أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - ليس لدي وقت للكتابة ؟ -2















المزيد.....

ليس لدي وقت للكتابة ؟ -2


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2810 - 2009 / 10 / 25 - 20:23
المحور: الادب والفن
    


ليس لديّ وقت للكتابة !؟ -2
القراءة والكتابة , روح وحياة , تجدّد , وفرح , ونقاء , ولقاء .
لقاء مع الذات الحميمة , والدواخل الإنسانية , الخيال , الأسرار , و مع العالم الخارجي , مع المحيط الكلي للكون الفسيح ليسبح الفكر هناك في اللانهائي ويلتقط ما يشاهد من ثمار أشجار الخير المتلألئة أنوارا ًللروح وثماراً للمعرفة , يلتقط منها تفاح الحب الخصب لتوالد الكلمة الحرة وموقف شجاع .. إرادة وجرأة ونسل للحياة ..

الكتابة طاقة .. راحة .. وصفاء
الكتابة تعارف .. ووجود .. وانتعاش ولقاء
لقاء مع الواقع و الفكر والخيال ... والقرّاء . .

إنها الدواء , للغربة والسجن والوحدة والإبعاد .. وإطفاء الشوق
التناغم مع الطبيعة والتفاعل مع الأحداث , تأثير المكان والإنسان المحيط بك والبيئة الحية .

الكتابة عندي كطقس الصلاة , بل هي الصلاة – والصلاة والتعبّد هما صلات مع الاّخر , أيّ اّخر ..!؟ , يلازمهما السكون و الهدوء والبعد عن الضوضاء والمهمات الاّنية والفجائية أو المستعجلة , يلزمهما النظافة والبساطة والتنظيم والترتيب فينا وحولنا , والمكان الملائم لتسلسل الأفكار والرؤى .. للتناغم والإنصهار , الجزء مع الكل , مع الفجر وبهائه وعطر فضائه . لتكوين حقل للجمال ومحاكاة الطبيعة الصامتة بالأسرار ولغز الوجود ..

الصلاة عندي لا وقت لها , ولا مكان , الصلاة لدي لها طقوس ولا تتقيد بالطقوس . لها مناخ وأجواء ولا تتقيد بالأجواء والمناخات الثابتة .. تتطور وتتجدّد مع العصر دون أن تفقد الجوهر , دون أن تخلع ثوب الفضيلة والرجاء , متسلحة بإرادة الإنسان الحر القادر على صنع المعجزات بالإيمان العميق والطموح اللامحدود بالعمل والثبات ..
وعندما لا تتوفر هذه المقدمات تستحيل الكتابة و يستحيل الإبداع ..
تضيق وتضيق فسحة الفراغ , نؤجل ونؤجل .. ونؤجل الأفكار التي تحبل وتلد في المخيلة أو الحلم ولا من يلتقطها فالقابلة مختبئة بين رفوف المطبخ بين تنظيف الصحون والقدور وتهيئة الطعام , أو تحضير وتهيئة المواد من كل سوق ومتجر.. ووظيفة !؟

مواضيع لا تعد , وقائمة طويلة
طويلة أمامي , أود أن أبحث بها وأكتب عنها ليل نهار.. تؤرقني وتذكرني بحبي لها , ....
وتسرقني منها الأيام !؟
وتضيق ,, مساحة الفراغ .. والكتابة
ويضيق الكلام العربي
- - - - - - - - - - -
- - - - - - -
-- -- --
-----
...
نحن في فصل الصيف , والصيف يغمرنا بالشمس والحرارة والعرق . ينشرنا على الشواطئ , على الأرصفة , في المقاهي , في المصايف , في الطائرات , فالمدن , والقرى الريفية , تحت الشجر نحضن الينابيع والأراجيح والسير في طرقات الجبال البعيدة عن الضوضاء وروائح الغازات السامة المنبعثة من المصانع والمعامل والبارود والسيارات وأخبار السياسة والزيارات والمساومات والمؤتمرات المصنّعة على القياس , أو الموضة في مدن عرض الأزياء القديمة والحديثة - , والصرعة وتجديد الصنعة . . ( صنعة الأحلاف والإصطفافات حسب إشارة المرور وفي أي اتجاه , لنشل الطغاة والمهرجين من السقوط إو تغيير الإتجاهات من خوف المحاكمات ( حكم الشعب وغضب الشعب ) أو التغيير !؟
أحداث وأخبار مصطنعة ( المضحكة والمهزلة ) وكل ما يتعب الأعصاب والفكر يبعدنا عن المكاتب والطاولات والكتب والوظائف والمعاملات والمهمات والمراجعات –
------------

الصيف في البلاد الأوربية غير صيف بلادنا المتوسطية والشرقية الاّسيوية أو الأفريقية
نحن في بلاد الغيوم والأمطار التي لا تعرف فصولاً وأوقاتاً وثباتاً واعتدالاً
في الصيف تنشط الرحلات والضيوف والسفر إلى البلاد البعيدة والقريبة لنغير الروتين والضجر ونطفئ الشوق ونحضن الحب العائلي والأسري ونشاهد الأصدقاء والأقارب
الصيف إكتشاف التجدد المعرفي والطبيعي والعلاقات بالتالي تختزن وتختزن مؤونة الشتاء شمساً وصحة وغذاء ومناظراً وتجاربا .
الصيف لم يلفحني بناره ولا ظللني بشمسه لا أدري أهو ذنبي وخطأي , أم هو الواقع المفروض بالمتغيرات والضغوط ؟
صيف هذا العام نعم و صحيح أنه لم يثمر نشاطاً أدبياً أو سياسياً أو فكرياً أو خطوة عملية تسجل في دفتر الإنجاز أو اليوميات , لكنني متيقنة أنني , خبأت عطاءه وهداياه وثماره للغد ..

ليوم اّت اّت لا محال في يوم ما سأقطف ما زرعت وما هيأت من أهداف وطموحات ومشاريع ..
رغم أن أهداف الشباب النابضة بالحيوية والدفق والإتساع في كل مجال اندثرت وضاعت في تلافيف الغربة والضياع والتنقل وتوزع الإقامات والمتاع –

كم كانت تحفزني مشاريعي ك ( فتح مشتل للورود والزهور – فتح روضة للأطفال ومدرسة - في أرض ورثتها من والديّ ولم أستفد منها حتى اليوم – لتطبيق النظريات التربوية الحديثة التي تعلمتها في اختصاصي التربوي – وإيجاد تجارب جديدة ذاتية – فتح مأوى للعجزة في بيتنا الريفي في صيدنايا وإدارته - بعد أن نعيد بناء البيت القديم من جديد - إصدار مجلة نسائية أو عامة - كانت حلمي الكبير الجميل وموادها حاضرة بالأطنان عندي , جاهزة ومعبأة بالذهن والفكر والورق جاهزة بالأطنان المواد والمواضيع الغزيرة ... إنها الغربة وغصاتها المؤلمة .. ما العمل ؟ الصبر والصبر أحلى دواء - هذا إلى جانب الإستمرار بالواجب المهني و بالنضال السياسي والوطني والإجتماعي اليومي – كانت أهداف وأهداف وطموحات لا تحد , كبيرة وكثيرة وبعيدة واستراتيجية للمساهمة في البناء الوطني والتغيير الإجتماعي والسياسي الأفضل والأعدل والأنظف والأرقى ..!؟

ولكن , ولكن ... كل ما رسمته و بنيته في خيالي ذهب مع الريح – ريح القمع والفاشية المنتفخة غرورا وبطشاً , والرازحة تحت كابوس قانون الطوارئ الثقيل بسنينه وتطبيقه واّثاره المدمرة لشعبنا وتطلعاته المشروعة نحو الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والحياة الكريمة . من قبل ديكتاتورية مستديمة بالقتل والجرائم والإغتيالات وتخويف وتهديد المنطقة وشعوبها تحت شعار : إما أنا وعائلتي وحكمي وسلطتي وكرسيي إلى الأبد , وإما الإغتيالات والمتفجرات والإنقسامات والفتن والإبعاد والمنافي والسجون المكلسة على أصحابها الإبرياء قديماً و مجدداً ..

يا لها من بلاد ومنطقة لا تعرف الإستقرار ولا السلام والهدوء والبناء والتطور الطبيعي والعيش بحرية دون خوف ورعب دائم وإجهاض تحقيق الأحلام الخاصة والعامة , لأنها مبتلية بنظام هو الأخطر في العالم والأشرس والاوقح في التمثيل والبلطجة والتلون والإنتهازية واللعب بالدين والتخوين في سبيل تنفيذ البقاء لأنظمة القمع على الكراسي وخدمة مخططات أجنبية والبعض الاّخر جنون وهوس السلطة والمال والهيمنة والنفوذ والألقاب المجانية , والشعوب ضحية هذا المسلسل الطويل التمثيل والإستلاب حتى المدى الطويل ..؟؟


نحن أمام مشهد يتكرر ومعادلة مفروضة من قبل أنظمة عربية تترجمها عملياً ويوميا لنفسها وللغير بما يلي : بقدر ما أقتل وأستبيح وأهدد , وأفجر وأسجن , بقدر ما يحتفل بي , ويرضى عني ويطول عمري في التحكم والحكم في الرعية والعباد , وبلدان الجيران , وتفرش لي ممرات السجاد الأحمر .. و العجمي والتركي والفرنسي والأوربي والإمريكي , الغربي والشرقي في العواصم العربية والأجنبية وأكافأ بالمزيد , وتعطى الأوامر والتوجيهات من المعلم الكبير( لبقية الربع ) بالغفران عنه – أي عن السفاح - والسماح عما مضى وتقبيل الإيد !؟؟

.... يا له من عالم ساقط في حفرة المصالح الأنانية والتجارة في حقوق الإنسان والديمقراطية , وخيانة ثورات الشعوب التاريخية , في بورصة النفط والسلاح واللإستثمارات والخصخصة والكذب والنفاق والعنتريات الفارغة المبنية على السلب والنهب والفساد والإنحدار في القيم الإنسانية و غياب الحد الأدنى من ضمير الحاكم ..!
لاهاي / 2009



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبتسمي ..!؟
- ألق الإبداع العراقي.في هولندا. فينوس وطلاء الأظافر .؟
- يوم الفرح ..وسام المواطنة ؟
- أنا من أنا ؟ أنا إبنة سورية ..أنا إنسانة أممية .. ومواطنة هو ...
- الوجوه القديمة ( الأنتيكه ) مكانها المتاحف ؟
- من كل حديقة زهرة - 28
- ما زالت مرحلة التسويق مستمرة ؟ - 2
- صمت صمت .. عواصمنا ؟
- الصيف المشلول , والصيف المبلول , ليس لدي وقت للكتابة ؟
- صيدناويات - تعابير وألقاب عامية - 4
- خواطر في كل اتجاه ...
- من كل حديقة زهرة - 27
- إلى وجهك الجميل يا وطني .. صفحة من ملعب الطفولة ؟
- همسات نسائية ..؟
- إنتصار القوى الديمقراطية في لبنان إنتصار لشهداء الحرية , تهن ...
- تصورات مسبقة ؟
- حقوق الطفولة .. أيقونة المستقبل , ونضالنا ماضياً , وحاضراً ؟
- من وحي أول أيار حول العالم .. دقائق من فضلكم على مائدة العما ...
- تهنئة .. للمرأة المناضلة في الكويت
- تظاهرة فردية , يافطة رقمية .. لتحرير المعتقلين في سورية ؟


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - ليس لدي وقت للكتابة ؟ -2