أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هيبت بافي حلبجة - المعارضة السورية مابين الإشتقاق والبنيوية















المزيد.....

المعارضة السورية مابين الإشتقاق والبنيوية


هيبت بافي حلبجة

الحوار المتمدن-العدد: 2812 - 2009 / 10 / 27 - 14:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إن من أهم العوامل التي تولد الإنبطاح السياسي والرذالة الفكرية والترهل البنيوي في الشرق الأوسط هي ، أولاً : الرأسمالية المالية . لقد تغيرت طبيعة القوانين الإقتصادية للرأسمالية المالية في المرحلة الراهنة ، وتغيرت بموجبها الرؤية الماركسية التقليدية حول مفهوم الأجور ، علاقات الأنتاج ، القوى المنتجة ، وسائل الأنتاج ، وحتى العلاقة ما بين الطبقة الرأسمالية و الطبقة العاملة ( تلك الطبقة التي إلى يومنا هذا لم تتطابق مع دالتها في العلاقة ما بين العلمي والمحايثي ) . لإن الرأسمال المالي ولج إلى كافة المجتمعات قسراً ، وغصباً عن الرأسمالية نفسها ، وخلق شروطه الخاصة في الإقتصاد ، في مفهوم السلعة والبضاعة ، في مفهوم الحاجة والضرورة ، في مفهوم العرض والطلب ، في مفهوم السعر والأجر ، في مفهوم قيمة العمل والأنتاج . أي إنه ، وبحكم بنيويته ، لاينشيء فقط معادلات واقعه الإقتصادي وإرتباطاتها ( التوازن السياسي ، واللآتوازن في الأسواق بعكس ما يعتقد سمير أمين ) ، إنما يصوغ بالضرورة مسوغاته السياسية في الداخل وفي الخارج ، في الداخل يستفيد من السلبية والإيجابية في فحوى القوانين ، وفي الخارج لايسمح إلا بالإستعباد ، وتبعية الرأسمال الوطني في المجتمعات النامية لرأسمال المالي الأجنبي ، لذلك هو يمقت الأنظمة الديمقراطية ، ولاسيما الشعبية . ثانياً : الأنظمة الرأسمالية . تلك الأنظمة التي تتصرف في منطقة الشرق الأوسط ( أس البحث ) توافقاً مع مزدوجتين ، خلق مفهوم الحالة ، التناقض الكاذب الموهوم ، مابين عناصر هي في الأساس تمثل قمة المواءمة والتناغي ، لتفريغ المجتمعات من تعضدية التاريخي وما قد يتولد منها ، لتبقى ، تلك المجتمعات ، في علاقة أستلابية ما بين الموضوعي والواقعي ، ما بين العلمي الفيزيائي والتاريخي المشوه ، ليبلغ الشرق الأوسط ، كسوق إقتصادي للرأسمال المالي ، حالة المختبر ذو التوازن السياسي المشروط المختل ، كمفهوم الربع في الساعة الزمنية وفي النسبة المئوية ، هذا هو جوهر الإلتقاء ( التناقض المزعوم ) ما بين سوريا وإسرائيل ، وكيفية محافظة إسرائيل على النظام السوري وحماية هذا الأخير للأولى ، وهذا هو سر دور التكامل التاريخي ( الدور التهديمي ) ما بين أطراف المعادلة ، حماس وحزب الله والتيار الصدري والنظام السوري وأيران والإسلام الأصولي والعصبية القومية من جهة ، والأنظمة الرأسمالية وتنظيماتها الدولية من جهة ثانية ، ضد تاريخانية الشرق الأوسط ، وإخضاعها ، أي التاريخانية ، للجغرافانية والأدلجانية ، وضد الديمقراطية الممتلئة ، وإخضاعها ، في أمثل الأحوال ، لديمقراطية القوانين التي صيرورتها أستبدادية الواقع ضد ذهنية الدمقرطة . ثالثاً : الأنظمة اللاديمقراطية . بخلاف ما دأب عليه عمداء الفقه الدستوري في تقسيماتهم حول تلك الأنظمة ، الديكتاتورية ، التوتاليتارية ، المستبدة ، فإنه يروق لنا تقسيمها إلى أنظمة شمولية مؤسساتية ( النظام الإيراني ، النازية ) ، وأنظمة شمولية لامؤسساتية ( النظام السوري ) حيث تحتسب هذه الأخيرة من أخطر أنواع القمع والإغتيال والقهر ضد شعوبها ، لأنها تختص بالآتي ، فمن الزاوية الأولى ، لاقيمة للمؤسسات ، البرلمان في إجازة دائمة ، والوزارات ، والمسوؤلون كلهم يستحمون على شاطىء الرزالة والنتانة ، تفوح منهم رائحة القرف والإشمئزاز . ومن زاوية ثانية ، الدستور والقوانين في غيبوبة أبدية رغم إنها تجسد أساس الظلم والأستعباد ، لإن الدولة محكومة في قراراتها السيادية وأصعدتها المهمة من قبل زمرة تصادر الكرامة والشرف والحياة والدهاليز القاتمة الدامسة وعذراوية الضمير والوجدان وفحولة القدر . ومن زاوية ثالثة ، المجتمع ، في إقتصاده ، في سوسيولوجيته ، في علاقاته ، في أنطولوجيته ، في قيمه ، في قيمته ، يبلغ مستوى الأستلاب اللاواعي ، ليقاسي من حالة هي خارج الحالة لأنها تضحو خارج ذاتها ، خارج كينونتها . رابعاً : عدم نضوج المجتمعات . لأنها لم تعاني مخاض الرأسمالية في أطوارها الفعلية ، ولم تحايث إلا الآثار والنتائج النظرية للسمة السائدة ، فثمة عدم تطابق مابين البنى الفوقية والبنى التحتية بالقياس الأستدلالي للتاريخ الأقتصادي ، بل أوشك أن أعتقد ، على عكس غرار المألوف ( ماركس ) ، إن البنى الفوقية في مجتمعات الشرق أوسطية تمارس التعسف والأستعباد على البنى التحتية ، وكأن هذه الأخيرة تهجر العلم ، تاريخيتها ، قوانينها الموضوعية . هنا نكتفي بهذه العوامل ونسقط العوامل الأخرى لأنها لاتفيد كثيراً في بحثنا هذا ، ومن خلال سردنا السابق ندرك العواقب الوخيمة والكارثية ، لسيطرة حماس على قطاع غزة ، ولسلاح حزب الله خارج إطار السلطة الشرعية اللبنانية ، وللدور التخريبي الرهيب المقيت لأيران و للزمرة الحاكمة في دمشق والتيار الصدري ، في لبنان والعراق وفلسطين والخليج واليمن . ومن خلال سردنا السابق نعي أيضاُ الإشكالية في الملاحظات التالية . الملاحظة الأولى : الدور التعاظمي التمايزي للقوى 14 آذار اللبنانية في تحديد وتأصيل هوية لبنان وتثبيت أركان تجربته الديمقراطية في مواجهة الخطر القادم من ميشيل عون وحزب الله . ذلك الدور الذي يتجسد في حده الأعظمي في العلاقة مابين الشيخ سعد الحريري والرئيس اللبناني الأسبق الشيخ أمين الجميل كوحدة مؤتلفة من أنسجام وتطابق في مسار بذورالديمقراطية في الفكر السياسي المعاصر ، يتجاوز جغرافية لبنان بصورة محمودة لينفي عن ذاته مدلول الديكتاتورية لدى جمال عبد الناصر وعلاقته الأستبدادية مع زميل دربه محمد نجيب أول رئيس لمصر بعد المؤامرة ( وليست ثورة ) ضد الملكية . ضمن هذا التصور تترآى دوافع أغتيال السادة الكبار كمال جنبلاط ، رفيق الحريري ، والجهة التي أمرت بالأغتيال ، النظام السوري . الملاحظة الثانية : الدور الأستثنائي الخارق للدستور العراقي ، وللتيارات الديمقراطية واليسارية ، وللحركة السياسية الكردية هو مصدر أمن ووحدة العراق ، وينبغي أن يكون كذلك ليلجم فضاحة المحنة التي تستبد به والتي لاتستنكف عن التفاقم ، لإتها ، بكل بساطة ، تختزل كل الهواجس التي أثرناها والتي تطبق بحنق وبغضاء شديدين وغيظ على أنفاس المنطقة برمتها . فأرض العراق ، كأرض لبنان ،التي هي ميدان اللعبة القذرة ما بين الأطراف الأقليمية ( سوريا وأيران ) ، والرأسمال المالي ، والتيار الصدري ، والتنظيمات الإرهابية ( القومية والأسلامية ) ، بأمس الحاجة إلى إعادة المصداقية إلى التاريخي لإنقاذ الجغرافي أولاً ، ولكي ينطلق مختبر الديمقراطية لامناص من أتمام المتطابقة ما بين الأثنين . الملاحظة الثالثة : جسامة المسوؤلية التاريخية الملقاة على كاهل المعارضة السورية ومدى سيطرة اللبس والغبن على مداركها ومساربها لإن المقدور والمحتوم عليها أعظم من طاقاتها الحالية . لذا تحديداً ، من الأولى إدراك الحيثيات المستنبطة من سردنا السابق . الحيثية الأولى : إن طبيعة ( النظام ) السوري لاتملك مقومات مفهومه حسب الفقه الدستوري لذلك أنعته بالزمرة الحاكمة . الحيثية الثانية : إن النظام قد أغترب في كل المجالات أغتراباً مطلقاً أبدياً ، وهذا ما يفضي بنا إلى النتائج التالية ، النتيجة الأولى : لقد إنعدمت كافة إمكانيات المصالحة معه ومع واقعه السلبي ، من هنا نستغرب مواقف التيار الديني وبعض الفئات في الحركة الكوردية مؤخراً . النتيجة الثانية : يتحتم على الأحزاب المنضوية تحت ما تسمى ( الجبهة الوطنية المزعومة ) أن تراجع مواقفها ، وإلا هي تقترف جريمة الخيانة العظمى بحق الشعب السوري . النتيجة الثالثة : إن التناقض الرئيسي في المختبر السوري الحالي إنحصر بالضرورة مابين الزمرة الحاكمة ، وسوريا قاطبة ( الشعب ، المجتمع ، الأرض ، الفرد ، المواطن ، الإقتصاد ، الكرامة ، العلم ، المعرفة ، المياه ، البترول ، الإنماء ، الحاضر ، المستقبل ، الماضي ، التاريخ ، الجغرافيا ..) . النتيجة الرابعة : لامفر ولاتملص من تغيير الزمرة الحاكمة بأسلوب حضاري مدني سلمي ، قواه الجماهير والتعبئة ، قوامها العصيان المدني . الحيثية الثالثة : إن التباين والأختلاف ما بين أطراف المعارضة يجب أن تدرك( بضم التاء ) حسب مفهوم التناقضات الثانوية حصراً ، والمفروض إرجاء حلولها النهائية إلى ما بعد التغيير ، إلى مرحلة التحرر الإجتماعي وفقاً لمعيار واحد فقط ألا وهو صناديق الإقتراع . لذلك لابد ، من جهة أولى ، من تأصيل جديد للمسألة الكوردية كونها وقائعية سورية تخص كل مواطن سوري على الإطلاق ( العرب ، الكورد ، الآشور ، السريان ) ، وإعادة القيم التاريخية إلى جسدها ، وإعتبارها مقدمات نظرية في التغيير الديمقراطي للزمرة الحاكمة في دمشق ، ومقدمات أولية في التحرر الإجتماعي ، ومقدمات تأسيسية لمختبر الديمقراطية . ومن جهة ثانية ، ( لابد ) من أغناء مفهوم القومية العربية على أساس وحدة – وحدة الحال – في وحدة الشروط الموضوعية ، في وحدة المصير ، في وحدة المعاناة والتحديات والطموحات والأماني ، في وحدة الأسباب والنتائج ، للأنتقال الحميد من مفهوم القومية الجغرافية إلى الجغرافية القومية لتجاوز محنة وأزمة البنى التحتية لتتشكل نواة قادرة على إيجاد تعاريف و صيغ عصرية لكثير من المفاهيم الراهنة . ومن جهة ثالثة ، ( لابد ) من إعادة الحياة إلى سوسيولوجية ، إقتصادية ، وجودية المجتمع السوري من خلال مشروع ومنهج تحيكهما خبراء ، مختصون ، محترفون في تلك الميادين ، وفي أصعدة متضافرة مكتملة . مشروع فكري شامل لايرتهن إلا للعلم والمنطق وخاصية وحدة المجتمع وخصوصية العناصر المنشئة لتلك الوحدة ، ومنهج لايركن إلا إلى قوة الجماهير وتعبئتها دون أن يلغي أي التقاء أو تقاطع على الساحة الإقليمية ، وعلى الساحة الدولية . قد يكون هذا طرح جديد لمفهوم الحوار ، لفحوى الديمقراطية ، لطبيعة العقد والتعاقد الإجتماعيين .
[email protected]



#هيبت_بافي_حلبجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة ديكارت ... مابين السقوط والتساقط
- فلسفة كانط ... ما بين السقوط والتساقط
- فلسفة هيجل ... ما بين التهافت والنقض
- الفكر ما بين الإشكاليات والتصور الغائب ( رؤية جديدة في تصور ...
- الشرق الأوسط ....ما بين مخلبين الفارسي والرأسمالي
- نقض نظرية الأخلاق لدى سقراط
- مابعد غزة .... ما بين الوهم والتوهم
- الرد على الدكتورة واثبة داود السعدي
- الرد على الدكتور طارق علي الصالح
- شيء من العقل .... شيء من النعال
- إستقالة رب العالمين ... كل عام وأنتم بخير
- نقض مفهوم اليأس لدى كيركجارد ... الحلقة الأخيرة
- القيم .... ما بين الصاوي و القمني
- سوريا وأيران ....ما بين لبنان والعراق ( الأتفاقية الأمنية وا ...
- الرأسمالية ... ما بين التفسخ والأنتحار
- الشرق الأوسط ... ما بين الزبالة والثورة .( حالة صدام حسين ، ...
- كوردستان سورية ... مابين دالتين .. التاريخ والمصير
- نقض مفهوم اليأس لدى كيركجارد ... ( الحلقة الثانية )
- نقض منطوق فلسفة القانون ... لدى هيجل وكانط
- رؤية مستعصية في واقع متناقض .. جدلية المعنى والقوة .. الحالة ...


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هيبت بافي حلبجة - المعارضة السورية مابين الإشتقاق والبنيوية