أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حامد مرساوي - قشرة البرتقال/ 10 شرنقة وعذابات














المزيد.....

قشرة البرتقال/ 10 شرنقة وعذابات


حامد مرساوي

الحوار المتمدن-العدد: 2809 - 2009 / 10 / 24 - 08:23
المحور: سيرة ذاتية
    


من المعجب تتبع نتوءات الحب عبر ملامحه الجميلة كما عبر عذاباته المحزنة الموازية. وكأن من قال "الحب حلاوته فعذابه" لخص معادلاته المركبة في هذه الجملة الجامعة المانعة.
هبكما حبيبان جالسان على ربوة، تتأملان قصتكما الملتوية في الزمان والمكان، كما في التواءات الجهاز العصبي في كل واحد منكما. ثم تخيلا نفسيكما أمام محللين من أصناف واختصاصات متعددة.
ما الذي سيراه المحلل السيكولوجي؟
ما الذي سيراه المحلل السوسيولوجي؟
ما الذي سيراه الأنتربولوجي؟
ما الذي سيراه المحلل البيولوجي؟
سنجد أنفسنا أمام أربع حكايات. أربع خرافات. وأمام قصة حياة واحدة ذات وجهين. وجهها. وجهه. عذاباتها. عذاباته. حماقاته. حماقاتها. جمالياتها. اشتياقاته. ولهها. ولهه.
سيطلب القارئ من القاص أن يغير السرعة نحو ربح الوقت لإعطاء الفرصة للقصة كي تحكي عن نفسها. بدل البطء المزعج والمقدمات الملتوية. هي ليست مقدمات ملتوية. فقط محاولة أفضل لاختيار زوايا المعالجة. محاولة لإشراك القراء في التأمل الذاتي لقصة سعاد وأحمد من زاوية داخلية.
لو تمعنا في غرامياتهما، لحصلنا على نموذج من المحبة بين مواطنين في المجتمع المغربي، الذي يمر بانتقال شامل من المجتمع المغلق المحنط ضمن مؤسسة الزواج، إلى مجتمع مفتوح على الحرية الفردية، حالة الدودة التي تعيش شرنقتها لتتولد منها الفراشة الحرة في الفضاء بجناحي الحرية.
في كل من أحمد وسعاد بقايا دودة المجتمع المغلق، وملامح الفراشة المتحررة في فضاء المجتمع المفتوح على الحرية الفردية. ولحظات الشرنقة مجسدة في عذابات متنوعة التمظهر. عذابات محض غيرة وتأويل ذاتي مغرض، من جهة ومن أخرى. تارة تتأوه. تارة يزمجر. كل يختار لحظته ليتوعد حبيبه بالهجر أو ليبدي حقنة من اليأس القاتل أو من هدر الطاقة أو من التشبع والقنوط من رد فعل ما....
عبارات كما لو كان الرشاش يلقي ذخيرته على الحبيب الخصم ليرذيه ذليلا أمام جبروت الغيرة في لحظات من سمومها المؤذية. عبارات في الخانة السرية الحميمة من قنوات الفييسبوك. أو رسائل الهاتف المحمول لحظة انقطاع الاتصال عبر السمع المباشر. أو رسائل صوتية ملئها الحزن أو التوعد أو اليأس أو تأويل لسلوك موضوع سوء فهم. أو تصادف مغرض لمواجهات بالصدفة أو بسبق الإصرار والترصد.
تأتي العبارة جسورة ملئها الغيرة، ثم يتحول التعبير إلى ملاكمة بخلفية ربح الجولة بالنقط المنطقية وبإغفال الحبيب الخصم، لتصيد نتوءات تعبيره قصد استخراج خلاصات مغرضة من ظلال المعنى أو من سياق المبنى اللغوي.
غالبا ما تخفي تلك المعارك الكلامية رغبة في استخراج مكنون المحبة في صيغه المختلفة. كما لو كان الحب قنفودا. والمغاربة مولعون بلعبة إخراج رأس القنفود من جلبابه الشوكي، عبر الإمعان في تعذيبه، بحكه مع صخرة أو مع أي سطح صلد للتمكن من إيلامه وإرغامه على الاستسلام. هنا تبرز حكمة المغاربة في القول السابق الذكر " الحب حلاوته فعذابه".
لا ننسى أن هذه اللعبة الغرامية المؤذية لنفسي العاشقين، كأنها استبدال للحظة الحب الجسدية التي يملأها الاحتكاك قصد بلوغ حلاوة الرعشة. ولعل النفسية الغرامية في حد ذاتها، كما الطبيعة لا تحب الفراغ. فتلتف على الغياب عبر التلذذ المؤلم. فيصبح الحوار مادة لاستخراج مني ناعم هلامي عبر الأثير بكيفية لا تمت للحلاوة الجنسية بصلة. لعبة التناقض تلك عين الطبيعة التي تتشكل دائما وأبدا من المظاهر أو الميكانزمات المتناقضة





#حامد_مرساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قشرة البرتقال/ 11 حالة حب في المشرحة
- قشرة البرتقال/ 9 الإقبال على الحياة
- قشرة البرتقال/ 5 تسميم الحلم
- قشرة البرتقال/-4 -موت- كالذبح الخاطف
- قشرة البرتقال/ 3 - -الخلوة- بسعاد
- قشرة البرتقال/2-الخرجة- مع سعاد
- قشرة البرتقال/ 1- السفر الحزين


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حامد مرساوي - قشرة البرتقال/ 10 شرنقة وعذابات