أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - الحكومة الجديدة، مشروع للضمير العراقي القادم














المزيد.....

الحكومة الجديدة، مشروع للضمير العراقي القادم


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 854 - 2004 / 6 / 4 - 04:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عند الحديث عن حكومتنا العراقية الجديدة, لابد أن نؤكد أبتداءا على أهمية دعمها, والتمني لها بالنجاح في مهمتها الوطنية في التصدي لمشكلات تبدأ من تحت الصفر ولا تنتهي، رغم أن هذه المهمة العويصة محكومة بزمن مشروط لايتجاوز السبعة أشهر، وهذا الزمن القياسي قصرا، لا يمكن أن تتحقق فيه المحعجزات، وعليه فلا يمكن أن ننتظر الكثير من أصحابها، بخلاف الذين كفنواها قبل أن تولد،لأنها، حسب زعمهم، لا يمكن أن تفعل أي شيء، وبذلك فقد كتبوا ـ ولا أقول تمنوا ـ لها الفشل ، وبداوا يبشرون بجنازتها.
دواعي أمنياتي بالنجاح لهذه الحكومة، آت من عراقيتي التي حرمت منها طيلة أكثر من ثلاثة عقود سوداء، أظلم فيها كل شيء، ألا رصيف ودروب المطبلين وأكشاك المداحين والقوالين في حضرة صاحب الجلالة وفرسانه القابضين على الزناد وحبل المشنقة.
أصرخ بكل الألم الذي أشعره وأنا أتطلع الى أطفالي الذين يجيدون لهجة غير لهجة ذويهم، ولا يعرفون عن عراقهم غير ما خلفه المنفى من حكايات حزينة عن وطن لم يروه، ومرابع طفولة لم تطأها أقدامهم.. لا شيء غير صوت الجدات المذبوح بالخوف يأتيهم عبر الهاتف ليسرهم بحكايات الدفاتر المدرسية الممزقه، والصور القديمة عنا...
أصرخ بألم كل تلك السنوات الذي أدوفه الأن بعسل الخلاص من ذلك النظام الذي أسقط مني جنسيتي، وحرمني من أن أحضر مراسم دفن أمي وأخي واختي، بل أني حرمت حتى من رؤية قبورهم التي ساوتها مجنزرات المجيد وكامل بالأرض أبان انتفاضة آذار، فقد أستحالت تلك القبورالى جزء من شارع يخترق مقبرة النجف المترامية، ذلك الشارع الممهد بحادلات وشفلات متصوفة صدام وحرس جمهوريته وفدائييه.
أقول أنني أصرخ بكل مرارة الصرخة.. أصرخ بأسم كل عذابات السنوات التي قضت وانا أجهد أن لا أنسى وأطفالي وطني.. أصرخ بوجه كل من يريد أن يكون فارسا وأستاذا على العراقيين وهو لم يقترب من ملفات المطاردين من العراقيين الذين أتخموا حتى شوارع العواصم الفقيرة، ناهيك عن أسماك بحار العالم ونهرانه... أصرخ بوجوه من ( لا أرحمك ، ولا أخلي رحمة الله تنزل عليك) أن يكفوا عن الهذيان، كي يترتب البيت العراقي على أيدي العراقيين الذين ربما تمتد اليهم تلك الأياد الخسيسة التي لا يرويها غير دم العراقيين، فتخسرهم عوائلهم قبل أن يخسرهم الوطن، لذا فأن أعضاء الحكومة العراقية الحالية الذين قبلوا تحدي أصحاب التفخيخ وتشظيهم الذي يزرع الموت، هم الذين يستحقون أن نصرخ لأجلهم، كي لا تطالهم تلك الأياد المجنونة، ولندعهم يقدموا ما يستطيعوا، فيكفيهم فخرا أنهم قبلوا التحدي، وهم من سيقودون دفة سفينة العراق الى شاطيء الضمير العراقي الذي سيغطي عنفوانه كل جسد العراق فلا يكون أخيلا، تتربص به سهام الغدارين فترديه من سموه...
أعرف كما يعرف غيري من العراقيين أن عراقنا بلد محتل من أشرس أمبراطورية عصرية، لا مصلحة في نظرها غير مصلحتها، ولا بشر غير بشرها، أنه اول دروس السياسة التي تعلمناها ونحن نقرأ كتابات الذين أعتلوا منصات المشانق وهم يتحدثون عن ذلك الوحش الأمبريالي. لا زال الدرس طازجا والوصايا حية والذاكرة طرية، ولن تتلف سنوات العذاب التي سامها للشعب العراقي ربيبهم الموبوء بلحن القسوة والموت، ذاكرة العراق، من أن هذا الوحش هو ذات الوحش الذي ملك علينا مليكا لا تجري في شرايينه دماء العراقيين، ثم مكن هذا الوحش الحثالات ليكونوا سادة على العراق في غفلة منه، لذلك فعيوننا مفتوحة لترى، وآذاننا صاغية لكل همس يتردد قرب الصيوان، لكي لا نعطي الفرصة لهذا الوحش أن يتربع علينا من جديد، فيولي أذنابه كيفما يشاء.
ومن ساقته أقدامه الى منعطف السياسة، يدرك أن هذه التشكيلة الحكومية التي تكلف كاول حكومة عراقية بعد نظام صدام المقبور بكل المقاييس، لايمكن أن تمثل الجميع أو تقنعهم جميعهم بها، لكنها في ذات الوقت أفضل من أفضل حكومة عينها صدام في زمنه البائد كله. لهذا السبب وغيره تستحق منا هذه الحكومة الدعم والتأييد، فهي التي ستضعنا أمام مرآة الضمير العراقي الذي غيبته زمنا مديدا، سعة مخزن أطلاقات المسدس الذي أمسك به من جف ضميره.
أزعم أن هذه الحكومة، التي لا ترضي الكل، هي حاضنة الحلم العراقي الذي ينتظره المخاض بعد عدة أشهر، فهي مشروعا للضمير العراقي الحر غيرالمقيد، الذي سيتمخضه صندوق الأنتخاب الزجاجي بعد تلك الأشهر.



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر الوطني للسلم والديمقراطية في العراق،تأسيس لعراق المس ...
- قاسم عبد الأمير عجام مثقف عراقي قتله حلمه الذي رواه بحب
- الفشل المصري الذريع في أحتضان كأس العالم 2010 فشل سياسي مخزي
- قذارة أن تمتهن كرامة الأنسان
- الطبقة العاملة العراقية - سرد تأريخي غير موثق
- العراق.. سيزيف بثوب جديد - هذيان الفرح والحزن
- الشاعرالفريد سمعان يا لجين يطرز الجبين - من وحي المناسبة
- مؤتمر المصالحة الوطنية العراقية ـ أربيل خطوة الألف ميل الصحي ...
- بكره يذوب الثلج ويبان المرج
- شهادات وادي الخيول (كه لي هس به) لمناسبة العيد السبعين لتأسي ...
- لماذا لايصدر أي بيان مشترك عن زيارات رؤساء مجلس الحكم الى أي ...
- ضحك يشبه البكاء
- الثامن من آذار.. يوم تستحق فيه المرأة التهنئه
- قرنفلة حمراء للنصيرات بمناسبة 8 آذار
- يجب أن ننظر الى الماضي بغضب..
- كيف كان يحتفي أنصار الحزب بميلاده في جبال كردستان
- الأنتخابات العراقيه غاية كل العراقيين..ولكن!!
- 14شباط يوم الشهيد الشيوعي في العراق
- الدكتور كاظم حبيب والدكتور المسفر
- سبعون عاما من الحضور الشيوعي قي العراق 2ـ2


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - الحكومة الجديدة، مشروع للضمير العراقي القادم