أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود السيد الدغيم - المعلقة الحادية عشرة ، معلقة سوريا الأسيرة















المزيد.....


المعلقة الحادية عشرة ، معلقة سوريا الأسيرة


محمود السيد الدغيم

الحوار المتمدن-العدد: 853 - 2004 / 6 / 3 - 05:01
المحور: الادب والفن
    


تحية طيبة وبعد
إن المعلقة الحادية عشرة هي تصوير شعري لواقع سوري فاسد، وقد نشرت بعض أبياتها في نشرة كلنا شركاء، واعتذرت النشرة عن نشر القصيدة كاملة، وقدمت تعليلا للأسباب
وقد وصلني أكثر من بريد إليكتروني يتضمن المطالبة بنشرها كاملة لأنها تعبر عن واقع مؤلم يعاني منه المواطنون السوريون بكل أطيافهم ومللهم ونحلهم جراء الحياة في الزنزانة الكبرى التي أصبح اسمها رمزا لأسوارها، فاسم سوريا والسور يشتركان في ثلاثة أخماس الأحرف: سور... يا ... صابرين
وأرجو نشر القصيدة كاملة فقد كتبتها في وقفة صدق مع الذات، ومع الوطن والمواطنين

الْمُعَلَّقَةُ الحادية عشرة
مُعلَّقةُ الجبهة اللاوطنية اللاتقدمية السورية
بل مُعلقة كلنا شركاءءءءء
بانوراما التراجيديا السورية المعاصرة
لندن 22 – 03- 2004م
شعر الدكتور محمود السيد الدغيم
كَذَبُوْا، وَقَاْلُوْا: "كُلُّنَاْ شُرَكَاْءُ" (1)
وَالنَّاْسُ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ أَعْدَاْءُ

أَعْدَاْءُ سُوْرِيَا الَّتِيْ قَدْ هَدَّهَاْ
نَهْبُ اللُّصُوْصِ وَمَاْ جَنَى الأَعْضَاْءُ

أَعْضَاْءُ حِزْبِ الْبَعْثِ شَنُّوْا حَمْلَةً
هَمَجِيَّةً ، وَتَغَطْرَسُوْا وَأَسَاْؤُوْا

بَعْدَ اغْتِيَاْلِ الْبَعْثِ فِيْ حَرَكَاْتِهِمْ
عَبَثُوْا، وَقَاْدَ جُمُوْعَهُمْ غُرَبَاْءُ

كَمْ مِنْ رَفِيْقٍ غَيَّبُوْهُ بِغَدْرِهِمْ
لَمَّاْ أَبَىْ مَاْ رَاْمَهُ السُّفَهَاْءُ

فَالْقَتْلُ وَالسِّجْنُ الْمُؤَبَّدُ صَرْعَةٌ
بَعْثِيَّةٌ عَبَثِيَّةٌ حَمْقَاْءُ

مَنْ قَاْلَ: إِنَّ الْبَعْثَ يَسْمَحُ بِالَّذِيْ
يَجْرِيْ لِتَجْرِيَ فِي الْبِلاْدِ دِمَاْءُ؟؟

مَنْ قَاْلَ: إِنَّ الْبَعْثَ يَقْبَلُ نَهْجَكُمْ؟؟
يَاْ أَيُّهَا الزُّعْرَاْنُ وَاللُّقَطَاْءُ

قَدْ كَاْنَ فِيْ آذَاْرَ بَعْثٌ وَاْحِدٌ
وَأَتَىْ شُبَاْطُ، وَسَاْدَ فِيْهِ مُوَاْءُ

فَإِذَاْ "بِصِبْيَاْنِ الْيَسَاْرِ" قِيَاْدَةٌ
وَإِذَاْ بِأَقْطَاْبِ الْيَمِيْنِ شِوَاْءُ

"حَاْطُوْمُ" يَحْطِمُ "حَاْفِظَاً" وَبِـ "حَاْفِظٍ" (2)
يَتَوَسَّلُ الضُّبَّاْطُ وَالرُّتَبَاْءُ

وَإِذَاْ "بِنُوْرِ الدِّيْنِ" يُصْبِحُ قَاْئِدًا
وَشِعَاْرُهُ: حُرِيَّةٌ وَإِخَاْءُ

وَمُؤَسِّسُ الْبَعْثِ الْمُفَكِّرُ "عَفْلَقٌ" (3)
فِيْ سِجْنِهِ، وَرِفَاْقُهُ سُجَنَاْءُ


هَلْ ذَاْكَ "عَفْلَقُ"، رَاْسِفٌ بِقُيُوْدِهِ؟؟؟
أَعْضَاْؤُهُ، وَثِيَاْبُهُ حَمْرَاْءُ

وَدُمُوْعُهُ تَجْرِيْ عَلَىْ وَجَنَاْتِهِ
لا "الْبَعْثُ" يُنْقِذُهُ، وَلا "الْعَذْرَاْءُ"

تَهْوِي السِّيَاْطُ - عَلَيْهِ - مِنْ أَبْنَاْئِهِ
وَالْبَعْثُ حِزْبٌ مَاْ لَهُ آبَاْءُ

أَيْنَ التَّوَحُّدُ وَالتَّحَرُّرُ بَعْدَمَاْ
عَصَفَتْ "بِثَاْلُوْثِ"( 4) الْمُنَى الأَهْوَاْءُ؟؟؟

وَأَتَىْ "حُزَيْرَاْنُ" (5 ) اللَّعِيْنُ بِنَكْسَةٍ
وَاسْتَسْلَمَ الأَحْفَاْدُ وَالأَبْنَاْءُ

وَطَغَىْ عَلَى "الْجَوْلاْنِ" جَيْشُ عَدُوِّنَاْ
وَتَزَيَّفَتْ بِبِلاْدِنَا الأَشْيَاْءُ

جَيْشٌ يُسَلِّمُ حِزْبَهُ وَبِلاْدَهُ
لِلْغَاْصِبِيْنَ كَأَنَّهُ حُرَبَاْءُ : 6

كُلٌّ يُغَرِّدُ حَسْبَ لَحْنِ فُلُوْسِهِ
وَتَقُوْدُهُ الْبَيْضَاْءُ وَالسَّمْرَاْءُ

قَدْ أَشْعَلُوا النِّيْرَاْنَ فِيْ عَاْدَاْتِنَاْ
وَتَغَيَّبَ الإِسْعَاْفُ وَالإِطْفَاْءُ

حَرَقُوْا بِنَاْرِ الْحِقْدِ زَهْرَ تُرَاْثِنَاْ
فَبَكَتْ عَلَىْ وَرْدِ الشَّآمِ ذُكَاْءُ :7

هَلْ يُخْلِصُوْنَ لِثَوْرَةٍ عَرَبِيَّةٍ؟؟؟
يَبْكِيْ عَلَيْهَا "الثَّوْرُ، وَالْجَوْزَاْءُ

وَالْقَوْسُ، وَالْجَدْيُ" الْمُحَاْصَرُ يَشْتَكِيْ
"وَالدَّلْوُ، وَالسَّرَطَاْنُ، وَالْعَذْرَاْءُ"

مَاْ خَرَّجُوْا "حَمَلاً" لَنَاْ،، بَلْ "عَقْرَباً"
لَدَغَتْ لَدِيْغاً حَوْلَهُ لُدَغَاْءُ

قَدْ حَطَّمُوا "الْمِيْزَاْنَ"، يَاْ "أَسَدَ" الْحِمَىْ
"وَالْحُوْتُ" (8) مَاْتَ، وَبَاْعَهُ الْعُرَفَاْءُ

وَسَرَتْ عَلَى الْبَعْثِ "السَّرَاْيَاْ" (9) فَجْأَةً
فَتَغَيَّرَتْ بِهُجُوْمِهَا الأَنْوَاْءُ

رَفَعَتْ عَلَى الْبَعْثِ الْقَدِيْمِ سِلاْحَهَاْ
فَاسْتَيْقَظَتْ مِنْ نَوْمِهَا الْبَلْهَاْءُ

فَإِذَاْ "بِصَاْعِقَةِ" (10) النِّضَاْلِ ضَحِيَّةٌ
مَشْلُوْلَةٌ، مَنْبُوْذَةٌ، خَرْسَاْءُ

يَعْدُوْ عَلَيْهَاْ كُلُّ وَغْدٍ غَاْدِرٍ
آذَاْنُهُ - عَنْ حَقِّهَاْ - صَمَّاْءُ

فَالْبَعْثُ فِيْ "تَشْرِيْنَ"( 11) صَاْرَ مَطِيَّةً
لِلطَّاْمِعِيْنَ، لِيَفْعَلُوْا مَاْ شَاْؤُوْا

ذُبِحَ الْيَسَاْرُ، وَقُيِّدَتْ أَقْطَاْبُهُ
- فِي السِّجْنِ - حَيْثُ اسْتَفْحَلَ الإِقْصَاْءُ

وَحُمَاْةُ حِزْبِ الْبَعْثِ صَاْدُوْا بَعْضَهُمْ
مِنْهُمْ بَلاْءٌ - لِلرِّفَاْقِ - وَدَاْءُ

هَذَاْ "زُعَيِّنُ" (12) فِي الْقُيُوْدِ مُكَبَّلٌ
وَابْنُ "الأَتَاْسِيْ" (13) نَاْئِحٌ بَكَّاْءُ

سُمِلَتْ عُيُوْنُ الثَّاْئِرِيْنَ ، وَقُطِّعَتْ
أَطْرَاْفُهُمْ، وَتَعَذَّبَ الشُّرَفَاْءُ

سَفَكُوْا دَمَ "الْبِيْطَاْرِ" (14) دُوْنَ جِنَاْيَةٍ
وَتَآمَرَ النُّقَبَاْءُ وَالْعُمَدَاْءُ

بَاْرِيْسُ تَعْرِفُ مَنْ أَرَاْقَ دِمَاْءهُ
يَاْ أَيُّهَا الأَخْوَاْلُ، وَالنُّجَبَاْءُ!!!

لاْ شَكَّ أَنَّ الْقَاْتِلِيْنَ رِفَاْقُكُمْ
وَعِظَاْمُهُمْ؛ وَعُيُوْنُهُمْ زَرْقَاْءُ

أَخَذُوا الأَوَاْمِرَ مِنْ غُوَاْةِ فَرِيْقِهِمْ
وَتَفَاْقَمَ الإِغْرَاْءُ ؛ وَالإِغْوَاْءُ

وَبَنَىْ بُنَاْةُ الطَّاْئِفِيَّةِ جَيْشَهُمْ
مِنْ آلِهِمْ؛ فَتَكَاْثَرَتْ أَرْزَاْءُ

وَتَكَشَّفَتْ لِلنَّاِبِهْيْنَ مَصَاْئِبٌ
كُبْرَىْ لَهَاْ فِي الأَكْرَمِيْنَ بَلاْءُ

فَاللِّصُ يَمْشِيْ فِي النَّهَاْرِ مُفَاْخِراً
وَعَلَيْهِ يُثْنِي الْقَاْدَةُ السُّخَفَاْءُ

وَالثَّاْئِرُ الْبَعْثِيُّ طَلَّقَ بَعْثَهُ
وَتَبَعَّثَ الأَنْذَاْلُ؛ وَالطُّلَقَاْءُ

فَإِذَاْ بِحِزْبِ الْبَعْثِ يُمْسِيْ لُعْبَةً
هِيَ لِلْعَسَاْكِرِ رَشْوَةٌ؛ وَعَطَاْءُ

قَدْ كُنْتُ بَعْثِياًّ (15) ، وَأَعْرِفُ مَاْ جَرَىْ
لَمَّاْ طَغَى الْحَدَّاْدُ ؛ وَالْحَذَّاْءُ

شَاْهَدْتُ آلاْفَ الرِّفَاْقِ تَجَنْدَلُوْا
لَمَّاْ دَهَتْنَاْ حَمْلَةٌ دَهْيَاْءُ

هِيَ حَمْلَةٌ مِنْ حِزْبِنَاْ؛ وَجُيُوشِنَاْ
لَكِنَّهَاْ مَسْمُوْمَةٌ رَقْطَاْءُ

لَمْ يَتْرُكُوْا بُرْجاً مَنِيْعاً صَاْمِداً
إِلاَّ وَعَمَّتْ أَهْلَهُ الضَّوْضَاْءُ

هَدَمُوا الْبُرُوْجَ؛ وَشَرَّدُوْا أَصْحَاْبَهَاْ
فَإِذَاْ بِهَاْ مَهْجُوْرَةٌ سَوْدَاْءُ

ذَبَحُوْا سُرَاْةَ الْبَعْثِ فِيْ أَوْطَاْنِهِمْ
وَتَحَكَّمَ الْمَدْسُوْسُ؛ وَالْوَشَّاْءُ

لَمْ يَنْجُ أَيُّ مُنَاْضِلٍ مِنْ شَرِّهِمْ
إِلاَّ أَرَاْقَ دِمَاْءهُ الْمَشَّاْءُ

وَسَعَى الْوُشَاْةُ؛ فَفَرَّقُوْنَاْ؛ وَانْتَهَىْ
بَعْثٌ رَحِيْمٌ، وَانْتَهَى الإِحْيَاْءُ

قَدْ حَوَّلُوا الْبَعْثَ الْمُكَاْفِحَ عُصْبَةً
فَتَكَتْ بِأُخْرَىْ رَاْعَهْا الإِيْذَاْءُ

لَمْ يَتْرُكُوْا لَوْناً؛ وَلاْ طَعْماً بِهَاْ
وَسْطَ النَّهَاْرِ تَلُفُّهَا الظَّلْمَاْءُ

وَجَمِيْعُ أَبْنَاْءِ الْكِرَاْمِ بِمَسْلَخٍ
سُلِخَتْ بِهِ أَمْجَاْدُنَا الشَّمَّاْءُ

سُلِخَتْ بِأَيْدِي الأَبْعَدِيْنَ نِكَاْيَةً
بِالأَقْرَبِيْنَ؛ وَزُوِّرَتْ أَسْمَاْءُ

وَتُحَاْصِرُ الشَّعْبَ الْكَرِيْمَ عِصَاْبَةٌ
مَشْبُوْهَةٌ؛ مَرْفُوْضَةٌ؛ رَعْنَاْءُ

تَأْتِي الأَوَاْمِرُ مِنْ مَطَاْبِخِ ضِدِّنَاْ
فَيُصَبُّ - فِيْ قِدْرِ الْوِدَاْدِ - جَفَاْءُ

فَإِذَاْ بِأَرْضِ الشَّاْمِ تَبْكِيْ فِتْيَةً
أَقْوَاْلُهُمْ؛ وَفِعَاْلُهُمْ غَرَّاْءُ

غَاْبُوْا؛!!! وَآلاْفُ الْمَسَاْكِنِ أَقْفَرَتْ
وَسَطَاْ عَلَىْ أَصْحَاْبِهَا الْجُبَنَاْءُ

لاْ مَاْءَ؛ لاْ خَضْرَاْءَ؛ لاْ وَجْهاً بِهَاْ
حَسَناً، وَلاْ بَقِيَتْ بِهَاْ حَسْنَاْءُ

قَتَلُوْا أُمَيَّةَ - فِيْ دِمَشْقَ - وَهَرْوَلُوْا
نَحْوَ الْعَدُوِّ، فَهَلَّلَتْ غَوْغَاْءُ

وَبَكَتْ - عَلَىْ جَوْلاْنِنَاْ - بَغْدَاْدُنَاْ
فَتَفَاْصَحَ الْمَشْبُوْهُ؛ وَالْوُأَوَاْءُ

وَتَقَزَّمَ الأَبْطَاْلُ فِيْ أَيَّاْمِهِمْ
فَتعَمْلَقَ النُّوَّاْبُ؛ وَالْوُزَرَاْءُ

نُوَاْبُنَاْ أَنْذَاْلُنَاْ؛ وَلُصُوْصُنَاْ
حَكَمُوْا؛ فَدَاْسَ حُقُوْقَنَا الْحُقَرَاْءُ

قَدْ شَرَّعُوْا أَبْوَاْبَنَاْ لِعَدُوِّنَاْ
فِيْ لَيْلِنَاْ ؛ فَتَبَخَّرَتْ أَضْوَاْءُ

مَاْ عَاْدَ نُوْرُ الْحُبِّ يَسْطَعُ بَيْنَنَاْ
فَاللَّيْلُ – "لِلشَّاْمِ الشَّرِيْفِ" - وِعَاْءُ

حَيْثُ الْوَزَاْرَةُ لِلْجِبَاْيَةِ؛ وَالْخَنَاْ
وَمِنَ الْوَزَاْرِةِ مِحْنَةٌ؛ وَبَلاْءُ

فَبِرَأْسِ كُلِّ وَزَاْرَةٍ لِصٌّ؛ وَفِيْ
آذَاْنِهَاْ الإِنْصَاْتُ؛ وَالإِصْغَاْءُ

يُصْغِيْ اللُّصُوْصُ إِلَىْ رَئِيْسِ وَزَاْرَةٍ
لَهُ - بِاللُّصُوْصِ - مَوَدَّةٌ وَلِقَاْءُ

وَلِذَاْكَ قَاْلُوْا فِي الشَّآم؛ وَكَرَّرُوْا:
إِنَّ الْوَزَاْرَةَ؛ وَاللُّصُوْصَ سَوَاْءُ

لَكِنَّ بَعْضَ النَّاْسِ قَاْلُوْا: صَحِّحُوْا:
إِنَّ الْوَزَاْرَةَ - لِلُّصُوْصِ - غِطَاْءُ

إِنَّ الْبِلاْدَ مَعَ الْعِبَاْدِ ضَحِيَّةٌ
فَتَنَبَّهُوْا يَاْ أَيُّهَا الثُّقَلاْءُ

أَ فَمَاْ رَأَيْتُمْ يَاْ عُتَاْةُ بِلاْدَنَاْ؟؟
كَيْفَ اسْتَبَدَّ بِأَهْلِهَا الإِعْيَاْءُ؟؟

وَالْمُخْبِرُ الْجَاْسُوْسُ صَاْرَ مُنَاْضِلاً
يَعْوِيْ ؛ فَتَعْوِيْ - حَوْلَهُ - الْعُمَلاْءُ

وَيُبَرِّرُوْنَ الْقَمْعَ بِالأَمْنِ الَّذِيْ
يَحْلُوْ لَهُمْ، فَتُبَدَّلُ الآرَاْءُ

وَتُحَوَّلُ الْجَبَهَاْتُ مِنْ جَوْلاْنِنَاْ
نَحْوَ الشَّمَاْلِ (16)؛ فَيَكْثُرُ الْبُؤَسَاْءُ

كُلٌّ يُنَاْفِقُ كَيْ يَنَاْلَ نَصِيْبَهُ
وَيُدَجَّنُ الْكُتَّاْبُ وَالشُّعَرَاْءُ

فَتَرَى الْمُفَكِّرَ جَاْمِداً وَمُنَاْوِراً
وَنَصِيْبُهُ - بَدَلَ الْوِسَاْمِ - حِذَاْءُ

يَضَعُ الْحِذَاْءَ عَلَىْ ذُؤَاْبَةِ رَأْسِهِ
كَيْ يَطْرَبَ الضُّبَّاْطُ؛ وَالتُّعَسَاْءُ

وَتَدُوْرُ – فِي الْمُدُنِ – الْحُرُوْبُ؛ وَيَنْتَهِيْ
حُبٌّ يُؤَلِّفُ بَيْنَنَاْ ، وَصَفَاْءُ

وَتَصُبُّ أَفْعَى الطَّاْئِفِيَّةِ سُمَّهَاْ
وَيَعِزُّ - مِنْ دَاْءِ الصِّرَاْعِ - شِفَاْءُ

وَتَعُمُّنَا الْبَلْوَىْ بِكُلِّ شؤونِنَاْ
لا الْغُوْلُ يُنْقِذُنَاْ؛ وَلا الْعَنْقَاْءُ

يَاْ أَيُّهَا الْخِلُّ الْوَفِيُّ(17) !! أَنَا الَّذِيْ
مَاْ زِلْتُ أَحْدُو، وَالْحَيَاْةُ حُدَاْءُ

حَيْثُ اللُّصُوْصُ تَحَكَّمُوْا بِمَصِيْرِنَاْ
وَتَفَرَّقَ الْحُرَّاْسُ ؛ وَالرُّقَبَاْءُ

وَامْتَدَتْ الأَيْدِيْ إِلَىْ جِيْرَاْنِنَاْ
وَتَجَاْسَرَ الأَنْذَاْلُ ؛ وَالدَّهْمَاْءُ

دَخَلُوْا عَلَىْ لُبْنَاْنَ (18) مِنْ شُبَّاْكِهْ
فَاسْتَسْلَمَتْ مَذْعُوْرَةً حَوَّاْءُ

لاْ آدَمَ الْمَقْمُوْعَ يُنْقِذُهَاْ؛ وَ لاْ
فِيْ حَقِّهَاْ يَتَرَفَّقُ الرُّفَقَاْءُ

سَرَقُوْا لَهَاْ أَوْلاْدَهَاْ؛ وَثِيَاْبُهَاْ
فَاسْتَسْلَمَتْ لِلظُّلْمِ؛ وَهِيَ بَرَاْءُ

هَجَمُوْا عَلَىْ لُبْنَاْنَ هَجْمَةَ طَاْمِعٍ
فَتَكَسَّرَتْ أَغْصَاْنُهُ الْخَضْرَاْءُ

فَلِكُلِّ غُصْنٍ قِصَّةٌ؛ وَحِكَاْيَةٌ
مَكْبُوْتَةٌ ؛ وَحَدِيْثُهَاْ إِيْمَاْءُ

وَتَبَعْثَرَتْ أَلْعَاْبُ طِفْلٍ حَاْلِمٍ
جَثَمَتْ عَلَىْ أَحْلاْمِهِ الأَشْلاْءُ

لَكِنَّهُمْ مِثْلُ الْجَرَاْدِ تَقَدَّمُوْا
فَتَأَخَّرَ الإعلامُ ، وَالْعُلَمَاْءُ

لَمْ يَبْقَ - فِيْ لُبْنَاْنَ - بَيْتٌ صامدٌ
إِلاَّ بَكَىْ سُكَّاْنُهُ الْبُسَطَاْءُ

وَكَذَاْكَ صَبُّوْا فِيْ حَمَاْةَ (19) قَنَاْبِلاً
وَتَعَذَّبَتْ بِقُيُوْدِهَا الشَّهْبَاْءُ (20)

وَجَرَتْ - عَلَىْ جِسْرِ الشُّغُوْرِ (21) - جَرِيْرَةٌ
مِنْ ضُرَّةٍ ؛ وُصِلَتْ بِهَا الضَّرَّاْءُ

وَالْلاذِقِيَّةِ (22) قُسِّمَتْ أَحْيَاْؤُهَاْ
فَتَذَمَّرَ الأَمْوَاْتُ ؛ وَالأَحْيَاْءُ

وَبَتَدْمُرَ (23) انْهَاْلَتْ قَنَاْبِلُ نِقْمَةٍ
وَبَكَتْ عَلَىْ أَبْنَاْئِهَا الصَّحْرَاْءُ

وَتَحَدَّثَتْ بَعْضُ النُّجُوْمِ بِشَأْنِهَاْ
فَأَصَاْبَهَاْ - مِنْ حُزْنِهَاْ - إِغْمَاْءُ

وَسَرَى بأَنْحَاْءِ الْبِلاْدِ تَجَاْوُزٌ
ظُلْماً، فَغَاْبَتْ حِكْمَةٌ عَصْمَاْءُ

وَتَوَلَّدَتْ فِي الشَّاْمِ أَسْوَأُ جَبْهَةٍ
عَنْ أَرْضِنَاْ؛ وَحُقُوْقِنَاْ عَمْيَاْءُ

أَحْزَاْبُهَاْ (24) مِنْ كُلِّ ثَوْبٍ رُقْعَةٌ
قَدْ خَاْطَهَا الْخَيَّاْطُ وَالرَّفَاْءُ

هِيَ جَبْهَةٌ وَطَنِيَّةٌ مَشْبُوْهَةٌ
وُلِدَتْ بِلَيْلٍ سَاْدَ فِيْهِ شَقَاْءُ

"أَحْزَاْبُ جَبْهَتِهِمْ" تُوَزِّعُ كَعْكَنَاْ
مَاْ بَيْنَهَاْ، وَتَنَاْلُنَا الثُّؤَبَاْءُ (25)

سَكِرَتْ طَلاْئِعُهَاْ بِخَمْرَةِ لِصِّهَاْ
فَطَغَىْ عَلَىْ مِيْثَاْقِهَا الإِرْجَاْءُ

وَرَمَتْ عَلَى الْبَعْثِ الْجَرِيْحِ جَرِيْمَةً
وَتَنَصَّلَ الضُّبَاْطُ؛ وَالْوُسَطَاْءُ

زَرَعُوْا بُذُوْرَ الْحِقْدِ فِيْ شُطْآنِنَاْ
وَجِبَاْلِنَاْ، فَتَلَوَّثَتْ أَجْوَاْءُ

عَقَرُوْا خُيُوْلَ الشَّعْبِ !! قُبِّحَ عَهْدُهُمْ
وَتَصَوَّرُوْا أَنَّ الْوَفَاْءَ رِيَاْءُ

فَتَشَاْرَكَ الأَنْذَاْلُ فِيْ إِذْلاْلِنَاْ
وَتَشَرَّدَ الْعُقَلاْءُ ؛ وَالْحُكَمَاْءُُ

لَمْ يَبْقَ مَسْؤُوْلٌ يَصُوْنُ دِمَاْءنَاْ
أَبَداً ، فَلَيْسَ لِمِثْلِنَاْ شُفَعَاْءُ

مَاْتَ الْكَثِيْرُ ؛ وَفِي السُّجُوْنِ بَقِيَّةٌ
وَالْمَوْتُ ؛ وَالْعَيْشُ الذَّلِيْلُ سَوَاْءُ

فَلذاكَ سُوْرِيَاْ تُعَاْنِيْ أَزْمَةً
صُنَّاْعُهَاْ الشُّذَّاْذُ وَالْبُلَهَاْءُ

وَالْمُشْرِكُوْنَ يُصَاْدِرُوْنَ غِلاْلَهَاْ
وَيُرَوِّجُوْنَ: بِأَنَّهَمْ "شُرَكَاْءُ"
=-=-=-=-=-=-=
الهوامش
1 : نشرة: كلنا شركاء في الوطن، نشرة إليكترونية سورية أصدرها المهندس أيمن عبد النور، عضو المؤتمر القطري الأخير لحزب البعث، وقد بدأت في أيار سنة 2003م، ثم أوقفتها أو حجبتها القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا في 18 آذار / مارس سنة 2004م، وسبب ذلك أن القيادة العتيدة لم تجد لها عملاً سوى إيذاء الناس لأن النشرة كانت نافذة للرأي العام الحر في سوريا وخارجها، وأثارت جدلاً حول الحزب وتخلفه، وشموليته وغير ذلك فتم حجبها، فكتبت هذه القصيدة لتصوير الواقع البائس في سوريا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وإنسانياً.
2 : سليم حاطوم قائد سلاح المظليين، أمين الحافظ رئيس مجلس قيادة الثورة، ثم حافظ الأسد وزير الدفاع، ثم رئيس الجمهورية الخالد.
3 : الراحل مشيل عفلق مؤسس حزب البعث، سجن في سوريا ثم لجأ إلى العراق، ومات هنالك، وبع الاحتلال الأميركي نبش العراقيون قبره مؤخراً، وهربوا شاهدة قبره إلى الأردن فضبطها رجال الجمارك.
4 : الثالوث البعثي : وحدة حرية إشتراكية.
5 : في الخامس من حزيران سنة 1967م احتُلت الجولان.
6 : حرباء: جمعُ حَرِبٍ.
7 : ذُكاء: الشمس.
8 : هذه أسماء البروج وهي أثنا عشر برجاً
9 : سرايا الدفاع، هي جيش خاص كان يقوده رفعت الأسد، وقد قضى قوات الصاعقة الفدائية التي كان يقودها صلاح جديد
10 : منظمة فدائية بعثية – فلسطينية، تمت تصفية قائدها الفلسطيني زهير محسن. وجاء بعده أخوه ماجد محسن، ثم جاء دغمان..
11 : انقلاب 16 تشرين الثاني/ أكتوبر سنة 1970م قاده حافظ الأسد، وتغلب الجناح العسكري على الجناح المدني
12 : يوسف زعين: رئيس الوزراء سابقاً، وهو من محافظة دير الزور .
13 : نور الدين الأتاسي: رئيس الدولة سابقاً، وهو من مدينة حمص، ومن أسرة شريفة لها قرابة بآل العطاس في اليمن.
14 : رئيس الوزراء الدكتور صلاح الدين البيطار: أحد مؤسسي حزب البعث. وأستاذ السوربون، وقد اغتاله النظام التشريني في باريس.
15 : نلت الوسام الحربي من الدرجة الأولى في حرب 6 تشرين الأول سنة 1973م، وقِدماً ممتازا مدته أربع سنوات، ونلت وسام تشرين، ثم نلت العضوية العاملة في حزب البعث، في 20 / 05/ 1974م، ثم طُردتُ من الحزب إلى غير رجعة.
16 : من المفروض أن يكون الجيش السوري في الجبهة، ولكنه منتشر في المدن السورية ولبنان، وكأن العدو هو الشعب.
17 : المستحيلات الثلاثة هي : الغول والعنقاء والخل الوفي. والرابع إنقاذ سوريا مما هي فيه من البلاء الطائفي والتخلف.
18 : دخلت قوات الردع العربية إلى لبنان سنة 1976م، ثم انسحبت الجيوش السعودية والسودانية وغيرها، وبقي الردع السوري الذي شوه سمعة سوريا جراء الممارسات الشائنة.
19 : مدينة حماة تعرضت للقصف سنة 1964م، ولكنها تعرضت للتدمير والقصف بكل أنواع الأسلحة من 1 شباط حتى 28 شباط سنة 1982م، وقتل الآلف من سكانها، ومازالت النواعير تنوح على أحبائها.
20 : تعرضت مدينة حلب للقصف أكثر من مرة، ولكن العدوان كان شديدا سنة 1980، وحصلت فيها مجزرة المقبرة يوم العيد.
21 : جرت مجزرة جسر الشغور يوم السبت 9 آذار سنة 1980م، حيث هاجمها فوج من الوحدات الخاصة بقيادة علي ديب، ومجموعة من البعثيين بقيادة عضو القيادة القطرية توفيق صالحة رئيس مكتب التنظيم القطري في ذلك الوقت.
22 : تم تقسيم اللاذقية تقسيما طائفيا، المسلمون السنة والمسيحيون في قلب المدينة والعلويون في الأطراف التي يسمونها الخراب، وهكذا هو الحال في بقية المدن الساحلية السورية: جبلة وبانياس وطرطوس.
23 : مجزرة سجن تدمر مشهورة حيث هجم فوج من قوات سراي الدفاع، وقام بقتل السجناء السياسيين.
24 : تشكلت الجبهة الوطنية التقدمية سنة 1972م وهي عدة أحزاب وهمية شاركت في قمع الشعب السوري، ولَمَّت صورة النظام الاستبدادي الشمولي.
25 : الثؤباء: التثاؤب جراء الملل والقرَف.



#محمود_السيد_الدغيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود السيد الدغيم - المعلقة الحادية عشرة ، معلقة سوريا الأسيرة