أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم ازروال - الانسداد النظري لما بعد العلمانية - نقد تفكيكية علي حرب 3















المزيد.....

الانسداد النظري لما بعد العلمانية - نقد تفكيكية علي حرب 3


ابراهيم ازروال

الحوار المتمدن-العدد: 2809 - 2009 / 10 / 24 - 23:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فتغليب السياسي على الرمزي ، في قراءة التجربة المرجعية الإسلامية ، يخالف كثير من أساسيات القراءة التفكيكية كما داورها علي حرب في مؤلفاته .والأنكى ، إصرار الشاهد على التأويل المتكلف للخلافة ، والتعامل الذاتاني الاستعمالي مع الواقعات والمفاهيم .ومن المحقق أن التأويل الديمقراطي لحادثة السقيفة في الشاهد ،لا يسنده دليل ، و لا يدعمه سند، لأن الفضاء الثقافي العربي – الإسلامي ، لا يتسع آنذاك لما فوق جدل القبيلة والعقيدة ، ولا يملك فيه الاستحقاق أو الاستئهال العقلي ما يملكانه في الفضاءات الثقافية ، الراعية للفردانية والعقلانية ومحايثة المجال السياسي . وعليه ، فشرعية الخلافة ، شرعية دينية في المقام الأول ، كما أن الفعالية السياسية ، مطبوعة بالغائيات الفكرية الكبرى للمشروع الإسلامي .فالالتجاء إلى تفعيل الكفاءة العقلية أو الأهلية الفردية ، في بعض مراحل التاريخ الإسلامي ، لا يبرر وسمها بوسم العلمانية أو العقلانية أو الليبرالية ؛ فهي ليست إلا اجراءات عملية ذرائعية أملاها الفراغ التشريعي أو محدودية المنظومة القانونية أو الأخلاقية المعتمدة .
لا يمكن فصل الخلافة إذن عن سياقها العقدي ولا عن إطارها الرمزي ؛ كما أن تغليب المكون القبلي على المكون العقدي ، لا يحقق المتوخى ، متى علمنا أن القبيلة فقدت إطارها الثقافي التعديدي القديم ، وصارت متهيئة للتكيف مع إطار عقدي جديد . فالخلافة هي نتاج جدل اللامعقول القبلي واللامعقول الديني ، وليست نتاج علمنة معدومة القوام الفكري والثقافي طيلة العصر الإسلامي .
ولا بد في هذه السياق من الرجوع إلى تمثلات الوعي و المخيال الإسلامي ، وعدم الاقتصار على استدعاء وقائع معزولة عن حيثياتها الفكرانية .وعليه ، فالخلافة مرتطبة بمجتمع تراتبي ، تحتل فيه المواقع الرمزية موقعا متقدما ، ويخضع فيه العقل السياسي للمخيال العقدي .لا تعني الخلافة هنا ، سوى ضمان استمرارية المشروع النبوي ، وقيادة الاجتماع البشري استنادا إلى نص مرجعي مطلق ، والى تجربة معيارية هي نموذج المدينة .فالإطار النظري للخلافة إطار لاهوتي حصرا ،تبنى فيه الفعالية السياسية على المآلات الغيبية وعلى النصوص المرجعية وعلى السنن المستقرة في وعي الجماعة ، لا على التدبر البشري والتفاوض الجماعي والتقرير العقلاني للممارسات والغايات .
وللتدليل على ما سبق ، نورد المثالين التاليين :

( و أخرج ابن سعد عن إبراهيم التميمي قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى عمر أبا عبيدة بن الجراح فقال : ابسط يدك لأبايعك ، إنك أمين هذه الأمة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أبوة عبيدة لعمر : ما رأيت لبك فهة قبلها منذ أسلمت !أتبايعني وفيكم الصديق وثاني اثنين !.)
(-جلال الدين السيوطي- تاريخ الخلفاء- تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم – المكتبة العصرية – صيدا – بيروت – لبنان – الطبعة الأولى – 2005-ص.66)

( و أخرج الترمذي والحاكم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يا عثمان ، إنه لعل الله يقمصك قميصا ، فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني ".
و أخرج الترمذي عن عثمان أنه قال يوم الدار : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا فأنا صابر عليه . )
(-جلال الدين السيوطي- تاريخ الخلفاء- تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم – المكتبة العصرية – صيدا – بيروت – لبنان – الطبعة الأولى – 2005-ص.137)
)
إن الرمزي ليس محض آلية استعمالية ، للتفعيل في خضم الاصطراع السياسي كما قد يعتقد بعض الباحثين عن النزعات العلمانية في التراث العربي الإسلامي ، بل هو النواة الصلبة ، الفاعلة في بناء الشعور واللاشعور السياسيين .ومن هنا ، لا يمكن اعتبارالسلوكات الذرائعية أو الهرطوقية لبعض الأفراد والجماعات ، مؤشرا على التعلمن أو التدهير في الأوان الإسلامي .فالعلمانية لا تتأسس إلا بالفصل النظري الصارم بين الحاكمية الإلهية والحاكمية البشرية ، والإقرار بجدارة العقل في ميدان التشريع ، وتوجيه الفعالية الفكرية والاجتماعية والسياسية ، بما يخدم امتلاء كينونة الإنسان وترقي الإنسانية .
وبناء على هذا ، فمشروعية الخلافة ، غيبية ماورائية وليست دنيوية تفاوضية وتداولية .فالخلافة انبثقت من اتحاد إرادة القوة الرمزية وإرادة القوة المادية ، ومن التمفصل المنضبط للمرادات الإستراتيجية للفكرية بين القبلي والعقدي عكس ما يورده علي حرب في نقده لنصر حامد أبو زيد .
(ولكن الخطابات الدينية أو الكلامية أو الفقهية تقدم لنا نفسها دوما على نحو يحجب حقيقتها وسلطتها . ذلك أن السلطة في الإسلام نبعت من إرادة القوة ، وتكونت بفعل صراع العصبيات والجماعات ، ومورست دوما كمشروع هدفه السيطرة والإخضاع .فهي إذن رهان بشري واستراتيجية دنيوية ،أيا كان الحديث عن مصدرها ومشروعيتها .فلا يهم فقط ما يصرح به الخطاب عن السلطة ، و إنما يهم أيضا وخاصة ما لا يقوله . وما لا يقوله يتعلق بآلية نشوء السلطة ومنطق عملها وكيفية ممارستها وتقنيات اشتغالها وحيلها أي طرق اختفائها واحتجابها . )
(-علي حرب – نقد النص – المركز الثقافي العربي – الدار البيضاء – المغرب – الطبعة الأولى – 1993-ص.157-158)
وفي هذا المقتبس تأكيد على قوة الكهنوت ، مما ينفي الطابع التداولي والتفاوضي على الخلافة رأسا .كما أن النظام الكلاني القهري ،لا يمت بصلة إلى النظام العلماني الديمقراطي ،المنفتح على التعددية وعلى الغيريات وعلى أنماط كينونية متعددة .
.وفي سياق التدليل على ناسوتية الخلافة ، أشار إلى الطور الأموي ، وما جرى فيه من انتقال من الخلافة إلى الملك، واعتبرذلك ضربا من التعلمن .
( المهم أنه بدءا من العهد الأموي تحولت الخلافة إلى ملك سياسي ، ثم آلت من بعد إلى " حكم سلطاني " على حد تعبير الماوردي . وعندها جرى نوع من الفصل بين الفقهاء والسلاطين ، بين العقيدة والسياسة ، أو بين الدين والدولة . و لا شك أن هذه الفصل كان شكلا من أشكال ممارسة العلمنة في الفضاء الإسلامي . )
(-علي حرب – الممنوع والممتنع – نقد الذات المفكرة – المركز الثقافي العربي – الدار البيضاء – المغرب – الطبعة الأولى -1995-ص.261).
مثل الأوان الأموي ، لحظة ارتجاج في الوعي الإسلامي، بفعل تناقضات العقل الإسلامي الذاتية وتحديات العقائد والثقافات والمجموعات المفتوحة أو المجاورة للإمبراطورية الإسلامية .إلا أن الملاحظ ، أن العقل الإسلامي اختار سبيل التأويل أو التلوين الفكراني للنصوص المتداولة آنذاك أو تركيب مدونة نصية داعمة أو التدوين الموجه للمتفرقات والشذرات النصية الرائجة .ورغم فداحة التمزق ، فإن كل الفرقاء ، اعتصموا بالنصوص وبالتأويل المذهبي للذب عن مواقعهم وعن رأسمالهم الرمزي .وفي خضم التدافع بله التناهب الفكراني بين الفرق ، دافع الأمويون عن عقيدة جبرية ، مقفلة ، لا يمكن للعقل الإنساني سوى أن يتحلل بمقتضى مطلقاتها المسكوكة ويستحيل إلى الخمود القاتل.
( قال أبو عيسى الترمذي عند تفسير هذه الآية حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا القاسم بن الفضل الحداني عن يوسف بن سعد قال : قام رجل إلى الحسن بن علي بعد ما بايع معاوية فقال سودت وجوه المؤمنين أو يا مسودة وجوه المؤمنين فقال : لا تؤنبني رحمك الله فإن النبي صلى الله عليه وسلم أرى بني أمية على منبره فساءت ذلك فنزلت ( إنا أعطيناك الكوثر ) يا محمد يعني نهر في الجنة ونزلت ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ، وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ) يملكها بعدك بنو أمية يا محمد ، قال القاسم فعددنا فإذا هي ألف شهر لا تزيد يوما ولا تنقص . )
(-ابن كثير – تفسير القرآن العظيم – دار الجيل – بيروت – لبنان – الجزء الرابع -532)
فالانتقال من الخلافة إلى الملك ، لا يعني بأي حال ، اعتماد العقلانية في تدبر القضايا السياسية والمسائل الابستمولوجية . فقد شهد العصر بداية حروب التأويل ، وبناء المتاريس الهرمينوطيقية ، وإحكام الطوق الشرعي على الممكن العقلاني التاريخي. ومن هنا ، فلا يمكن اعتبار تكريس الجبرية بما هي إبطال منهجي للفعالية التحررية والتحريرية للشرط البشري ، والملك بما هو خوصصة للسؤدد والخيرات المادية والرمزية الناتجة عنه ، دليلا على العلمنة أو العقلنة السياسية .وهكذا ، فالانتقال من الخلافة إلى الملك ، مؤشر مفصح عن العلائق الإشكالية ، بين المكونات البنيوية للدولة الإسلامية في خضم التدافع الثقافي وضغط الواقع على المعيارية المثالية ، وعن قلق التمفصل الوظيفي بين المقصدية الفكرية الإسلامية والمقصدية الدهرانية العربية والآسيوية .ويتم الإفصاح عن هذا التمفصل الصعب ، بلغة لا هوتية واستنادا إلى دعامات نظرية معيارية .واستنادا إلى هذه المعطيات ، فلا يمكن اعتبار التمييز الوظيفي بين الدائرة الفقهية والدائرة السياسية فصلا علمانيا بين مجالات ثقافية وسياسية لها نصابها المرجعي وذخيرتها المعيارية كما يعتقد البعض .
لم يعرف الأوان الأموي أية فعالية فكرية علمانية ولم تتبلور أثناءه أية منظومة قيمية محايثة ،بسبب ارتهان الفرقاء الفكريين إذاك ، إلى إطار مرجعي معياري مفارق .فلا اختلاف آنذاك ، إلا على استثمار النصوص واستعمالها ، أما بناء نسق فكري محايث فلم يكن ممكنا.فقد اكتفت الجبرية والقدرية والجهمية ، بالاشتغال على النصوص المؤسسة في الغالب ، وبمداورة الاستعارات النبوية بما يخدم مشاريعها الثقافية والسياسية .ولم تنصرف قط إلى بناء إطار مستقل عن الإطار المعرفي الشرعي .فكل اهتزاز في السياسة الإسلامية ، يحيل على الاشتغال ، تفسيرا أو تأويلا ، على النصوص ، لا على تغيير استراتيجية التفكير رمة ، واستشكال السياسة الشرعية من حيث الملاءمة والمطابقة والنفاذية .والتأويل يستدعي التأويل المضاد ، مما يؤدي إلى اندلاع حرب النصوص وحرب التأويلات ، لا سبيل إلى الخروج منها .فللخروج من ضمور العقل السياسي ، يعمد العقل الإسلامي ، إلى حروب المتخيلات المتضخمة حيث يعمد الفاعلون الدينيون إلى اغناء الرصيد الميثي للأبطال بلمسات خارقة وبكرامات مبهرة .فانغلاق النسق السياسي ، يفضي إلى انفتاح دروب اللامعقول والى اشتعال أوار الدراما .
فالتأكيد على الجبرية أو القدرية أو الجهمية أو تشكيل الأطر الفكرية للخوارج والشيعة ، يفصح عن نأي العقل السياسي عن التعلمن والدهرنة ، واستلابه اللاهوتي المتضخم كلما أوغل الفرقاء السياسيون في التأويل العندي البعيد أو في انسداد آفاق" الفعل السياسي " .
وهكذا ، لا تقدم الحضارة العربية – الإسلامية ، نماذج للعلمانية ، ولا سوابق علمانية يعتد بها ، رغم سعي بعض العلمانيين ، إلى البحث عن بذور وجذور العلمانية في التراث العقدي والفكري الإسلامي .فمن البديهي هنا ، أن الإقرار بالعلمانية ، يوجب الإقرار بتوافر قصدية فكرية ومسلكية منهجية وفكرانية سياسية ، بعيدة عن الفضاء المفارق، وناقدة ، لذلك الفضاء ولعقوله ومخاييله .فالعلمانية اختيار فلسفي وايطيقي وسياسي ، مدلل ومصاغ صياغة تدليلية وبرهانية محكمة ، وليس نظرا قلق العبارة مهلهل المنهجية ومختل التدليلات ، ولا يتوصل إلى مدلولاته إلا بضرب من التعمل أو من التخمين أو من التواطؤ الخارق لكل بنود القراءة الموضوعية .
وبما أن القراءة التفكيكية تنكر الموضوعية أصلا ، فإنها ستكتفي بتحسس المخفي في ركني ثنائية الأصولية / العلمانية . فالمفكك مشغول بالغوص على المحجوب ، وبالكشف عن المستندات السرية لكل خطاب خطاب .
( هذه هي الزحزحة المطلوب إحداثها في قراءة ثنائية الأصولي والعلماني . إنها تكشف عن العلمانية الخفية التي يمارسها أهل اللاهوت باسم الغائب وتحت راية المقدس ، كما تفضح في المقابل المنازع اللاهوتية والممارسات التقديسية في المشاريع العلمانية وفي المجتمعات الديمقراطية . )
(-علي حرب – الممنوع والممتنع – نقد الذات المفكرة – المركز الثقافي العربي – الدار البيضاء – المغرب – الطبعة الأولى -1995-ص.264).
يستحيل منطق التحولات هنا ، إلى منطق التراجعات والانتكاسات ، مادامت كل ممارسة تنطوي على نقيضها الفكراني وتنهض على جغرافيته الفكرية .والحال أن الزحزحة المنادى بها هنا ،لا تحمل أية إنارة منهجية أو فكرية لإشكالية التعلمن والتأصل ، المستشرية بالفضاءات الإسلامية .ثم إن الشاهد يحيل على العرضي في الممارسة ، فيما يجب التركيز على النواة الصلبة في كلا الخطابين .فالأصولية لاهوتية بالذات وناسوتية بالعرض إن كانت معتدلة ؛ أما العلمانية الصلبة ، فناسوتية بالذات .
إن الإشكال الحقيقي ، لا يكمن في رصد التداخلات والمفارقات ورصد جدل الخفاء والتجلي ،والمرئي واللامرئي ،وإحالة كل خطاب على مفارقته التأسيسية أو على مفارقاته العملية .فالوقوف على العلمانية المتسترة للأصولية لا يحقق أي مطلب نظري ولا أي إضافة فكرية نوعية بالنظر إلى تمرس اللاهوت السياسي الكتابي عموما بتلك المفارقات وامتلاكه للآليات التأويلية العاملة على التنصيص على المقاصد وعلى الاستراتيجيات . و التلويح باللاهوتية المندغمة بالعلمانية ،لا يرقى إلى مصاف المنعطف المنهجي أو الفكري ، مادامت العلمانية وثيقة الصلة بالمحايثة والعقلانية والنسبية والفكر البيذاتي المتروي .
الإشكال الحقيقي ، يتمثل في إعادة النظر في تأسيس سؤدد العلمانية بمعزل عن الأطر المعرفية العقليمانية أو العرفانية أو اللاهوتية ، ونقد مصادر مشروعية اللاهوت السياسي ، ابستمولوجيا وأخلاقيا وسياسيا وبناء المؤسسات المدنية المنفصلة، قلبا وقالبا ، عن المؤسسات اللامدنية واللاهوتية في الفضاءات الثقافية ذات المنسوب العلماني الضحل ، وتجديد النظر العلماني وتزويده بمواد وعناصر نظرية ومنهجية جديدة في الفضاءات الثقافية ذات المؤسسات العلمانية الراسخة.
لا يكفي التنصيص على المعاينات أو التشديد على الاستقراءات ، لتجديد النظر في إشكالية العلمانية ؛ إن التعلمن مسار نظري وعملي ،محدد المنطلقات والاستهدافات ، و أي سلوك دهراني أوناسوتي أو ذرائعي ، لايستوفي شرائط الإبدال العلماني ، ليس علمانيا إلا من باب التجوز أو التجويز أو الانسياح المفهومي .وعليه ، فالعلمانية لا تقيم في التناهي والمحايثة إقامة عملية فقط ، بل تبدأ بصياغة نظرية لتلك الاقامة ؛ كما أنها لا تتفنن في رصد افانين الميلودراما البشرية ، للاقرار بمسلكية عملية منزاحة عن بهرجة اللاهوت .
( ...ولكن الرمز حجاب يحجب الكائن ، أي يحجب كون السلطة هي ممارسة دنيوية بشرية يخلع عليها طابع القداسة . ولا إمكان إلا أن تكون السلطة كذلك ، أي بشرية ، ما دام الإنسان لا يمكنه الانسلاخ عن بشريته . فالمعطى الأصلي للوجود الإنساني هو المحدودية والتناهي والمشروطية ، هو الزلل والخطأ والنسيان . إنه تغليب الهوى والنقص في الوسائل والاختلاف في التقدير . )
(-علي حرب – الممنوع والممتنع – نقد الذات المفكرة – المركز الثقافي العربي – الدار البيضاء – المغرب – الطبعة الأولى -1995-ص.259)
ينتقل منطق العلائق والتحولات هنا ، إلى اعتناق رؤية حتمانية ، ومنظور مأساوي للشرط البشري .فمنطق التوليد ، ينتهي، في الواقع ، إلى الانزواء في الركن الدراماتيكي وفي حتمانية رافضة للتجاوز والقطائع والتحولات مبدئيا، مع أنه يستهدف تجاوز الفكرية الثبوتية والسكونية والجوهرانية :
( في المنطق الصوري الكائن هو ماهية ينبغي تصورها على نحو مطابق ، سواء عبر الحد والرسم أو بالقياس والبرهان . في المنطق التحويلي لا ماهية صرفة ، ولا هوية متعينة بصورة حاسمة ونهائية . فالشيء هو هنا جملة علاقاته ومحصلة تبادلاته التي هي جماع إمكانياته المفتوحة دوما على المجهول والمفاجئ واللامتوقع .)
( - علي حرب – الماهية والعلاقة – نحو منطق تحويلي – المركز الثقافي العربي – الدار البيضاء – المغرب – الطبعة الأولى ، 1998-ص. 46)




#ابراهيم_ازروال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانسداد النظري لما بعد العلمانية -نقد تفكيكية علي حرب 2
- الانسداد النظري لما بعد العلمانية نقد تفكيكية علي حرب 1
- مفارقات المثاقفة بسوس –الجزء الرابع
- مفارقات المثاقفة بسوس –الجزء الثالث
- مفارقات المثاقفة بسوس- الجزء الثاني
- مفارقات المثاقفة بسوس - الجزء الأول
- الحجاب الإسلامي: من تأنيث الألوهية إلى تذكيرها/الجزء الثاني
- الحجاب الإسلامي: من تأنيث الألوهية إلى تذكيرها
- التمركز العقدي في الرحلات السفارية / المثاقفة المستحيلة /الج ...
- التمركز العقدي في الرحلات السفارية / المثاقفة المستحيلة /الج ...
- التمركز العقدي في الرحلات السفارية / المثاقفة المستحيلة
- في نقد الفكر الإصلاحي:نموذج عبد المجيد الشرفي(5)
- في نقد الفكر الإصلاحي:نموذج عبد المجيد الشرفي (4)
- في نقد الفكر الإصلاحي:نموذج عبد المجيد الشرفي (3 )
- في نقد الفكر الإصلاحي:نموذج عبد المجيد الشرفي (2 )
- في نقد الفكر الإصلاحي:نموذج عبد المجيد الشرفي (1 )
- جودة التعليم-نحو قطيعة لغوية مع الإكليروس اللغوي
- المحرقة المغربية - تأملات في تراجيديا العصر الطحلبي
- أندريه كونت- سبونفيل-فضيلة التسامح
- في نقد الخطاب الاصلاحي -( نموذج الصادق النيهوم )


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم ازروال - الانسداد النظري لما بعد العلمانية - نقد تفكيكية علي حرب 3