أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عصام البغدادي - رسالة كاسترو لبوش: سأكون في المقدمة















المزيد.....

رسالة كاسترو لبوش: سأكون في المقدمة


عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 855 - 2004 / 6 / 5 - 04:39
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يوم السبت 14/8/2004م سوف يحتفل الرئيس الكوبي فيدل كاسترو بعيد ميلاده الثامن والسبعين. وربما سيحتفل كالعادة في واحدة من المدارس التى بناها للتعليم في كوبا بعد ان استطاع خلال خمسة واربعين عاما من الحكم من تقليص نسبة الامية لكي يكون طبعا بامكان الشعب الكوبي قراءة المزيد من المطبوعات العقائدية وفق المفاهيم الماركسية حيث هي الان عاجزة عن حل المشاكل والامور الحياتية في الواقع الكوبي. وبقاء الماركسية في كوبا مقترن بتمسك كوبا بها حيث نفضت هذا الغطاء الكثير من دول اوروبا الشرقية التى استعادت استقلاليتها حسب الحتمية التاريخية لارادة الشعوب ، خارجة من مدار مايسمى "الاتحاد السوفياتي " وهي نملك خبرات نووية وتفتقد الخبز غذائها اليومى.
مالذى قدمه كاسترو لبلاده بعد خمسة واربعين عاما من الحكم الفردي المطلق ولماذا لم يغتنم الفرصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي لكي يشرع بتحويل كوبا الماركسية الى كوبا الديمقراطية ؟ لقد كان امامه الفرصة الذهبية التى فقدها صدام حسين عندما تورط في دخول الكويت وتكالب دول المعسكر الغربي على الاطاحة به ، في حين كان على كاسترو الفوز بتلك الفرصة. . والاستغناء عن أسلوب الهيمنة على الشعب الكوبي التي هي مثل هيمنة إدارة الرئيس جورج بوش الابن على الإدارة الدولية انطلاقا من الهيمنة على الأمم المتحدة؟
لا اعني ابدا انه كان على كاسترو الركوع على ركبتيه او الاستسلام المطلق او تملق الادارة الاميركية التى فرضت الحصار والعزلة عليه، سيما بعد تصريحه الشهير قبل سبعة سنوات بانه اخر من سيتخلى عن الماركسية التى لم تكن كوبا بحاجة لها لانقاذ حالها المتدهور الذى بدا مع التطبيق الماركسى.
لكنها تبدو حالة العناد الفارغ الذى تلبس عقل كل من كاسترو وصدام حسين ومعمر القذافي ، فمن جانب كاسترو شعوره بأنه إذا هو تخلى عن النهج الماركسي فإنه سيبدو أمام الشعب بأنه كان على خطأ طوال العقود التي حكم فيها, من جهة أخرى، والأهم من هذا كله هو أنه إذا قرر أن يعيد النظر فهذا معناه أنه إما سيتنحى بالتدرج لأن إعادة النظر تستوجب حكما مشاركة قوى أخرى في السلطة وهو اعتاد على أن يكون الحاكم الفرد غير المقيدة سلطته بأي اعتراضات من هنا أو تحفظات من هناك وإما سيتم إقصاؤه في حال أن تيار التغيير بات أقوى بكثير من واقع الحال.
إنها محنة بلد سببها في الدرجة الأولى أن كاسترو من سلالة الحكام الثوريين الذين يأتون إلى الحكم على أساس أنهم سيصححون ممارسات من كانوا من قبل حكاما للبلاد لكنهم يستمرئون السلطة وإلى درجة التمترس فيها إلى اللحظة التي يسترد الله الوديعة بالوفاة الطبيعية أو يلقى هؤلاء نهايات غير سعيدة على الإطلاق مثل التى انتهى اليها صدام حسين والى التدمير والتخلف الذى لحق بالعراق خلال سنوات حكمه العجاف والنهب الذى سيلحق بالعراق بعد احتلاله واصرار الولايات المتحدة على البقاء العسكري فيه وهي ذات النهاية التى كادت ان تقضى على معمر القذافي وليبيا لولا انه دفع ثمن بقاءه في السلطة من ثروة ومستقبل الشعب الليبي مقابل تفادي الحرب والاحتلال.
"ويكفي أن نتصور بأن تسعة رؤساء جمهوريات تعاقبوا على الحكم في الولايات المتحدة إضافة إلى عشرات تعاقبوا على الحكم في دول العالم بينما كاسترو هو وحده ما زال يحكم كوبا منذ عام 1959م. وهو باق ما دام القلب ينبض وما دام قادرا على إلقاء الخطب الطويلة أمام الرفاق المذهولين بقدرة هذا الرفيق المعمر على أن يواصل الحكم من دون أي إنجازات تذكر أو تحسن في الوضع المعيشي لبلاد السكر والسيجار."
كنت ارى في عقل كاسترو ليس سوى صندوق خشبي قديم مقفل لايمكن فتحه ازاء اي تطور ، فالخشب ذاته مادة جامدة عاجزة عن التمدد او التوصيل .

لكنى لم افقه روح كاسترو حتى قرات رسالته للرئيس الاميركي جورج بوش المنشورة في موقع الحوار المتمدن في العدد 841 الصادر بتاريخ 22 مايس 2004. فهذه الرسالة الجميلة والبليغة والواضحة تختلف كليا عن رسائل صدام حسين الطويلة " المحاضرتية " لقادة الدول او للحركات او المؤتمرات وهي تختلف كليا ايضا عن " تخريفات " قائد الثورة الليبية وفصول كتابه الاخضر .

يخاطب كاسترو باسم الشعب الكوبي الرئيس الاميركي باسمه فقط ومغزى هذا المخاطبة واضحة يعلن فيها كاسترو انه هذه الرسالة هي نابعة من كل مواطن من الشعب الكوبي وانها موجهة لجورج بوش لشخصه الفردي الضعيف.

اجمل مافي الرسالة هو نظرته وايمانه بشعبه واصراره على عدم امكانية اي قوة في العالم جر هذا الشعب الكوبي مثل قطيع يسير وراء بعضه بعضا وكل حيوان فيه مربوط بحبل

"إنّكم تجهلون تماماً أنّ هذا الشعب الأبيّ والفخور والذي قاوم لمدّة خمسة وأربعين عاماً الكراهية، والحصار والاعتداءات من طرف أكثر قوى الأرض هيبةً، هو شعبٌ لا يمكن لأيّة قوةٍ في العالم جرّه مثل قطيعٍ يسير وراء بعضه بعضاً، وكلّ حيوانٍ فيه مربوطٌ بمرس."


ويؤكد كاسترو بان الغلبة دائما للافكار الانسانية الصحيحة على مدى التاريخ وانه لم يبق من القوة الا الاطلال الغابرة ، وان عصر العولمة الذى تريد الولايات المتحدة فرضه اليوم خاليا من الاخلاق والمصداقية والعدالة والمشاعر الانسانية . اما ادعاء امريكا بانها تعمل من اجل حقوق الانسان فهذه كذبة كبرى.

"من المفترض أن يعلم رجل دولة – أو شخصٌ يدّعي أنّه كذلك – بأنّ الأفكار الصحيحة والإنسانية حقاً كانت على مدى التاريخ أقوى بكثيرٍ من القوّة: لم يبق من القوة سوى أطلالٍ مغبرّة وبائسة؛ ومن الأفكار، بقيت ملامح مضيئة ليس بوسع أحدٍ أن يطفئها. لقد كان لكلّ حقبةٍ أفكارها التي تتراكم، سواءً كانت جيدة أم سيئة. لكن ما نتج في المرحلة التي نعيشها، في عالمٍ بربريّ، غير متحضّرٍ ومعولم، هو الأسوأ والأفظع والأكثر ضبابيّةً. في هذا العالم الذي تريدون فرضه اليوم، لا توجد أيّة إشارةٍ للأخلاق والمصداقية والعدالة والمشاعر الإنسانية، لا يوجد أيّ مبدأ أوّلي للتضامن والسخاء إنّ كلّ ما يندرج تحت اسم حقوق الإنسان في عالمكم وعالم حلفائكم الذين يشاركونكم نهب الكوكب هو أكذوبةٌ كبرى. فمليارات البشر يعيشون جائعين، دون ما يكفيهم من الأغذية، دون أدوية، دون ملابس، دون أحذية، دون سقف، في شروطٍ تحت بشرية، دون الحدّ الأدنى من المعارف والمعلومات التي تسمح لهم بفهم مأساتهم ومأساة العالم الذي يعيشون فيه."

ويذكر كاسترو بوش بحقيقة تجاهل الولايات المتحدة لمنظمة الامم المتحدة وقيامها بانتهاكات حقوق البلدان :

"أنّكم تتجاهلون منظّمة الأمم المتحدة، وتنتهكون حقوق أيّ بلدٍ كان، وتشنّون حروباً كي تستولوا على الأسواق والموارد الطبيعية في العالم، وتفرضون أنظمةً سياسيةً واجتماعية منحطّة خارجة من الزمن تقود الجنس البشري إلى الهلاك؟أنتم حقاً في موقعٍ لا يسمح لكم بالحديث عن الديموقراطية، وذلك لعدّة أسباب: من بينها أنّ العالم أجمع يعرف بأنّ صعودكم إلى رئاسة الولايات المتحدة حصل بفضل الغشّ."

ويحدث كاسترو بوش عن التعذيب الذى مارسته القوات الاميركية في العراق :

لقد أثار التعذيب الذي لا يصدّق الذي يتعرّض له السجناء في العراق استنكار العالم. أنا لا أدّعي الإساءة إليكم كما قلت. لكنني أتمنى فقط أن يضع أحد مستشاريكم تلك الحقائق أمامكم في ساعة صفاء، حتى لو لم تكن ستكسب إعجابكم.

ولايندم كاسترو الا على امر واحد هي عدم امكانية مواجهة بوش وجها لوجه متفقة الرسالة وللاسف في مؤخرتها بالدعوة للمبارزة الفردية كما اراد صدام حسين ان " يتكاون " مع بوش لكي يغطى على عجزه في مواجهة الدولة-للدولة ويحيل المسألة الى منظور فردي:

بما أنّكم قد قرّرتم بأنّ مصيرنا قد أبرم، يسرّني أن أنسحب على طريقة المحاربين الرومانيين بدخول الحلبة: تحيّةً يا قيصر، أولئك الذين يريدون الموت يحيّونك. لن أندم سوى على أمرٍ واحد: ألاّ أقابلك وجهاً لوجه، فأنت ستكون على بعد آلاف الكيلومترات، في حين سأكون، أنا، في الصفّ الأوّل، محارباً ومدافعاً عن وطني حتّى الموت.



#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الاحذية الطائرة..احدى الادوات الحضارية الثقافية للعراقيين ا ...
- الرسائل والسيارات المفخخة
- الشيخ الاستاذ المهندس
- أتهامات ضد القذافي- حاكم ليبيا توزع بالبريد الالكتروني
- الرياضى العربي والاولمبياد
- مجلس الحكم والعلم العراقي
- هؤلاء كيف ينظرون لمقتدى الصدر؟
- المنتخب الاولمبي في طريقه الى اثينا
- الرياضة درع واق ٍ من مرض السكـّر ومضاعفاته
- الرحلة 504 من لندن الى روما
- هل أستفاق بريجنسكي أخيرا؟
- لا حياد بين الوطن والمحتل
- أما آن الاوان لكي تراجع نفسك؟
- اغتيال العلماء العرب-علماء اخرون
- اغتيال العلماء العرب –يحي المشد
- أغتيال العلماء العرب - سميرة موسى
- مؤتمرات القمة العربية
- هل للعراقيين القدرة على التسامح؟؟
- مكافحة برامج التجسس و المواقع الاباحية
- محاولة الانفراد بمنطقة الشرق الاوسط


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عصام البغدادي - رسالة كاسترو لبوش: سأكون في المقدمة