أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات - أصوات .. وأصوات !














المزيد.....

تأملات - أصوات .. وأصوات !


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2811 - 2009 / 10 / 26 - 23:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بينما تمضي الأيام مقتربة من موعد الانتخابات البرلمانية، يمضي معها الصراع على الامتيازات بين النخب السياسية المتنفذة متعاظماً، وهو يشكل جزءاً أساسياً من اللوحة السياسية ذات المكونات والعناصر المتشابكة والمعقدة.
وبينما يتطلع الملايين الى تهيئة المناخ المعافى لمشاركتهم في الانتخابات يجدون أمامهم ما يدفعهم الى مزيد من المعاناة والاحباط، وبالتالي الميل الى العزوف عن الاقتراع والتعبير عن مواقفهم.
أما البرلمان العجيب، الذي أخفق في إقرار قانون الانتخابات فأحاله الى المجلس السياسي للأمن الوطني فى مسعى للخروج من المأزق، فيواصل نقاشات تبدو عبثية في أحيان غير قليلة جراء "التسييس"، متجاهلاً مطامح الناس ومغيِّباً إرادتهم. وفي غضون ذلك تواصل القوى السياسية تشبثها بمنهجية المحاصصات، وهي أم النوائب.
وأما ظاهرة "مقاولي الأصوات" فقد برزت في انتخابات مجالس المحافظات. وهي ظاهرة فريدة تتجلى بصيغ مختلفة. فبين هؤلاء المقاولين، أو سماسرة الانتخابات، من يتخصص بنقل ناخبين خلال فترة الدعاية أو الاقتراع بعد أن يتسلموا هبات مالية وهدايا عينية، بينما يطرح المقاول شروطه لمساومة "الحزب" المعني الذي يتعين عليه الاستجابة الى الشروط وإلا فان حزباً آخر جاهز لدفع أجر أعظم للمقاول "المدلل".
وبعض المقاولين أصحاب "مضايف" لا يندر أن نجد بينهم أيتام النظام المقبور، يتناول ناخبون معوزون وجبات طعام في مجالس عزائهم الليلية، مقابل حصول صاحب المضيف على أجره المجزي.
وتنتمي الى فئة "مقاولي الأصوات" طائفة أخرى تتمثل في "ملاّيات" يتكفلن بجمع ناخبات أثناء فترة الدعاية وإعدادهن، عبر اللطم والثواب ووجبات الطعام وهدايا ستر الحجاب، ليوم الاقتراع.
وتتعدى عملية شراء أصوات الناخبين هذا النمط من الرشوة لتصل الى استغلال معاناة سكان الأحياء العشوائية عبر ايقاف تهديدهم بالترحيل، ومساومتهم بوعود ضمان امتلاكهم أماكن سكنهم قانونياً مقابل شراء أصواتهم، وهي مساومة تنتهي، كل مرة، الى تخلي المساومين عن وعودهم الزائفة بعد انقضاء الحاجة.
ومادمنا في أمثلة الحديث عن "المقاولات" فلابد من الاشارة، في هذا السياق، الى نمط آخر من المقاولين، وهم مقاولو الملصقات، الذين ينشطون في فترة الدعاية الانتخابية، حيث يقومون بتشغيل الآلاف من ضحايا البطالة. ويؤدي هؤلاء الشباب المعوزون مهمة وضع الملصقات على جدران البنايات والحواجز الاسمنتية. ولا يندر أن نجد، في إطار هذه المهمة، مجموعات "مضادة" تعمل تحت إشراف مقاولين آخرين، مهمتها تمزيق ملصقات الخصوم السياسيين. بل إن بعض المجموعات تقوم بمهمة مزدوجة، فهي تلصق إعلانات جهة لتقبض منها، وتمزق، في وقت لاحق، إعلانات هذه الجهة نفسها لتقبض من خصمها السياسي.
وبينما تتسع حالات شراء الأصوات تتصاعد عملية "التسييس" التي تكشف عن اشتداد حمى الصراع التي تتخذ، هي الأخرى، صيغاً متنوعة، بينها، على سبيل المثال، إصرار قوى سياسية في البرلمان على استجواب وزراء ومسؤولين، وعرقلة قوى أخرى مثل هذا الاستجواب.
ولعل من بين أسباب عملية شراء الأصوات غياب ثقافة الديمقراطية والرقابة السياسية والقانونية، وسيادة ثقافة التخلف، وبين عناصرها التمسك بمبدأ الطائفة والعشيرة والحزب وسوى ذلك من الانتماءات الضيقة مقابل مبدأ المواطنة، فضلاً عن شيوع نزعات التضليل والتزوير والاستئثار والاقصاء والتهميش، وإخفاق برامج القوى التي تشتري الأصوات وإفلاس سياساتها، وازدواجية سلوكها، وعجزها عن تجسيد المصداقية وإقناع الناس. وبالتالي لا يجد هؤلاء "السياسيون" المتنافسون أمامهم سوى منهجية شراء الأصوات سواء بصفقات مباشرة أو عبر مقاولين.
ويدلل هذا الواقع المأساوي، من بين أمور أخرى، على أن ديمقراطية "المحررين" ليست أكثر من أكذوبة. فنحن في العام السابع على "التحرير" وأزمة البلاد تتفاقم ومعاناة الملايين تتعاظم. وقد انفضحت وعود "الأسياد"، مثلما انفضحت وعود "السياسيين"، وخصوصاً النخب المتنفذة، التي لا تبالي إلا بسلطتها وامتيازاتها، وكيفية ضمان هذه السلطة والامتيازات.
* * *
أصوات .. وأصوات ..
وللأصوات أنماط، بينها الجميل وبينها المنكر ..
فنحن نعرف أصوات الناخبين التي تُشترى في أسواق يتعاظم رواج بضاعتها كلما اقترب موعد الانتخابات ..
ونحن نعرف تلك الأصوات التي ينهبها "الكبار" لاقصاء "الصغار" وحرمانهم من حقهم ومن تمثيلهم لملايين ..
ونحن نعرف أصواتاً لبعض "ممثلي الشعب" ترتفع من أجل مكاسب شخصية أو سياسية ضيقة، وتخفت، وأحياناً تصمت، إذا ما دعت الحاجة الى ذلك، وهم يستأنسون بخذلان ملايين ممن منحوهم الأصوات، وندموا على منحها ولكن بعد فوات الأوان ..
ونحن نعرف تلك الأصوات التي تتعالى صخباً مطالبة بطرد المحتلين، وبينها منطلقة من أفواه من هم أكثر تشبثاً ببقاء المحتلين الذين يحمون امتيازات الصخّابين ..
ولكننا نعرف، أيضاً، أصوات المحتجين من ضحايا الاضطهاد والساعين الى الحقيقة ..
ونحن نعرف أصوات النساء التي يحاول "بطرياركيون" إسكاتها لأنهم يخشون عواقبها ..
ونحن، بالطبع، نعرف أصوات أولئك الذين يستنكفون من بيع أصواتهم لأنها الضمير الحي ..
هل تتذكرون "صوت الموسيقى"، ذلك الفيلم الجميل الذي تألقت فيه جولي أندروز ؟
شتان بين "ملاّيات" عراقيات يستأجرهن "سياسيون"، وجولي أندروز التي تغني للانسان بفن رفيع، فتنعش الروح والأمل !



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - هواجس العزوف ولحن الصراع !
- تأملات - أغلبية معوزين وحفنة متخمين !
- تأملات - أربعاء الرماد .. أربعاء الأمل !
- تأملات - بايدن يتذكر -الحرب المنسية- !
- تأملات - حماة الكلمة .. من يحميهم !؟
- تأملات - الحنّاء بعد النخيل واللحى طويلة !
- تأملات - رسالة -المتنبي- البليغة !
- تأملات - أربعاء الدم .. من المسؤول !؟
- تأملات - بلاك ووتر .. بيت الدعارة والجريمة !
- تأملات - في ذمّ التسييس أيضاً !
- تأملات - كابوس السرطان !
- تأملات - عطش الرافدين !
- تأملات - حتى تبقى الأجراس تقرع والتراتيل تصدح !
- تأملات - ما من خيار ثالث !
- تأملات - -إشراف- على مصالحة !
- تأملات - لحظة حرية حاسمة !
- تأملات - قصور من رمال بلاد من أوهام !
- تأملات - بلاد مبتلاة بقصص النوائب !
- تأملات - التباس مفاهيم .. تباين امتيازات
- تأملات : جمرة واهبات الحياة .. متقدة أبداً !


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات - أصوات .. وأصوات !