن الواوا زي ما كانوا يتهكموا المصريين على إحسان عبد القدوس ويحكوا عنه ابن فاطمه اليوسف أو روزو اليوسف,أو زي العقاد اللي كانوا يحكوا عنّه (ابن زنوبه) , أنا بالنسبه لي الكنيه باسم الأم مش عيب هنالك مشاهير في العالم كانت كنياتهم بإسماء أمهاتهم ولهذا سأفرد موضوعاً خاصاً .

بعدين هيفا فنانه بحترمها هي ونانسي , وهيفا مش فنانه فقط لا غير لا هي كمان عالمه في اللغه العربيه وأنا لا أتهكم ولكن صدقوني أغنية الواوا معانيها كبيره جداً وهي لغه حيه نستخدمها كل يوم , وكنت وأنا طفل صغير بس أمد إيدي على شيء خطير كانت جدتي تحكيلي : أوعى واوا بلطع لطع.

وكانت أمي تحكيها للأطفال الصغاركانت تحكيلهم واوا عن الأشياء الخطيره والساخنه ,ولو نحكي اليوم للطفل : ساخن , من أجل تحذيره ما بفهم معنى كلمة ساخن , بس إذا حكيناله (واوا) على طول بتراجع وبفهم إنه بعمل شيء في خطوره كبيره على حياته.

وجميل جداً أن يحبنا الصغار قبل الكبار ومحبة الأطفال الصغار محبة بريئة جدا من كل مطامع يعني الأطفال ما بحبونا على شان فلوسنا ولا على شان مناصبنا السياسيه , الأطفال يحبوننا حين يشعرون أننا مهتمون بهم اهتماماً زائدا



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فساد النحاة العرب
- مرتاح البال
- ليلة الأمس
- الحراميه أنواع
- رزق الهُبل على المجانين
- المرأة التي أحبها
- طفولتي
- الرجل الذي أضاع حمار أهله
- امرأة وثلاثة حمير
- من يغار أكثر ؟ المرأة أم الرجل؟
- من قصص موسى
- قصص الفقراء
- كلام الأغنياء
- المثقف والفنان الغنائي
- هل كانت قريش تهمز الخراء؟
- استحالة التعايش مع الإسلام
- من اخترع اللغة العربية؟
- أقوال العظماء والعظيمات والمشاهير والشهيرات في النساء
- أقوال البسطاء في النساء
- قرآن القُراء الكريم


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - جهاد علاونه - لغة الواوا