أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - ابراهيم والاله الواحد















المزيد.....

ابراهيم والاله الواحد


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 2808 - 2009 / 10 / 23 - 18:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحضارات القديمة التي نشات في العراق كالسومرية والاكدية والكلدانية والبابليّة والاشورية لم تكن تؤمن بوجود حياة اخرى بعد الموت، بدليل انّ الزقورات التي بنيت في وادي الرافدين لم تكن قبورا بل معابدا للتقرّب من الاله وعبادته، امّا الاهرامات المصرية فكانت قبورا للفراعنة وكانت تحوي كنوز الفرعون الميّت كالذهب والفضّة ومقتنياته الاخرى لانّ المصريين القدامى كانوا يؤمنون بوجود حياة اخرى بعد الموت.
انّ ملحمة كَلكَامش دليل اخر على عدم ايمان العراقيين القدامى بوجود حياة اخرى بعد الموت، فكلكامش ساح في الارض بحثا عن اكسير الخلود وكما ورد في الملحمة.
لنلقي نظرة على قصّة ابراهيم ابو الانبياء، عاش ابراهيم في العراق في عهد ملك يدعى نمرود وهناك رواية اخرى تقول بانه عاش في مدينة اورفة التركية ويدّعي الاتراك بان مكان بحيرة الاسماك المقدّسة الموجودة في مدينة اورفة هو المكان الذي حاول الملك نمرود احراق ابراهيم فيه فحولّ الرب النار الى بحيرة ماء( يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم).....الاية، كما يوجد في تركيا جبل يسمّى بجبل نمرود.
كان نمرود وشعبه يعبدون الهة عديدة وكان لكل اله تمثال وتذكر القصّة الدينية بانّ ابراهيم لَمْ يَعقِلْ بانْ يكون ربّه هذه التماثيل وبدأ عقله بالبحث عن الاله الحقيقي واول ما فكّرَ به هو انَّ الاله هو نجوم السماء ثمّ استبعد هذه الفكرة لافول النجوم في النهار ثمّ فكّرَ بانَّ الشمس هو الاله لانّه اكبر من النجوم ونلاحظ هنا بان بعض النجوم في كوننا الشاسع هي اكبر من شمسنا ولكن علم الفلك لم يكن متقدما في عصر ابراهيم لكي يدرك هذه الحقيقة بالرغم من كونه نبيّا. بعد ان شاهد ابراهيم مغيب الشمس استبعد هذه الفكرة ايضا لان الله لايمكن ان يغيب عند قدوم الليل.
بعد هذا البحث الدؤوب عن الاله ونتيجة للتفكير العميق توصّلَ الى نتيجة مفادها انَّ الله هو خالق كلَّ شيء ويجب ان يكون احدا ويستحق من البشر ان يكون المعبود الوحيد. بعد استقرار هذا الاعتقاد في مخيّلة ابراهيم خاطب الرب وطلب منه الهداية واليقين. بعد التكلّم مع الرب لم تمحى جميع الشكوك من عقله وخاصة موضوع احياء الموتى في يوم القيامة من قبل الرب، فطلب من الرب دليلا على قدرته فاجابه الرب( اوَ لَمْ تُؤمِنْ قال بلى ولكن ليطمئنَّ قلبي )..... الاية.
طلب الرب من ابراهيم ان يٌقطِّع عددا من الطيور الى اشلاء وينشرها على قمم عدة جبال ففعل، ثمّ اعاد الرب الطيور الى حالتهم السابقة وامرهم ان يطيروا الى مكان وجود ابراهيم.
هذه هي ملخّص قصة ظهور اول ديانة توحيدية في تاريخ الانسانية حسب التوراة والقرآن.
العالم النفساني وموجد علم التحليل النفسي ونظرية العقل الباطن( اللاشعور ) سيجموند فرويد له راي اخر في هذه المسالة، ففرويد أدعّى وحسب ما ورد في احدى مؤلفاته الفكرية (موسى والتوحيد) بان اول ديانة توحيدية ظهرت في الارض ظهرت في مصر في عهد الفراعنة وانّ أول من أدعّى بوحدانية الاله وجمع الآلهة وجعلهم الاها واحدا هو الفرعون الثائر اخناتون.
بعد اعلان اخناتون وحدانية الرب دعا قومه الى الايمان بذلك ولكن كهنة الاله امون(اله الشمس) حاربوا الفكرة الجديدة ومؤلفها فقرر اخناتون بناء عاصمة جديدة تضم معبد الاله الواحد واستقرَّ فيها مع جميع من اتّبع دعوته الجديدة وبذلك ابتعد عن مشاكسة ومعارضة كهنة امون.
يذكر فرويد ايضا بان كهنة امون بعد موت اخناتون حوّلوا عاصمته الى خرائب واحرقوا كل اثر يرمز الى الاله الواحد وعادوا الى عبادة الشمس والهة عديدة اخرى. ويدعّي فرويد بانَّ علماء الاثار اكتشفوا بعض الادلّة التي تُثبِتْ اطروحته.
لنعود الى قصة ابراهيم. ابراهيم وزوجته سارة لم يهبهم الله ذرية لانّ سارة كانت عاقرة وكان ابراهيم مكتئبا لهذا السبب فاقترحت سارة عليه ان يتزوج من جاريتها السمراء هاجر عسى ان تنجب له خلفا وحسب الموروثات الدينية فان هاجر كانت من اصول عربية. بعد فترة من زواجه بهاجر انجبت له ولدا سمّاه اسماعيل. ولكن الاحداث تطورت بصورة دراماتيكية فالزوجة الاولى سارة حَملِتْ بعد تدَخُّل اله ابراهيم وبعد ان ارسل الرب ملكين بشكل انسان بشّراه بقدوم الوليد وجاء الوليد الموعود وسمّياه اسحاقا.
القصة اليهودية تذكر بانّ عُمْرَ ابراهيم عند ولادة اسحاق كان مائة عاما امّا عمر سارة فكان ثمانين عاما.
بدات الغيرة تنهش عقل سارة فامرت زوجها ان ياخذ هاجر وابنها اسماعيل الى مكان بعيد عن انظارها.
انصاع ابراهيم لامر سارة وسافر مع هاجر واسماعيل الى مكّة وتركهم هناك وحيديْن في الصحراء او مع قبيلة عربية.
حسب الرواية التوراتية فانّ ابراهيم راى في منامه انّه يذبح ابنه اسحاقا امّا الرواية الاسلامية فتذكر بانّ القربان هو اسماعيل. والسؤال هنا لِمَ هذا الاختلاف في الروايتين؟ انّ السبب الذي يخطر في البال لاول وهلة هو انّ اليهود ارادوا الصاق هذا الشرف بجّدهم اسحاق بينما اراد محمّد الصاق هذا الشرف بجدّه اسماعيل.
سؤال اخر يخطر على البال: لِمَ يامر الله نبيا بذبح ابنه قربانا له؟ يقول المدافعون عن هذه القصّة بانّ الله اراد ان يمتحن ايمان ابراهيم، ولكن الا يعلم الله العليم البصير مدى عمق ايمان نبيّه الذي ارسله لهداية البشر؟ لايمكن الاجابة على هذا السؤال بالنفي لانه يتناقض مع قدرة الله.
انّ مؤلف هذه القصّة الدرامية اراد وبايعاز من عقله الباطن ان ينتقم الرب من ابراهيم في الحلم لانّ ابراهيم شكّ في قدرة الله على احياء الموتى وكما ورد في بداية القصّة.
اذا استعنّا باسلوب فرويد في التحليل النفسي سنتوصل الى حل اخر لهذه المعضلة. انّ ابراهيم بعد انْ انصاع للاوامر الديكتاتورية لزوجته سارة وترك هاجر والطفل المسكين في عمق الصحراء طعاما للحيوانات المفترسة وبدون ماء كافٍ، احسّ بالذنب جراء تصرفه فانتقم لاشعوره منه برؤية هذا الحلم الرهيب.
امّا فداء الابن ( اسحاق او اسماعيل ) بكبش فهو تلفيق اخر من تلفيقات اليهود وكتابهم المقدّس مليئ بمثل هذه التلفيقات والخزعبلات وهي متاثرة بالطقوس البدائية للانسان حيث كانت القبائل البدائية تقدّم قربانا من البشر للاله لارضائه او لاتّقاء غضبته، ثم اُستبدِلَ هذا القربان البشري بقربان حيواني بعد تطوّر العقل الانساني.



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبارات ساخرة من العراق
- باراك حسين اوباما وعثمان بن عفّان
- تكهنات علماء المستقبل
- حوار مع رائيلي
- سليمان والهدهد
- عيسى ابن مريم ومعجزاته
- اسباب نزول الايات القرانية
- نزول الوحي في الجبل
- خلق الانسان
- عراق اه يا عراق
- نوح وقصة الطوفان
- هل كان محمّد عربيا ام عبرانيا؟
- الجنّة والجحيم
- الناسخ والمنسوخ في القرآن ألكريم
- شجار / قصّة قصيرة
- الوحي والايحاء وألأطار ألفكري للإنسان
- ألشمّاعيّة- قصّة قصيرة
- الرائيلية ومحاولة التزاوج بين الدين والعلم
- جدول الضرب / قصّة قصيرة
- عدالة السماء وتناسخ الارواح


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - ابراهيم والاله الواحد