أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل البيطار - وانتهت رحلة حماس ...















المزيد.....

وانتهت رحلة حماس ...


فيصل البيطار

الحوار المتمدن-العدد: 2809 - 2009 / 10 / 24 - 22:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما هو متوقع، اصدر الرئيس عباس اخيرا قراره بتحديد يوم الرابع والعشرين من يناير العام القادم موعدا لإنتخابات متزامنه للرئاسه والمجلس التشريعي في القدس والضفه الغربيه وقطاع غزه، ومنذ اللحظه الأولى حظي هذا القرار بموافقة وتأييد المنظمات الفاعله في منظمة التحرير الفلسطينيه والمعنيين بالشأن الفلسطيني بشكل عام، بل كان التخوف لدى العديد من الأوساط من الا يقدم عباس على هذه الخطوه لسبب او آخر رغم ان الشارع الفلسطيني بات مهيئا لها ومدعوما بموافقة انظمه عربيه وفي المقدمه منها مصر التي رعت المصالحه الفلسطينيه منذ مايزيد على العشرة اشهر، وقد جاء قرار عباس هذا بعد زيارة لها استمرت لعدة ايام . وكما هو متوقع وضمن السياق الذي اعتدنا عليه من حركة حماس، فقد رفضت وقبل ان يبرد رغيفها قرار عباس هذا مدعيه تارة انه غير قانوني ولا دستوري بإعتبار ان الرئيس قد انتهت ولايته ولا يحق له إصدار القرارات وتارة اخرى بإن هذا القرار من شأنه ان يعمق الإنقسام الفلسطيني وان الإنتخابات يجب ان تجري بالتوافق بين الأطراف الفلسطينيه المختلفه وانها بالقطع غير معنية بها . الذي يعني دون لبس من انها سوف تمنع فلسطينيي القطاع من ممارسة حقهم في المساهمه في رسم ملامح السياسه الفلسطينيه القادمه عبر صناديق الإقتراع، كما منعت من قبل ناشطي حركة فتح هناك من المساهمه في مؤتمرهم الوطني السادس . الرفض هذا جاء على لسان ناطقهم الرسمي من غزه وعلى لسان نائب رئيس المجلس التشريعي من رام الله، ولكن الذي يثير الضحك والإستهزاء هو الرفض الذي جاء من دمشق على شكل بيان مشترك بين حماس وحركة الجهاد الإسلامي، فالكل يعلم ان حركة الجهاد لم تشارك في الإنتخابات السابقه وهي ضد المشاركه في الإنتخابات اللاحقه وتحت اية ظروف، مستنده في موقفها هذا على ايدلوجيتها الدينيه الخاصه بها، وعليه فإن رفضها ببيان مشترك مع حماس لا يفهم إلا ضمن محاولاتهم التقرب منهم خصوصا بعد جمله من الإشكالات التي حصلت بين الطرفين وبعد ان رفضت حماس تقديم الدعم المالي لهم . ونحن لا نشك من ان حمله إعلاميه واسعه تطبخ الآن على نار هادئه في مطابخ فضائيات وصحف من لون إيراني- سوري ابطالها من الإخوان المسلمون العرب وتنظيمات فلسطينيه هامشيه مرتهنة الإراده ستكون مادتها الرئيس الفلسطيني وقراره الأخير .
واستنادا للواقع وقراءة ماجرى في جولات المفاوضات الست ومن ثم تنصل حماس من التوقيع على الورقه المصريه بحجج واهيه فإن عباس لم يكن امامه من طريق آخر يسلكه ضمانا لإستمرار الشرعيه الفلسطينيه ممثله بهيئتيها التشريعيه والتنفذيه لأهميتها على الصعيد الدولي وفي مجريات الصراع مع العدو الإسرائيلي، فالإنقسام الفلسطيني بات حقيقه واقعه على الأرض ولا حل يبدو في الأفق لمعالجته، والقناعة تزداد من ان قرار حماس ليس بيدها بل وليس من مصلحتها السعي نحو مصالحه تأخذها لإنتخابات قد تخسر بها ماحققته في سابقتها، فشعبية حماس اليوم في الضفه الغربيه وقطاع غزه ليست هي التي كانت عليه يوم الإنتخابات قبل اربعة اعوام . يضاف الى هذا ان عالم اليوم الداعم لإقامة دوله فلسطينيه قابله للحياه سوف يتردد في الإستمرار في دعمه واتخاذ مواقف جذريه فيما لو غابت الشرعيه الفلسطينيه عن الوجود لأي سبب كان .
ان الإحتكام لرأي الشارع الفلسطيني عبر صناديق الإقتراع هو المخرج العملي والوحيد الآن للخروج من هذا المأزق الذي وضعت فيه حركة حماس كل الشعب الفلسطيني وحركته الوطنيه ورهنت فيه مستقبل قضيته الوطنيه لإرادات واجندات ليس لهم فيها اي مصلحه راهنه او مستقبليه، في الوقت الذي يلتهم فيه غول الإستيطان الإسرائيلي اراضي مدينة القدس الشرقيه والضفه الغربيه دون رادع وطني وهو الأهم والذي لن يتوفر بكفاءه عاليه في ظل الإنقسام الفلسطيني الحالي . الكل الوطني الفلسطيني من منظمات سياسيه الى هيئات واتحادات ونقابات وإعلام وشخصيات مستقله وغيرهم كانت تفضل رأب هذا الصدع الإنقسامي اولا ثم الذهاب للإنتخابات والمصالحه قد تم انجازها فعلا . إلا أنه وبعد هروب حماس من التوقيع على ورقة المصالحه المصريه لم يكن من طريق آخر امام الرئاسه الفلسطينيه وبدعم من المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينيه سوى إجراء الإنتخابات في موعدها المحدد مطلع العام القادم لتتحمل حماس وحدها مسؤولية الإنقسام في صفوف الشعب وارض الوطن وكل ما يترتب عليه من تعطيل مشروع طرد الإحتلال وبناء الدوله المستقله .
حركة حماس متخوفه اصلا من نتائج الإنتخابات القادمه بعد انحسار شعبيتها إن في الضفة او القطاع حسب استطلاعات عديده اجرتها مراكز محايده ومتخصصه لقياس الرأي العام الفلسطيني، وقد حاولت بإستماته تفصيل قانون انتخابي يقلل من فرص نجاح مكونات فلسطينيه صغيره لتنحصر المنافسه الفعليه بينها وبين حركة فتح ولتضمن هي ما تعتقده من فوز بولاية ثانيه، متمسكة بصيغة 40% للدوائر و60% للقوائم وبنسبة حسم عاليه تصل الى 7.5% لإنتخابات الرئاسه والتشريعي، وتوافق بكل رحابة صدر على إجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني داخل الوطن وخارجه وفقا لقاعدة التمثيل النسبي الكامل وبدون نسبة حسم . وبهذا تكشف عن انتهازيتها العريقه إذ انها تعلم أن تواجدها ونفوذها في اوساط فلسطينيي الشتات محدودا وغير فاعلا الذي من شأنه ان يمكنها حسب هذه الصيغه من الوصول للمجلس الوطني بحجم غير قادره على تحقيقه فيما لو تم اعتماد صيغتها للتشريعي والرئاسه .
وبكل الأحوال فان اطروحات حماس الخاصه بالمصالحه ليس من هدف لها سوى وضعها على الرف وتعطيلها الى الأبد وبضمنها التوافق على صيغه للإنتخابات تجد القبول لدى كافة الأطراف الفلسطينيه ، لقد ارادت من إنتخابات عام 2006 المباركه من الرب الجاثم في مخيلتها، ان تكون هي الأخيره في تاريخ شعب فلسطين وليس من بعدها إلا الإماره الإسلاميه التي لن تخضعها لإمتحانات الديمقراطيه والحق بتداول السلطه سلميا عبر صناديق الإقتراع، فلا ايدلوجيتها الغيبيه ولا طموحاتها السياسيه والماليه تسمح لها بإنتخابات تغيب سيطرتها عن قطاع غزه فيما لو جرت بنزاهه وشفافيه كالتي جاءت بها قبل اربع سنوات، هذه هي الإماره الوحيده لجماعة الإخوان المسلمين التي تحققت على الأرض منذ ان تم تأسيسها منذ ثمانية عقود ولن تفرط بها إلا اذا ارغمت على هذا وبنفس طريقة انقلابها الدامي منتصف عام 2007 ، وهي الإماره التي توفر لها عبر تجارة الأنفاق المخزيه وعبر الدعم الإيراني ما لم تكن تحلم به من اموال ونفوذ سياسي . ورغم ان هذه الجماعة لم تقدم في قطاع غزه نموذجا للحكم يلبي احتياجات المواطن الفلسطيني في الدفاع عن امنه الوطني وتوفير الضرورات الحياتيه له، ورغم فشلها في طرح رؤية واقعيه ومعقوله تدعم ازاحة الإحتلال الإسرائيلي عن الأراضي المحتله وإقامة الدولة الفلسطينيه بعاصمتها القدس الشرقيه . رغم هذا وغيره فان اصرارها مازال على حاله في الهروب نحو سياسة نزقه الحقت ضررا بالغا بحياة سكان القطاع وبنيته التحتيه ومجمل النضال الوطني الفلسطيني متلحفه بشعارات المقاومه الزائفه والمؤجله منذ العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع الى حين لايعلمه احد، مقدمه مصلحة حزبها الضيقه على مجموع مصالح شعبها الفلسطيني وفي مقدمتها الآن إنهاء الإنقسام والذهاب لصناديق الإقتراع لتكون هي فقط الحكم بين الأطراف والأفكار المتصارعه .
قرار الرئيس الفلسطيني هذا يجب ان يدعمه قرارات أخرى وخاصه تلك المتعلقه بالإعداد لإنتخابات المجلس الوطني الفلسطيني وعلى قاعدة التمثيل النسبي الكامل داخل الوطن وخارجه لتكن متزامنه مع انتخابات التشريعي والرئاسه ودون الإلتفات للإنقساميين ومن يدفع بهم من الخلف، وبنفس الوقت التوقف عن اللهاث خلف المصالحات الثنائيه عديمة الجدوى كما برهنت سنتين من الأحداث المؤلمه والداميه والتوجه بدلا عن هذا نحو إشراك الكل الوطني الفلسطيني بالهم الفلسطيني وعلى اسس واضحه كما حددته بنود اتفاق القاهره ووثيقة الإتفاق الوطني التي اعقبته فالهم الوطني مشترك ويطال الجميع وليس فقط حركتي فتح وحماس .
حماس برفضها توقيع الورقه المصريه قد اغلقت بالفعل ابواب المصالحه الفلسطينيه وهو الذي دفع " ابو مازن " لإتخاذ قراره الدستوري ذاك، لكنها ومن حيث تدري او لا تدري قد نزعت عنها ثوبها الفلسطيني وتجردت دفعة واحده من وطنيتها الكاذبه، وبات مطلوبا من كل الوطنيين لفظها ومعاقبتها وعلى الحكومه الفلسطينيه ان تجد الآليات للتعامل مع اهل غزه بمعزل عنها، وان اقتضى الأمر ايقاف كل الدعم والخدمات المقدمه للقطاع ولتتكفل حركة حماس بإمارتها الإسلاميه طالما هي لا تعترف بالرئاسه ولا الحكومه ولا نتائج الإنتخابات القادمه .
هذا الموقف تتحمل مسؤوليته حركة حماس وحكومتها الأبديه كما ارادتها وليس غيرهم، ولا يجب الإنصياع لإزدواجية التعامل التي تنتهجها، الترويج لعدم دستورية وقانونية سلطة رام الله من جهه ومطالبتها بالخدمات والأموال من جهه اخرى .
لقد انتهت رحلة حركة حماس المراوغه وسوف يدرك قادتها قريبا انهم في مأزق ليس من السهل الهروب منه ولا حتى بحملات الشتم البائسه واتهام الآخرين بالتواطؤ مع الأمريكان والإسرائيليين وهو الذي من شأنه ان يعكس نفسه على مراكز القوى داخلها مما سنلاحظه حتى قبل الإستحقاق الإنتخابي .



#فيصل_البيطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا إتفاق فلسطيني ... فما الحل ؟
- سوريا والتزاماتها مع دول الجوار .
- القائمه المفتوحه ... خيار الشعب العراقي .
- سوريا ما زالت بعيده ...
- حماس واكذوبة المصالحه الفلسطينيه .
- شهادة - حيدر- وشهادتي...عن المجاهدين المنافقين .
- قدسية المسجد الأقصى ... بين الدين والسياسه .
- لسايكس – بيكو ..... لا عليها / رؤيه واقعيه تدحض اوهام القومي ...


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل البيطار - وانتهت رحلة حماس ...