أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سليم مطر - ياقادة اكراد العراق، لا تضحوا بهذه الفرصة التاريخية النادرة!















المزيد.....

ياقادة اكراد العراق، لا تضحوا بهذه الفرصة التاريخية النادرة!


سليم مطر

الحوار المتمدن-العدد: 2810 - 2009 / 10 / 25 - 13:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هاهو الوضع السياسي والانتخابي لبلادنا يشهد تعطيلا بسبب اصرار القيادات القومية الكردية على استغلال ورقة كركوك الى اقصى الحدود. علما بان هذه القيادات تدرك جيدا ان فصل كركوك عن العراق من سابع سابع المستحيلات، فلا سكانها العرب والتركمان يقبلون، ولا باقي العراقيين يقبلون، ولا الامريكان يقبلون، ولا الدول المجاورة تقبل. مع ذلك فأن هذه القيادات لا تكف عن الكذب على الناس واستغلال هذه الورقة، فقط من اجل ابقاء الاوضاع السياسية متوترة في العراق وفرض الشروط على الحكومة المركزية لجعلها تحت رحمتهم.
أن القادة القوميين، ونعني خصوصا السيدين الطلباني والبرزاني، في طريقهم لتضييع اكبر فرصة في التاريخ الحديث لتحقيق السلام والاستقرار والمستقبل الواعد للأكراد وعموم العراقيين. وهذه الفرصة قد وجدت مع التغيير التاريخي الذي يعيشه العراق منذ 2003. حيث توفرت للاكراد الظروف النادرة التالية:
ـ ان جميع القوى العراقية المؤثرة كانت متحالفة ومتعاطفة مع الاكراد.
ـ ان الغالبية الساحقة من العراقيين كانت متعاطفة مع الاكراد ومع حقوقهم.
ـ ان القيادات الكردية امتلكت ادوارا حاسمة ورئيسية في التغيير وفي قيادة الدولة التي اعقبته.
ـ ان الادراة الكردية في الشمال كانت اقوى من الدولة العراقية، فهي منذ اعوام التسعينات تبني نفسها وتركز مؤسساتها، بينما الدولة المركزية قد تم تحطيمها من قبل المحتلين.
كل هذه الشروط والظروف كانت لصالح الاكراد وقضيتهم وكانت فرصة نادرة سوف لن تتككرر في التاريخ ولا في العراق ولا في أي بلد آخر يعيش فيه الاكراد. لهذا فأن أية قيادة عقلانية ورصينة وحريصة فعلا على مصالح شعبها، كانت تستثمر هذه الفرصة النادرة في المنحى الايجابي العقلاني التالي:
ـ كسب العراقيين جميعهم والعمل على قيادتهم من اجل تحقيق الاستقرار والديمقراطية وتعزيز الوحدة الوطنية. نعم ان هذه السياسة الوطنية الايجابية من قبل القيادات الكردية كان بالامكان ان تضع الاكراد وقضيتهم بصورة مؤكدة وثابته في قمة الهرم الوطني العراقي. وكان بالامكان ان تخلق اسسا صلبة وثابتة للحضور الكردي في الدولة وفي المجتمع العراقي.
لو كانت القيادات الكردية تمتلك الحد المعقول من الذكاء وبعد النظر، لبادرت الى فتح ابواب احزابها القومية الى جميع العراقيين وتحويل هذه الاحزاب القومية المغلقة على الاكراد وحدهم، الى احزاب وطنية عراقية ترفع شعارات وطنية توحيدية بدلا من القومية العنصرية التفريقية. يقينا لو انها قامت بهذه الخطوة الذكية والجريئة والرابحة، لأصبحت اكبر الاحزاب العراقية، ولتمكنت، ليس من قيادة اقليم كردستان وحده، بل العراق كله.
لكنها ويا للخيبة ويا للحسرة، لم تكن بمستوى هذه الفرصة التاريخية الكبرى، بل بقيت سجينة عقليتها الجبلية الانعزالية والمغلقة. فهي بدلا من الاستثمار الايجابي الضميري والوطني والانساني لهذه الفرصة النادرة، فأنها على العكس تماما، ركبها شيطان المصالح الانانية والتعنت القومي العنصري، مثلما ركب صدام وبعثه من قبل، وشرعت بممارسة سلوكيات عنجهية وطائشة ادت وتؤدي بالتدريج الى فقدانها كل الامتيازات التي توفرت لها خلال تلك السنوات. تراها بكل رعونية وغرور تزداد تطرفا بسياستها السلبية واللا عقلانية واللا أخلاقية واللا وطنية التي لا تجلب للأكراد غير الاحقاد والمستقبل المظلم. والأخطر من كل هذا، ان هذه السياسة السلبية العنصرية أفقدت الاكراد اكبر حليف تاريخي لهم: الشعب العراقي ونخبه!
السياسة العنصرية الهوجاء
نعم، ان القيادات القومية الكردية، لأسباب مصلحية وطموحات شخصية ضيقة، قررت تضييع هذه الفرصة النادرة، من خلال السلوكيات التخريبية والسلبية التالية:
1ـ رغم ان هذه القيادات تشارك بصورة فعالة في قيادة الدولة العراقية، الا انها لا تكف عن تخريبها من الداخل وتعطيل القوانين والمشاريع الايجابية. والاكثر من هذا انها تمنع بصورة مطلقة أي حضور للدولة المركزية في الاقليم الكردي. وتتعامل مع الدولة المركزية وكأنها اجنبية بل خطرة عليها! والنتيجة ان جميع العراقيين ومعهم حتى المسؤولين في الدولة راحوا يرددون هذه العبارة المفعمة بالسخرية المرة: ((كردستان لهم وحدهم، وباقي العراق يتقاسمونه معنا))!
2 ـ رغم ان هذه القيادات تشارك بصورة فعالة في قيادة الدولة العراقية، الا انها لا تكف في وسائل الاعلام والتربية والتنظيم، عن تبني البرامج والتثقيف ضد هذه الدولة واعتبارها (تستعمر كردستان!!) والعمل على تقسيم هذه الدولة. بالاضافة الى شحن حتى الاطفال ليل نهار بالعنصرية ضد العراقيين وعموم العرب وجميع شعوب الشرق الاوسط، واستغلال جرائم حلبجة والانفال بصورة متطرفة وعدائية تشبه الى حد بعيد استغلال اسرائيل للهولكست. وتشيع الوهم بأن هذه القيادات في طريقها لتحقيق حلم (كردستان الكبرى)، بأنفصال شمال العراق وباقي الاجزاء الكردية في ايران وتركيا وسوريا. وكما يشخص بعض المثقفين الاكراد، ان سلوك هذه القيادات يشبه الى حد بعيد سلوك البعثيين ايام القائد الضرورة، الذين ما كفوا خلال اعوام طويلة عن الضحك على العراقيين وخداعهم بشعارات تحرير فلسطين والوحدة العربية من الخليج الثائر الى المحيط الهادر، وشحنهم ليل نهار بالعداء الساذج والبدائي ضد (الفرس المجوس) وضد الكويتيين والسعوديين والسوريين والاتراك والامريكان وغيرهم.
3 ـ هذه القيادات لا تكف ليل نهار عن صرف الاموال الطائلة من اجل شراء ذمم السياسيين والمثقفين والاعلاميين العراقيين والعرب، ومعهم الكثير من المؤسسات الاعلامية والحزبية، فقط من اجل تبرير سياستهم العنصرية الانفصالية والبكاء على هولوكوستهم! لكن تبقى مشكلتهم انهم مهما صرفوا من الرشاوي لا يمكنهم الحفاظ على تعاون أولئك الاذلاء المساكين، لان صوت الضمير الوطني لا يمكنه السكوت عن تلك السياسة التخريبية ضد الدولة العراقية، ولا عن تلك الطروحات العنصرية ضد باقي الفئات العراقية.
4 ـ ان هذه القيادات القومية لا تكف عن التملق والتباكي الى الامريكان والتعاون السري مع اسرائيل من اجل اقناعهم بتدمير العراق واضعاف الدولة العراقية! بل هنالك شواهد تدل على انهم قد تعاونوا مع الارهابيين والطائفيين من اجل استمرار تخريب العراق وشق العراقيين، على امل ان تبقى ادراتهم اقوى من الدولة المركزية!
6 ـ ان هذه القيادات لا تكف عن توتير الاوضاع وخلق المشاحنات من اجل الاستمرار بسياسة التوسع العنصري في كركوك ونينوى وديالى، وتأجيج الجماعات العراقية ضد بعضها البعض.
ملخص القول ان هذه القيادات القومية العنصرية، قد جهدت بكل تهور وطيش الى تضييع هذه الفرصة التاريخية النادرة لتحقيق السلام والاستقرار للاكراد ولعموم العراقيين، ونجحت بدلا من ذلك في خلق العداوات ضد الاكراد وجعل دربهم المستقبلي مليئا بالمهاوي والمخاطر والاحقاد والحروب، وخسارتهم لأكبر نصير لهم ألا وهو الشعب العراقي ونخبه.
الانفصال المستحيل
نعم ان القيادات العنصرية الكردية ضحت وتضحي بهذه الفرصة التاريخية النادرة بتحقيق السلام والاستقرار للأكراد ولعموم العراقيين، بحجة تحقيق شعار: الانفصال عن العراق، ثم عن باقي بلدان الشرق الاوسط(تركيا وايران وسوريا) وتحقيق امبراطورية(كردستان الكبرى) من الخليج الثائر حتى البحر الهادر!
لكن هذه القيادات القومية الكردية تمتلك ما يكفي من الذكاء والمعلومات لكي تعرف جيدا انه ضمن المستقبل المنظور، يستحيل تماما تماما تحقيق ولو عشر هذا الشعار الامبراطوري الخيالي. ان الانفصال عن العراق يعتبر حاليا وحتى اشعار آخر، من المستحيلات. فلا امريكا موافقة، ولا الدول المجاورة تسمح بذلك. بالاضافة الى ذلك، ان الانفصال عن العراق سوف لن يكون ابدا حلا لمشاكل الاكراد ولا لمشاكل العراق، بل على العكس تماما، سيكون بداية لمشاكل جديدة اعظم واكبر واكثر مأساوية ودمارا. لان الانفصال سوف يجر الى حروب لا تنتهي بسبب ما يطلقون عليه بـ(المناطق المتنازع عليها) وتشريد الملايين بسبب اندلاع الحروب الاهلية والعشائرية والعسكرية. بالاضافة الى حروب خطيرة ومدمرة مع الجيران الذين سوف لن يقبلوا ابدا بمنطقة كردية منفصلة تؤجج ضدهم اكرادهم.
نعم انهم بتهورهم وانانيتهم يضيعون هذه الفرصة التاريخية لتحقيق السلام والاخوة بين الاكراد وباقي العراقيين. كل هذا يدل على انهم لا يمثلون ابدا مصالح الاكراد، بل يمثلون مصالحهم الشخصية. لأنهم مثل كل القيادات المتجبرة العنجهية، من امثال صدام وهتلر، يعتبرون تجارة الاحقاد والحروب من اكثر المجالات ربحا.
لكن رغم كل هذا، نقول لهم ولكل اخوتنا ابناء النخب الكردية: ان الأوان لم يفت، وان من اعظم ميزات العراقيين قدرتهم الكبيرة والسريعة على تناسي الاحقاد وفتح صفحة جديدة من الاخوة والمحبة من اجل بناء وطننا المشترك... اعرفوا جيدا وتذكروا كلامنا هذا والتاريخ سوف يكون شاهدا: ان فقدانكم لتعاطف العراقيين وتضامنهم معكم، سوف يكون بداية النهاية لقضيتكم. ولا يغرنكم نفاق تلك الحفنة من السياسيين والاعلاميين العراقيين الذين باعوا ضمائرهم وراحوا يطبلون لكم. ان ضمير الشعب العراقي ونخبه لا يمكن تعويضه ابدا. فيا اخوتنا، تحلوا بالواقعية والعقلانية ولا تفوتوا هذه الفرصتكم التاريخية.. على الاقل حبا بأطفال الاكراد وباقي العراقيين، الذين يستحقون مستقبلا مفعما بالسلام والاستقرار والمحبة...



#سليم_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهي : الهوية الوطنية العراقية؟!
- يا كتاب العراق: كفانا شعرا وسياسة، وعلينا بالدراسة والتحليل!
- من اجل تيار كردي وطني عراقي يقف بوجه العنصرية التوسعية للقيا ...
- السر العجيب في موت السياب وقاسم والغزالي وسليم!
- الهوية العراقية وثنائية دجلة والفرات
- وداعا نينوى، مع حبي الى الابد
- نصائح مغترب تعبان لكل من يركض ورا النسوان!
- ايها العراقيون اعترفوا بثورتكم اليتيمة!
- القضية الكردية وخطر الانقراض!
- رحماك يا رب.. لقد قتلت اخي!!
- تجربتي مع الشيوعية: من اجل (علمانية متدينة) و(تدين علماني)!
- نعم أيها المالكي، نحن معك.. ولكن؟
- حول المشروع الدولي الخطير لإخلاء العراق من سكانه وجلب غيرهم! ...
- (( التسييس)) اخطر امراض الشعوب العربية!
- اعترافات رجل لا يستحي.. السيرة الروائية الجديدة لسليم مطر
- الدولة العراقية واهمالها الفاضح للاعلام الوطني!
- ليس دفاعا عن الطلباني، بل من اجل الحقيقة: لنتخلى عن النفاق و ...
- ميزوبوتاميا ودعوة للكتابة في (خمسة آلاف عام من الكتابة العرا ...
- أخي السياسي العراقي: تخلى عن منافستك للمثقفين، واكسبهم، تكسب ...
- لغز الملك المغدور


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سليم مطر - ياقادة اكراد العراق، لا تضحوا بهذه الفرصة التاريخية النادرة!