أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - مستقبل مصر: إلهام التاريخ وكوابح الحاضر















المزيد.....

مستقبل مصر: إلهام التاريخ وكوابح الحاضر


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2811 - 2009 / 10 / 26 - 16:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


فى تزامن مدهش، له مغزاه بالتأكيد، ولا يمكن اعتباره وليد الصدفة بأى حال من الأحوال، طرح سؤال "المستقبل" الغامض نفسه على جدول أعمال عدد معتبر من "الفعاليات" المتلاحقة مؤخراً.
وقد أشرنا بهذا الصدد- فى مقالنا السابق- إلى التقرير الثاني لمرصد الاصلاح العربي، المعني بمتابعة وقياس خطى الاصلاح العربي على مختلف المحاور: سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية.
والتقرير الذى خلص الى عدد من الاستنتاجات المهمة، ومن بينها استمرار البلاد العربية فى المرحلة الانتقالية التى تمهد للدخول فى مرحلة الاصلاح لكن دون الانخراط الفعلي بها، بما يعني أن العالم العربي- ومصر فى القلب منه- مازال عمليا خارج عملية الاصلاح الجدية، وان هذا بدوره يلقي ظلاله على المستقبل.
كما أشرنا إلى التقرير الذى صدر فى ذات الوقت عن الأطر الثقافية الحاكمة لسلوك المصريين واختياراتهم من خلال بحث علمي استغرق زهاء العام قامت به مجموعة من الباحثين المتميزين تحت اشراف الدكتور أحمد زايد عميد كلية الاداب جامعة القاهرة، بناء على تكليف من لجنة الشفافية والنزاهة التى ترعاها وزارة الدولة للتنمية الادارية.
وهو التقرير الذى خلص الى نتائج خطيرة، ما يهمنا منها هنا هو أن 63.4% من المصريين يخافون من المستقبل.
وقبل أن يجف مداد هذين التقريرين طرح الاستاذ محمد حسنين هيكل اقتراحه الخاص بتشكيل "مجلس امناء للدولة والدستور" لتأمين انتقال سلس للسلطة تجنبا لفوضى يمكن أن تقذف ببلادنا الى المجهول.
وأثناء تفاعل استنتاجات تقرير "المرصد" وبحث "اللجنة" واقتراح "الاستاذ" كانت جماعة الادارة العليا- وهى واحدة من أهم منظمات المجتمع المدنى- تعقد مؤتمرها السنوى الخامس والاربعين، وبعد ثلاثة ايام من المناقشات والمساجلات الساخنة حول "رؤية شاملة لمستقبل مصر" صدر بيان ختامى لهذا الحدث الفكرى المهم نص على أنه فى ظل مشاكل وتحديات يواجها المجتمع المصري ولا يمكن تجاهلها ولا يمكن- بالمثل- تجاهل محاولات جرت لاحتوائها، وإقراراً بحق المجتمع والأجيال القادمة فى طريق يقود إلى مستقبل أفضل، جاء انعقاد المؤتمر الخامس والأربعين لجماعة الإدارة العليا خلال الفترة من 14-18 اكتوبر 2009 مستهدفا البحث عن رؤية شاملة وفاعلة لمستقبل مصر من خلال مداولة الحوار انتظاماً على مدى محورين أساسيين وهما:
المحور الأول: مقاربة الأهداف التى يمكن الارتكاز عليها كمرجعية مستقبلية لبناء مصر كقوة إقليمية كبرى فى ضوء المتغيرات العالمية والاقليمية وتحديات العولمة والثورة التكنولوجية والمعلوماتية وفى ضوء حاجة ملحة لتأمين مصالح مصر الاستراتيجية خارج حدودها.. إقليمياً ودولياً.
المحور الثاني: قراءة وتحليل الأزمات الراهنة التى يواجها المجتمع المصري وخاصة فيما يتعلق بالأزمة الثقافية التى تمثل القاسم المشترك لتفاقم مختلف الأزمات.
ولقد خلص المؤتمر إلى التصورات والمقترحات التالية:
1- بناء مصر كقوة إقليمية كبرى بمعايير المستقبل كخيار استرايتجي لتجاوز الأزمات والتحديات والانطلاق على طريق المستقبل، والخيار ليس حلم يقظة.. ولكنه إلهام التاريخ، فلقد كانت مصر وعبر فترات مطولة من تاريخها بمثابة قوة إقليمية كبرى.. وبمقدروها ان تكون كذلك فى المستقبل، كما أن الخيار ليس أمراً لا يعني الفقراء والبسطاء... ففى ظل هذه القوة سوف تتنفس أحلامهم ولن تموت، كما أن تلك القوة سوف ترسل إليهم رسالة تقول أن الفقر والتهميش ليسا هما المصير المحتوم الذى ينتظر أبناءهم، ولا نتصور أن بناء القوة الإقليمية الكبرى سوف يتحقق غداً.. ولكننا نطرحه كهدف للمستقبل فى ظل وعى مسبق بالمعطيات والمستجدات والضرورات.. ولا نزايد به على أحد.
2- إعادة بناء المنظومة الثقافية تطلعاً إلى ثقافة داعمة ومنحازة للموهبة فلا يوجد عمل جماعى بدون أفراد موهوبين، وإلى ثقافة قادرة على إبداع افكار كبيرة وجديدة.. فلا يوجد طريق للمستقبل بدون أفكار كبيرة وجديدة، وإلى ثقافة تنحى جانبا أى سلوكيات تستهدف استثمار الأزمات وتنتصر لسلوكيات تسعي إلى الإمساك بحلول لها، ونرى أن هذه الممنظومة سوف تشق ممراً تتجاوز به نخبة المجتمع.
3- إعادة قراءة التاريخ لاستخلاص دروسه المستفادة وبدون فرضية مسبقة بقطيعة بين مراحله ولعل من أهم دروسه المستفادة هو عدم الدفاع عن مصر ثقافيا وحضاريا وسياسيا واقتصاديا عند حدودها، بل ينبغي الدفاع عن ذلك كله خارج حدودها.
4- إدارة دولاب النشاط الاقتصادي من خلال علاقات السوق، ولكن ذلك لا يضفي مشروعية على أيديولوجية السوق والتى تبرر التراكم- أكثر فأكثر- لثروات الأثرياء ولا تمنح الفقراء سوى وعود آجلة وبدون ضمانات، ونرى ان أيديولوجية السوق تهدد الحلم القومي وبالتالي تهدد أحلام الفقراء لتتعمق تباعاً الأزمة الاجتماعية بإحالة الفقراء إلى مهمشين.
5- تقليص نسبة الريع فى الاقتصاد المصري ورفع نسبة المكون المعرفي كأحد الشروط الضرورية لصعود مصر إلى مرتبة القوة الاقليمية الكبرى، وفى نفس الوقت فإننا نشدد على ضرورة مكافحة الاحتكار وحصار الفساد المؤسسي، فالاحتكار هو شكل من أشكال الريع.. وهو ما نرفضه، والفساد المؤسسي- وبالاضافة الى كل مساوئه- يقاسم الدولة فى سيادتها.. وهو أيضا ما نرفضه ، فليس مقبولاً ونحن ندعو إلى بناء مصر كقوة إقليمية كبرى أن نرتضى ان يشارك أحد الدولة فى سيادتها.
6- الإنحياز لدور تلعبه الدولة فى إدارة النشاط الاقتصادي ونؤكد على أهمية هذا الدور فى إنتاج المعرفة، وفى نفس الوقت فإننا لا ننحاز إلى أى دعوة لتحويل مصر إلى مجرد مشترى للمعرفة، ونرى أنه ينبغي ان يكون لنا إسهاما فى أنتاجها، وبالتالي فنحن ندعو إلى تطوير البحث العلمي وتحديد أولوياته ونرى ان الإسهام فى بحوث الفضاء يمثل أولوية.. كما أنه يمنحنا الفرصة فى شراكة تكنولوجية مع دول أكثر تقدما.
7- تطوير التعليم إنتصاراً لقيمتى ثورة الإتقان والتحفيز العقلي المبكر، باعتبار أن التعليم - وعبر رؤية مستبقلية- لا يعود هدفه إعداد الطالب للتكيف مع الواقع ولكن إعداد الطالب لإحداث التغيير، وفى نفس الوقت.. فإننا نرى ان التعليم الطبقي لم يقدم حلاً لأزمة التعليم فى مصر بل انه يهدد الهوية الوطنية.
8- مؤازرة كل الجهود الحكومية لحصار المشكلة السكانية ونعترف أنها بالفعل هى أحد اهم الأسباب للزيادة السكانية المفرطة.
9- الدفع باللامركزية لكى تتجاوز أزمة منتصف الطريق إستكمالاً لأشواطه، ونقترح منح اختصاصات أصلية للمجالس المحلية المنتخبة ومنح اختصاصات أصلية لمستويات الحكم المحلي، ونرى أن تفعيل اللامركزية سوف يساعد على رفع نسبة مشاركة المواطنين وبالتالي تدعيم وحدة النسيج الاجتماعي وتحصين أطرافه.

وأخيرا.. فإننا ندعو إلى فتح جسور الحوار بين الجميع، فنحن جيمعاً شركاء المستقبل.. ولقد حان الوقت لكى ينصت كل طرف إلى الأطراف الأخرى بجدية.. دون مزايدة ودون تعنت".
***
أنتهى البيان الختامى.. لكن الجدل حول سؤال "المستقبل" لم ينته بعد.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبرع يا مسلم لبناء إنسان
- لماذا يخاف 48 مليون مصرى من المستقبل؟!
- محمد السيد سعيد: وكل هذا الحب.. وأكثر
- موقعة ذات النقاب .. أهم من حرب 6 أكتوبر
- صحافة الفضائح .. وفضائح الصحافة
- حديث ليس فى الرياضة: الأولمبياد يسبح فى »نهر يناير« البرازيل ...
- اختفاء النصف السفلي لإنسان!
- نظرية -المؤامرة- فى تفسير -نكسة- موقعة اليونسكو!
- زيارة السفير الإسرائيلي‮.. ‬بداية أم نهاية؟̷ ...
- العالم يتغير.. ونحن نائمون فى العسل!
- يا دكتور حاتم الجبلى.. تكلم!
- عندما يتحول -الوطن- إلى -شقة مفروشة-!
- الحياة.. بدون محمود عوض!
- الفتنة الصحفية.. الكبري!
- حسب الله الكفراوى يتحدي .. فهل من مبارز؟!
- العشوائيات .. بعيون غير عشوائية 2-2
- مبادرة -القلعة-.. هل من مزيد؟!
- في عام 2002 دق »تقرير التنمية الإنسانية العربية« نواقيس الخط ...
- أسماء .. الفلسطينية!
- العشوائيات .. بعيون غير عشوائية


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - مستقبل مصر: إلهام التاريخ وكوابح الحاضر