أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة الغالية الركيبي - حقوق الإنسان في قضية التامك ومجموعته














المزيد.....

حقوق الإنسان في قضية التامك ومجموعته


فاطمة الغالية الركيبي

الحوار المتمدن-العدد: 2806 - 2009 / 10 / 21 - 20:51
المحور: حقوق الانسان
    


في الفترة الأخيرة عم المغرب سخط عام إثر قيام مجموعة من الصحراويين الذين يعيشون في المغرب بالتعبير بحرية وإلى أقصى الحدود عن موقفهم الانفصالي إزاء الصحراء الغربية، والذهاب حتى التآمر ضد البلاد على مرأى ومسمع من الجميع.

هذه السلوكات كانت مصدر انتقادات منذ فترة طويلة، ولكن الخوف من أن تؤدي مواجهتها بالصرامة الواجبة إلى إضعاف مسلسل الديمقراطية في المغرب وتأخيره وعرقلته أخرست المعترضين على سياسة التسامح مع هؤلاء.

في واقع الأمر، إذا كان أمكن لأحمد سالم التامك وجماعته أن يعلنوا عن مواقفهم السياسية المعادية للوحدة الترابية للبلد الذي يقيمون فيه ويعيشون فيه ويحملون بطاقته الوطنية وجوازات سفره، فإن ذلك تم بفضل الانفتاح الديمقراطي في المغرب. وحتى مفهوم "انفصاليو الداخل" ويعني أنصار جبهة البوليساريو الذين يعيشون في منطقة الصحراء الغربية، هو وليد هذا الانفتاح الذي تعزز بقوة في عهد الملك محمد السادس، لن موقف الانفصال لم يكن موقفا سياسيا علنيا في عهد الحسن الثاني ووزيره في الداخلية إدريس البصري، ويعاقب عليه بالسجن الفوري أو ما هو أسوأ...

لا شك أن الانفصاليين الذين يتحدثون علنا للدفاع عن أطروحات مضادة للمغرب يتحركون بكل حرية في الخارج وما بين العيون وتندوف. وبكل يقين، ليس كل حامل لجواز سفر مغربي مسموح له بالوصول إلى تندوف، لأن الجزائر تحرص على اختيار من يدخل المخيمات، والمؤهلون لهذا الامتياز هم الانفصاليون، عملاؤها في المغرب. بطبيعة الحال، لا تقتصر هذه الحالة على حاملي جواز السفر المغربي، لأن سكان تندوف لا يستطيعون الذهاب إلى العيون إلا بشرط واحد ومحدود الانتشار في أوساطهم، ألا وهو شرط الانخراط في برنامج الزيارات العائلية تحت إشراف الأمم المتحدة.

بفضل الديمقراطية، ذهبت مجموعة التامك إلى أقصى مدى في الاستفزاز. وأي مواطن في أي بلد مهما كان تطور الديمقراطية فيه لن يفهم كيف لهؤلاء الناس أن يدافعوا عن أطروحات انفصالية داخل المغرب وفي بعض المنابر الإعلامية المغربية، والتنقل بحرية والدعوة إلى الانفصال في المحافل الدولية بكل أريحية ثم العودة إلى المغرب وممارسة المساندة العلنية لمظاهرات معادية للمغرب وحتى المشاركة فيها مع الإفلات من العقاب، والتمتع بالعفو في حالة إنزال العقاب.

هذه المشكلة زادت تعقيدا لما بدأت لعبة استخدام حقوق الإنسان توظف من قبل مساندي انفصال الصحراء الغربية عن المغرب. يتم اختلاق مظاهرات لدفع الأمن المحلي للتدخل، وحين يعتقل أحدهم، ترفع يافطات حقوق الإنسان، وقد كثرت مثل هذه الحيل، وأضيفت إليها توابل أخرى مضحكة في بعض الأحيان، لأن البوليساريو وأتباع الداخل والخارج أصبحوا يوظفون بعشوائية أي حادث، ولو بسيط في هذا الاتجاه. رئيس الجمهورية الصحراوية (المعلنة من طرف واحد) والأمين العام لجبهة البوليساريو يستغل جريمة قتل مؤلمة، ولكن عادية في حياة أي بلد ومنطقة في العالم راحت ضحيتها صحراويتان قتلهما راع يعمل لديهما في الأشهر الماضية، ويكتب رسالة تعزية لأسرة الضحيتين توزع على كل وسائل الإعلام لأغراض البروباغندا يقول فيها إن الاحتلال المغربي مسؤول عن الجريمة، وأن الجريمة ما هي إلا مقطع من مسلسل تصفية جسدية ينهجها المغرب ضد الصحراويين في الصحراء الغربية.

كان بإمكان السلطات المغربية أن تضع بكل بساطة حدا لبوليساريو الداخل، وحينئذ كان بإمكان محترفي خطاب حقوق الإنسان أن يصولوا ويجولوا، على الرغم من أن هذا ما تفعله أي دولة في العالم إزاء كل ما يمس أمنها الداخلي والعام، ولكن السلطات المغربية فضلت التدخل فقط لمنع تنظيم المظاهرات أو وضع حد لها إذا ما انطلقت. غير أن الدولة المغربية رأت أن تغير موقفها هذا في حالة التامك وجماعته. بوليساريو الداخل لا بد أن يعاقب تبعا لقوانين البلد الذي يعيش فيه إذا ضبط متلبسا بتهمة التعاون مع العدو.

أعلنت هذه الاستفزازات أخيرا عن طبيعتها ومصدرها وأهدافها عبر"انفصالي الداخل"، وهي إذن ليست سوى حرب غير معلنة بين الجزائر والمغرب. لو أن جزائريين أو أعضاء من جبهة البوليساريو زاروا المغرب المغرب والتقوا بمسؤولين عسكريين مغاربة أو غيرهم، ثم غادروا حاملين معهم مالا وخططا لزعزعة الاستقرار، بكل تأكيد لم تكن الجزائر لتستقبلهم استقبال الأبطال.

المشكلة القائمة الآن ليست هذا الجانب السياسي المخابراتي بل المشكلة تكمن في الجانب الحقوقي، وورطة منظمات حقوق الإنسان في هذا الملف البعيد عن حقوق الإنسان، والذي كشف كيف يستغل البوليساريو والجزائر هذا الملف لتحقيق مصالحهم. المدافعون عن حقوق الإنسان في موقف حرج للغاية في هذه الحالة.






#فاطمة_الغالية_الركيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحراء الغربية في ضوء الجولة الخامسة من المفاوضات
- الصحراء الغربية: مفاوضات نيويورك على خلفية التطورات الأخيرة ...
- البوليساريو وعنف الجامعات المغربية
- الطلبة الصحراويون والبوليساريو وعنف الجامعات المغربية
- البوليساريو تهرب باحتفالاتها بعيدا عن مخيمات تندوف
- حرب التأويلات حول قرار مجلس الأمن بشأن الصحراء الغربية
- صراع النوايا في نزاع الصحراء الغربية
- المبادرة المغربية بشأن التفاوض لتخويل الصحراء حكما ذاتيا
- البوليساريو والديمقراطية في الصحراء الغربية...فاقد الشيء لا ...
- جزائريون ضد الموقف الجزائري في الصحراء الغربية
- الحل المغربي لنزاع الصحراء في مجلس الأمن
- ادعاءات واهية لعرقلة مشروع الحكم الذاتي في الصحراء الغربية


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة الغالية الركيبي - حقوق الإنسان في قضية التامك ومجموعته