أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - مذكرات - قط - في بلد عربي(4)














المزيد.....

مذكرات - قط - في بلد عربي(4)


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 2806 - 2009 / 10 / 21 - 10:35
المحور: الادب والفن
    


يعدّ الموت من الأيدي الأساسية المحركة للتاريخ ،و ذلك بشقيه الموت المدبر بشريا و الموت المقرر إلهيا ...
يلغي الموت الصفقات و الظلم و المذكرات ، كما تخفي الرياح أي أثر لقافلة مرت إلى واحة ،أو إلى صحراء .
و لظني بأن جدي الأكبر (هرهور المقطقط ) قد توفي مقتولا ، فقد أردت أن أدير في أذهانكم جميعا السؤال التالي :
أيها البشر هل تورثوّن الألقاب ،الجاه ،السلطة ، الأديان ، و الأموال كرما منكم ، أم أن الموت هو الذي يسلبكم كل شيء كنتم تملكونه لحظة حضوره ؟!

لن تتابعوا مذكرات جدي الأكبر (هرهور المقطقط ) بعد اليوم ، فقد كنت قد نقلت لكم آخر ما كتبه ، و لا أملك أية معلومة عن موته إلا ما ستقرؤونه معي في مذكرات " سكر " ابنته و جدتي التي تدل كتاباتها على تاريخ حزين ، لكنّه حقيقي .
و لا بد أن أذكركم أيّها البشر أننا معشر القطط لا نميّز بين قط ذكر و قطة أنثى ، أي أننا نقدر العمل الجيد مهما كان جنس صانعه ، فلم نعتد نكران جميل أمهاتنا و جداتنا ، كما أننا نتزوج بمن نحب ، و نقدر عقول بناتنا .لذلك كونوا مطمئنين لقراءة ما كتبته " سكر ".

اليوم 7-آب -1933
قابلته خارج الزمان و المكان ، ذلك هو السر الذي جعلني أغرم بعينين باكيتين لقط مهيب الطلعة ، جميل الفراء ، و أسود .
و مع إيماني بوجود سبب بشري دوما لبكائنا نحن معشر القطط ،تقدمت ببطء و سألته عن سبب بكائه ...
صح ظنّي عندما قال لي : مذابح للآشوريين الكلدايين ، أودت بحياة الطفل البشري الذي كنت أعيش عنده.
و مع أني لا أعرف من هم أصحابه ، لكنّي أعلم تماما أن للبشر تقسيمات عجيبة ، و أنهم لا يجيدون الاتحاد تحت عنوان الإنسانيّة التي يتزلفون بها ، و يتبجحون بكونها جعلتهم أفضل منّا ...
نحن القطط غير مصنفين ، و لا نملك شهادات ميلاد تحمل معلومات موروثة ، لكننا لا نقتل بعضنا.

اليوم ...- آب – 1933
بطلي الأسود اسمه " جمر " قال لي أن و والد الطفل الذي كان يعيش عنده هو من أطلق عليه هذا الاسم ، و قد شرح له معناه بأن الجمر هو النار الخفيّة التي تدوم طويلا و التي لا تحتاج سوى الهواء لتشتعل ، و قال له أن اسمه يذكر بثورة المظلومين ، و بانتقام الله .
طلبت منه أن يخبرني عن أصحابه أكثر ، فعاد إلى (المواء) الباكي ، و ضمني و هو يقول : أنا خائف ..خائف ، و جبان .
فألغيت السؤال ، و غيّرت الموضوع مستعينة بما كنت قد قرأته في الجريدة اليوميّة البشريّة على لسان ( فرانكلين روزفلت) الرئيس الديمقراطي الجديد للولايات المتحدة الأمريكية ، و الذي حشد الكثير من الدعم و التأييد في مواجهة الكساد الكبير:
(إن الشيء الوحيد الذي يجب أن نخاف منه ، هو الخوف نفسه.)
فأجابني " جمر ": معه حق.. كل شيء في حياة البشريين مخيف ، لذلك الأفضل لصحتهم ألا يخافوا ...
و كعادتي عندما لا أفهم بدأت عيني اليمين بالرفرفة حتى أوشكت على الطيران .


اليوم 8- أيلول – 1933
بينما أعلنت الإذاعة رحيل الملك فيصل الأول ،أعلن " جمر " ترحيله ...و قال لي :
الموت قتلا كان من نصيبه كجده (الإمام الحسن بن علي)...هل تعتقدين أنّ طريقة الموت توّرث أحيانا ؟! و إن كان هذا ما يحدث فعلا هل سيقتل الآشورييون الكلدانييون من جديد ؟ّ!
و عندما قلت له أنني سئمت سيرة الموت ، رد بأسى : سيرته أفضل بكثير من مناظرته..ثم غمز بعينه الحلوة قائلا :
على أيّة حال.. الحب عدو الموت ...
فأجبت : ما أضمنه لك تماما أنّ الحب لا حاجة له لأن يوّرث ، بل يقنع الجميع باعتناقه ...
ثم بدأنا بالغناء :( يا وردة الحب الصافي ..تسلم إيدين اللي سقاكي ...).

يتبع ...



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان (2)
- مذكرات - قط - في بلد عربي(3)
- أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان...
- مذكرات - قط - في بلد عربي(2)
- أسرار جنسيّة : قوس قزح
- مذكرات -قط-في بلد عربي
- أسرار جنسية: ثالوث
- أسرار جنسيّة : (وسواس جنسي)...
- أسرار جنسيّة :(حريم!!)
- أسرار جنسيّة :(صور ليست للذكرى!!)
- أسرار جنسية : سر (الحب والحزب الأول)
- أسرار جنسية: السر الرابع عشر (عماد)
- أسرار جنسية: السر الثالث عشر(رامي)
- سر الأسرار!!
- أسرار جنسية: السر الثاني عشر(ماهر)
- أسرار جنسية: السر الحادي عشر(سيسي)
- أسرار جنسية: السر العاشر(حرية الرأي في بيت الدعارة)
- أسرار جنسية: السر التاسع (الغبية!!)
- أسرار جنسية: الجزء الثامن(فاتن)
- أسرار جنسية: الجزء السابع(ضرار)


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - مذكرات - قط - في بلد عربي(4)