أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جمال محمد تقي - احتراما لنفسها على سلطة عباس حل نفسها بنفسها !















المزيد.....

احتراما لنفسها على سلطة عباس حل نفسها بنفسها !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2807 - 2009 / 10 / 22 - 01:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


الان وبعد ان اعيد بحث تقرير القاضي غولدستون في مجلس حقوق الانسان في جنيف وتم التصويت لصالح تبنيه ومتابعة تحقيق توصياته ، نتيجة للضغوط الكبيرة فلسطينيا وعربيا واسلاميا على سلطة عباس ، تحاول هذه السلطة الان شن هجوم معاكس على الناقمين عليها في الوسط الفلسطيني وذلك للضغط باتجاه اعتبار الانتخابات الفلسطينية التشريعية والرئاسية القادمة واعتماد نتائجها هي الحل الامثل والوحيد لحالة التشظي والانقسام في الساحة الفلسطينية ، معتبرة المبادرة المصرية والتوقيع النهائي على مقترحاتها هي البوابة الوحيدة لتجاوز تداعيات المأزق الفلسطيني القائم ، متناسية ان مثل هذه الانتخابات المجتزئة والمقيدة والمكبلة بسقف اوسلو الذي اصبح عمليا لا يمكن ان يؤدي الا الى دويلة الحكم الذاتي وبشروط اسرائيلية مذلة تتجاهل كل قرارات الشرعية الدولية بخصوص الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 بما فيها القدس الشرقية ، وكذلك حق العودة للاجئين الفلسطينيين ، هي بمثابة اقرار سلطوي مبطن بان الصراع مع اسرائيل هو عبارة عن نزاع بين طرفين متعادلي الكيانية والقوة والسيادة وليس صراع بين دولة محتلة ـ اسرائيل ـ وشعب يخوض نضالا ومقاومة من اجل تحرير ارضه واقامة كيانه المستقل ذا السيادة الكاملة والمنتزعة بكامل حقوقها المشروعة والمغتصبة اصلا من قبل اسرائيل بحسب قرارات الشرعية الدولية ، فهكذا انتخابات لا تضيف شيئا لقضية الشعب الاصلية وانما تاخذ منها الشيء الكثير والكبير ، انها انتخابات مفصلة لمن يؤمن باوسلو وبكل الحلقة المفرغة من مسلسل التفريط والتعبيط ، اكثر من عشر سنوات على وجود السلطة فماذا حصل ؟ غير المزيد من الاستيطان وبعثرة اوراق القوة الضاغطة للشعب الفلسطيني في خيارات المقاومة والتاييد الاممي لها ثم تجريدها عن حاضنتها الفلسطينية في الخارج والتي تعادل بوزنها السكاني كل فلسطيني غزة والضفة ، ناهيك عن الحاضنة الشعبية العربية !
من هنا فان رفض فصائل مهمة في الشعب الفلسطيني لدعاوى الانخراط بانتخابات الحكم الذاتي القادمة ومقاطعتها لكونها تجسيد عملي للتأمر على قضيتهم وتقزيما لحقوقهم المشروعة ، هو قرار يتسق مع نفسها وتطلعاتها القريبة والبعيدة والمنسجمة مع ارادة شعبها في الداخل والخارج ، هذا الشعب الذي سيتفاعل وبقوة وحماس وحكمة مع هذا الخيار غير الفاسد كونه ردة فعل وطنية ونضالية مقاومة لا مفر منها على الاستهتار الاسرائيلي حتى بالدعوات المخلصة والعادلة من قبله للسلام الشامل والعادل !
انها دعوة للجميع بما فيهم جماعة سلطة عباس للتخلي عن هذا السبيل الذي لم يجلب للشعب الفلسطيني غير المزيد من الضياع ، وتهيئة الظروف لاعلان فشل العملية بكاملها ، وتحميل امريكا واسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذا الفشل ، واعادة الاعتبار للمقاومة كاسلوب رئيسي في النضال لاسترجاع الحقوق ، واجبار العدو على التراجع عن غيه واستهتاره !


الحقيقة المستخلصة من اداء سلطة عباس مع تقرير غولد ستون ، ان اداء السلطة كله اصبح محكوما بالشروط الاسرائيلية الامريكية المسبقة ، وكان قضية عباس اليوم هي وجود سلطة وباي شكل او حالة كانت ، فلا خيار لديه الا المفاوضات او انتظارها حين تحتاجها اسرائيل !
المشكلة ليست مجرد تاجيل بحث تقرير القاضي غولد ستون في مجلس حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة في جنيف والمتعلق بجرائم الحرب في العدوان الاسرائيلي الاخيرعلى غزة ، وبطلب غير مسبوق من ممثل السلطة الفلسطينية الذي نقله ممثل الباكستان الى المجلس ، وبتوجيه مباشر من السيد محمود عباس ، والذي كان يمكن لو ترك ـ اي التقريرـ ياخذ مجراه في التصويت عليه ، ان يفتح عيون العالم اكثرعلى جرائم اسرائيل وربما يفتح ابواب المحاكم الدولية لقادتها بوصفهم مجرمو حرب !

المشكلة تتمحور حول اسباب هذا التاجيل ، التي لا سبب فلسطيني وطني فيها ، لان التاجيل مضر بالمصلحة الوطنية الفلسطينية ، وباعتراف الجميع بما فيهم اعضاء السلطة نفسها واعضاء المجلس الوطني واعضاء من فتح ، بل وبانتقاد اغلب القيادات الفلسطينية لهذا التصرف غير المسؤول ، اذن التاجيل وبدون ادنى شك تم لاسباب اسرائيلية وامريكية محضة ، ومادام الامر كذلك فان استجابة عباس تعني قبوله للاسباب الاسرائيلية الامريكية مقابل شيء ما ، وهذا الشيء حتما لن يكون ايقاف الاستيطان مثلا ، او رفع الحصار عن غزة ، او اطلاق سراح ال 11 الف اسير فلسطيني ، او القبول بتطبيق قرارات الشرعية الدولية بالانسحب من كل الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 67 ، لان عباس سيكون اول المعلنين عنه باعتباره قد قايض موقف محرج لاسرائيل بانجاز فلسطيني على الارض يعود بالفائدة للقضية برمتها ، المشكلة ان اي من هذه الاسباب غير متوفرة ولا نية عند عباس وفريقه بالتفكير بمثلها ، المشكلة ان عباس لم يتعرض للضغوط وانما تعرض للتهديد الجدي بكشف تفاصيل تعاون السلطة ورموزها مع اسرائيل في الحرب على غزة ، اي انه سيكون بنظر شعبه واحدا من المطلوبين للمحاكمة بتهمة الخيانة ، والى جانب هذا التهديد الخطير هناك ـ جزرة ـ اسرائيلية خاصة لا تليق الا بالذين يسلمونها مفاتيح قضاياهم العامة والخاصة !!
الضرر الذي سببه هذا الموقف وخاصة في مصداقية تمثيل منظمة التحرير للقضية الوطنية الفلسطينية قائم ومن كل الوجوه ، وهذا الضرر وبهذا التطاول والاستهتار يؤشر بكونه نهج مغلف بالشعارات الفضفاضة التي لا هم لاصحابها الا البقاء في السلطة مستندين على الدعم المالي والامني الاسرائيلي والامريكي ، بمعنى انها مرتهنة بالكامل للارادة الاسرائيلية وهي مكلفة من قبلها لادارة ما تسمح به بالوكالة عنها ، فليست هناك مؤسسات حقيقية وعاملة فعليا لمنظمة التحرير الفلسطينية لا داخل فلسطين ولا خارجها ، لان اتفاقات اوسلو وتداعياتها نخرت المنظمة ولم يتبقى منها الا الاطلال ، اما الشرعية الانتخابية التي يتبجح بها عباس فكلنا يعرف كيف يصنع حزب السلطة من اجل ان لا تخرج السلطة من يديه حتى ولو كانت سلطة بتوكيلات اسرائيلية !
هذا رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني "الدويك " والمنتخب ايضا يعلنها وعلى رؤوس الاشهاد : ادعو عباس لتقديم استقالته !
عباس يعرف قبل غيره انه سيثير كل مشاعر الغضب الفلسطينية والعربية والاسلامية والحقوقية والانسانية العالمية ضده وضد سلطته ، ولان كل هذا لا يعنيه كثيرا ، بمقدار مواقف امريكا واسرائيل ومن هم على شاكلته من الحكام العرب ، فانه اعطى الاذن الطرشة لما يقولون ويطالبون ، واكتفى بمحاولة تسفيه الموضوع قائلا : ساشكل لجنة للتحقيق بملابسات الموضوع ومن يتحمل مسؤوليته ، وما المشكلة سنذهب ثانية ونطرح الموضوع !!

انعدام الاحساس بالمسؤولية ازاء الوضع الماساوي الذي يعيشه اكثر من مليون ونصف فلسطيني في غزة ، وازاء الدماء الغزيرة التي ازهقها المحتلون الصهاينة فيها ، غزة كانت تحترق واهلها يموتون ويختنقون ويحاصرون والعالم يتفرج ، عباس لم يكن وقتها يتفرج فقط وانما كان يضع مزيدا من الزيت على النار في محاولاته لتحميل حماس مسؤولية ما حدث ، ويبدو انه كان ينتظر ان تفعل اسرائيل ما عجز هو واجهزته عن فعله ـ استرجاع غزة لدائرة نفوذه المطرود ـ !
كنا تواقون لكلمة حق واحدة تصف ما يحدث ، تنصف الضحية وتصرخ بالجلاد ان يكف عن بربريته في التنكيل بالعزل وانتهاك ابسط حقوق المدنيين وقت الحرب ، كنا نتمنى ان يحكم المحايدون والقضاة بالجرائم المرتكبة ، بالابادة الجماعية ، وباستخدام الاسلحة المحرمة دوليا ، كنا نصرخ اين مايسمى بمنظمات حقوق الانسان اين القانون الدولي ، لماذا يغط بالنوم عندما تنتهك حياة الشعوب المغلوبة على امرها ، ولماذا ينتصر وبكل صحوة واقتدار عندما يتعلق الامر بحقوق الدول الكبرى او المدللة لديها ؟؟

كان عباس ينظر الينا ويجارينا بالصراخ من جهة ويستعد لاسترجاع غزة بعد ان يمشطها الاسرائيليون ، وعندما فشل الغدر الاسرائيلي في تحقيق كامل اهدافه ، وعندما بدأت تفوح روائح الجرائم البشعة ، وعندما استبسل اهل غزة رغم الجحيم ، وعندما بدات تتحول معالم تذمر الاهالي الى حالة ياس يمكنها ان تصنع ما هو اكثر من اللا معقول ، وعندما اعتقد قادة العدو بانهم سيجعلون حماس ثمرة يانعة تقطف بعد هدوء العاصفة بسبب حجم الدمار والخراب والحصار الذي سيدفع بالناس لتحميلها المسؤولية ، وقتها فقط توقفت عمليات سكب الزيت المغلي على الرأس الغزاوية ، وقف المحرقة الحقيقية والتي تفوقت كل محارق النازية !
رغم كل ذلك لم يتحرك احد من اعضاء مجلس الامن ، وعندما ارادت الدول العربية والاسلامية استصدار قرار ما كان الفيتو الامريكي بالمرصاد ، بعد شهر من اطلاق يد اسرائيل بغزة هذه النقطة الصغيرة على الخارطة والكبيرة جدا بما تعنيه مواقفها واصرارها على الصمود ، توقف اطلاق النار !
جراح غزة مازالت مفتوحة ، ومازالت غزة معزولة عن العالم بسبب استمرار حصارها الشامل ومن كل الجهات الستة ـ الشمال والجنوب والشرق والغرب ومن السماء ومن تحت سطح الارض ـ ومازال عباس يتمنى على اسرائيل استرجاع غزة لسلطته !

ريشارد فولك مقرر الامم المتحدة لحقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية المحتلة يقول وبحيرة وكانه فلسطيني بل واكثر فلسطينية من عباس وسلطته : " قرار السلطة ورئيسها عباس بتاجيل التصويت على تقرير غزة للقاضي غولدستون انقذ اسرائيل من ادانة محققة . . واثبتت السلطة الفلسطينية بتصرفها هذا بانها عاجزة عن الدفاع عن مصالح الشعب الفلسطيني وبالتالي هناك علامات استفهام حول تمثيلها له ! " .








#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هناك مخ مش فردة جزمة !
- من قال ان مظفر النواب لا يستحق جائزة نوبل للاداب ؟
- جلال الطالباني ودم قراطية الحكم !
- التحالف الكردستاني يريدها مغلقة بوجه اي تغيير !
- هيا بنا ننتخب !
- مظفر النواب ينصف دمشق !
- رؤساء لكن مضحكون !
- السيستاني يريدها مفتوحة بس مش اوي يعني !
- عندما يخرج اليسار من مساره !
- فاجعة العراق اعظم واشمل من فاجعة الحسين واهله فبمن نعزي ؟
- انتخب وعيش حياتك !
- الشخصية الانتخابية العراقية نماذج ملموسة !
- فلوجة الرصافي تفاخر بقصائده وكانها تقال اليوم !
- ها أنا حر ووطني اسير كذبوا وصدق منتظر !
- وصية عبد العزيز الحكيم حجة عليه !
- العراق الجديد والدراما التلفزيونية !
- هل تعلمت امريكا من درس 11 سبتمبر ؟
- حكومة المالكي مصابة بامراض نفسية الاسقاط والتقمص !
- في عراق اليوم يقتلون القتيل ويمشون بجنازته !
- أسئلة من صميم علمانيتنا - اي من صميم دنيانا-!


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جمال محمد تقي - احتراما لنفسها على سلطة عباس حل نفسها بنفسها !