أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد العرباوي - هل يتوقف مصير الشخص على اختياره الحر؟














المزيد.....

هل يتوقف مصير الشخص على اختياره الحر؟


محمد العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2806 - 2009 / 10 / 21 - 17:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الشخص كائن معقد يتدخل في تكوينه عدة أبعاد: بيولوجية ،نفسية ،اجتماعية ، ثقافية،أخلاقية،فكرية،معرفية،وهي سمات تميز كل فرد عن لآخر بغض النظر إلى الدلالات المتداولة كالتركيز علىالمظهر،البنية الجسدية،اللباس،الجمال،المكانة الاجتماعية،المستوى الطبقي،إلا أنه يبقى خاضع لحتميات تشرطه وتوجه سلوكاته وفق مقتصيات خارجة عن إرادته.إذن ما علاقة الشخص بمظاهره النفسية والجسمية التي تتسم بالتعقيد بحيث إن هناك نوعا من التفاعل والتكامل بين مختلف الجوانب المشكلة للهوية الشخصية التي لا بد أن نأخذ فيها بعين الاعتبار معطيات بيولوجية،نفسية،اجتماعية،ثقافية،أخلاقية.
الشخص هو الذي يصنع ذاته بذاته ويحدد ماهيته وهويته ومصيره وذلك بفعل وعيه واختياره وارادته وحريته ومسؤوليته التي يخولها له المجتمع،هذا المجتمع الذي يعطيه الصلاحية في أن يفعل ما يشاء،وهذا ما نسميه بالحرية المطلقة والشاملة وغير مقيدة بضروريات وغير محددة بأسباب،بطبيعة الحال يجب أن لاتكون هذه الحرية فردية وإلا أصبحت فوضى،بل هو التزام ومسؤولية عن الذات وعن الانسانية جمعاء.
الشخص فريد،حر،مسؤول،وفاعل أي قادر على بناء ذاته وتغييرها حسب النموذج الذي يلائمه،وهذا لا يتأتى له إلا إذا تجاوز الماضي والحاضر وأن يرتمي في المستقبل دون خضوعه للضرورة الطبيعية والاجتماعية والثقافية والنفسية والبيولوجية اللا شعورية،لكن كيف يقاوم كل هذه الحتميات وهو منذ نعومة أظافره وهو يسايرها ويتعايش معها،فالمجتمع هو الذي يصنع الشخص وفق قوالب نمطية جاهزة وذلك عن طريق التنشئة الاجتماعية وثقافة المجتمع التي تملأ الانسان،وبمقتضاها يكسب الفرد معارف،نماذج،قيم،بل كيفية تصرف وتفكير وإحساس بواسطة مؤسسات اجتماعية تعمل على تكييفه وإدماجه داخل المجتمع وحسب الصورة التي يرتضيها،وهذا بات واضحا ولا يحتاج إلى دليل،فمن أحدث شيئا جديدا في المجتمع مثل اللباس أو وضع قوانين أو تجاوزها إلا ويلقى نفور وانتقاضات وطعن وإقصاء وتهميش،لكن في عصرنا أصبح هذا متجاوزا شيئا ما،على غرار المجتمعات السالفة وخصوصا النامية منها والتي تتشبت بالأصالة الأزلية.
أما بالنسبة للحتمية النفسية البيولوجية اللاشعورية فخير دليل هو موقف سغموند فرويد حيث يقول"الشخص موضوعا خاضع لحتميات بيولوجية لاشعورية "وافترض وجود منطقة نفسية لا شعورية تتحكم في أفكارنا وأفعالنا،وحصرها في ثلاث مناطق:الهُو منطقة اللاشعور يتضمن الرغبات المكبوتة لرواسب الطفولة يحكمه مبدأ اللذة،لا يراعي الواقع،والأنا وهي منطقة الشعور يحكمه الواقع وهو بثابة الرقيب على الهُو،مهمته تحقيق التوازن بين الهُو والأنا الأعلى والواقع،وثالثا الأنا الأعلى الممثل لسلطة المجتمع والقيم الدينية والأخلاقية يحكمه مبدأ الواجب. إن توزيع الطاقة النفسية بين هذه المكونات وعلاقة التداخل والصراع هي التي تحدد نوع السلوك،بمعنى أن هناك علاقة سببية حتمية بين توزيع الطاقة النفسية ونوع الشخصية .إذن خضوع الشخصية لحتمية طبيعية وبيولوجية نفسية واكراهات اجتماعية ثقافية يجرد الانسان من مقومات انسانيته أي فكره ووعيه وارادته وحريته وقيمته. واعتبار الفرد أيضا سجين ماضيه وتجاربه يكشف لنا أنه غير قادر على بناء وتغيير شخصيته.وإذا كان علم النفس الفرويدي قد انتهى إلى التأكيد على أن وعي الشخص بذاته يشوبه الوهم والغرور وتحدث عن موته واختفاءه وسط العديد من المحددات التي تشرطه وتحاصره.ولكن هل يعني هذا غيابا تاما لحرية الشخص في بناء نفسه واختيــار مصــيـره؟.



#محمد_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفيق العمر : قصة
- لمن أكتب؟
- إليك أبوح -شعر-
- تائه: -قصة قصيرة-
- غباء: -شعر-
- همس مستباح:-شعر-
- ما خفي كان أعظم
- انتهت المسرحية وتوفي البطل -خاطرة-
- أية قيمة للحقيقة في زمن العولمة؟
- رفقة الملل -شعر-
- حراس بدون ملامح - قصة-
- إستيطان -شعر-


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد العرباوي - هل يتوقف مصير الشخص على اختياره الحر؟