أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - ازمة التمثيل تقلص هامش المناورة الفلسطينية















المزيد.....

ازمة التمثيل تقلص هامش المناورة الفلسطينية


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2810 - 2009 / 10 / 25 - 21:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


تكاد ان تكتمل العلامات الفارقة ، بين نهاية مرحلة وبداية اخرى ، مع الاعلان الخجول ،عن فشل الجهود المصرية ، لانجاز المصالحة بين حركتي فتح وحماس ، رغم عناء الوساطة .

و لم يات الفشل المصري بفعل تقصير الدبلوماسية التي اتبعتها القاهرة ، وهي تلقي بكامل ثقلها لانجاح المصالحة ، بقدر ما كان نتيجة تعارض الجهد المبذول مع اجندات عواصم عربية و اقليمية ودولية ، وحسابات فصائلية ضيقة .

فالترمومتر الفلسطيني الاكثر قدرة على قراءة تناقضات واصطفافات المنطقة رغم حروب تصفية الحسبات التي يشهدها العراق ولبنان واليمن .

وادوات قياس التأزيم والانفراج باتت متشابهة الى حد كبير ، وان بقيت الفوارق بين الاضرار التي تلحقها الانقسامات والحروب الداخلية ، على امتداد ساحات تصفية الحسابات .

كما تشكل المعادلات السياسية والمراحل مراياها من تراكمات الاحداث اليومية وتداعياتها ، وبذلك تأخذ العلامة الفلسطينية الفارقة ، وهي تضاف الى علامات اخرى ، ابعادها الاقليمية والدولية ، فهي نتاج تداخلات خارجية ، وتعقيدات داخلية، وتطوراتها مقدمات لاحداث مقبلة.

ولعل ابرز المقدمات التي يمكن البناء عليها لتحديد بعض ملامح المرحلة المقبلة ـ مع الوصول باحتمالات المصالحة الى حافة الهاوية ـ الخطوات التي تلجأ اليها اطراف المعادلة الفلسطينية وهي تضع احتمالات التوافق خلف ظهرها .

اول ما يتبادر للذهن لدى التفكير في هذا الجانب اضطرار قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية للاعلان عن اجراء الانتخابات النيابية في موعدها .

فهناك قوة دفع في داخل اطر وصفوف حركة فتح سعت لحسم الخلاف بالتوجه الى صناديق الاقتراع ما دام التوصل الى اتفاق مستبعدا بعد افشال حماس وحلفائها الاقليميين الوساطة المصرية .

وحد تعارض الشروط الحمساوية لاجراء المصالحة مع الحد الادنى من امكانيات التعايش بين سلاحين ، والتوجهات الدولية ، والمزاج العام العالمي ، ممثلا بشروط اللجنة الرباعية ، واساليب التهرب الحمساوي من التوقيع على الاتفاقات ، من قدرات التيار الفتحاوي الداعي للتريث ، في الضغط لتاجيل الانتخابات المقبلة .

فلم يعد بالامكان الدفاع عن استمرار التأجيل في الوقت الذي يوظف الجانب الاسرائيلي الانقسام الفلسطيني في التهرب من المفاوضات ، و الاستمرار في معزوفة غياب الشريك .

الا ان التوجه الى الصناديق دون اتفاق بين رام الله وغزة يعزز احتمالات تكريس الانقسام بدلا من معالجته ويقوي ـ بشكل او بآخر ـ ذريعة غياب الشريك ،الامر الذي من شانه ان يجبر السلطة الوطنية على اتخاذ خطوات اخرى تستعيد من خلالها قوة التمثيل ، التي تؤهلها للحصول على مكاسب سياسية في حال مواصلة المفاوضات .

وحين يجري الحديث حول هذه الخطوات تقفز الى الواجهة احتمالات اعلان غزة اقليما متمردا على السلطة الامر الذي يعني المزيد من العقوبات الدولية وتشديد الحصار على قطاع غزة .

كما يزيد من هذه الاحتمالات الغطاء الدولي الاخذ بالتشكل لفرض العقوبات على القطاع والذي ساهم في وضع ارضية له تقرير غولدستون الذي وظفته حماس في اضعاف الرئيس عباس .

وتترافق مؤشرات هذه المقدمات مع ضجر عربي من فشل الفلسطينيين في التوصل الى اتفاق يساعدهم على اعادة ترميم صورتهم التمثيلية والبناء عليها للافلات من التدخلات الاقليمية والضغوطات الدولية التي يدفع استمرارها في اتجاه تصفية القضية الفلسطينية .

فالانقلاب الذي جرى في قطاع غزة قبل ما يزيد عن العامين ونصف العام سبقه اتفاق مكة بين حركتي فتح وحماس الذي القى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالثقل المعنوي السعودي لاقراره .

ولم تكن وثيقة الاتفاق التي اسفرت عنها التحركات المصرية ـ بعد مرور ما يزيد عن العامين على الانقلاب ـ وبقيت دون توقيع اوفر حظا من الاتفاق الذي رعته القيادة السعودية ، الامر الذي يعني ان النظام الرسمي العربي بثقليه المصري والسعودي لم يعد قادرا على انهاء حالة الانقسام الفلسطيني ، وان اي طرف عربي اخر سيفكر مليا قبل المغامرة بوساطة محفوفة بالفشل ، مهما كان ثقله السياسي او دوره الاقليمي .

لكن خطورة الاخفاقين السعودي والمصري في اعادة ترتيب البيت الفلسطيني تتجاوز بعض الانسحاب العربي من محاولات تجاوز الازمة الداخلية الفلسطينية .

فالفراغ الذي يتركه تراجع وساطة قوتين عقلانيتين عربيتين كالقاهرة والرياض يعني اتساع حضور الباحثين عن ادوار ومكاسب على حساب المصلحة الوطنية الفلسطينية والدم الفلسطيني اذا اقتضت الضرورة .

والفاتورة التي يدفعها الجانب الفلسطيني مع اتساع دائرة حركة الانظمة المغامرة واحدة من عدة فواتير يدفعها النظام الرسمي العربي من طبيعة علاقاته البينية وقدرته على التأثير في المسرح الدولي .

فالتحرك لمخاطبة العالم ، وجمع نقاط لصالح القضية الفلسطينية ، يحتاج بالدرجة الاولى الى حالة فلسطينية موحدة ، وموقف فلسطيني واحد ، على درجة من الوضوح والشفافية والاقناع .

والعواصم الكبرى صاحبة التأثير تتعامل مع سلطة واحدة وقرار واحد وسلاح واحد وليست معنية بالدخول في التفاصيل الصغيرة لدى معالجتها للقضايا المزمنة والمعقدة .

كما تضلل العناوين المتعددة المجتمع الدولي ، والخطاب الفاقد للتوازن لا يجد من يستمع اليه ، وحيازة الثقة تحتاج الى عمل تراكمي .

وبالتالي لم تعد تتوفر المعطيات الفلسطينية المطلوبة لتوسيع هامش التعاطف الدولي وترجمته الى واقع ، مع افشال جهود المصالحة الوطنية ، واستمرار حماس في رفض شروط اللجنة الرباعية ، ونزوعها نحو التجريب والتذاكي والفهلوة السياسية .

مثل هذه النتيجة توصل الى قناعة بان الحالة الراهنة تنطوي على وصفة سحرية لخسارة ما انجزته الحركة الوطنية الفلسطينية منذ انطلاقة الثورة المعاصرة وتبديد تراكمات التجربة التي بلورت جهة تمثيلية للشعب الفلسطيني ووفرت اعترافا دوليا بعدالة قضيته .

وحين يجري الحديث عن خسارات من هذا النوع تحضر عواصم الاتحاد الاوروبي التي تتخذ منذ سنوات مواقف مميزة عن الموقف الاميركي رغم اعتراف واشنطن المتأخر بحق الفلسطينيين في الدولة المستقلة .

فانحسار الوضوح الاوروبي تجاه القضية الفلسطينية يعني من بين ما يعنيه افساح المجال امام هامش الغموض الاميركي .

ومن غير المستبعد ان يأخذ اتساع هامش الغموض الاميركي شكل التمادي في السلبية التي يظهرها البيت الابيض في التعاطي مع دعوات الضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية والتجاوب مع متطلبات عملية السلام .

الا ان حكومة اليمين الاسرائيلي المتطرف تبقى المستفيد الاكبر من وصول الجهود المصرية الى طريق مسدود .

ففي الانقسام الذي يكرس حالة الضعف التمثيلي الفلسطيني ما يساعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على خوض حرب مضادة ضد تقرير "غولدستون" الذي اسفرت جهود السلطة الوطنية الفلسطينية عن اقراره في مجلس حقوق الانسان .

كما يقلل الانقسام من هامش المناورة السياسية المحدود اصلا الذي تتحرك فيه السلطة الوطنية الفلسطينية لوقف الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية والاصرار على بقائه شرطا لاستئناف المفاوضات .

ومن شأن هذه الاجواء في حال استمرارها ، وتغذيها على موازين القوى الدولية والاقليمية الراهنة ، اعادة القضية الفلسطينية عقودا الى الوراء ، وربما وضعها على سكة التصفية .

فالمعارك المصيرية ، كالمعركة التي يخوضها المفاوض الفلسطيني ، لا تخاض بظهور مكشوفة ، والانتصارات لا تحققها قوى منقسمة ، والبوصلة التي يترنح مؤشرها بين العواصم لا تقود الى اتجاهات صحيحة .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة المستحيلة
- ما تبقى من خطاب حكومة المالكي
- مقامرة - حمساوية - بالذخيرة الحية
- الانكشاف الكوني يضع المنطقة على حافة المواجهة
- غطاء اميركي للاستيطان الاسرائيلي
- انكفاء عربي عن المشهد الاقليمي
- عبث اميركي في حقل الالغام الشرق اوسطي
- الاخوان يتسلقون العملية السلمية
- مشارف الحسم الفلسطيني
- مفاتيح جديدة لقراءة المرحلة المقبلة
- فتح تستعيد زمام المبادرة
- سلام الخريف !!
- تغريبة القدومي تعري الاعلام العربي
- قلق التسوية
- فوبيا سحب الجنسية
- الارتدادات العربية للمأزق الايراني
- متاهة الوطن البديل
- سباق شرق اوسطي في المتاهة الاميركية !!
- اوباما في دائرة الشك العربي
- معادلات جديدة ... لمرحلة مختلفة


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - ازمة التمثيل تقلص هامش المناورة الفلسطينية