أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مرح البقاعي - جينات لغوية














المزيد.....

جينات لغوية


مرح البقاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2809 - 2009 / 10 / 24 - 12:32
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


"أجمل قصة عن اللغة"


قراءة: مرح البقاعي

يبحث كتاب أجمل قصة عن اللغة في 232 صفحة عن منابع اللغات البشرية ومساقطها وما بينهما من التواءات لفظية ومحكيّات سمعية، وذلك في مجموعة من الحوارات مع أعلام في علم اللسانيات واللغة هم: باسكال بيك- لوران ساغار- جيسلان دوهان..

تقول سيسيل ليستيان في مقدمة الكتاب:" في رصيد خاصيات الإنسان دماغ عظيم غير مكتشَف بعد بالكامل، ناهيك عن اللغة، التي تعد ملكة تدعو إلى الانبهار، لأنها تتيح مفهومي الفطري والمكتسب، إذ أنها راسخة في طبيعتنا البيولوجية ككائنات بشرية، كما أنها تتصف في الوقت نفسه بطابعها الثقافي للغاية".

يفيد باسكال بيك وهو باليو أنثروبولوجي ومحاضر في الكوليج دو فرانس، أن حكاية الأصول، أي التكيف التطوري الذي أدى إلى ظهور اللغة، "وأن نقطة الاختلاف القائمة بين التواصل الكلامي وملكة اللغة التي نملكها تكمن في الإبداعية، إذ أنه يمكننا بالطبع أن نقف مندهشين بحق أمام روعة تغريد العصافير وأمام تعقيد رقصة النحل، غير أن هذه التواصلات غير الكلامية هي محصورة جدا في واقع الأمر. فالحيوانات تتواصل لتتنادى ولتدافع عن نفسها أو لتهجم أو لتستسلم أو لتجامع أو لتلقي التحية... أما الإنسان فهو يتبجح بأنه الوحيد الذي يتمتع بملكة لغوية. فمنذ سلمنا بأن أصل الإنسان قرد، لم نكلّ ولم نملّ من التنقيب عما يحرر الإنسان من الوضع الحيواني، وتشكل اللغة الحد الأخير الفاصل الذي يميز الإنسان عن الحيوان".

إذاً، ماذا نعرف عن اللغات التي كان يتكلمها أسلافنا؟ وهل إن اللغات المحكية اليوم تتحدّر من لغة أم واحدة؟ ثمة أمر واحد مؤكد ، ألا وهو : منذ أن عرف البشر الكلمة، ما انفكّت اللغات تتنوع. هذه هي القصة الحقيقية لأسطورة بابل التي تمتد على مدى عشرات آلاف السنين. وتبرهن لنا إعادة شريط الزمن أن "لهجاتنا المحلية" قد عرفت قوانين خاصة سنعمد إلى اكتشافها. إننا نحصي اليوم ما يناهز 6000 لغة محكية في مختلف أصقاع الأرض، منها حوالي 800 لغة تحكى في جزيرة غينيا الجديدة فقط، لكن هذه الثروة اللغوية مهددة بالانقراض بحلول نهاية القرن. ويرفع بعض المتشائمين عدد اللغات المهددة بالاندثار الى 90% من مجمل لغات العالم. فهل سيتكلم العالم بأسره خلال المئة سنة القادمة اللغة الانكليزية، أو الصينية، كما تكهّن بعض من المتشائمين؟

إن الإعلان العالمي بشأن التنوع الثقافي الذي أطلقته منظمة اليونيسكو، يحمل في طياته الجواب عن هذا السؤال عندما ذكر أن التنوع الثقافي يعادل في أهميته بالنسبة للبشرية أهمية التنوع البيولوجي بالنسبة للطبيعة. والحال أن ضمان التعدد الثقافي هو رهن بالتنوع اللغوي القادر على تحريك هذا التواصل. والمنظمة باختيارها حماية وتكريس التعدد اللغوي والتنوع الثقافي شعارا إنما تهدف إلى تأكيد أهمية الانفتاح على الآخر وعلى مختلف أشكال التبادل بين بني البشر، كما تهدف إلى التوجيه لأهمية الترجمة في صيانة الهويات اللغوية والثقافية في العالم والحيلولة دون طمس الخصوصيات الثقافية واستلاب الهوية.

يشير لوران ساغار، وهو ألسني ومدير أبحاث في المجلس الوطني للبحث العلمي الفرنسي، والذي سمح له إلمامه باللغة الصينية بأن يصبح واحدا من أبرز الاختصاصيين العالميين في الألسنية التاريخية التي تعنى بدراسة لغات شرق آسيا، ضاربا عرض الحائط بانشغالات الصفائيين الذين يرمون إلى تحجير اللغة فوحدها، برأي ساغار- اللغات الميتة لا تتطور! حيث يحمل راية الدفاع عن التعددية اللغوية، لأنها السلاح الأفضل للمحافظة على تنوع اللغات.

أما جيسلان دوهان، طبيبة الأطفال ومدبرة أبحاث في المجلس الوطني للبحث العلمي في الكتاب الحواري هذا عن معجزة البدء بالكلام حين يغدو الطفل الحديث الولادة خلال ثلاث سنوات متكلما متشدقا قادرا على سرد الحكايات . وتحاول أن تجيب عن أسئلة عديدة في مقدمتها: كيف يكون هذا التعلم السريع ممكنا؟ وكيف ينجح الطفل في تمييز صوت والديه عن سائر الأصوات المحيطة به؟ وكيف يتعرف على الكلمات في دفق الكلام المستمر؟ وكيف يتمرن للسيطرة على مئات العضلات الضرورية للتلفظ بالكلام؟ وكيف يتعلم قواعد النحو في لغته الأم من دون أن يعلمه إياها أحد؟

في هذا الكتاب المثير يتعاون الباحثون الثلاثة ليرووا لنا، بكلام بسيط، إحدى أجمل قصص البشرية: قصة اللغة، إذ أن " الإنسان العاقل هو قبل كل شيء إنسان متكلّم" كما يقول هومو لوكوينز.

الكتاب: اجمل قصة عن اللغة
الكاتب: باسكال بيك، لوران ساغار، جيسلان دوهان
حوار الصحافية سيسيل ليستيان
ترجمة: ريتا خاطر
الناشر: المنظمة العربية للترجمة، مركز دراسات الوحدة العربية بيروت 2009




#مرح_البقاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرح البقاعي: الإنسان أولا ثم الأرض
- نصّي قميص عثمان
- زفرة
- لماذا لا يكرهون العائلات السياسية؟
- الحريّات الشباب التنمية
- مدار
- كسرة
- زعل
- هكذا
- بذرة
- خلوة
- أوباما الرسول، وشعراء باره جنار
- زهرة شانه ده ر
- نجمة آنّا
- خشخاش
- نطفة
- قصيدتان
- قَبْلَ الحب
- كلام
- بنداوار !


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مرح البقاعي - جينات لغوية