|
اذا كان لابد من الانتخاب فعلينا ان لاننتخب الخنازير !
جمال محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 2808 - 2009 / 10 / 23 - 20:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اذا تعمد بعض البشر التصرف بمثل تصرفات بعض الدواب تجاه بعضهم ، فمعنى ذلك انهم يسعون لجعل كل البشر الذين يطولونهم كالدواب لديهم . . "المصدر : كتاب الحيوان الجديد للجاحظ الوليد " !
بمقدار تزايد اعداد الكلاب والقطط السائبة ـ الجائعة والمسعورة والصلفة ـ في شوارع المدن بمقدار ما يتزايد انحدار تلك المدن وخراب احوالها . . " نفس المصدر السابق " !
الطواعين وحدها التي تجعل من المدن مدن اشباح حقيقية ، حيث تجد سلامة العمران وابنيته ، اما الناس فهم اطلالا تجر اذيال موتها الى حيث الخلاء ، وتجد فيها وحدها هواء لا يشبه الهواء ، هواء مخمر بسموم براغيث الجرذان القاتل للانسان وكل حضارة في ذلك الزمان . . " نفس المصدر السابق بتصرف " !
الطواعين درجات منها القديم المنقرض ومنها المستحدث ، وحكاية الطواعين القديمة معروفة ، اما المستحدثة فهي قيد الدراسة والمعاينة والفحص والتفتيش والتنبيش . . " نفس المصدر " !
العراق البلد الوحيد في العالم ـ وبكل اقتدارـ الذي تقل نسبة سكانه الحقيقية باطراد بسبب الحروب ، والاحتلال والامراض وسوء التغذية والهجرة والاعاقة المستديمة في التنمية السكانية والاقتصادية ، ثم ماتلبث ان تتزايد نسبته السكانية وباعداد كبيرة ـ اسميا ـ وتحديدا قبيل اجراء كل دورة انتخابية . . " المصدر : من تقرير ميداني لم تكتبه بعد دائرة الاحصاء التابعة لوزارة التخطيط العراقية " !
الرمزية مطلوبة احيانا لتجنيب مستخدمها تداعيات التناول المباشر واستحقاقات التشبيهات المستحقة ! فاذا حاولنا هنا السير على درب كليلة ودمنة ، بمقاربة انابة بعض الحيوانات لتمثيل ادوار وشخوص العملية السياسية الجارية على مسرح الغابة في العراق فاننا سنجد غياب يكاد يكون كامل وشامل لفصائل حيوانية اساسية عن المسرح ، كالاسود والنمور والفهود والصقور والنسور ، وكذا الحال بالنسبة للفصائل الوديعة كالغزلان والحملان ، والفصائل الذكية دون خبث وجبن ، كالبوم والهدهد والدب ، المصيبة الكبيرة هي كثرة الخنازير فيها ، ويبدو ان تكاثرها المريع وقدرتها الهائلة على الانجاب وباعداد تناهز العشرة للدورة "الانتخابية " الواحدة ، وتعايشها مع اي وحل من اوحال الحضائر الطبيعية والاصطناعية ـ في جزيرة ام الخنازير او في حضائرها داخل المنطقة الخضراء ـ جعلها تتمتع بهذه الكثرة الوافرة ، ثم ياتي بعدها معشر الحمير ، والضباع ، والغربان ، والافاعي ، والعقارب ، والجرذان ، والقردة ، وهناك اعداد جدا قليلة من الفيلة والطواويس و "الفسيفس" والنعام ، تشاركها اللعب على المسرح باستحياء ! كثرة خنازير العملية ـ الديناصورية ـ جعل كل مفاصلها موبوءة بما فيها من صنوف الانفلونزا ، كانفلونزا الطائفية والعنصرية ، وانفلوانزا الفساد والتزوير والنهب والكذب ، والارتزاق بكل معانيه ، فالخنازير المتسيدة ادخلت الوضع برمته الى وحل تختلط به كل الافرازات والفضلات ، حتى صار الحال مزريا ـ مثل زريبة مخربة ونتنة ـ وتذاكت الخنازير متفننة بتسويق حالتها هذه كسوق تباع وتشترى فيها كل العناوين والمضامين ـ بمقدار الدفع تحدد الفوائد ـ الخنازير ومن سايرها من البهائم الشريكة لها والتي سلمت امرها لكبيرها المتميز بانيابه الطويلة لا تقرر شيئا مهما من شؤون مسرحها الا اذا اخذت موافقة ديناصور الغابات المحروقة ، والذي له الفضل في تنصيب فصيلها حاكما على مسرح غابتها ، ومن الطبيعي ان تكون كل طلبات الديناصور مستجابة وله ان يقرر في امر غابتهم ما يشاء !
ليس للحكم الخنازيري وعمليته الديناصورية في العراق شبيها في العالم اجمع الا في افغانستان ، حيث هناك ايضا عملية ديناصورية ابطال مسرحها مجموعة من الخنازير المحلية وبحجوم تناسب غابتها ، وهي ايضا لا تقرر شيئا مهما في زرائبها الا اذا نالت موافقة ذات الديناصور ، امبراطور الغابات المستباحة !
على هامش السيرة : قيل الطنطل يخاف من الابرة ،، والطنطل هو شبح خرافي في المورث المحكي الشعبي العراقي يعادل ـ الجني ـ في الموروثات الاخرى ! القوائم الشبحية والانتخابات التي تقوم على اساس الائتلافات والكيانات الطنطلية ستخيفها حتما كل محاولات التجسيد والتحديد لانها ستعري حقيقتها الخنزيرية ، وهي ستخاف حتى من الابرة على صغرها لانها ستبرهن على وجودها الوهمي ، فاليكن كل صوت حر ابرة في جسد هذا الطنطل الذي يريد الاستمرار في توهيم الناس عن الحقائق المجسدة !
#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
احتراما لنفسها على سلطة عباس حل نفسها بنفسها !
-
هناك مخ مش فردة جزمة !
-
من قال ان مظفر النواب لا يستحق جائزة نوبل للاداب ؟
-
جلال الطالباني ودم قراطية الحكم !
-
التحالف الكردستاني يريدها مغلقة بوجه اي تغيير !
-
هيا بنا ننتخب !
-
مظفر النواب ينصف دمشق !
-
رؤساء لكن مضحكون !
-
السيستاني يريدها مفتوحة بس مش اوي يعني !
-
عندما يخرج اليسار من مساره !
-
فاجعة العراق اعظم واشمل من فاجعة الحسين واهله فبمن نعزي ؟
-
انتخب وعيش حياتك !
-
الشخصية الانتخابية العراقية نماذج ملموسة !
-
فلوجة الرصافي تفاخر بقصائده وكانها تقال اليوم !
-
ها أنا حر ووطني اسير كذبوا وصدق منتظر !
-
وصية عبد العزيز الحكيم حجة عليه !
-
العراق الجديد والدراما التلفزيونية !
-
هل تعلمت امريكا من درس 11 سبتمبر ؟
-
حكومة المالكي مصابة بامراض نفسية الاسقاط والتقمص !
-
في عراق اليوم يقتلون القتيل ويمشون بجنازته !
المزيد.....
-
قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا
...
-
أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق
...
-
الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي
...
-
موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق
...
-
الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام
...
-
السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC
...
-
بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى
...
-
كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول
...
-
واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ
...
-
البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|