أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - تعقيب على نصّ -عشيقي- للشاعرة اللبنانيّة جمانة حدّاد














المزيد.....

تعقيب على نصّ -عشيقي- للشاعرة اللبنانيّة جمانة حدّاد


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 854 - 2004 / 6 / 4 - 04:26
المحور: الادب والفن
    


الشاعرة الجامحة في وهج الشعر، المبدعة جمانة حدّاد

تحيّة عابقة بالمودّة والإحترام العميق

منذ فترة طيّبة أتابعكِ عبر مواقع الإنترنت، وكنتُ أودّ أن أرسلَ إليك بطاقة شكر، بطاقة فرح ، بطاقة عشق، بطاقة مودّة، بطاقة مكتنزة بشهقة لا تقاوم، بطاقة من لون صباحات فيروز، بطاقة تليق بعينيكِ المكتنزتين بالشعر الشفيف، ترجمات في منتهى الروعة والبهاء، هل إندلقتِ من شهقة الشمس في ليلة قمراء قبل أن تعبر الشمس فضاء الحياة؟ أفرح عندما ألملمُ حبقكِ المتناثر فوق جموح الخيال، أنتِ شاعرة من لون الياسمين الدمشقي، هل تحبّين الياسمين الدمشقي أم أنّكِ تواّقة إلى الزهور البريّة المتناثرة فوق جبال لبنان وهضاب الشعر المترجرجة فوق قبّة الشعر؟!

صباح الفرح أيّتها الفرح المتناثر فوق شهيقِ الحروف
قرأتُ، نصّكِ: "عشيقي"، المنشور في جهة الشعر ، جهة ولا كلّ الجهات، لا أخفي عليكِ، شعرت بالغيرة من هذا العشيق، لكن حالما عرفت عشيقكِ، أيضاً شعرت بالغيرة لأنّه عشيقتي الأبدية يا صديقتي المتوّجة ببهاء الروح وبهجة الإشتعال، تحوّل هذا العشيق إلى عشيقة من لون الندى؟ هل قرأتِ يا جميلتي الرائعة، إندلاقات لونيّة في تواصلي مع عوالم الشعر وفضاءاته الدافئة في موقع إيلاف تحت عنوان: الشعر رحلةُ عناقٍ مع النرجس البرّي، المنشور كتعريف للشعر في انطولوجيا إيلاف الشعريّة؟ عندما كنت أقرأ نصّكِ: "عشيقي"، كنتُ أشعر وكأنّكِ متوغّلة في أعماقي وما كتبتينه إنبعث في ليلةٍ قمراء من أعماقي الخفيّة، كما كنتُ أشعر أيضاً أن: رحلة عناقي مع النرجس البرّي أشبه ما تكون بنصّ: "عشيقي"، ما هذا العشق الشفيف الذي يغلّف قلوب الشعراء والشاعرات في عوالم الشعر، هل تتعانق أرواحنا بعيداً عن صخب موجات البحر؟ أحييكِ يا أيّتها المبرعمة بشهقة الشعر ووهج جموح الخيال، أشعر بنوع من الإرتباك والحياء الشفيف في عبور عوالم محيّاكِ المبعثر فوق قبّة الليل، الململم بعذوبة نداوة الشعر، لكنّي مع هذا دافعٌ غريب ولذيذ يدفعني أن أقدّم لكِ هذه الباقة من الشوق العميق والحنان الدافئ لعلّه يخفِّف قليلاً أو كثيراً من إشتعالات شواطئ الروح وهي تعبر دكنة الليل كي تستريح تحت ينابيع الشعر، مندلقة برغبة لا تقاوم من شهوة الجبال!


صبري يوسف ـ ستوكهولم
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم


تنويه! .. كتبتُ هذا الردّ، هذا التعقيب الذي حمل إيقاع الفرح من وحي قراءتي لنصّ بعنوان: "عشيقي" للشاعرة اللبنانية المبدعة جمانة حدّاد، المنشور في جهة الشعر، وعندما قرأتُ التعقيب قبل أن أرسله لها، شعرت بنوع من الغيرة منها كيف سيصلها هذا التعقيب ولا يصلني نسخة منه إليّ، فأرسلتُ نسخة لها على إيميلها ونسخة لي على إيميلي معاً، لأنني كتبت الردّ مباشرة عبر الإيميل، وقد حوّلت النصّ من إيملي إلى مواقع مفتوحة علة وجنة الحياة، كي أقدّم نسختي إلى الأحبّة القرّاء والقارئات تأكيداً منّي على جماليّة التواصل مع عوالم عناقات الحرف!

........................................................................................
وإليكم نص الشاعرة اللبنانية جمانة حدّاد


عشــيقي

جمانة حدّاد
(لبنان)

أسمر شاهق النظرات. عيناه تلمعان كحبّ مؤجّل. يحتقر ربطات العنق والخطب الرنانة والحملات الانتخابية وكلّ أشكال النفاق الاجتماعي. صيّاد وقتيل وما بينهما. لا يؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة. قوانينه يسنّها وحيداً وينتهكها جماعات. لم يكتشف بعد أن الأرض برتقالة مسطّحة، لكنّه يعلم جيّدا أنها تدور حوله. مغناجٌ يفضّل ألا يبوح بعمره الحقيقي. يحبّ اللون الأزرق وأوّل الليل وآخر البحر. يسير ضدّ المنطق، ضدّ الشمس، ضد الشعراء. هو أهمّ من نابوليون ومارلين مونرو والناسا والهاتف الخلوي، أهمّ من قمة ايفرست والإيميل وحبّة الكرز وبرج إيفل ليلاً، وأهمّ من نفسه أيضا وخصوصا.
أجمل خاسر وأقوى مهزوم. مغرور كغيمة متواضع كغيمة. لا يطيع، لا يكتفي، لا يُدجَّن، لا يصدّق. أثخن شهقة في الصيف وأطول دمعة خريفية. ليس مأهولا لكنه مكتظ كقفير كثير كسروة. قدماه مغموستان في الريح ورأسه يتلاعب بالنور في أرض النجوم. يشدّ نساءه من شعرهنّ ثم يبكي على صدرهنّ كطفل. لا يشاهد التلفزيون ولا يسمّي الأشياء بأسمائها. غضوب وكاسر وسريع الضجر. يحلم ماضيه ويتذكّر الغد. لا ينحني أمام ملك، ولا أمام موت، ولا حتى أمام وردة بيضاء، لكنّه قد يركع أمام سموّ نهد. رقيق في فحولته، وفحل في أنوثته. لا يخاف أن يكره الله والوطن والعائلة. لا يخاف أن يحبّ الله والوطن والعائلة.
يرفض الزواج لأنه يعرف. حرون كنشوة لا تريد أن تأتي حارقٌ كنهر. يشرب القمر في صحن الحليب ويأكل السماء من راحة يديّ. يلوح في الأفق ولا يُـقبض عليه. يقول للجبال انتقلي فتنتقل، وللوقت ضع فيضيعان معاً. يرتدي الضوء الخافت وعريه لمن لا يرى بالعين. هو الرصاصة في رأس لوركا والغاز في رئة بلاث ومياه السين التي احتضنت جسم سيلان الأخير، وهو شعر الرسولة الطويل حتى الينابيع. الرحم والمنفى، المنجل وضربة المنجل، الشهوة وشهوتها. شجرة تفّاح مثقلة بشبق المجيء، برق متناثر على كتف هاوية، بخور يعبق من جسد الخيال. المجهولة مواعيده، الصاعقة دهشاته، المترنّحة آهاته. أنتظره بأوجاع الفريسة وغواية الفرحانة بأسرها. أنتظره لتكتمل اللذة. لأكون أو لا أكون.

عشيقي، هل عرفتموه؟
الشـعر هو، لأنه أسدي وأنا لبوءته.
الشـعر، لأني لا أصلح لسكّين سواه.



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق حــول قصّة: - غسيل الروح - لـ السيد حافظ
- رسالة مفتوحة إلى سوسنة منبعثة من وهج الإشتعال
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 359 ـ 360
- نص مزركش بألوان الحياة
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 357 ـ 358
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 355 ـ 356
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 353 ـ 354
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 351 ـ 352
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 349 ـ350
- أنشودة الحياة، الجزء 1 سيناريو فيلم سينمائي، جاهز للإنتاج
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 347 ـ 348
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 345 ـ 346
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 343 ـ 344
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 341 ـ 342
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 339 ـ 340
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 337 ـ338
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 335 ـ 336
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 333 ـ 334
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 331 ـ 332
- أنشودة الحياة 4 ص 329 ـ 330


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - تعقيب على نصّ -عشيقي- للشاعرة اللبنانيّة جمانة حدّاد