أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد علم الدين - دولة الخلافة وأحلام اليقظة














المزيد.....

دولة الخلافة وأحلام اليقظة


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2810 - 2009 / 10 / 25 - 15:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كم رائعةٌ هي أحلام اليقظة. عندما تتجلى روائعها أفكارا ورديةً ورؤى وتخيلات ليس لها حدود تحدها وليس لها انتهاء. خاصة عندما يُلَوِّنُها العاشقون المتيمون بألوان الزهور والورود والفراشات والحقول والبساتين احلاما ملؤها الفرح والانشراح وثقافة الحياة والامل والعشق والوصالِ والحب والاجتماع، والتضحية من اجل الحبيب، والإخلاص للأهلِ والاصدقاء، والتفاني في سبيل الأوطان، والعمل المثمر وبناء المستقبل الزاهر في مجتمع مستقر باسمٍ متوثب للتقدم والانطلاق، بلا غيوم ملبدة سوداء، وبلا مغامرات قادة سياسيين وعسكريين ودينيين متطرفين انتهازيين ارهابيين حاقدين مهووسين سماسرة أشقياء يدمرون الأحلام ويمزقون ورودها في لحظة بلهاء.
كم جميلةٌ هي أحلام اليقظة. حيث جمالها الأخاذ يرسمه الرسامون بريشتهم، والنحاتون بإزميلهم، والشعراء بشعرهم، والأدباء بنثرهم، والفنانون بفنهم، والموسيقيون بنوتتهم، والمبدعون بإبداعهم، والفلاسفة بفلسفتهم، والمفكرون بفكرهم، والكتاب بقلمهم.
كل يصور حلم يقظته في صفاء مخيلته الواسعة الأرجاء.
يصوره بكاميرا عقله بخيال يحلق في الفضاء الواسع الرحب، فيهبط عليه إلهاما من السماء او من سماء عبقريته النجباء.
كم جليلةٌ هي أحلام اليقظة. عندما تكون احلاما قيمةَ بيد العلم والعلماء للابتكار والاختراع، والخلق والابداع، والعمل الواثب البنَّاء، والاجتهاد بجد، والدراسة بجهد، والتأمل بعمق، والتفكير بكنه الكون والارض وما فيهما وما بينهما من كائنات وظواهر وموجودات.
كم لذيذة هي أحلام اليقظة عندما نحلمُها في إدراكِ يقظتنا، فتسمح لنا دون عناء بالعبور الى عالم الخيال الجميل، فنتخيل الأشياء في صفاء مخيلتنا، نصورها بكاميرا عقولنا، نرسمها بريشة فكرنا، نلونها بألوان قوس قزحنا ونحققها بحلم يقظتنا.
هذه هي احلام اليقظة الحضارية التي تساهم في تقدم الأمم ورفع شأنها ورقيها ونجاحها.
أما أحلام يقظة إعادة دولة الخلافة، التي حلمها الشيخ حسن البنا بعد انهيار دولة الخلافة الإسلامية في استنبول او موت الرجل العثماني المريض في العشرينيات من القرن الماضي على يد كمال اتاتورك، فقد تحولت الى كوابيس دامية وحروب مدمرة وحركات انتحارية شريرة متناحرة، وفتن بشعة، تعيشها الشعوب والمجتمعات الإسلامية:
دمارا وخرابا، بؤسا وفقراً، حرمانا وقهرا، اضطهاداً وظلماً، تدهورا وانحطاطا، تجبرا على الضعفاء واستكبارا، كذبا وتقية ونفاقا، فرعنةً وفجورا، هجرة وتشردا، جهلا وغباء وأمية، استعبادا للمؤمنين واستبدادا بالمساكين وعدوانا على المسالمين، واغتيالا للشرفاء الوطنيين، وقتلا للأبرياء الآمنين.
أحلام يقظة محمد عبد الوهاب في السعودية وحسن البنا في مصر والخميني في ايران تحولت إلى امارات بؤس وشقاء وتحجر وظلام ودول تخلف وتقهقر واضطهاد وحرمان من طالبان في افغانستان وباكستان الى شراذم وشلل وخلايا القاعدة في كل مكان، الى الصومال وبلاد السودان، الى دويلة آل حوث في اليمن وامارة حماس في فلسطين ودويلة حزب الله في لبنان.
منذ ما يقارب القرن من الزمان وحركة الاخوان المسلمين تحت شعار "الاسلام هو الحل" في صراع دائم ومتفاقم ومستمر، ولا يهدأ لحظة ليعود ويتفجر من فترة الى اخرى مع الدولة المصرية. هذا الوضع الغير طبيعي ادى الى احتقان في الشارع المصري يتفجر بين يوم واخر باعتداءات على المصريين الأقباط. ودائما هناك سبب ولو سخيف لكي يقتل انسان مصري برئ. لا فرق هنا بين مسيحي ومسلم فهم اخوة في الوطن وجذورهم واحدة. عدا ان موت أي انسان بهذا العنف الطائفي المجنون هو خسارة لمصر ولأمنها واستقرارها ووحدتها بالدرجة الأولى.
السؤال الوجيه الذي لا بد من طرحه على قيادة الإخوان هو:
ماذا حققتم يا سادة للمسلمين منذ ان نشات حركتكم حتى اليوم؟
لا شيء سوى تفريخ حركات التطرف الدموية الأصولية والسلفية الجهادية على هدي الاخوان وفرض الشعار الاخواني "الاسلام هو الحل" بالارهاب والذبح وسفك الدماء البريئة والقتل، وليس بالمنطق القرآني الحكيم. "وجادلوهم بالتي هي أحسن".
لا شيء سوى الصراع الغير مجدي واحيانا الدموي مع الدولة المصرية. هذا الصراع لن تربحوه نهائيا. وجل ما في الأمر هو عرقلة قيام الدولة الحضارية الديمقراطية المصرية على ان تنهض سريعا من اجل تحقيق العدالة في المجتمع ومحاربة الفساد واعطاء كل ذي حق حقه من خلال الارادة الشعبية الحرة التي تختار حكامها.
وستنهض هذه الدولة الديمقراطية عاجلا ام اجلا. اما انتم فاذا وصلتم الى السلطة فلن تتخلون عنها. كما تفعل حماس الان في فلسطين الجريحة . ولن تكونوا افضل من خامنئي او فرعون ايران الذي شاهدنا ما فعل من تزوير للانتخابات واضطهاد وقمع لحرية الشعب الإيراني وبكل عنجهية وتيه.
ومشكلة المشاكل اذا تحققت احلام يقظة حسن البنا وحدثت اعجوبة العصر بقيام دولة الخلافة السنية والتي ستواجه فورا وعلى نار تمدد دولة ولاية الفقيه الشيعية الإيرانية. وعندها لن يتم التعامل بين الفريقين بالحوار الهادئ والجدال الحسن، وانما بالسلاح الغير تقليدي أي بالسلاح النووي.
والا فكيف سيتم التحضير لخروج المهدي المنتظر؟



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبي نصر البرتقالي والحنين لكرباج الباب العالي
- مؤتمر الناشرين أم المنشورين العرب؟
- الكلمة الحرة كالوردة الجورية
- لماذا جريمة عين الرمانة سياسة وبامتياز؟
- تحية الى الشيخ طنطاوي لمنعه لبس النقاب
- وستنتصر ثقافة الحياة على ثقافة الموت!
- وحِلْ عن لبنان بقه يا شيخ حسن!
- وقاحة الأقلية في لبنان
- ايران تريد الاستيلاء على لبنان وجنبلاط يساعدها
- 14 آذار هي الباقية وأنتم الافلون !
- وليد جنبلاط والحنين الى السجن الكبير
- تحية للشعب الايراني في انتفاضته على طغاته
- وهل حقا لبنان بين مشروعين؟
- الطفلُ ربيعُ المجتمعِ وربما خريفُهُ!
- الديمقراطيون للديمقراطيين والخبيثون للخبثاء!
- ولن تنتصر الثورة المضادة والسما زرقا!
- وهل الشعبُ مُلكٌ من أملاك ميشال عون؟
- رُدَّ على هذا الْهُراء يا شعبَ الوفاء!
- اجرام الحركات الاسلامية يرتد عليها
- السابع من ايار: يوم العار!


المزيد.....




- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد علم الدين - دولة الخلافة وأحلام اليقظة