أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال محمد تقي - حكم اوباما وبوش في سجال شتان بين نيل النوبل والنعال !















المزيد.....

حكم اوباما وبوش في سجال شتان بين نيل النوبل والنعال !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2810 - 2009 / 10 / 25 - 19:51
المحور: كتابات ساخرة
    


تتويج اوباما بطلا للسلام خلال هذا العام بناءا على تقييمات القيمين على جائزة نوبل جاء بمثابة تثمين لخطابه المختلف عن سابقه بمضامينه التصالحية وسعيه لتخفيف حدة الفجوة المتزايدة بين الطموح الامريكي للبقاء طويلا على منصة التسيد العالمي وبين طموحات الشعوب والدول الاخرى للمشاركة وكسر احتكار القوة وبكل اشكالها ـ الاقتصادية والعسكرية تحديدا ـ والتي كانت وما زالت اثارها تثير توترات عالمية بسبب سعيها الحثيث للحروب الاستباقية والوقائية المصحوبة بسباق غير مسبوق للتسلح وبكل اشكاله ، فالسعي لاحتكار مصادرالطاقة وجعل رديفها الدولارعونا لا ينضب لابتزاز ريع مبيعاتها ، هو عقدة العقد عند كارتلات النفط والسلاح الامريكية والتي تستحوذ على نسبة عالية من اسهم برمجة السياسة الداخلية والخارجية للبلاد من خلال اخطبوط مؤثراتها في مؤسسات الحكم والحياة الحزبية والتي ليس من السهل عليها التنازل عن تطلعاتها في الكسب على حساب العالم ومستقبله !
نوبل للسلام استخدمت وفي مرات عديدة كوسيلة ضغط لصالح سياسة الحائزين عليها ، وهذا ما حصل مع الرئيس اوباماى فهويواجه ومنذ توليه ادارة الرئاسة الامريكية صراعا ظاهرا ومستترا وباتجاهات مختلفة ومع اطراف متعددة ، منها ماهو مسبب بالذاتي اوالموضوعي وما هو داخلي وخارجي ، وبعيد وقريب ، وقديم وجديد ، والنوبل بحد ذاتها لا تغير الصورة الامريكية في العالم ، لانها نتيجة تراكم تاريخي وتعاقب سياسي يصعب معه التجاوز بنظام القفزات بالجوائز او القرارات الفوقية ، حتى لو منح كل الرؤوساء الامريكان تلك الجائزة او اي جائزة اخرى في العالم ، لان الصورة القائمة هي نتيجة السياسات الامريكية نحو العالم ، فهل تغيرت السياسات الامريكية تجاه العالم حتى تتغير صورتها فيه ؟
اوباما ليس الرئيس الامريكي الاول الذي يمنح النوبل للسلام ، اكثر من رئيس امريكي قبله منح النوبل للسلام واخرهم كان جيمي كارتر ، ومثلهم نالها السادات وبيرز وعرفات ، فهل تغيرت صور كل هؤلاء او صور بلدانهم في نظر العالم نتيجة منحهم النوبل للسلام ؟ طبعا لا ، على الرغم من ان الجائزة تمنح اصحابها المزيد من الاضواء والمزيد من الشهرة !
الملفت ان الجائزة كانت تمنح للاشخاص الذين قاموا فعليا باعمال لها مردود مباشر على السلام العالمي ،
وعادة تمنح الجائزة للاشخاص بعد انتهاء مهامهم ، كالبرادعي مثلا او الى الرؤوساء ككارتر مثلا والذين تختم ولايتهم ويتبين من محصلتها مقدار دورها وتاثيرها على السلام العالمي ولكن اوباما في بداية عهده ونواياه المعلنة لم تدخل حيز التنفيذ ، فحتى خططه التي اتخذت من شعار التغيير راية لها لم تترجم الى سياسات فعلية حتى الان ، فقراره باغلاق معتقل غوانتنامو والذي اتخذه منذ وقت مبكر لم يرى النور بعد ، وانسحابه من العراق مازال حبرا على ورق ، اما افغانستان فهو سائر باتجاه زيادة القوات الامريكية فيها ، وبالنسبة لمشروع الدرع الصاروخي الذي تم ايقاف اقامته في اوربا الشرقية سيقام في اماكن اخرى ، اما مقترحه لتخفيض الترسانة النووية العالمية باتجاه عالم خالي من السلاح النووي فهو مجرد كلام نظري جميل ، طرحه الكثير من قادة العالم !
ومع كل ذلك فان تجاوب وترحيب العالم بما يعلنه اوباما وما يعاكس فيه نهج سلفه سيجعل من منحه النوبل عامل تشجيع على المضي قدما في تنفيذ ما يعلنه ، انه تفسير ذواشارات ايجابية لحالة المفاجئة والمفارقة في ظروف منحه النوبل وهو في مقتبل حكمه ، الحقيقة انها صفعة للسياسات الامريكية السابقة ، فيكفي انه وضع حدا لحالة التشنج في مناخ العلاقات الدولية ، ثم انها تستبق خيبات الامل التي ربما ستصيب اوباما والمعولين عليه نتيجة معرقلات القوى المعارضة له داخل امريكا ، فكلنا راى كيف ووجه برنامجه لتعديل قانون الضمان الصحي ، وكيف ينعت خطابه التصلاحي مع الاسلام والمسلمين ـ خطاب ضعف ـ وكيف تحاول اسرائيل تعجيزه وعرقلة تنفيذ تصوراته بشان القضية الفلسطينية ، اوباما مطالب الان وتحديدا بعد النوبل بالاصرار على المضي قدما في تنفيذ ما يعلنه تجاه الداخل والخارج الامريكي ، وهنا اجد ان اصحاب النوبل قد حققوا ما يصبون اليه في الدفع باتجاه ما هو معلن من خطاب اوباما نفسه ، وصب الماء البارد على الرؤوس الساخنة للمحافظين الجدد في امريكا !
في الدورة السنوية ال 64 للجمعية العامة للامم المتحدة ، كان اداء اوباما متميزا رغم ما يواجهه من صعوبات اقتصادية وقانونية وسياسية وحتى عنصرية ورغم ورطة الوضع في افغانستان وحراجة ما سيتخذه من قرارات ملزمة لتوضيح الاستراتيجية والاهداف المرجوة من استمرار تلك الحرب فيها ، فما بين جانح للتفاوض مع طالبان ، وبين اجبارها على الرضوخ ، مساحة غير مضمونة من الهزائم العسكرية واستغلال ذلك من قبل الصقور لاتهامه بالتهاون والتفريط بالامن الاستراتيجي ومن ثم للانقضاض على شعبيته في الداخل الامريكي ، اعتقد ان هذا الاداء المتميز سحب الاضواء اليه وجعله في مركز دائرة الاختيار ، فهو صعد الى منصة الامم المتحدة وكانه جاء ليعتذر منها عن الدور الايجابي الغائب لامريكا فيها ، وعن تعطيل المشاركة الامريكية في اكثر من منظمة تابعة للامم المتحدة ، وعن امتناع امريكا وتاخرها في تسديد فواتير اشتراكاتها السنوية للامم المتحدة ، فقد قال بالنص : جئنا ونحن قد سددنا كامل الفواتير التي علينا !
كانت دعوته لاجتماع استثنائي لمجلس الامن من اجل اتخاذ قرار جماعي يلزم جميع الاعضاء بالسعي لاقامة عالم خالي من السلاح النووي ، والعمل على منع انتشاره ، اشارة مزدوجة فهي من حيث المبدأ تلقى ترحيبا من كل الساعين لسلام حقيقي في العالم ، ولكنها ايضا يمكن ان تثير القلق عندما تكون مجرد مدخل مقبول عالميا للتعامل بانتقائية مع الدول المتحصنة بالسلاح النووي او الساعية للتحصن به كايران مثلا ، وما يثير هذا القلق التستر المستمر على الترسانة النووية الاسرائيلية !
على كل حال ليست جائزة نوبل للسلام هي معيار لايقبل النقض لمصداقيات السلام او دونه عند الحائزين عليها وانما اعمالهم ذاتها ومردوداتها هي وحدها التي لا تقبل النقض ، فالكثير ممن منحوا الجائزة لا يستحقوها ، وشمعون بيرز مثالا غير حصري على ذلك !
هناك من يقول ان منح النوبل لاوباما لم يكن حبا به بل كرها بسلفه بوش الذي اخذ ما يستحق من يد منتظرالزيدي!
الان وقد اخذ خطاب كل واحد منهم ـ بوش واوباما ـ ما يستحق ، فان النوبل ستكون ثقلا على صاحبها ، لانه سيشعر دائما ـ وهو يزيد باعداد الجنود الامريكان في افغانستان مثلا ، او اثناء تثبيت مواقع القواعد الامريكية الثابتة في العراق ، او اثناء فشله في تحقيق شيء من العدل في معالجة المشكلة الفلسطينية ، او في تقليل الجوع في العالم ، او او او ، بانه ناكر للجميل الذي وضع في عنقه معاني يعجز عن ترجمتها الى واقع وهو رئيس لاكبر واقوى دولة في العالم !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اذا كان لابد من الانتخاب فعلينا ان لاننتخب الخنازير !
- احتراما لنفسها على سلطة عباس حل نفسها بنفسها !
- هناك مخ مش فردة جزمة !
- من قال ان مظفر النواب لا يستحق جائزة نوبل للاداب ؟
- جلال الطالباني ودم قراطية الحكم !
- التحالف الكردستاني يريدها مغلقة بوجه اي تغيير !
- هيا بنا ننتخب !
- مظفر النواب ينصف دمشق !
- رؤساء لكن مضحكون !
- السيستاني يريدها مفتوحة بس مش اوي يعني !
- عندما يخرج اليسار من مساره !
- فاجعة العراق اعظم واشمل من فاجعة الحسين واهله فبمن نعزي ؟
- انتخب وعيش حياتك !
- الشخصية الانتخابية العراقية نماذج ملموسة !
- فلوجة الرصافي تفاخر بقصائده وكانها تقال اليوم !
- ها أنا حر ووطني اسير كذبوا وصدق منتظر !
- وصية عبد العزيز الحكيم حجة عليه !
- العراق الجديد والدراما التلفزيونية !
- هل تعلمت امريكا من درس 11 سبتمبر ؟
- حكومة المالكي مصابة بامراض نفسية الاسقاط والتقمص !


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال محمد تقي - حكم اوباما وبوش في سجال شتان بين نيل النوبل والنعال !