أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - رسالة مفتوحة إلى سوسنة منبعثة من وهج الإشتعال














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى سوسنة منبعثة من وهج الإشتعال


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 852 - 2004 / 6 / 2 - 04:54
المحور: الادب والفن
    


رسالة مفتوحة إلى سوسنة منبعثة من وهج الإشتعال

خفقة روح مزنّرة بروحي

قبلتان، على شواطئ الروح قبلة وعلى هضاب القلب أخرى.

شيء ما لذيذ، منعش جذبني إلى أن أفتح هذه الصفحة الصمّاء كي أبثّ فيها الروح، روح المودّة وعذوبة الشوق لعلّني أخلخل من خشونة هذا الجمود المتغلغل في هذه الشاشة الكسولة على إمتداد صباحات غربتي المفتوحة على فضاءات وهج الإشتعال ، أشتاق إليكِ اشتياقاً دافئاً، إكتشفت فعلاً يا صديقتي أنّي أحنّ إليكِ أكثر من حنيني إلى بعض قصائدي، سيولد معي نصّاً من وحي ودادي العميق الذي أكنّه لأنثى في غاية العذوبة والفرح والحنان، قصيدة طرية مثل الزهور البريّة، إسمها يضاهي حبق الطبيعة روعةً وبهاءً، لن أنسى أبداً أن اسمكِ فجّر بي يوماً سردا وبوحا شفيفاً منبعثاً من منمنمات اسمك الحميم الذي كنتُ أحبّه ككلمة منذ أن كنتُ طالباً على المقاعد الدراسيّة، أحياناً يا حنونتي الطيّبة لا أفهم لماذا أحبُّ صديقاتي بهذه الحميميّة المفتوحة على إمتداد خاصرات البحار، لكنّي لا أطالبهنَّ سوى بأن يفتحنَ لي بوابات المحبة كي أدلق عليهنَّ حبي المتدفّق مثل شلالات الفرح، شلالات لا تضاهيها أي شلالات في هذا الكون الوسيع، ما هذا الوداد اللذيذ الذي يشدّني إليكِ الآن يا جميلتي؟ يراودني أحياناً كثيرة أنّني أحببتكِ قبل أن اعرفكِ وقبل أن تأتي إلى الحياة، على الأرجح كنتِ يوماً ما خفقة روح مزنّرة بروحي قبل مساحات عمرية بعيدة المدى حيث كنّا روحاً واحدة غافية فوق خاصرة المساء الحنون، وإلا ما هذا الشوق إلى خصوبة الروح روحكِ إن لم تكن روحك جزءاً منبعثاً من روحي لهذا تحنُّ الآن إلى ذاتها المتطايرة في نسيم الحياة إلى أن عثرت عليكِ فوق بيادر المحبّة، تعالي يا صديقتي التائهة بين أجنحة الريح كي أزرع فوق قبابكِ المخضوضرة خصوبة الحياة وأوجاع العشق المنبعثة من هلالات القمر، هل زاركِ يوماً عاشقاً من لون الضياء يريد أن يزرع وميض الفرح بين خميلة الحلم في صباح يوم العيد؟ ثمة حنين مشتعل بالمحبة يتوق إلى وميض عينيكِ وإلى سهول قلبكِ الفسيحة ، كم مرة غفيت على إيقاعات هدهدات الروح وهي تناجي أنغام بلابل الليل وشوق العاشقة إلى هديل الحمام ؟ هل راودكِ يوما أن يزوركِ عاشقاً من لون الجمر كي يفرش على وجنتيك دفء الحياة أم أنك ترغبين ان تبقي مسترخية فوق المروج تغفين بين أحضان النرجس البرّي بعيداً عن ضجر هذا الزمان؟ مَن أنتِ يا صديقتي كي تنبعث شهقتكِ بين تلاوين شوقي العميق إلى رذاذات روحكِ الحنونة! لاتعلمي كم أحنُّ إلى وهادك وتلالكِ الشامخة مثل جبال طوروس، تعالي يا طوروستي الرائعة يا جبلي الشامخ واسترخي بكل حنانٍ فوق قبّة الروح، لا أظنّ أنّكِ قادرة أن تعبري بهجة الليل إن لم تكوني غافية بعذوبة منعشة بين أحضان ليلي العميق!

كيف حالكِ يا صديقتي الحنونة، من سماء غربتي العميقة، أقدِّم لكِ بريق فرحي وشوقي إلى شهقتكِ العذبة وأنتِ تستقبلين مساءكِ الحنون وصباحكِ المزنّر بحبق الأرجوان.

يا أعبق بخيلة صادفتها عبر موجات غربتي!
تفضّلي إنفجري بوحاً شفيفاً وقولي ماتشائي لعلّي أستمدُّ من خصوبة بوحكِ بوحاً يعانق وجنة الصباح.

لماذا تتركينني أستمدّ توهجات فرحي من هديل الليل وأنتِ غافية بين أحضان الشوق تشتعلين على إيقاعات تغريد البلابل؟

هل أنتِ يا صديقتي الحنونة حنونة أم أنّكِ مجرّد حلم هائج بين نداوة اخضرار المروج؟

هل ما تزالين تحنّين إلى عبق النرجس البرّي وعيناك تائهتان خلف البحار تنتظران هطول الثلج على إيقاعات دقات القلب وتوهّجات رعشة الإحتضان؟

كم مرّة حلمتِ بالشواطئ البعيدة الغافية على بحيرات غربة مسربلة بالبكاء، بكاء عاشق من لون السنابل، ينتظر هطول المطر وقدوم زنبقة من نكهة الحلم، من دفء الشرق، من لون خصوبة الحياة؟

ستوكهولم: 13 . 12 . 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 359 ـ 360
- نص مزركش بألوان الحياة
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 357 ـ 358
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 355 ـ 356
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 353 ـ 354
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 351 ـ 352
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 349 ـ350
- أنشودة الحياة، الجزء 1 سيناريو فيلم سينمائي، جاهز للإنتاج
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 347 ـ 348
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 345 ـ 346
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 343 ـ 344
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 341 ـ 342
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 339 ـ 340
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 337 ـ338
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 335 ـ 336
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 333 ـ 334
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 331 ـ 332
- أنشودة الحياة 4 ص 329 ـ 330
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 327 ـ 328
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 325 ـ 326


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - رسالة مفتوحة إلى سوسنة منبعثة من وهج الإشتعال