سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2806 - 2009 / 10 / 21 - 16:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما تصبح واحدة من اكبر منظمات حقوق الإنسان فى العالم العبى مهددة بالتوقف والشلل بسبب أزمة مالية.. فأننا نكون إزاء كارثة حقيقية.
لكن هذا هو واقع الحال العربى الذى ينظر إلى "حقوق الإنسان" كما لو كانت ضيفاً ثقيلاً غير مرغوب فيه.
لدرجة أن المنظمة العربية لحقوق الإنسان، وهى منظمة رائدة بحق وبدأت منذ 26 عاماً الحفر فى الصخر والدفاع عن فكرة حقوق الإنسان فى مناخ عربى رسمى يتلذذ بانتهاك هذه الحقوق وضربها بالحذاء، قد عانت الويلات من أجل الحصول على شهادة ميلاد عربية!
ونتذكر أن هؤلاء "الرواد" الأوائل من كافة الأقطار العربية الذين أسسوا هذه المنظمة أخذوا يبحثون عن عاصمة عربية تستضيف مقرهم فعجزوا، واضطروا إلى الذهاب إلى قبرص. وكان ذلك فى حد ذاته مؤشراً على مدى سوء حالة حقوق الإنسان فى العالم العربى من المحيط إلى الخليج.
الآن .. أصبح ضيق ذات اليد يهدد المنظمة العربية لحقوق الإنسان بوقف الكثير من أنشطتها.. وقد نقلت الصحف عن أمينها العام محسن عوض أن سبب هذه الأزمة هو أنها تعتمد فى تمويلها على تبرعات أعضائها الأثرياء. لكن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية أصابت هؤلاء الأثرياء العرب – شأنهم شأن باقى أثرياء العالم – بخسائر فادحة أثرت على تبرعاتهم للمنظمة.
صحيح أن الأمين العام للمنظمة، الرجل المحترم محمد فايق، ليس من النوع الذى يستسلم أو يرفع الراية البيضاء، ويصر على التصدى لكل العقبات المالية وغيرالمالية، لكن لا يمكن ترك هؤلاء الفرسان فى وجه العاصفة وحدهم.
وأنا لا أكتب هذه السطور للتنديد فقط بهذا الواقع العربى الردئ الذى يجعل المنظمة العربية لحقوق الإنسان فى مهب الريح وعلى شفا الافلاس.
فهذا التردى العربى معروف وموصوف ولا يحتاج إلى شرح.
المقصود بالاحرى هو مناشدة رجال الأعمال المصريين والعرب للمبادرة لانقاذ هذه المنظمة المحترمة، وألا يتركوها تغرق.
فهذا عار علينا جميعاً.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟