أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - لماذا ضفاف دجلة؟!














المزيد.....

لماذا ضفاف دجلة؟!


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2806 - 2009 / 10 / 21 - 08:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حرم الشعب العراقي طوال السنوات الست المنصرمة منذ التغيير في نيسان 2003 من التنزه ليلا في مركز العاصمة بغداد وبالذات في المناطق التي كانت تعد فضاءات طبيعية للتنزه ونعني بها ضفاف دجلة في رصافة بغداد وكرخها وكان النظام المباد قد حجر على منطقة واسعة من تلك الضفاف له ولحاشيته ومنع المواطنين من استعمالها والتنزه فيها وقد استبشر الناس خيرا عقب التغيير في ان تعود تلك الضفاف اليهم ويعودون اليها غير ان الوضع الامني غير المستتب الذي اعقب التغيير استوجب فرض حالة منع تجوال اثناء الليل ما حرم المواطن من التمتع بحقه الطبيعي في تلك الضفاف التي تعد ملكا لعامة الناس.
غير ان ما اثير في الآونة الاخيرة وبالتحديد منذ آب الماضي كشف عن محاولات تجري لاستملاك اراض واسعة من ضفاف دجلة لأفراد وهو امرجد خطير إذ ان تلك الضفاف كانت ملكا مشاعا طوال تاريخ العراق القديم مرورا بمراحل الدولة العباسية وصولا الى الدولة العراقية الحديثة التي ابقت على تلك الضفاف ملكا مشاعا إذ ان اولي الامر من المخططين ومجالس الاعمار ارتأوا ان من حق ملايين الناس ان تتمتع بتلك الضفاف وانه لا يجب ان تكون لأفراد معدودين وان اول من استعمل تلك الضفاف لأغراض شخصية هو النظام المباد الذي استولت عائلته على مساحات منها لتقيم قصورها واماكن لهوها في حين تم حرمان المواطنين والبغداديين منهم بالذات الذين لم يستطيعوا حتى ان يقتربوا من تلك المناطق.
وقد كانت المعارضة للنظام المباد ومنهم اعضاء حاليون في الحكومة وفي مجلس النواب يعدون ذلك التصرف من قبل نظام صدام من ابرز الادلة على طغيانه وجبروته. غير ان سلسلة القرارات والمطالبات التي نشرتها "الصباح الجديد" تشيرالى ان تلك الاراضي التي هي من حصة الشعب العراقي لاغراض الخدمات العامة يجري التخطيط للاستيلاء عليها من قبل المسؤولين الذين إئتمنتهم البلاد على املاكها إذ ان تلك الاراضي يجب ان تكون من حصة الاجيال العراقية المقبلة تتمتع بها بحرية.
وعود على بدء نقول لماذا ضفاف دجلة ولماذا الكرادة بالتحديد؟ سوف نناقش الامر بهدوء ونحاول ان لا نعترض على منح المسؤولين واعضاء مجلس النواب قطع الاراضي بصفتهم مواطنين عراقيين ـ بغض النظر عن حصول المواطن على قطعة ارض من عدمه ـ ولكن الا يحق لنا التساؤل: لماذا يتم اختيار الاراضي في الكرادة وغيرها من مناطق مركز بغداد في حين ان التصاميم الاساسية لبغداد الكبرى تستدعي توسيع فضاءات مركز المدينة وتحويل المناطق السكنية الى الاطراف بسبب التوسع الهائل في التجارة وحاجة بغداد المتكاثرة الى الاسواق والمتنزهات والملاعب الرياضية اسوة بدول العالم.
هناك مناطق واسعة في اطراف بغداد وبينها وبين محافظات واسط وديالى والانبار وصلاح الدين وغيرها تصلح لإقامة المساكن الخاصة بالمسؤولين بامكانهم استعمالها كاملاك شخصية لهم وبمقدورهم مدها بالخدمات المطلوبة وانشاء مجمعات عصرية كما ان باستطاعة كثير من المسؤولين الحصول على قطع اراض في مساقط رؤوسهم وبحسب القانون الذي لم يزل معمولا به الذي يظهر انه يطبق على المواطن فقط و غير ملزم للمسؤولين. لو فعلوا ذلك فلربما تقبل المواطن العراقي الامر، غير ان منافسة ابناء الشعب على اماكن تسليتهم وترفيه اطفالهم ادى بالمواطن الى ان يشعربقلق كبير خوفاً من ان تضيع منه تلك الحاجة الانسانية بعد ان ضاعت منه بالكامل اثناء السنوات الست المنصرمة وهو يرزح تحت سطوة حظر التجوال ويبقى معتكفا هو واسرته في بيته منذ اول ساعات المساء.
ان الرأي العام العراقي والشعب العراقي عموما يناشد المسؤولين الى التصرف بمسؤولية بصفتهم الحكام الحاليين والمنفذين لرغبات الشعب وكذلك اعضاء مجلس النواب بأن يوقفوا العمل بتلك القرارات وان يبحثوا لأغراض سكنهم الشخصي عن مناطق بديلة عن الكرادة ومركز بغداد لأنها ملك العراقيين جميعا كي لا يفاجأ الشعب بعد تحقق الامن وعودة الحياة الى طبيعتها بعدم وجود اماكن تأويه واطفاله للتنزه بها والتمتع بخضرتها.





#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأراضي لهم وللفقراء الجحيم
- محاولة الغاء عراقيي الخارج
- فوضى التعيينات في البلد
- قوانين على عجل وأخرى تنتظر!
- مزورون بالجملة
- ودوّروا الأموال مثل الكرة!
- تخلّف الخطاب الانتخابي العراقي
- الدبلوماسية العراقية والمشتركات الوطنية
- يعطلون الجلسات للسفر لدول الجوار
- دكتاتوريات جديدة تتكاثر
- محاولات متواصلة لإحياء القائمة المغلقة
- فرصة لتحسين الكهرباء
- ولائم التأجيلات حتى الدورات المقبلة
- لندع زهور الفكر تتفتح
- خطاب سياسي متأزم
- وأين نحن من غير المتجاوزين؟
- الحرص على احترام الآخر
- الائتلافات الانتخابية .. هل هي سبيلنا الوحيد؟
- هل تحطمت ثقة المواطن بأجهزته الأمنية وبحكومته؟!
- حدود حرية التعبير و قضية احمد عبد الحسين


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - لماذا ضفاف دجلة؟!