أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - وزارة الصحة بين حفنة من اللصوص وواجهة للحسينيات














المزيد.....

وزارة الصحة بين حفنة من اللصوص وواجهة للحسينيات


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 854 - 2004 / 6 / 4 - 04:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كما يعرف العديد إن وزارة الصحة في العراق سَلمت إلى حزب الدعوة كجزء من عملية المحاصصة بين القوميات والطوائف في مجلس الحكم. ويعرف العديد أيضا إن هذه الوزارة تعرضت إلى اكبر عملية سرقة منظمة في عهد النظام البعثي وخاصة في فترة الحصار الاقتصادي الذي دام اثني عشر عاما. حيث كان تسرق الأدوية والمعدات الصحية من المخازن لتباع في السوق السوداء دعما لعصابة قصي وعدي وال مجيد.. في حين كان الأطفال والنساء يموتون جراء نقص الأدوية. وطبعا يجب إن لا ننسى لولا شحة الأدوية وعدم وصول جميع المعدات والتقنيات في الحقل الطبي في العراق جراء الحصار الاقتصادي الوحشي لما حاولت هذه العصابة من استغلال تلك الأوضاع.
إلا إن هذه الفترة الحالية فترة مجلس الحكم هي أخصب من تلك الفترات السابقة والتي مرت بجماهير العراق. إذ كما صرح وزير الصحة عباس خضير عن اختفاء 13 طن من الأدوية والمعدات الطبية إثناء نقلها من مخازن الدباش في بغداد إلى المستشفيات حيث لم تصل حتى شاحنة واحدة إليها. ويدعي الوزير الموقر بأنه سيشكل لجنة تحقيقية لمعرفة الأيدي الخفية وراء تلك السرقة الكبيرة. إلا إن الإعلان عن تلك السرقة لم يكن له أن يرى النور في وسائل الإعلام لو لا افتضاح أمر السرقة وتناولها من خلال أحاديث الأطباء المرضى والمراجعين إلى المستشفيات والمستوصفان. لكن ماذا حول استلام الوزارة المذكورة مبلغ مليار دولار من سلطة التحالف كميزانية للتمويل الصحي في العراق إلى جانب استلام مبلغ 800 مليون دولار من الدول المانحة لصندوق أعمار العراق. إن وزير الصحة بذخ مبالغ طائلة من التي استلمها لترميم وزارته وشراء أفخم أنواع الأثاث لها في حين إن المرضى في المستشفيات يعانون من آلامهم وليس هناك دواء لعلاجهم.
بيد إن وزير الصحة ابتكر علاجا جديدا للمرضى بدلا من البحث عن السراب واقصد الدواء، وهو رفع اللافتات الدينية وملئها في المستشفيات وفرض سماع الكاسيتات والمحاضرات الدينية على الأطباء والعاملين في سلك الصحة . لان المريض إذا لم يجد الدواء فيمكن له إن يصبر على ألمه ومعاناته والطبيب سيكتب له علاجا وهو الإصغاء وسماع الشعائر الدينية بدلا من الدواء الذي يتاجر به من هو اعرف بقوانين السوق ومصلحة المريض. فكما يقولون العلاج هو علاج الروح وان الجسد فاني وزائل.
مرة أخرى يضرب أعضاء مجلس الحكم دروسا في نكران الذات والتضحية من اجل جماهير العراق. وفي الحقيقة وحتى نكون منصفين فأن ليس وزير الصحة لأنه في حزب الدعوة له هذا النوع من الصولات والجولات، فالفضيحة هي اكبر في وزارة النفط على سبيل المثال لا الحصر، التي من دون الوزارات العراقية حافظت القوات الأمريكية عليها من السرقة. فقال بن بحر العلوم وهو وزير النفط بأن التلاعب بوثيقة النفط مقابل الغذاء وسرقة الملايين من الدولارات لا يعرف عنها شيئا وانه بريء من القضية. ولا ندري هل هناك أحمق ليس في العراق بل في العالم يصدق هذا التصريح من وزيرا يدعي انه يمسك بزمام أموره في الوزارة.
هناك اكبر عملية سرقة منظمة تحدث في دوائر ووزارات الدولة وتشرف عليها سلطة التحالف عشية ما يسمى"تسليم السلطة للعراقيين". ولقد بينت الأيام إن القبول والخضوع للسياسة الأمريكية في العراق من قبل السادة الموقرين في مجلس الحكم والدفاع عن الهوية القومية والطائفية بدلا من الهوية الإنسانية ليس لان المجتمع العراقي إسلامي أو تعددي اثني كما يدعون بل من اجل سرقة اكثر ما يمكن من ثروات المجتمع. وإذا أردت إن اختم مقالي هذا فلابد من القول، بالرغم من كل السرقات والاختلاسات التي تدور رحاها في الأروقة والدوائر العراقية وتحت أشراف جميع الأحزاب المشاركة في مجلس الحكم، إلا إن وزارة الصحة التي يديرها حزب الدعوة هو محل مثيرا للسخرية. فالذي يحتار في الحصول على دوائه هم من المحرومين والفقراء. وفي أيدلوجية هذا الحزب إن الإنسان حقير كما يرددونها في شعائرهم الدينية، وإذا كان فقيرا فدرجة الحقارة أدنى فعليه أن لا يعالج في هذه الدنيا التي هي متاع زائل كما تؤكد عليها نفس الأيدلوجية المذكورة. فعليه إن هؤلاء لا يستحقون الحصول على الدواء وان الحياة لا ترحم فعليهم بالرحيل من هذه الدنيا فعسى ولعل يثابون بالجنة في الآخرة. وهذا يفسر سر اختفاء شاحنات الأدوية والمليارات..



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاش هندال.. فليسقط أعداء الشيوعية
- عبد الرزاق الصافي والشيوعية والحزب الشيوعي العمالي العراقي
- مملكة الإعدامات وقطع الرؤوس هي بديل الإسلام السياسي
- مجموعة مقالات
- أهالي الفلوجة في الإعلام الأمريكي ومنظور الناس في العراق
- مقابلة تجريها صفحة الحزب على الانتريت وجريدة الشيوعية العمال ...
- مرة اخرى حول المعتوه علاء اللامي واتهامنا بالاباحية الجنسية
- المعتوهين ..علاء اللامي وعبد الباري عطوان مصابين بفيروس العم ...
- الاستراتيجية الجديدة للاسلام السياسي
- الحزب الشيوعي العمالي العراقي والدين
- الى الامام تلتقي سمير عادل رئيس المكتب التنفيذي للحزب الشيوع ...
- الحركة النسوية توجه صفعة قوية بوجه الاسلام السياسي ومجلس الح ...
- الفيدرالية آخر اوراق الحركة القومية الكردية ام تراجيديا ومأز ...
- سقوط اخر رموز القوميين العرب
- بوجود القوات الامريكية والبريطانية في العراق،لا حكومة ولا ان ...
- كل عام ويبقى مجتمع الحوار المتمدن بالف خير
- اعداء الحرية والشمس عصابة-الحوزة- وادارة بوش
- صدام حسين يحاول حمل سيف بن لادن
- لا ديمقراطية.. ولاعلمانية.. بوجود الولايات المتحدة في العراق
- طريق بلا خارطة


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - وزارة الصحة بين حفنة من اللصوص وواجهة للحسينيات